السجين السياسي السابق عماد شيحة, يوقع كتابه الثالث
برع عماد شيحه في وصف عالم السجن وهو الذي أمضى نحو ثلاثين عاما من عمره فيه، فنراه يتحدث عن تفاصيل دقيقة تنقلنا إلى عالم السجن... الوحدة ..الحصار.. الخوف. " وفي دورانها حول نفسها أطبقت الفوضى عليها فأضاعت حواسها وراحت تتخبط بالجدران الضيقة والمتلاصقة.. ترتاح قليلا في الزوايا وقد حمت ظهرها ومجنبتيها وركزت اهتمامها على الأمام والأعلى" " على الباب التقاها الوجه المكتنز فعصب عينيها بخرقة كالحة اللون أحكم شدها فأوجعتها ولم تدر إلا ورسغاها مقيدان بصفد معدني، وصراخ وحشي يتردد من أمامها وخلفها وأصوات اصطفاق أبواب .. تعلو درجات وتهبط أخرى تنعطف شمالا تارة ويمينا تارة أخرى".
لكنه ينقل لنا بطريقة ما كيف تتولد عن عالم السجن مشاعر الحرية والأمل والقوة " ومع ذلك أفرحي فما عاد هنالك من يتدخل في سيرورة حياتك أو يقحم نفسه قسرا على أفكارك فتضطرين لأخذها بعين الاعتبار"
" وحالما أغلق الباب الحديدي وقعقعت مفاتيحه تنفست الصعداء، اقتعدت الأرض. ما كانت بحاجة إلا لغسل يديها لتنعم بنوم عميق.."
خاص ثرى
http://www.thara-sy.com/English/arabic/ind...view&id=831
كانت الخيم التي تحيط بمكتبة الأسد محتشدة بأناس يبحثون عن كتب يأملون أنها ستملأ رفوف مكتباتهم، من كتب التاريخ إلى الفيزياء والكتب الرومانسية وكتب اللاهوت، وكان يوجد القليل من كل شيء لكل شخص في معرض الكتاب الثالث والعشرون في دمشق، الذي أقيم في مكتبة الأسد بين الأول والحادي عشر من آب. المعرض كان مزدحماً بشكل متناغم طوال الأسبوع، حيث أثبتت التظاهرة اهتماما وحماسا كبيرين للكتب من قبل تشكيلة كاملة من الناس.
محامون وسائقي سيارات أجرة، كانوا يقفون إلى جانب بعضهم البعض، يلوون أعناقهم ليقرؤون أحدث الروايات لكّتاب محليين وعرب وعالميين.
في يوم الخميس التاسع من آب، في إحدى زوايا المعرض، احتفلت دار السوسن و دار الحصاد بتوقيع الرواية الثالثة للكاتب السوري عماد شيحة، التي حملت عنوان بقايا من زمن بابل. وعن هذه الرواية قال لنا عماد شيحة أنها ستكون الأخيرة في سلسلة "نصوص من وراء الجدران" التي بدأت مع موت مشتهى ثم غبار الطلع وأخيراً بقايا من زمن بابل.
الكاتب وقع بفخر مئات النسخ للكبار والصغار، في جو ضم نخبة من الشخصيات الأدبية والثقافية والإعلامية البارزة.
ثرى اضطرت للقتال من خلال معجبين عماد شيحة ومن خلال عائلته وأصدقائه المحتشدين بكثافة، من أجل أن تؤمن عشر دقائق لإجراء مقابلة مع الكاتب على هامش المعرض... وكان الحوار القصير التالي:
بما أن هذه هي الرواية الثالثة لك، كيف تقارنها مع الروايتين السابقتين؟ ما هو الجديد فيها؟
هذه هي الرواية الأخيرة في سلسلة تدعى (نصوص من خلف الجدران). تناقش هذه النصوص بشكل رئيسي العزلة التي يواجهها الناس هنا وكيف يتعاملون مع الظروف الصعبة في حياتهم. إنها حول الطريقة التي يعامل بها الناس من قبل الغير وكيف تكون ردة فعل الشخص لمثل هكذا تصرف. هذه الرواية جديدة في هذا الموضوع لإنها تخلق علاقة بين الحاضر الذي نعيشه اليوم والتاريخ القديم في الماضي. وعنوانها (بقايا من زمن بابل) وهي تتكلم عن الحضارات السورية والبابلية والسومرية. حاولت أن أكشف العلاقة بين الماضي والحاضر من أجل تجديد القيم الحياتية لوقتنا الحاضر، خاصة تلك التي تتعلق بالنساء، والعلاقة بين الحياة والموت.
هل يوجد هناك أي علاقة بين الرواية وبين حياتك الخاصة؟
لا يوجد هناك أي علاقة بين حياتي الخاصة والحياة الخاصة للشخصيات الموجودة في الرواية. إنها تصل إلى نوع محدد من الشخصية وتتعامل مع أشخاص من مسارات مختلفة من الحياة. هذه هي طريقة جديدة من إعادة بناء الحقائق الموجودة في حياتنا. إنها ليست قصة حقيقية عن شخصيات واقعية، لكنها تركز على الحقائق في حياتنا.
ما هي العلاقة بين الروايات الثلاثة؟
كلها تتعامل مع الوسائل التي يستخدمها الناس لتتلاءم مع الظروف الصعبة للحياة، والتي يمكن أن تقود في بعض الأحيان إلى الوحشية. كل إنسان معرض لمثل هكذا (تخوفات)تهويلات بشكل مختلف، وخلق طريقتهم الخاصة للتعامل معها. رابط آخر بين الروايات هي أن كل الروايات تدافع عن القيم الأساسية في الحياة و تحاول إعادة خلق هذه القيم في الوقت الحاضر.
هل ستترجم أية رواية من رواياتك إلى لغات أخرى؟
نعم، آمل أن تترجم إلى لغة أجنبية على الأقل.
هل حضرت معرض الكتاب السنة الماضية؟
السنة الماضية كنت قد أنهيت رواية جديدة تدعى "غبار الطلع" عندما اندلعت الحرب في جنوب لبنان، ولهذا كنت غير محظوظ لأنني لم أتمكن من طرح كتابي، فالوقت لم يكن مناسبا.
هل تعتقد أن معارضا كهذه المعارض مفيدة للمجتمع السوري؟
برأيي، إن مثل هذه المعارض تحيي العلاقة بين الكاتب والقارئ. وأنا مسرور جدا لرؤية العديد من الناس الذين .يأتون إلى هنا ليشاهدوا المعرض. إنه يكشف
خاص ثرى
كانت الخيم التي تحيط بمكتبة الأسد محتشدة بأناس يبحثون عن كتب يأملون أنها ستملأ رفوف مكتباتهم، من كتب التاريخ إلى الفيزياء والكتب الرومانسية وكتب اللاهوت، وكان يوجد القليل من كل شيء لكل شخص في معرض الكتاب الثالث والعشرون في دمشق، الذي أقيم في مكتبة الأسد بين الأول والحادي عشر من آب. المعرض كان مزدحماً بشكل متناغم طوال الأسبوع، حيث أثبتت التظاهرة اهتماما وحماسا كبيرين للكتب من قبل تشكيلة كاملة من الناس.
محامون وسائقي سيارات أجرة، كانوا يقفون إلى جانب بعضهم البعض، يلوون أعناقهم ليقرؤون أحدث الروايات لكّتاب محليين وعرب وعالميين.
في يوم الخميس التاسع من آب، في إحدى زوايا المعرض، احتفلت دار السوسن و دار الحصاد بتوقيع الرواية الثالثة للكاتب السوري عماد شيحة، التي حملت عنوان بقايا من زمن بابل. وعن هذه الرواية قال لنا عماد شيحة أنها ستكون الأخيرة في سلسلة "نصوص من وراء الجدران" التي بدأت مع موت مشتهى ثم غبار الطلع وأخيراً بقايا من زمن بابل.
الكاتب وقع بفخر مئات النسخ للكبار والصغار، في جو ضم نخبة من الشخصيات الأدبية والثقافية والإعلامية البارزة.
ثرى اضطرت للقتال من خلال معجبين عماد شيحة ومن خلال عائلته وأصدقائه المحتشدين بكثافة، من أجل أن تؤمن عشر دقائق لإجراء مقابلة مع الكاتب على هامش المعرض... وكان الحوار القصير التالي:
بما أن هذه هي الرواية الثالثة لك، كيف تقارنها مع الروايتين السابقتين؟ ما هو الجديد فيها؟
هذه هي الرواية الأخيرة في سلسلة تدعى (نصوص من خلف الجدران). تناقش هذه النصوص بشكل رئيسي العزلة التي يواجهها الناس هنا وكيف يتعاملون مع الظروف الصعبة في حياتهم. إنها حول الطريقة التي يعامل بها الناس من قبل الغير وكيف تكون ردة فعل الشخص لمثل هكذا تصرف. هذه الرواية جديدة في هذا الموضوع لإنها تخلق علاقة بين الحاضر الذي نعيشه اليوم والتاريخ القديم في الماضي. وعنوانها (بقايا من زمن بابل) وهي تتكلم عن الحضارات السورية والبابلية والسومرية. حاولت أن أكشف العلاقة بين الماضي والحاضر من أجل تجديد القيم الحياتية لوقتنا الحاضر، خاصة تلك التي تتعلق بالنساء، والعلاقة بين الحياة والموت.
هل يوجد هناك أي علاقة بين الرواية وبين حياتك الخاصة؟
لا يوجد هناك أي علاقة بين حياتي الخاصة والحياة الخاصة للشخصيات الموجودة في الرواية. إنها تصل إلى نوع محدد من الشخصية وتتعامل مع أشخاص من مسارات مختلفة من الحياة. هذه هي طريقة جديدة من إعادة بناء الحقائق الموجودة في حياتنا. إنها ليست قصة حقيقية عن شخصيات واقعية، لكنها تركز على الحقائق في حياتنا.
ما هي العلاقة بين الروايات الثلاثة؟
كلها تتعامل مع الوسائل التي يستخدمها الناس لتتلاءم مع الظروف الصعبة للحياة، والتي يمكن أن تقود في بعض الأحيان إلى الوحشية. كل إنسان معرض لمثل هكذا (تخوفات)تهويلات بشكل مختلف، وخلق طريقتهم الخاصة للتعامل معها. رابط آخر بين الروايات هي أن كل الروايات تدافع عن القيم الأساسية في الحياة و تحاول إعادة خلق هذه القيم في الوقت الحاضر.
هل ستترجم أية رواية من رواياتك إلى لغات أخرى؟
نعم، آمل أن تترجم إلى لغة أجنبية على الأقل.
هل حضرت معرض الكتاب السنة الماضية؟
السنة الماضية كنت قد أنهيت رواية جديدة تدعى "غبار الطلع" عندما اندلعت الحرب في جنوب لبنان، ولهذا كنت غير محظوظ لأنني لم أتمكن من طرح كتابي، فالوقت لم يكن مناسبا.
هل تعتقد أن معارضا كهذه المعارض مفيدة للمجتمع السوري؟
برأيي، إن مثل هذه المعارض تحيي العلاقة بين الكاتب والقارئ. وأنا مسرور جدا لرؤية العديد من الناس الذين .يأتون إلى هنا ليشاهدوا المعرض. إنه يكشف
http://72.232.60.155/~tharaorg/English/ara...8&Itemid=82
نصوص من وراء الجدران
في تجربته الروائية الأولى، يتناول عماد شيحه السجين السياسي الأقدم في المنطقة وربما في العالم بأسره، قصة تقليدية، أراد لها أن تكون انعكاسا لواقع مفطور بالانتهازية والتمييز والهم. وذلك من خلال سرده لأحداث واقعية تعصف بحياة أسرة ريفية غارقة في متاهات العرف والتقليد الاجتماعي، كما وتعصف بها نزعات مختلفة من الحنين والأمل والانكسار. تبدو القصة منذ بدايتها قصة كلاسيكية، إلى الدرجة التي يتخيل لمن يقرأها للمرة الأولى انه سبق له قراءتها أو مشاهدتها في احد الأعمال الدرامية، لكن ما يختلف في هذه الرواية هو ذلك الأسلوب المميز الذي يذكرنا إلى درجة كبيرة بطريقة أدباء وكتاب الخمسينيات
عندما يلج الكاتب عميقا عميقا في كوامن أبطاله وعوالمهم الداخلية، فيجعل منهم أوراق بيضاء سهلة القراءة، معتمدا على قدراته اللغوية والتعبيرية المميزة.
تحكي الرواية قصة فتاة " رباب عبد الجبار" فتاة من أسرة ريفية نجحت- إلى حين- في كسر الطوق الحديدي الذي يكبل حياة قريناتها في الريف السوري، فاختارت لنفسها ما أرادته، وقررت مصيرها وحدها وكان مصيرها الموت الذي اشتهته هي بذاتها وبيدها!!
تبدأ القصة عندما تقرر الأسرة تزويج رباب من ابن عمها غانم الضبعية، كصفقة للتنازل عن دم أخيه المقتول بيد "ناصيف" شقيق رباب، لكن رباب الفتاة المتعلمة والتي سمح لها على مضض من العيش في المدينة وتعمل كصيدلانية، ترفض هذه الصفقة وتحارب من أجل إقناع والدها الذي تعتبره أحد القيم النبيلة في حياتها من أجل وقف هذه الصفقة، وهنا تبدأ المشكلة فالأب الذي يحب ابنته إلى درجة كبيرة وهو ما ظهر في مواضع عديدة من الرواية " لو لم تكن أنثى؟! أتقول ذلك الآن وقد حلمت بها ليلا نهار حتى أتتك، دون أن تخبر أحدا أو يعرف أحد أنك عددت النجوم بانتظار وصولها وترقب هطولها؟! هذا الأب يجد نفسه تائها بين خيار ابنته الرافضة ورغبته في حل المشكلة التي تواجه الأسرة وعدم قدرته عن التراجع عن قراره، متمنيا أن يأتيه الحل من حيث لا يعلم، فيكون الحل على دفعتين الأول والذي يمثل ذروة أحداث الرواية عندما تقوم رباب بقتله وهي تحت تأثير حالة نفسية من اللاشعور والثاني عندما تختار الموت لنفسها فتنتحر لتفوت الفرصة على أهلها لقتلها.
شخصيات الرواية:
يعتمد الكاتب في عرضه لشخصيات روايته على جملة من التحليلات النفسية يسبر من خلالها شخوص الرواية، فالشخصيات الذكورية الرئيسة هي شخصيات منهكة غارقة في نوع من العلاقات المتوحشة القائمة على التسلط، فالأخ الأكبر ناصيف يمثل الشخصية الانتهازية التي يمكن لها أن تفعل أي شيء للوصول على هدفها " بقاء أخيه بالسجن عوضا عنه على جريمة القتل التي ارتكبها ناصيف نفسه" " تزويج رباب من ابن عمها لإنهاء المشكلة" " الطمع في ميراث الأب وتوجهه للعمل في العقارات والمضاربات" " دفعه لأخيه الصغير وسيم لقتل رباب".
نواف وهو الأخ الذي يمثل نموذجا للعقلية المتحجرة المرتهنة للإرادة الأعلى والتي حجب عنها حق اتخاذ القرار، فصارت تابعا من الدرجة الأولى، لا يعرف سوى تنفيذ رغبات من يسيطر عليه.
وهناك عادل المعلم البسيط الضائع في متاهة أحلامه بالتغيير وظروفه الصعبة. أما وسيم والذي مثل عالم البراءة في العمل، فلم تنجح علاقته الأمومية بأخته رباب من الخروج على تركيبة مجتمعه وأسرته فنراه في نهاية الرواية يدفع إلى محاولة قتل أخته رباب تحت تأثير أخيه ناصيف. وهناك حسين الذي يقبع في السجن على ذنب لا يتحمل مسئوليته كاملا.
الشخصيات النسائية:
يذهب عماد شيحه في تصويره للشخصيات النسائية في العمل إلى درجة بعيدة من الواقعية، حتى تظهر معظمها شخصيات مهزومة عاجزة عن تغيير واقعها وراضخة للهم اليومي الذي نشأت فيه. وحدها رباب بطلة العمل كانت تحاول التمرد على واقعها، عندما اختارت أن يكون لها خطها الخاص ولكنها لم تنجح في رسمه بعيدا عن المجتمع المأزوم الذي تكتنفه علاقات ذكورية صرفة، تجعل من المرأة سلعة لا أكثر." آلت على نفسها أن تكون شيئا مختلفا لأمها وخالاتها وبناتهن ورفيقات صباها! بحثت فيهن عن واحدة فقط تشاركها بعض ما يعتلج في نفسها من غير أن تصرح به أو تعلنه". ولعل أفضل تعبير عن هذا النوع من النساء المستسلمات لواقعهن هي شخصية الأم "آمنة" التي تظهر بمظهر العاجزة عن اتخاذ أي قرار لتخليص ابنتها من الأزمة " راحت العجوز تحيك من ندبها ونواحها على ابنتها ما تستر به عجزها عن الذود عنها أو الوقوف إلى جانبها " على أن شخصية الأم "آمنة" عبري عن مدى القسوة التي مورست عليها لتطويعها من قبل الذكر الأب " عبد الجبار" " الوحيدة التي لم تشق عصا الطاعة. لم تكن هينة أبدا ولم تستقر وتهدأ إلا بعد أن أشبعت جسدها ضربا لسنوات طويلة فاستسلمت، عضت على لسانها واستحالت شبحا حاضرا بأفعاله دون أن يرى" وهناك انهار الفتاة التي تدفعها الظروف للعمل في الدعارة على الرغم من أحوال أبيها المادية الجيدة.
عالم السجن:
برع عماد شيحه في وصف عالم السجن وهو الذي أمضى نحو ثلاثين عاما من عمره فيه، فنراه يتحدث عن تفاصيل دقيقة تنقلنا إلى عالم السجن... الوحدة ..الحصار.. الخوف. " وفي دورانها حول نفسها أطبقت الفوضى عليها فأضاعت حواسها وراحت تتخبط بالجدران الضيقة والمتلاصقة.. ترتاح قليلا في الزوايا وقد حمت ظهرها ومجنبتيها وركزت اهتمامها على الأمام والأعلى" " على الباب التقاها الوجه المكتنز فعصب عينيها بخرقة كالحة اللون أحكم شدها فأوجعتها ولم تدر إلا ورسغاها مقيدان بصفد معدني، وصراخ وحشي يتردد من أمامها وخلفها وأصوات اصطفاق أبواب .. تعلو درجات وتهبط أخرى تنعطف شمالا تارة ويمينا تارة أخرى".
لكنه ينقل لنا بطريقة ما كيف تتولد عن عالم السجن مشاعر الحرية والأمل والقوة " ومع ذلك أفرحي فما عاد هنالك من يتدخل في سيرورة حياتك أو يقحم نفسه قسرا على أفكارك فتضطرين لأخذها بعين الاعتبار"
" وحالما أغلق الباب الحديدي وقعقعت مفاتيحه تنفست الصعداء، اقتعدت الأرض. ما كانت بحاجة إلا لغسل يديها لتنعم بنوم عميق.."
موت مشتهى:
يقدم عماد شيحه في روايته "موت مشتهى" إدانة واضحة للظلم الاجتماعي، عبر مجموعة من الشخصيات التي يبدو معظمها باستثناء شخصية "رباب عبد الجبار" شخصيات هامشية، تنجرف بلا مقاومة إلى تيار الحياة دون مشروع اجتماعي ودون أمل في تغيير الواقع الذي تعيشه، وحده الخيال يشعرها بأنها لا تزال متواجدة بيننا. إنها رواية واقعية، تبحث عن الذات في خضم واقعنا المعقد ، تخاطب الحقيقة، وتصارح المجتمع الهارب دائما من مواجهة نفسه بالحقيقة.
لقد نجح عماد شيحه بفضل قدرته على رصد الحياة الاجتماعية وتتبعها ورسم شخصياتها، وبفضل قدرته الرائعة على الوصف، من نقد الواقع الاجتماعي بكل تناقضاته لأنه أدرك ماهية ما يجري، على الرغم من الغياب الطويل له بعيدا عنا. لقد بث فينا عماد توقه الدائم إلى العدل والحرية ....