ابن سوريا يا حيف .. أخ ويا حيف المشاركات: 8,151 الانضمام: Dec 2001

مشاركة: #1 تجربة تمهيد للموضوع: أولاً لا بد لي أن أشكر الزميل العزيز خالد لموافقته على إدارة هذا الحوار و كلنا ثقة بكل قراراته القادمة و عدالتها و حياديتها و أتعهد من قبلي عدم ردها أو الاعتراض عليها. كما أود أن أشكر الزميل العزيز العاقل لقبوله للحوار في مسألة الأخلاق "الشائكة":). كما أتوقع عدم التصويت في الوقت الحالي من الأعضاء و ذلك قبل قراءة وجهات النظر كاملة. إذ أني لاحظت أن التصويت بدأ من بعض الزملاء متفقين مع هذا أو ذاك دون الاستماع للآراء.(f) أخيراً أتمنى أن نضع "عقداً" بيننا يمكن للأخ خالد الموافقة عليه أو ألا يتفق معه, و هو أن يكون لكل من المتحاورين الحق برد واحد فقط يليه تعقيب من قبل مناظره, إلا بعد مراجعتك بالأمر و/أو اتفاق بين المتحاورين أو المتناظرين. وسأبدأ الآن بمشاركتي الأولى في هذا الموضوع بعون الإنسان. 1- مقدمة: يعتبر الحديث عن الأخلاق مسألة قديمة قدم التاريخ البشري نفسه و ربما منذ وعى الإنسان نفسه. شغلت بال الفلاسفة و الحكماء و الأديان و ما زالت شغلاً شاغلاً للمجتمعات البشرية و نخبها الثقافية و السياسية. كما أن رد الأخلاق للإنسان وحده أو ربطه بالأديان و الآلهة قديم قدم الفلسفة و بدايات الكتابة. فهاهو أبيقور اليوناني أحد أهم فلاسفة المدرسة المادية يعتبر الأخلاق إنسانية المنشأ [1] كما سبقه لذلك معلمه ديموقريطوس و بروثاغوراس الذي يعتبر "الإنسان مقياس كل شيء"[2]. و بعد توقف في العصور الوسطى عن معالجة المسألة بمعزل عن الدين إذ سيطرت المفاهيم الدينية على الشرق و الغرب. فلقد تابعتها الفلسفة الحديثة على مر عصور النهضة الأوروبية الحديثة فلقد عالج معظم الفلاسفة هذه المسألة الشائكة منذ سبينوزا إلى جان بول سارتر و ألبير كامو مروراً بشوبينهاور و نيتشة و جان نابير و برتراند روسل. و لكن المثير للاهتمام اليوم هو تدخل علوم جديدة غير متوقعة لتشارك بتعقيد المسألة كالبيولوجيا و فرعها المسمى (نوروسيانس أو علوم الأعصاب)[3] و هذا ما سأحاول الحديث حوله بالتفصيل في بعض المداخلات و ربما التركيز عليه في مداخلة كاملة لجدة هذه النظرة العلمية للأخلاق و أسسها العصبية. سأحاول في بداية مداخلاتي عرض تصوري ووجهة نظري في الأخلاق و ذلك ضمن المحاور التالية: أ- تعريف للمصلحات و المفاهيم التي سأتطرق إليها طوال هذا الشهر. ب- عرض وجهة نظري ,المتأسسة على النظرة المادية للعالم, حول مسألة الأخلاق بعرض مختصر لتاريخية المسألة و رأي بعض الفلاسفة بها, ثم سأتحدث بشكل مفصل عن الوجدان الذي أعتبره نقطة الأساس في التشكل الأخلاقي للإنسان ثم طريقة تشكل الأخلاق بشكلها المعقد في المجتمعات الإنسانية و علاقة الدين بها. ج- شرح لوجهة نظري بآليات المحافظة على الأخلاق في المجتمعات الإنسانية. د- عرض لعلاقة علوم البيولوجية بالأخلاق. هذا و أوضح بأنه سيتخلل هذه النقاط العامة لمداخلاتي ردود و حوارات حول كل محور مع الزميل العاقل أو نقاشاً للنقاط التي سيتطرق إليها هو. كما أن هذا العرض ليس بالضرورة نهائي و يمكنني أن أقدم محوراً على آخر بحسب مقتضيات الحوار و مساره فلست أنسى أننا اثنان هنا:). 2- المنهج الحواري: قمت في المقدمة بتوضيح المحاور التي سأتطرق إليها, و ستكون منهجية عرضها قائمة على عدد من الأسس و هي : أ- تقديم الحوار على العرض,أي يمكن أن أعلق طرح أحد المحاور إذا رأيت أنه من الأهمية متابعة "حوار ما" سبقه مع العاقل,أو بحال طلبه لي التوقف عند أحد المحاور طالباً توضيحات إضافية. ب- سأحاول ما استطعت إليه سبيلاً تقديم العقل على النقل و اختصار الاقتباسات في المداخلات و استخدام الهوامش لهذا الغرض في غالبية الحالات. ج- سأتحاشى قدر الإمكان اقتباس مداخلات محاوري (الزميل العاقل) و محاولة هضم مداخلته و الرد على النقاط الحوارية فيها من خلال ما فهمته , لما للاقتباس من مساوئ لا سيما إخراجها عن سياقها العام. د- سأحاول أيضاً تقسيم مداخلاتي إلى نقاط قصيرة قدر الإمكان (و نقاط جزئية أيضاً إذا اقتضت الضرورة) لتسهيل مناقشتها من قبل محاوري و تناولها بالنقد. ه- التمهل بالردود قدر الإمكان لحسن صياغتها و كتابتها و توثيقها. 3- تعريف لمصطلحات الحوار و بعض مفاهيمه: سأحاول هنا أن أقدم تعريفاً لكل من المفاهيم و المصطلحات التي سأتطرق إليها في بقية مداخلاتي و سأبدأ طبعاً بالأخلاق ثم أعرج على مفهوم نسبية الأخلاق,ثم مفهوم الإنسان لدي,ثم الوجدان (الجزء الثابت الأخلاقي لدى الإنسان) , ثم علم الأعصاب (Neurosciences) و ذلك لتوضيح مفهومي حول مادية الأخلاق. أ- الأخلاق: الأخلاق هي مجموعة القواعد السلوكية و القيم التي تحكم تصرفات الأشخاص و/أو مجتمعاً من المجتمعات و تحدد المبادئ لعلائق الأفراد ببعضهم البعض التي يتبعها الفرد بشكل حر أو بشكل مفروض,كما تحدد الإجراءات العملية لعلاقة المجتمع بالفرد. للأخلاق قسم عملي ينظم المجتمع و علائقه, و قسم فلسفي يبحث في هدف الإنسان في أفعاله و تحركاته و تصرفاته كما يتطلع نحو تحديد مفاهيم الخير و الشر و طبيعتها (عالمية , خصوصية, محلية) أو بالعكس من ذلك رفضها و القول بنسبيتها (نيتشة كمثال). ب- نسبية الأخلاق: بما أن الأخلاق هي قواعد و قيم تحكم علاقات الأفراد في المجتمع فإنها قابلة للتطور و التغير بتطور هذه المجتمعات و زيادة خبرتها و تراكم تجاربها و بحسب المنعطفات التاريخية التي مرت بها. هذه النسبية ليست عشوائية و ليست آنية. إذ أنها تحتاج لتدخل الفلاسفة و النخب في نقاشات طويلة الأمد لتغيير هذا المفهوم الأخلاقي أو ذاك.و ذلك لأن الأخلاق هي المنظم الاجتماعي فحدوث تغير به يعتبر محفوفاً بالمخاطر لذلك فإن التحولات الأخلاقية التي تمر بها المجتمعات تمر دوما ًببطء. ج- الوجدان: الوجدان هو القاسم المشترك الأخلاقي الذي يجمع المجتمعات البشرية و يتعلق غالباً بعلاقة الأفراد بعضهم ببعض و هذا القسم يمكن أن نسميه الفطرة أيضاً (أي ما خلق عليه الإنسان أو فُطر عليه [4]) أعتبر الوجدان متوارثاً يولد عليه الإنسان و هناك أنظمة في المخ مسؤولة عنه. من الأمثلة حول الأخلاق الوجدانية بغض القتل و قتل الأطفال خصوصاً و الذي نجده ثابتاً لدى كل المجتمعات. د- الإنسان: الإنسان في مداخلاتي لن يكون مرادفاً لمفهوم "الفرد" بل تعبيراً عن "النوع" فالإنسان هو الكائن النوعي البشري ضمن ثنائية تحكم كينونته : الفردية (رغباته , أنانيته , شهواته) و الاجتماعية (التزاماته الاجتماعية مع الآخر و علاقاته مع المجتمع) بما أن الإنسان هو كائن اجتماعي ببعض تعريفاته. ه- علم الأعصاب و الأسس المادية للأخلاق: علم الأعصاب هو جزء من البيولوجيا يدرس الأعصاب و المخ خصوصاً. و يقوم هذا العلم منذ فترة برد التصرفات البشرية لأسسها العصبية البيولوجية. أعتبر أن المخ هو المسؤول عن الأساس المشترك للأخلاق (أو الوجدان), و لمنهج الإنسان الأخلاقي أي قابليته لتعلمها و اعتمادها بسهولة. هوامش: [1] أبيقور فيلسوف يوناني عاش بين عامي 341-270 قبل الميلاد. و أحد زعماء المدرسة الفلسفية المادية. [2] بروثاغوراس فيلسوف يوناني عاش بين عامي 485-410 قبل الميلاد. [3] Neurosciences و فرعها الذي يدرس الأسس العصبية للأخلاق خاصة المسمى Neuroétique. [4] الفطرة بأصلها اللغوي دينية المصدر و هي ما فطر الله عليه المولود كما ورد بلسان العرب: "كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفِطْرةِ؛ يعني الخِلْقة التي فُطِرَ عليها في الرحم من سعادةٍ أَو شقاوة، فإِذا ولَدَهُ يهوديان هَوَّداه في حُكْم الدنيا، أَو نصرانيان نَصَّرَاه في الحكم، أَو مجوسيان مَجَّساه في الحُكم، وكان حُكْمُه حُكْمَ أَبويه حتى يُعَبِّر عنه لسانُه، فإِن مات قبل بلوغه مات على ما سبق له من الفِطْرةِ التي فُطرَ عليها فهذه فِطْرةُ المولود" (لسان العرب لابن منظور – الصفحة 4434 ) و لكني أعتبر أنه يمكن تمديدها لتصبح مصطلحاً فتكون(ما فطر عليه المولود بناءً للمجهول و تجريده عن أساسه الديني) يمكن القياس على مفهوم الروح ذي الأصل الديني و الذي يُستخدم للتعبير عن كل قيمة أساسية للأشياء كمصطلح. (تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-25-2007, 05:41 PM بواسطة ابن سوريا.)

07-25-2007, 05:37 PM

{myadvertisements[zone_3]}

كمبيوترجي أحن إلى أمي المشاركات: 5,154 الانضمام: Jan 2005	مشاركة: #2 تجربة مساء الخير(f) قبل كل شيء. لماذا وضعتم الموضوع في ساحة الإقتراحات يا طارق؟:hii: (f)
07-25-2007, 06:49 PM

{myadvertisements[zone_3]}

ابن سوريا يا حيف .. أخ ويا حيف المشاركات: 8,151 الانضمام: Dec 2001	مشاركة: #3 تجربة هي مشاركة قديمة من الأرشيف وجدتها لدي ولضرورات هذا الحوار: http://nadyelfikr.net/index.php?s=&sho...st&p=430977 وضعتها ريثما يعود الأرشيف، وليمكنني الاقتباس منها :)
07-25-2007, 07:09 PM

{myadvertisements[zone_3]}

Serpico عضو رائد المشاركات: 1,785 الانضمام: Mar 2007	مشاركة: #4 تجربة كوسه:icon_razz:
07-25-2007, 07:39 PM

{myadvertisements[zone_3]}

ابن سوريا يا حيف .. أخ ويا حيف المشاركات: 8,151 الانضمام: Dec 2001	مشاركة: #5 تجربة Array كوسه:icon_razz: [/quote] بيتنجان :o شو هذا "كود" أو كلمة سر؟ فسّر أبِنْ أفصح:) (f)
07-26-2007, 02:50 AM

{myadvertisements[zone_3]}