بقلم تيسير مشارقة

رحل القائد القومي الكبير جورج حبش مساء يوم 26/01/2008 . وينبغي أن نودعه وداع الشهداء العظام في فلسطين. فهو الذي لملم أشلاء حركة القوميين العرب بعد هزيمة حزيران 1967 في (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، أراد لهذه الحركة أن تستلم الراية القومية بحلة أممية ، في أول مزج بين القومية والأممية في العالم الثالث. هذا المزج في ظل الصعود الماركسي اعتبره البعض خلطاً غير موفق مما أدى إلى انشقاق الطرف الأممي الماركسي (الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) ولا ضير في ذلك فالانسجام المفقود تم ترجمته في انشقاق .

و ظلت الجبهة الشعبية سائرة بنهجها ( القومي _الأممي) بقيادة حكيم الثورة الدكتور جورج حبش الذي احتار ذات مرة في مواقف منظمة التحرير الفلسطينية ، فتنحّى جانباً . ولكنه عاد إلى الحضن الأم موافقاً على البرنامج المرحلي الذي كان سبب الخلاف. وفي العام 1988 حين تم الاعلان عن الاستقلال الفلسطيني في الجزائر هتف حبش و القائد الرمز أبو عمار (وحدة وحدة وحدة حتى النصر) وهو الشعار الرديف لـ (ثورة ثورة ثورة حتى النصر).

وبينما الشيخ خالد مشعل (زعيم حماس) الذي يحاول اليوم الالتفاف على شرعية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية وينشق على الخط الوطني الفلسطيني بانقلاب يشق الوطن. بقي الراحل حبش في حياته وحدوياً قومياً وثائراً عنيداً احترمه كل الناس بنظريته الثورية (نظرية الأجيال) في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ، متمسكاً بالوحدة الوطنية داخل (م ت ف) الوطن المعنوي الأم للفلسطينيين، ومتمسكاً بحق العودة والثوابت الفلسطينية ,متمسكاً بحق الفلسطينيين في استعادة كافة التراب الوطني الفلسطيني، كل فلسطين من البحر إلى النهر. نظرية الحكيم تقول :إنه إذا لم يتحقق للجيل الحالي النصر والتحرير ، فإن الأجيال القادمة هي التي ستقوم بعملية التحرير وتطهير الأرض الفلسطينية من النجس والإحتلال الصهيوني الإسرائيلي.

نظرية الأجيال ، جعلت ابواب الصراع مفتوحة وأن لا استسلام لمشاريع التسوية وأن الحق بفلسطين 1948 لن يتساقط ولن ينتهي مع مرور الأجيال وسيأتي جيل من الأمة الفلسطينية يرفع راية الكفاح من أجل تطهير فلسطين (كل فلسطين) من فلول الإحتلال والاستعمار الصهيوني. ولا تنازل عن حق العودة إلى الوطن الأم (فلسطين) لأي طرف كان .

هذا الايمان العميق بنظرية الأجيال كان بمثابة (التعويذة الفلسطينية) الأبدية التي منعت الخصام والاقتتال الداخلي داخل الصف الوطني الفلسطيني. كانت نظرية الأجيال بمثابة (الضمانة التاريخية ) لكل المؤمنين بنظرية الحكيم أن لا أحد يستطيع التفريط في الوطن الأم أينما كانت الظروف المرحلية. لهذا السبب لم ترفع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السلاح في وجه الفصائل الفلسطينية الأخرى أو في وجه الشعب الفلسطيني (كما تفعل حماس الآن).

قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق الراحل جورج حبش سلم الراية[بسبب المرض] لرفيقه أبو علي مصطفى الذي عاد إلى الوطن وساهم مع رفيقة الشهيد ياسر عرفات في بناء السلطة الوطنية الفلسطينية (بالرغم من الاختلاف في المنهج) إلى أن ذهب (أبو علي مصطفى) ضحية الغدر الإسرائيلي ، واستلم الراية من بعده الأسير أحمد سعدات حاملاً للراية دون مساومة منتقماً لرفيقه القائد الشهيد. والمسيرة مستمرة.
وداعاً أيها الرفيق.

mashareqa@hotmail.com
28/01/2008

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	عدد خاص عن جورج حبش للتحميل	Basic	2	1,853	02-14-2010, 09:36 AM آخر رد: هاله
	ذكريات مع جورج حبش: «حكيم» الثورة الفلسطينية	vodka	1	1,502	02-10-2008, 03:03 AM آخر رد: vodka
	وداعا للحكيم : ملف الفقيد المناضل جورج حبش	عزالدين بن حسين القوطالي	11	3,466	02-09-2008, 12:58 AM آخر رد: ابن سوريا
	مدينة اللد تحتضن قداس ابن المدينة المناضل د.جورج حبش	ابن سوريا	1	1,382	02-06-2008, 06:25 AM آخر رد: ابن سوريا
	وداعا لايقونة فلسطين وداعا جورج حبش	فضل	25	9,041	02-01-2008, 11:42 PM آخر رد: فضل