يقول نيتشه في مقدمة كتابه " إتسو هومو" ( قف ، إنه الإنسان) :
" إنني مثلا ، وبلا شك ، لست بعبعا ، لست غولا أخلاقيا ، حتى أنني من طبيعة مناقضة لهذا الإنسان الذي تم تقديسه حتى الآن كرجل فضيلة . بيننا ، يظهر لي ، أن ذلك جزء من كبريائي . أنا تلميذ للفيلسوف ديونيسوس . وأفضل أكثر أن أكون شبقا على أن أكون قديسا . ولكن فليقرأ المرء فقط هذا الكتاب . ربما أكون قد نجحت ، ربما لا يكون لهذا الكتاب أي معنى آخر ، غير التعبير وبطريقة صافية وإنسانية عن هذه المفارقة . آخر ما يمكن أن أعد به هو " إصلاح " البشرية . لن أشيد أصناما جديدة . فليتعلم الأقدمون إذن ، ماذا يعني أن يكون للمرء أقدام من طين . الإطاحة بكل الأصنام ( الأصنام ، هكذا أسمي " المبادئ المثالية " ) تلك هي مهمتي . ذلك أنه لما اختلق المرء العالم المثالي ، نزع بنفس الدرجة عن الواقع قيمته ومعناه وصدقيته . " العالم الحقيقي " و " العالم الكاذب " بلغة أوضح : العالم المختلق والواقع ... المبادئ المثالية الكاذبة كانت لحد الآن ، اللعنة المسيطرة على الواقع . الإنسانية نفسها ، من فرط ما توغلت فيها هذه الأكاذيب ، أصبحت مزيفة وخاطئة ، حتى في غرائزها الأكثر عمقا "