{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
آن الاوان ، للاحزاب الشيوعية أن تستحم ، أو ، أن تنقرض !
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #1
آن الاوان ، للاحزاب الشيوعية أن تستحم ، أو ، أن تنقرض !



آن الاوان ، للاحزاب الشيوعية ان تستحم او أن تنقرض !


في الاصل ، قام الفكر الشيوعي على اساس فلسفي ، كغيره من الافكار الكبيرة ، خاصة ان كارل ماركس ، كان في الاساس ، استاذا للفلسفة في المانيا . و ليس مثل غيره من اصحاب الافكار السياسية الذين كانوا ضيوفا على الفلسفة . لهذا ، عند الحديث عن الاحزاب الشيوعية و أسباب تفسخها ، و انقساماتها في العالم ، علينا ان نعود الى التغيرات البنيوية في السياسة العالمية ، و التنظيم الجديد ، و في مجال التغير في وسائل الانتاج ، و التغير في قوى الانتاج ، و التغير في علاقات الانتاج . لكن يجب الا ننسى ان الفلسفة تغيرت بين عصر ماركس و عصرنا . و لن نخوض حاليا في موضوع البعد الفلسفي في الماركسية و تغيراته الاساسية في عصرنا الحالي .

فوسائل الانتاج الحديثة ، هي الآلات المتطورة عالية التقنية التي يمكنها الاستغناء عن الكثير مما كان يعرف بالطبقة العاملة الكلاسيكية، مما افقد الطبقة العاملة تلك القدسية و اصبحت التقنية العليا هي هدف الراسمالي و ليس العمال ، اذ يمكنه ان يشغل معملا كاملا بعاملي مراقبة الكترونية . و و لذلك نجد ان قوى الانتاج تغيرت ، فلم يعد ذلك العامل مدللا ، و ذي شان ، ليخافه رب العمل و يحسب حسابه ن و يخاف من مظاهراته ، و اضراباته . فعدد العمال اصبح قليلا جدا مقارنة بالمرحلة التي كان ينظر فيها اليهم كارل ماركس و يعدهم . و بدات تحل محلهم القوى المتخصصة من مثقفي و فنيي الطبقة البرجوازية الصغيرة ، التي ينعتها البعض بالوضاعة ، جريان على عادة الخطاب الشيوعي الكلاسيكي .

هذا التغير الذي شمل وسائل الانتاج و قوى الانتاج بشكل عام ادى الى تغيير في علاقات الانتاج ، حيث نلاحظ بروز الديمقراطية كنظام سياسي ونسق ثقافي ونسيج أجتماعي وكأرث إنساني لا غربي ولا شرقي، يمارس على مستوى الدولة والحركة السياسية التي تتصارع أحزابها ديمقراطيا من أجل الوصول إلى السلطة، و على مستوى منظمات المجتمع المدني والعلاقات العائلية. وحريات أساسية في التعبير والإجتماع والتظاهر السلمي والإضراب.وكفصل للسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. و المطالبة بالعدالة الإجتماعية بأبعادها النوعية، أي المساواة في إطار التمييز الإيجابي،بين الرجال والنساء، وتمكين المرأة في المجتمع، وحريتها في بناء تنظيماتها الخاصة السياسية والإجتماعية. الفكر الديموقراطي و المطالبة بالحريات المدنية . و هي اشياء طالما افتقدناها ابان حكم البيروقراطية الشيوعية في روسيا ، بل انها انقرضت مع تمكن النظام الشيوعي في روسيا مع حكم ستالين ، و قمعه للحريات و استبداداه بكل الطبقات دون استثناء . اضافة الى بروز اهمية كبيرة للمطالبين بالحفاظ على البيئة ، و انصار الدفاع عن الكائنات المعرضة للانقراض ، و انصار التعددية في الحكم و انصار احترام الراي المخالف أيا كان .... الخ . اذا لدينا تغير حضاري ، في علاقات الانتاج ، يتمثل بنوع من التخلي عن العقائدية الجامدة و الموروث العنيف للصراع الطبقي على المستوى الاجتماعي السياسي ، و الدوغمائية الحتمية للفكر اليساري ، خاصة في جانبه الشيوعي .

و كان سقوط الاتحاد السوفييتي ، الذي كان يمثل الغطاء التاريخي ، ماليا ، و اقتصاديا ، و تسليحيا عسكريا ، اضافة الى الدعم السياسي ، لكافة الاحزاب التي كانت تنادي بالشيوعية ، هو بمثابة القشة التي قطعت ظهر البعير . فبدات الهيمنة الستالينية الشيوعية تضعف على الاحزاب الشيوعية ، و بدات تشعر بالاستقلالية في اتخاذ قرارات كان يجب المضي بها منذ وقت طويل لولا ضغوط الاتحاد السوفييتي للسير على منواله في كل شيء ، و في ان تكون الاحزاب الشيوعية ، في كل انحاء العالم نسخة مشوهة عنه . و كلنا يعرف تلك الخصومة بين الشيوعيين و سارتر في فرنسا بسبب ضغوط السوفييت، كما ولا ننسى الخلاف مع روجيه غارودي و السوفييت ، و لا ننسى غيرهم أيضا ممن كانوا ينادون بادماج الحرية ضمن المواقف الشيوعية . لكن هيهات للسوفييت ان يقدموا حرية للخارج ، بينما هم يقمعون الحريات الاساسية لشعوبهم داخل الاتحاد . اذا مع سقوط الاتحاد السوفييتي تنفست الاحزاب الشيوعية و بدات تغتسل من ادران الشيوعية الجامدة ، فمنها من غير اسم الحزب ، و منها من تخلى عن مقولات خرافية مثل ديكتاتورية البروليتاريا ، و من من انتقد تلك الحتمية التاريخية التي تدعي النبوة و معرفة مسيرة التاريخ . و منها من تحول الى أحزاب ليبرالية لا تؤمن بكل الاساس النظري للدوغمائية الشيوعية .

و نعود الى الحزب الشوعي اللبناني ، الذي لم يشذ عن غيره في استشعاره تلك المتغيرات . فحدث التصادم في الافكار بين كبار مفكريه ، و حدثت القطيعة بينهم الى درجة ان اشتدت الانقسامات الفكرية ، و التي ادت الى انقسامات ميدانية ، مبررة تماما . فظاهرة الثبات القيادي، تنبيء عن ركود وجفاف الحياة الداخلية للأحزاب، وهي ليست مقصورة على حزب لوحده ، بل تطال بدرجة أو أخرى كل ألاحزاب . ثم كانت تلك الاصطفافات ،التي ما كان يمكن تبريرها ن الا بحجة ان التحالفات المرحلية واردة دوما . فنجد تحالفات لا علاقة لها بتوازن القوى او بالمنبت الطبقي ، او بالهدف المتفق عليه ، او بالبعد النظري او بالتطبيق الواقعي . بل تحالفات قامت على أسس طائفية او مصالح مادية مؤقتة . و لهذا فاني شخصيا اؤيد ما وصل اليه السيد الياس عطالله في تاسيسه حركة اليسار الديموقراطي ، و تفاعله مع مفاهيم عصرية حضارية مثل التعددية و الحريات الشخصية داخل الحركة .

لقد انتهى عصر الشيوعية ، كما انتهى عصر الدولة الاسلامية . و مع بروز مقومات اجتماعية و ضرورات جماهيرية جديدة ، آن للاحزاب الشيوعية ان تتلاشى ، او ، ان تغير برامجها و منطلقاتها و اهدافها ، و تتخلص من بقايا الروث الفكري الستاليني ، و الهيمنة الفردية ، باسم المركزية الديموقراطية ، و ديكتاتورية الزعيم الخالد . اذ عليها العودة الى التعددية ، و احترام الراي الآخر ، و فهم المتغيرات التاريخية كما تجري ، و ليس كما شاهدها احدهم منذ مئتي سنة . فقد تغير الاقتصاد و تغيرت البنى السياسية ، و تغيرت القوى التي كانت تفرض بنى دوغمائية و ايقونات فكرية، فقط لكي تبرر هيمنة ستالينية على الاوضاع في الاتحاد السوفييتي و خارجه في الآن نفسه . تحياتي .

فيصل آورفــاي .



:Asmurf:
06-19-2007, 01:42 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الرأسمالية المضاربة والبروليتاريا الشيوعية The Holy Man 6 2,647 11-10-2009, 10:34 AM
آخر رد: هاله
  نبذة عن الحركة الشيوعية في البحرين بوشاهين البحراني 12 5,895 05-28-2009, 03:40 PM
آخر رد: بوشاهين البحراني
  الشيعة الشيوعية في لبنان ، تحت اسم الحزب الشيوعي اللبناني. Awarfie 2 2,468 12-12-2008, 05:07 PM
آخر رد: أبو خليل
  لماذا فشلت الحملات العلمانية ، و خاصة منها الشيوعية في مجتمعاتنا ! Awarfie 6 1,503 09-30-2008, 02:10 AM
آخر رد: Awarfie
  جرائم الشيوعية بالفيديو caveman 4 1,361 08-18-2008, 07:46 PM
آخر رد: زريـاب

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS