يتشدق الليبراليون كثيراً بمقولات تظنّ معها أنّهم هم وحدهم سبب الإصلاح في العالم العربي ..
وأنهم هم أصحاب الفكر التقدمي الّذي سينتشل الأمة من القاع إلى القمة .
وأنهم أصحاب المبادرة إلى المشاركة الاجتماعية والنهوض بالمجتمع إلى قيمه الحقيقية التي تقوده إلى الرفاه والنعيم .
وإذا قرأت لهم تخال أحدهم قاعداً على عرش التوجيه والإصلاح .. ولا يدري المسكين أنّه كمن يكلّم نفسه ..
ما أكثر ما تدعيه الليبرالية والليبراليون العرب بالذات ..
وأصدق من ينطبق عليهم القول السائر (بيّاع كلام) هم الليبراليون .
كثيراً ما يطالب الليبراليون غيرهم من المسلمين الذين يخالفونهم بمشاريعهم .. وإنجازاتهم .. وماذا حققوا ؟
دع الناس يفعلون ما يشاؤون .. حرية مطلقة لا قيد فيها .. إلا إذا أضرت بالفكر الليبرالي وأصحابه فقط !
لهذا فكل ما تراه من تفسخ وانفلات وإهدار للقيم والفضائل فهو نتاج هذا الفكر العفن الذي يراد له أن يصبح ممارسة فعلية في ديار المسلمين .
وما يدعيه الليبراليون من الإصلاح ودفع عجلة التقدم وغير ذلك فليس والله لهم فيه عير ولا نفير .. وما أصدق قوله صلّى الله عليه وسلّم : « المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» .
ما يحدث أو حدث في بلاد المسلمين من خير وتقدم فهو نتاج جهود فردية أو جماعية لمصلحين في مواقع شتى بعضهم من ولاة الأمور وبعضهم من التجار وبعضهم من المفكرين .. وليس لكل هؤلاء علاقة بهذا الفكر المريض ..
هؤلاء الليبراليون أجسام طفيلية تتغذى على وترتفع على مجهود الآخرين وكفاحهم ..
الإسلاميون ليسوا أصحاب مشاريع .. إنهم أصحاب عمل وفعل ..
الإسلاميون يقدمون ما بأيديهم ولا يبنون قصوراً في الهواء ..
قضية الإسلاميين الكبرى هي إعادة النّاس إلى دين الله .. وليسوا أصحاب مال وأبراج وشركات يقدمون لهم الدنيا ..
ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندما قدم إلى المدينة وبايع الأنصار وسألوه عن الثمن لم يعدهم بدرهم ولا دينار .. وإنما قال : «الجنّة« .
وهكذا الإسلاميون ليس لديهم ما يبشرون الناس به إلا الجنة وإلاّ فالدنيا لأهلها ..
ولا أعني بذلك أنها خارج اهتمامهم .. أو أنّ مشاكل الناس الحياتية ليست ضمن جهودهم ..
فلو نظرت حولك في أيّ أرض فيها للمسلمين منكوب .. لن تجد إلاّهم ..
ابحث في أيّ مكان فيه حاجة للمساعدة ومدّ يد العون ..
هل رأيت ليبرالياً هناك ؟
هل صادفت يوماً أحد هؤلاء (البرجيون العاجيون) يحمل كيس دقيق ، أو يمسح رأس طفل أو يغطي امرأة أو يطعم جائعاً ؟
من تراهم هناك إلاّ أصحاب الأيادي المتوضأة (الليبراليون لا يتوضؤون وأنا ربي يسألني عن هذا) ..
من تراهم هناك إلاّ أصحاب اللحى الّتي تقطر الماء الطهور ..
وفي أنصاف الليالي بينما آلاف الشباب والفتية على أرصفة الشوارع يتربص بهم مروجوا الدعارة والمخدرات ..
من تراه يسهر معهم يهديهم شريطاً ..
يأخذهم إلى محاضرة ..
يذكرهم بصلاة ..
ينصحهم .. يوجههم يخاف عليهم ..
أهم الليبراليون والليبراليات المسطولون منهم والمسطولات ؟
هل صادفت معهم يوماً (فسوق) أو هل قابلت (شقة العصفورية) أو لعلك رأيت (ربيب الكلاب) يجالسهم ويؤانسهم ؟!
أم هم الشباب اليافع المتوضئ المؤمن الّذي يخرج من بيته لا يلوي على شيء .. يسهر الليالي ويقضي الأيام .. يبحث عن صلاح إخوانه وأصحابه ..
وإذا حلت الكارثة بالأمة في صقع من الأصقاع من هم حملة السلاح والمجاهدون الذائدون عن الحمى ..
أهم أصحاب أعمدة الجرائد المقاتلون من وراء الجدر ؟
أم هم أصحاب النغم والوتر والأوبريتات ..
أهم أولئك المتراقصون المتمايلون الهازون أوساطهم كالنساء .. كلما اشتدّ الوتر والقرع على الطبل كلما اهتزّت إلية أحدهم كراقصة في (كباريه) ..
أم هم المؤمنون (الإسلاميون كما يُقال) ..
أم هم الدعاة والعلماء وطلبة العلم أصحاب المنابر والمحابر ..
وإذا احتاج الغزو امرأة تطبب الجرحى (كما يردد هؤلاء الوافدون دوماً كحجة على خروج المرأة وتبذلها على الطريقة الليبرالية ) ..
فمن هي يا ترى تلك المرأة الّتي ستضحي بنفسها في ساحات الوغى ..
أهي إحدى (النواعم) أم إحدى ضيفاتهن ؟
أم هي إحدى مذيعات ومقدمات البرامج في (كرخانات) العرب التي يسمونها قنوات فضائية ؟
هل ياترى سوف نرى (سمر) أم (رجاء) أم (الحدباء) أم (نادين) أم (نوال) وغيرهن من سقط المتاع؟!
أم هي تلك التي كابدت ونافحت عن دينها وشرفها وشرف أمتها ..ورفضت بكل كبرياء دعوة الليبراليين والليبراليات لخلع جلباب الحياء ..
إنها حفيدة عائشة وأم عمارة وصفية ..
إنها التي خرجت إلى الحرب من محراب بيتها ..
من حجرتها ..
من فوق مصلاّها ..
مسحت عن جبينها تربة طاهرة تعلقت به من أثر السجود لله تعالى ..ثم انطلقت تعين على الجهاد ولا تكون حجّة للزنادقة والمنافقين ..
تلك هي التي ستخرج إلى التطبيب والتعليم ونفع الأمة ..
لا مجموعة من صايعات وضايعات وداشرات الليبراليين اللواتي أجلسوهنّ في استديوهات المواخير يدعين لكل رذيلة وينقضن غزل كل فضيلة عليهنّ اللعائن المتتابعة إلى يوم القيامة ..
هكذا هم الإسلاميون .. في الجانب الإنساني يقل كلامهم .. لأنّه جانب عملي .. انظر إلى من أسّس الجمعيّات الخيريّة .. من هو ؟
المستودعات الخيريّة من أسّسّها ويقوم عليها ؟
الهيئات الإغاثية من هم قادتها وروداها وعمّالها ؟
من يبني المساجد ويسعى في ذلك ، من يقيم معاهد تحفيظ القرآن والمخيمات الشبابية والعائلية ويشغل الناس بالمباح عن الحرام ..
من هم أصحاب الحملات الّتي تسير في القرى والهجر والأماكن الّتي لا تكاد تظهر بالأقمار الصناعية فيسقي ويحفر البئر ويبني المسجد ويطبخ الطعام ؟
من يفعل ذلك ؟
أهو عبده خال ؟ أم خالد باطرفي ؟ أم حمزة المزيني ؟ أم الغنامي والذايدي والنقيدان وبقية (الوافدين ) ؟
الجواب معروف طبعاً ..
يعرفه الله تعالى .. ويعرفه أهل الحاجة كذلك ..
عوداً على بدء ..
ليس لليبراليين العرب على هذه الأمّة من الفضل مثقال ذرة ..
بل هم قلة من الثقلاء الدخلاء .. يعيشون على خيرات المسلمين ..
ويقتاتون على مجهودات الآخرين ..
بينما يكلفون الأمة الكثير من المال والوقت والجهد ..
ليس لقوّة بهم ..
وإنّما لأننا نعلم أنّهم كخرّاج في خاصرة الأمّة يربّيه العدوّ ويغذيه ليكون يوماً من الأيّام مطعنه ومغرزه ..
الكاتب يتحدث و كان الليبرالية احتلت الصفوف الامامية و اصبحت هي نظام الحكم المسيطر و الفكر العام ....
وينسى ان الليبراليين العرب لازالو فئة قليلة جدااا لا يسمع لهم صوت و لا همس في خضم البحر الاسلامي الوهابي المسيطر...
و توجه الكاتب الايديولوجي الاسلاموي واضح جدااااا....و هو لا يقيم نقدا علميا او تحليلا موضوعيا انما فقط نوع من الضربات الاستباقية لتكريه الناس في الليبرالية التي لا يعرفون عنها شيئا...وذلك عبر ربطها بالانحلال و الفساد الاخلاقي و الدعارة....
مهزلة فكرية..اذا صح ان نطلق على هذا النوع من التراهات تسمية فكر..
فالكاتب مؤدلج و متخلف...و من يصدق هذا الكلام اجهل منه...و مكان الاثنين مزبلة التاريخ...
تحياتي لذوي العقول..
08-21-2007, 05:15 PM
{myadvertisements[zone_3]}
القرامطي
عضو رائد
المشاركات: 823
الانضمام: May 2007
بلا خيبة ...ثقيلة :D:
هي فين الليبرالية .... يا .... مثقوف ....الفكر :con_razz:
هو فيه ليبرالية طالما أنتم كاتمين بخزعبلاتكم
على تلافيف مخ المغيبين
كلامي موجه لمثقوبي الفكر ألأوزوني ...طبعا :P
08-27-2007, 01:10 PM
{myadvertisements[zone_3]}
SH4EVER
بحراني
المشاركات: 2,057
الانضمام: Mar 2005
هو فعلا الليبرالية أصبحت دين له منظريه و المدافعين عنه ...
و الالحاد أيضا أصبح دين له أنبيائه و المتشدقين به مثلما أصبحت الماركسية دين تقصي من لا يؤمن بها عن مراكز الحكم و تأتي بالمؤمنين بها للمراكز العليا ( الاتحاد السوفييتي كمثال )
فعلا أعطني ما هي إنجازات الليبرالية .... أبوات أوسلو في فلسطين من الليبراليين .. هل حرروا فلسطين أم باعوها ...
كما قال الكاتب أن المسلمين كل همهم تطبيق الشريعة ( على الرغم من وجود المتسلقين عليها بكثرة )