"كلنا نَعْرفُ بأنّ فَنَّ الكاريكاتير هو أكثر تعقيدا مما يبدو عليه من النظرة الأولى. من المعلوم لأي محترف حقيقي ان انتاج اللوحة الكاريكاتيرية يعتمد على الفكرة، الموهبة، والإلهام الفني، وبدون هذه الأمور، فلا مكان لخلق أو إبداع أي لوحة. للأسف عند وضع الرسومات في معرض المقارنة، ننسى او نتناسى ماهية الرسالة التي يؤديها الفنان من خلال لوحته. قد نبدو أحيانا سطحيين بالحكم على بعض اللوحات الكاريكاتيرية التي قد تتشابه، الأمر الذي قد يكون له تجاوزاته الأخلاقية. أخذا ببعض النظريات في فن الكاريكاتير، فإن هناك أربع أقسام محددة في إطار قياس اللوحة إلى الأخرى:
1 – الانتحال أو النسخ.
2- التشابه بنفس الرسالة المؤداة.
3- تشابه باللوحة مع الاختلاف بالرسالة ..
4- الأصالة بالفكرة وبالرسالة المؤداة .. (لا تشابه)
وعليه فأن البندين الثالث والرابع إن توافرا فلصاحبهما الحق بنيل الجوائز الدولية عن لوحته ان استوفت شروط الفوز.
أوافق تماما على انه ليس من السهولة بمكان اتخاذ القرار بين لوحتين كاريكاتيريتين، لكن من المتوجب علينا قبول الاستلهام بين فنان وآخر، بحالة معينة قوامها أداء رسالة مختلفة من خلال اللوحة. المؤثرات الغرافيكية لا بد من القبول بها. الأفكار الأصلية لا يمكن الاقفال عليها في خزنة آمنة في مصرف. وعليه، بعد 35 سنة من مزاولة مهنة الرسم الكاريكاتيري، و60 سنة في الحياة، لا أقدم أي تنازلات فيما يعنيني أو يعني الفنانين الآخرين.. أعتقد أنه من المتوجب علينا جميعا أن نعاود تحليل فن الكاريكاتير."
المصدر : جريدة الثبات
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 06-29-2008, 08:17 PM بواسطة الجاحظ.)