نبيل أبو جعفر

ذهب الأخ جبريل الرجوب موفداً رسمياً الى العراق للوقوف على أوضاع شعبنا هناك، ومحاولة وقف مسلسل التصفية الذي يتعرض له كل يوم، ثم أجرى ما أمكن من الاتصالات اللازمة مع "ذوي الحل والربط" في البلد المحتل . وصرّح من هناك عن رغبة إخواننا بترك العراق سالمين تفادياً لاستمرار عملية استهدافهم من قبل الميليشيات الطائفية ، لكن تصريحه ووجِه بالنفي من قبل بعض أشقائنا هناك.
المهم أن الأخ الرجوب قد ذهب وعاد دون أن ندري بدقـّة ماذا كانت النتيجة، بل على العكس استمرت دوامة القتل والخطف، وتكثّفت الهجمات على أماكن تواجد شعبنا من قبل الميليشيات الطائفية وفرق الموت المدعومة من حكومة الاحتلال!

مع استمرار وتصاعد هذه الدوامة التي لم يُعرها العرب برسمييهم وجماهيرهم أُذناً معطوبة – حتى لا نقول صاغية- تعلّقت آمال البعض على فرصة انعقاد مؤتمر القمة العربية في الرياض لطرح الموضوع على" أصحاب الجلالة والفخامة والسمو" ، من قبل الوفد الفلسطيني الذي ضمّ الأخوين رئيس السلطة ورئيس الوزراء، مع تركيبة مختارة تعكس الوحدة الوطنية التي دعا اليها العرب شعراً ونثراً، وساعد على تحقيقها لقاء مكّة، فماذا كانت النتيجة أيضاً ؟

على حدّ علمنا المتواضع أنه لم يتمّ بحث موضوع عربي شائك واحد بشكل جدّي من قبل القمة التي طبّل لها الكثيرون وزمّروا، حتى "مبادرة السلام العربية" عماد المؤتمر وأولى أولوياته، لم يجرِ الأخذ والرد بشأنها تفصيلاً بين القادة، بل تمّ الاتفاق المسبق بينهم على صيغة المخرج المؤقت من مطلب تعديلها الآن، بعد أن انكشف المستور قبل أوانه!
بمعنى أن كل المواضيع والقضايا الأخرى طُويت من الأساس ولم يسمح القادة حتى بسلقها سلقاً ذراً للأوهام في القلوب، وبالطبع كان الوضع المأساوي لإخواننا المقيمين في العراق أبرز الضحايا التي لم تحظَ بأدنى اهتمام جدّي على الأرض، ولم نقرأ بشأنه قراراً محدّداً، وكأن الـ 600 شهيد فلسطيني الذين أعلن عن تصفيتهم على أيدي فرق الموت التابعة لحكم الأميركان والعصابات الطائفية الشاردة في شوارع بغداد وغيرها لا يُساوون وزن خردلة، قياساً بقضية رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري الذي قامت الدنيا لأجله ولم تقعد بعد!

لا أدري لماذا لم يُفدنا أحد من أعضاء الوفد بدقائق ما جرى وما لم يجرِ، ولماذا لم يُجبنا أحد على بعض الأسئلة التي تؤرقنا جميعاً: هل فاتحوا حكّامنا الملتفـّين بصمت حول خادم الحرمين بمدى خطورة هذا الوضع وأسبابه، وهل طالبوهم صراحة بقرار حاسم وملزم لحكومة بغداد، خارج اطار التمنيات الإنشائية التي عوّدونا على سماعها في كل بيانات القمم؟
هل طالب الوفد الفلسطيني "رئيس العراق" المحتل باتخاذ خطوات عملية فورية لوقف هذه المجزرة المستمرة، لقاء سكوتهم – على الأقل- على وجوده كعضو داخل المؤتمر، مع أن ذلك يتناقض بشكل صارخ مع البنود الأساسية لميثاق الجامعة العربية التي لا تُعطي لأي دولة عربية غير مستقلة حق العضوية، ولا تسمح لها بالحضور، والعراق بلد محتلّ وغير مستقلّ ولا موحد في هذه الأيام؟!

صحيح أن فلسطين محتلّة أيضاً، لكن حالتها أصبحت مختلفة وخاصة جداً منذ قيام السلطة الوطنية، حالة جعلتها في منزلة بين المنزلتين. فنحن لسنا محتلّين فيها بالكامل، ولا مستقلّين بالكامل أيضاً – في هذه الأيام على الأقل- كما أن وضعنا مفهوم ومقدّر من قبل العالم. عدا عن أن لنا رأينا وقرارنا، ولسنا من التابعين ولا المحمييّن من قبل قوات الاحتلال.
كنـّا نتمنى أن يقف الأخ الرئيس، أو أحد أعضاء الوفد الفلسطيني معترضاً عندما "زفّ" خادم الحرمين خبر تبرّع الطالباني باسم العراق المحتل بمبلغ عشرة ملايين دولار للشعب الفلسطيني "اثباتاُ لحسن النيّة" ، وهو رقم لا يزيد عن مدخول ضخّة نفط واحدة لمدة دقيقة واحدة أيضاً ممن تذهب الى جيوب ازلام الإحتلال ، كما أنه – إذا قسناه بالأرقام المجرّدة- يعني أن "ديّة" كل فلسطيني من الـ 600 الذين تمّت تصفيتهم قُدّرت حسب تقييم حكومة الأزلام بـ 16 ألف دولار لـ "الرأس الواحد"! ، وللدقة نقول: و666 دولار و67 سنتاً لا غير!!

لن نقول أننا كنـّا نتوقع ابلاغ المؤتمرين وأوّلهم الطالباني أن نِعال أي عامل أو طالب أو طفل أو امرأة من اخواننا الفلسطينيين والعراقيين الذين صُفوا غدراً وحقداً – بسبب التزامهم او الوضع الانساني الذي كانوا يتمتعون فيه!- أعلى من "هامات" رموز الاحتلال، وأصحاب عمائم القتل على الهوية، بل كنا نتوقـّع – وهذا حقـّنا بحدّه الأدنى – أن نرفض هذه "الديّة"، وأن نؤكد للمؤتمرين أن أي عضو في فتح أو حماس أو غيرهما في فلسطين والعراق لا يمكن أن يقبل بيع دم أخيه بمال الدنيا، فكيف بهذه الصورة المهينة، وهذا الأسلوب الموغل في الإسفاف، وفي مؤتمر عربي عام، وأمام سمع العالم وعدسات فضائياته وأجهزة اعلامه!

كنا نتوقع ذلك، رغم بقاء السؤال على حاله دون جواب: ماذا جرى في قضية اخواننا "العالقين" في العراق، على حد تعبير انطونيو غوتيتميريس / رئيس المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة؟
... هل من مجيب؟

فلسطيني كنعاني · 04-24-2007, 06:02 AM

منذ احتلال العراق و حكوماتنا سواء فتح او حماس تهمل الدم الفلسطيني الذي يهدر يوميا على ايدي خنازير فيلق غدر و غيرهم في العراق ......

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	قلب الأسد وحماس .. ودموع ويليام والاس: بقلم نارام سرجون	فارس اللواء	4	1,095	03-02-2012, 12:27 AM آخر رد: فارس اللواء
	حول كلاي وحماس والنيندرتال وأمور أخرى	أبو إبراهيم	14	2,722	03-08-2009, 10:40 PM آخر رد: كرداس
	بلى هناك بديل ،بين عباس وحماس	تموز المديني	3	1,252	01-12-2009, 06:47 PM آخر رد: تموز المديني
	ما رأيكم بهذا الكلام ؟	العلماني	86	12,254	03-10-2008, 01:44 AM آخر رد: نسمه عطرة
	مرة أخرى يا كلاب فتح وحماس .... الأقصى في خطر وكراسيكم في خطر!!! أيهُما أهم؟؟؟	كمبيوترجي	41	4,913	02-09-2007, 03:44 PM آخر رد: كمبيوترجي