الإنسان بطبعه وبالفطرة يتخذ موقفً عدائياً من كل ما يجهله فقديماً وكانت العرب تكره الإحداث فاعتبروا أن كل ماهو محدث ضلالة وحياد عن الطريق المستقيم .فحورب المجددون وقتلوا . طبعاً هذا لم تتختص به العرب فقط . ولكن نحن الأشد تمسكاً به حتى الان . وبعناد . شعب عنيد يا أخي . مالحل ؟؟
نحن ما زلنا نحارب أفكاراً بليت منذ قرون . ومازلنا نحارب كل اختراع جديد حتى يفرض نفسه علينا وبالقوة . ولا أعرف لماذا نحن لا نرى في الاختراعات الجديدة إلا كل ما هو مفسدة . حاربنا الراديو في البداية , , على أساس أنها تلهي الإنسان عن ذكر الله وحاربنا التلفزيون ثم الستلايت والكمبيوتر والانترنت . ومن العجب أن الكثيرين لم يروا في الاختراعات الثلاثة الأخيرة سوى أنها مجلبة للجنس والفحش والعهر وما إلى ذلك . و كان البعض يقول يا أخي عندنا أولاد في البيت لا نريد أن يروا هذه المفاسد ( رغم أن أولاده صغار ولا يفهمون , ولكن الظاهر أنه كان يخاف من نفسه أو من زوجنه) وكانت الحجة ( يا أخي حدا بيجيب الدب ع كرمو)

والانسان يعادي غيره المجهول من باقي الشعوب لأنه لا يعرف عنه شيئاً ويتهيب من تلك المعرفة وعندما يتعرف عليه أكثر تزول الحواجز.
وبالعودة إلى كراهية المجهول نقول هنالك الكثير من الغربيين ما زالوا يظنون أن العرب عبارة عن بادية وبعير وعلي بابا وألف ليلة وليلة وما إلى ذلك , حتى البلدان التي لا نعرف فيها الصحراء و الجمل إلا بالصورة , الله وكيلكم .

ونحن يا عين علينا ماذا فعلنا لتحسين صورتنا !!
ازددنا عناداً ويباسة رأس وصممنا على التمسك بالتقاليد العربية القديمة فالذي كان يلبس لباساً عادياً صار يلبس لباساً عائد للقرن السابع الميلادي . وظهرت الدعوات إلى تطبيق الشريعة في بعض البلدان العربية وطبعاً لم يروا في الشريعة سوى قطع اليد والرأس وخلافه . ولأننا مظلومون من قبل الغرب واسرائيل وكل العالم فما الحل وكيف الدفاع عن قضايانا . طبعأ ليس هنالك حل إلا باختطاف الطائرات و تفجيرها , و احتجاز الرهائن في المدارس , وتفجير الكنائس والتهجير المتبادل وقطع الرؤوس , والأجساد المفخخة التي تنفجر في كل مكان , وخطف المتضامنين معنا من البعثات الإنسانية والصحافيين وأخيراً أطباء الشر( كما سمتهم الصحافة البريطانية , هل توافقون على هذه التسمية ؟؟) حتى أسمى مهنة لم يعد لها اعتبار .

وبعد كل هذا نلوم الغرب لأنه يخافنا ونجعر دائماً بأننا نتعرض إلى التفرقة العنصرية ,( على أساس نحن قمة في المساواة بين فئات شعبنا و طوائفنا ) فنسمع مثلاً أن البوليس في المطار الفلاني ميز في المعاملة بين امرأة مسلمة وغيرها فأخرها حتى يزيد التدقيق في أوراقها. " وكيف عرف أنها مسلمة ؟؟ "
أو نشجب ونندد ( بأحسن الأحوال شجب وتنديد فقط ) لأن البوليس البريطاني لم يوفر لأبو قتادة ( أظن لم أخطأ في الاسم , هذا الذي يضع خطافاً على إحدى يديه , ويقول أن الغرب ليس سوى تواليت بالنسبة لهم ) سكرتيرة بل فقط كمبيوتر محمول .
و الأحلى من هذا عندما يفجر أحد الشباب نفسه في العراق ويقتل مائة شخص تقام له سرادق العزاء في بلده ويعتبر شهيداً وبطلاً . وطبعاً يظهر والده على التلفزيون في البداية ويقول أن ابنه بريء ثم يقول أنه قد غرر به عندما تثبت عليه العملية.
أو عندما يذاع اسم أحد الأطباء المتهمين في محاولة التفجيرات الأخيرة في بريطانيا , أيضاً يظهر والده ويقول أن ابنه بريئاً وأن الغرب الحاقد والكافر والعنصري ( لا حظوا كل الغرب يمتاز بهذه الصفات وفقط) يتهم ابنه فقط لأن مسلم . يعني فقط وحصراً وتحديداً , يعني عجز المحققون عن اكتشاف الإرهابيين , رغم أن اثنان منهم كانا مازالا في سيارة غلاكسو " إذاً عجزت اسكوتلنديارد عن معرفة الفاعلون , فاجتمعوا مع رئيس الوزراء والملكة الحاقدون , الكارهون للمسلمين واتفقوا على إلصاق التهمة بأحد المسلمين وبابن ذاك الرجل تحديداً .
كل شعوب الأرض ترى هذا بفضل الستلايت والانترنت والتي برع فيها إخواننا خاصة في نشر فيديوهات قطع الرؤوس و الفتاوى التي تكفر كل العالم , كل شعوب الأرض حتى أكلة لحوم البشر صارت ترى هذا .
ونحن واقعون في حيرة لماذا يخافوننا , لماذا يجهلوننا ؟؟

ألم يقرؤوا تاريخنا المجيد ؟؟ ( الذي تفننا في إخفاء كل ما هو جيد فيه )
ألم يقرؤوا عن علمائنا الذين ترجموا أمهات الكتب في زمانهم بينما كان الغرب يغرق في " بلهنية " حسب قول الشاعر .
( الذين لانذكر فيهم إلا فلان وفلان من أئمة الجهل و التعصب و التكفير )
ألم يقرؤوا عن أخلاقنا العربية ؟؟ ( والتي نحاول أن نخفي الجيد و الشهم وفيها ولا نذكر إلا نوادر النصابين و يا أيها الحاجب اقطع رأسه . أو أيها الحاجب املئ فمه ذهباً )
ألم يقرؤوا عن ديننا الحنيف ؟ ( وهنا كانت أشد لمحات ذكائنا و فهلويتنا , حيث لم نظهر منه إلا العودة إلى القتل و الحرب و الجهاد و التكفير )
الم يقرؤوا عن نبينا الكريم . ( والذي لم نظهر لهم منه إلا فتاوى الرضاعة و شرب بوله , وتركنا كل ما هو جميل فيه )

يا أخي لم يقرؤوا !!

وعمرهم ما يقروا .