{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هذا رأس عدو الله أبي جهل
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #1
هذا رأس عدو الله أبي جهل
ثم ألقيت رأسه بين يدي رسول الله , فحمد الله , ويقال : إنه سجد خمس سجدات شكراً (1)


وإذا أردت أن ترى ما فعلته الأحقاد والأضغان الشخصية في الحروب الدينية فانظر إلى ما فعله خالد بن الوليد لما أرسله رسول الله إلى بني جذيمة عام الفتح ولم يأمره بقتالهم , وكانوا قد أسلموا , إلا أن النبي لم يكن علم بإسلامهم , فأرسله إليهم في ثلثمائة وخمسين رجلاً من المهاجرين والأنصار ومن بني سليم
وكان بين بني جذيمة وبين بني سليم ذحول , لأن بني جذيمة كانوا قد قتلوا منهم مالك بن الشريد وأخويه في موطن واحد وكذلك كان لخالد بن الوليد ذحل عند بني جذيمة لأنهم قتلوا الفاكه عم خالد وأخا الفاكه في الجاهلية
فلما علمت بنو جذيمة أن خالداّ ًمتوجهاً إليهم ومعه بنو سليم , لبسوا السلاح , فلما انتهى خالد إليهم تلقوه , فقال لهم : أسلموا فقالوا : نحن قوم مسلمون , قال : فألقوا سلاحكم وانزلوا, قالوا : لا والله ما بعد وضع السلاح إلا القتل , وما نحن بآمنين لك ولا لمن معك 0 قال خالد : فلا أمان لكم إلا أن تنزلوا , فنزلت فرقة منهم فأسرهم وتفرقت بقية القوم وفي رواية : لما انتهى خالد إلى القوم تلقوه فقال لهم : ما أنتم أي أمسلمون أم كفار ؟ قالوا : مسلمون قد صلينا وصدقنا لمحمد وبنينا المساجد في ساحاتنا وأذنا فيها 0 فقال : ما بال السلاح عليكم !؟ قالوا : إن بيننا وبين قوم من العرب عداوة فخفنا أن تكونوا هم فأخذنا السلاح , قال : فضعوا السلاح , فوضعوا , فقال : استأسروا , فأمر بعضهم فكتف بعضاً وفرقهم في أصحابه
فلما كان في السحر , نادى منادي خالد : من كان معه أسير فليقتله

فقتل بنو سليم من كان معهم , وامتنع المهاجرون والأنصار وأرسلوا أسراهم فجاء إلى النبي رجل من القوم وأخبره بما فعل خالد , فقال له النبي : هل أنكر عليه أحد ما صنع ؟ قال : نعم , رجل أصفر ربعة , ورجل طويل أحمر , فقال عمر – وكان حاضراً - : يا رسول الله أعرفهما , أما الأول , أما الأول فهو ابني فهذه صفته , وأما الثاني فهو سالم مولى أبي حذيفة , فعند ذلك قال النبي اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد , قالها مرتين
إن أثر الانتقام الشخصي ظاهر فيما فعله خالد بن الوليد ومن معه من بني سليم , وكان في هؤلاء الأسرى الذين هم من بني جذيمة رجل ليس منهم , وإنما ساقته الأقدار إليهم , فقتلوه معهم , فكانت قتلته تدل على القسوة من ناحية أخرى غير الانتقام
قال الحلبي في سيرته : وأخبر النبي أنه كان في القوم رجل قال لهم , أنا لست من هؤلاء ولكن عشقت امرأة فلحقتها , فدعوني أنظر إليها , ثم افعلوا بي ما بدا لكم , , وأشار إلى نسوة مجتمعات غير بعيد قال بعضهم : والله ليسير ما طلب , فأخذته حتى أوقفته عليهن فأنشد أبياتاً , ثم جئت به فقدموه فضربت عنقه , فقامت امرأة من بينهن فجاءت حتى وقفت عليه , فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت , وفي رواية : فأكبت عليه تقبله حتى ماتت فعند ذلك قال رسول الله أما كان فيكم رجل رحيم (1) 0

ونحن أذا تصفحنا صفحات الحرب التي وقعت يوم بدر رأينا فيها نكتاً سوداً من الأحقاد , وشممنا من بعض دمائها رائحة الانتقام الشخصي فمن ذلك قصة بلال في قتل أمية بن خلف وهي :
قال الحلبي في سيرته : وعن عبد الرحمن بن عوف قال لقد لقيت أمية بن خلف يوم بدر وكان صديقاً لي في الجاهلية ومعه ابنه علي أخذه بيده , وكان معي أدراع استلبتها فأنا أحملها , فلما رآني أمية ناداني باسمي الأول : يا عبد عمرو ( لأن عبد الرحمن كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو فغير النبي اسمه ) فلم أجبه لأنه قال لي لما سماني رسول الله عبد الرحمن : أترغب عن اسم سماك به أبوك ؟! فقلت : نعم , فقال : الرحمن لا أعرفه ولكن أسميك بعبد الإله , فلما رآني لم أجبه ناداني : يا عبد الإله , فقلت ك نعم , قال : هل لك فيّ , فأنا خير لك من هذه الأدراع التي معك , ( أي خذني أسيراً يصبك من فدائي ما هو أكثر من ثمن هذه الأدراع ) فقلت : نعم , فطرحت الأدراع من يدي وأخذت بيده وبيد ابنه علي , وهو يقول : ما رأيت كاليوم قط , ثم قال لي : يا عبد الإله , من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره ؟ قلت : ذاك حمزة بن عبد المطلب , فقال : ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل 0
ثم خرجت أمشي بهما , فوالله إني لأقودهما إذ رآهما بلال معي وكان هو الذي يعذب بلالاً بمكة على أن يترك دين الإسلام , فقال بلال : هذا رأس الكفر أمية بن خلف , لا نجوت أن نجا فقلت : إي بلال أفبأسيري ( أي تفعل ذلك بأسيري) , قال : لا نجوت إن نجا , لا نجوت إن نجا , وكرر ذلك , فأحاطوا بنا , فأصلت بلال السيف من غمده فضرب به رجل ابنه علي , فوقع , فصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط , فضربوهما بأسيافهم فهبروهما ( أي قطعوهما قطعاً قطعاً )

ولننظر في مقتل أبي جهل يوم بدر أيضاً (2) , فإننا نرى من ابن مسعود مثل ما رأينا من بلال ففي السيرة الحلبية : عن معاذ بن عمرو بن الجموح قال : رأيت أبا جهل وقد أحاطوا به وهم يقولون : أبو الحكم لا يخلص إليه قال : فلما سمعتها عمدت نحوه وحملت عليه , فضربته ضربة أطنت قدمه بنصف ساقه ( يقال ضربة فأطن ساقه أو ذراعه أي فقطعها فسقطت لأنها تطن عند ذلك ) , فوالله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى , فضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي , فتعلقت بجلدة من جسمي , وأجهضني القتال عنه ( أي شغلني وأبعدني ) فلقد قاتلت عامة يومي لاستحسها وفي لفظ لأسحبها خلفي 0 فلما آذتني وضعت عليها قدمي ثم تمطيت عليها حتى طرحتها

وبعد ما وقع أبو جهل هكذا عقيراً أمرّ به معوذ ( بضم الميم وفتح الواو المشددة ) بن عفراء فضربه حتى أثبته وتركه وبه رمق 0 ثم جاء عبد الله بن مسعود (3) , فصار ضبعاً لأبي جهل كما قال المتنبي ( وليس يأكل إلا الميتة الضبع ) لأن أبا جهل كان على حافة الموت بعد ما أثخنه معوذ , ولكن ابن مسعود لم يأنف من التشفي بقتل الميت فعن ابن مسعود قال : رأيت أبا جهل بآخر رمق فعرفته , فوضعت رجلي على عنقه , ثم قلت له : هل أخزاك الله يا عدو الله , ففتح عينيه وقال : وبمَ أخزاني أعار على رجل قتلتموه , أي لا عار علي ّ في قتلكم إياي , وفي رواية أنه قال : لو غير أكار قتلني , والأكار الزراع يعني الأنصار لأنهم كانوا أصحاب زرع , ثم قال يخاطب ابن مسعود : لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقى ّ صعباً , أخبرني لمن الدبرة , زاد في رواية : لنا أم علينا , فقلت : لله ولرسول 0 قال ابن مسعود : ثم إني احتززت رأسه وجاء في رواية عن ابن مسعود أنه قال : لما ضربته بسيفي لم يغن شيئاً , فبصق في وجهي , وقال : خذ سيفي فاحتز به رأسي من عرشي يكون أنهى للرقبة, ( والعرش عرق في أصل الرقبة ) , ففعلت ذلك , ثم جئت به إلى رسول الله فقلت : يا رسول الله , هذا رأس عدو الله أبي جهل , فقال رسول الله : ألله الذي لا إله غير ه , ورددها ثلاثاً و قال : نعم , والله الذي لا إله غيره , ثم ألقيت رأسه بين يدي رسول الله , فحمد الله , ويقال : إنه سجد خمس سجدات شكراً (1)
وجاء في المعجم الكبير للطبراني عن ابن مسعود أيضاً قال : إنه قال انتهيت إلى أبي جهل وهو صريع وعليه بيضة ومعه سيف جيد , ومعي سيف رديء , فجعلت أنقف رأسه , وأذكر نقفاً كان ينقف رأسي بمكة , فأخذت سيفه فرفع رأسه , وقال : على من كانت الدبرة , أليست برويعينا بمكة , فقتلته ثم سلبته (2)0
إن أبا جهل هو من بني مخزوم , واسمه عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم , وكان يكنى بأبي الحكم , فغير النبي كنيته بأبي جهل , فصار المسلمون إلى يومنا هذا يذكرونه بهذه الكنية المشعرة بالذم والتحقير حتى صار هذا الاستعمال مناقضاً لما وضعت له الكنية لأنها موضوعة في كلام العرب للمدح والتعظيم , وصار ذكره بهذه الكنية شتماً له , حتى أن ابنه عكرمة بعد إسلامه شكا إلى النبي قولهم عكرمة بن أبي جهل , فنهاهم النبي عن ذلك وقال ك لا تؤذوا الأحياء بسبب الأموات , إلا أنهم لم ينتهوا بل استمروا على ذلك إلى يومنا هذا

وكان أبو جهل من كبار سادات قريش وأشرافهم حتى إن دار الندوة كانت لا يدخلها عند المشورة من غير ولد قصي إلا ابن أربعين سنة, إلا أبا جهل فإنه كان يدخلها عند المشورة وهو شاب دون العشرين , ومن ثم قيل فيه : ساد أبو جهل وما طر شاربه , ودخل الندوة وما استدارت لحيته

يتبع

(1) السيرة الحلبية , 3/ 162 0
(1) السيرة الحلبية , 3/ 196 – 198 0
(1) السيرة الحلبية , 3/ 199 0
(2) السيرة الحلبية , 2/171 – 172
(3) السيرة الحلبية , 2/ 172 / 0

* من كتاب الشخصية المحمدية – للكاتب – معروف الرصافي


07-14-2007, 08:51 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
White River غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 184
الانضمام: Jan 2003
مشاركة: #2
هذا رأس عدو الله أبي جهل
بعض ياخذ على الكتاب انه اعتمد في اغلبه على السيرة الحلبية . و بعض يشك في نسب الكتاب كما هو الان للرصافي . و بعيدا عن هذا و ذاك كتاب الشخصية المحمدية اهم كتاب في هذا المجال منذ قس و نبي . و سرده للاحداث يبين مصداقية عالية . كتبه الرصافي ام كتبه الاسكافي الحافي المهم انه يورد احداث صعب انكارها . تستحق دار الجمل وسام الفارس من ملكة بريطانيا .
07-14-2007, 11:43 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #3
هذا رأس عدو الله أبي جهل
تستحق دار الجمل وسام الفارس


(f)
07-16-2007, 02:29 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
حسام راغب غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 943
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #4
هذا رأس عدو الله أبي جهل
قتل محمد كل جميل حر في جزيرة العرب. كل فكر يناهض فكره. و بقي فكره سائدا. والعملة الرديئة تطرد العملة الجيدة. كما تفعل الفئران في أسرة أرستوقراطية. وكما يفعل المجرمين في حي للشرفاء..

من بقي من العرب؟

هاهم..رعاع و عبثيين وبقايا..

راغب..
07-16-2007, 11:32 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS