{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
في مديح المخيلة
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #1
في مديح المخيلة
1
مقدمة

المخيلة هي ذلك الشيء الذي يسمح لنا بالهروب من الواقع أو بإتمامه أو بتجميله، هي الشيء الذي يرافق الشاعر، الراوي والأديب، الحالم والمعذب، العاشق والمجرم في كل لحظة، المخيلة بطبيعتها غزيرة لا حدود لها، تندفع من معاقل الوعي تتحايل عليه وعلى الأخلاق والقيم لتبني لنا عالماً مغايراً في داخلنا. المخيلة تقترب شيئاً ما من اللاوعي تترك له الاندفاع بعض الشيء.
في المخيلة لا نخضع للقوانين ولا للأطر الاجتماعية والأخلاقية، ولا للنظم ولا للأيدلوجيات، في المخيلة نحن أحرار نوعاً ما.
ولكننا لسنا أحراراً تماماً، فهناك برأيي ما يمكن تسميته "الحظر الذاتي"، المخيلة لا تتحمل ما لا يمكن تحمله، فالدوافع النفسية التي تخلفها التربية والمحيط والمجتمع تمنعنا من الذهاب للبعيد البعيد، ولكننا في حقيقة الأمر نحتال عليها، حين نجعل من شخصيات المخيلة آخرون مغايرون عنا.
في المخيلة يمكنك أن تقتل، أن تسرق، أن تغتصب أن تحرق بلاداً وأن تنصب نفسك طاغية، يمكنك أيضاً أن تحب أن تعشق أن تحقق العدل على البسيطة.
في المخيلة قد تستيقظ من النوم جزعاً من جارك الذي يزعجك بطرق أو بأعمال يقوم بها وأنت راغب بالنوم، أو أن يمنعك من النوم طيلة ليلة بموسيقاه المزعجة، فتتمنى أن تذهب إليه أن تكسر بابه وأن تحطم المطرقة على رأسه، أو أن تدخل برشاش وتقتل كل من تراه أمامك.
ولكن كما قلت فالمخيلة ليست معزولة عن القيم التي نتشربها أبداً، فهي وإن كانت مساحة حرية، فإنه من الخطأ الاعتقاد أن القيم والأفكار التي نعتنقها منفصلة عنا أو أن الالتزام بها خارجي، الإنسان بشكل عام يلتزم بأغلبها داخلياً لا خارجياً، لذا عليه حين تذهب به المخيلة لأقصى مداها أن يتحايل قليلاً.
فلكي يبرر القتل، قتل شخص ما، سيقوم بتصويره بشكل مختلف عن الواقع، فيصبغ عليه صفات وحشية، سيجعل منه مجرم حرب، مغتصب، وحش، قاتل أطفال، من اللازم تخليص البشرية منه.
قد يشتغرب البعض مديحي لهذه المخيلة، المخيلة العنيفة، ولكني أراها ضرورية، فهي التي تنفس لدينا أحياناً عن الميل للعنف، فنحققه في المخيلة، بدلاً عن تكديسه في اللاوعي الذي قد ينفجر في لحظة عنف حقيقي.

يتبع
(f)
04-11-2007, 10:32 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طنطاوي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,711
الانضمام: Jun 2003
مشاركة: #2
في مديح المخيلة
(f)
04-11-2007, 11:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خوليــــو غير متصل
متشائل
*****

المشاركات: 938
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #3
في مديح المخيلة
عدا جماليّة النص .. فإنّك لو تقوم بإضافة بعض المصطلحات .. لأمسى نصاً علمياً .. من نصوص علوم النفس :10:


متابع ..(f)

خوليو
04-12-2007, 08:30 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #4
في مديح المخيلة
عزيزي طنطاوي ؛
شرفتني والله، ووردتك شرفٌ كبيرٌ لي
محبتي

عزيزي خوليو؛
مرورك وكلماتك أسعدتني كثيراً وأرضت غروري المتواضع :)

تحياتي الخالصة
وسأتابع بعد قليل
(f)
04-12-2007, 09:58 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #5
في مديح المخيلة
2
الدراما والمأساة في المخيلة

لا يمكن أن نتصور لحظة ألا يتواجد عنصر الدراما، الحزن، المأساة، والكوارث الطبيعية والإنسانية في المخيلة، هل حلم أحدكم (أحلام يقظة) أو بنى في عالمه الداخلي المتخيل، قصصاً سعيدة من الألف للياء؟ أشك، بل أجزم أن المخيلة والتي هي أساس العمل الروائي مثلاً، تنسج دوماً حبكةً يكون فيها البعد الدرامي حاضراً بقوة.
تساءلت دوماً لماذا مخيلتي الغزيرة الواسعة لا تحلم بأشياء ظريفة جميلة، بأشياء سعيدة؟.
تذكرت أحلاماً كثيرة (ربما أنني أخلط الآن اللاوعي بالمخيلة، فالمخيلة واعية بجدارة)، من تلك الأحلام هي الأحلام الناقصة، التي لا تكتمل بها السعادة، لا يكتمل بها لقاء مع فتاة، أو حب، مثلما حصل بحكايات "خوليو" والقبلة المستعصية عليه في الحلم.
الدراما إذاً متواجدة بشكل قوي وحاضرة في المخيلة، الدراما هي ربما أقدم نوع من أنواع السرد الأدبي، خصص لها اليونانيون مسرحاً، بل لم يكُ المسرح إلا دراما وتراجيديا خالصة، مآسي بعد مآسي، تتخللها لحظات فرح.
لماذا؟
أزعم أن ذلك إسقاطاً للحياة بأسلوب مبالغ به، المآسي نحن عليها متعودون ونعيش من خلال الحرمان بشكل عام، فالشبق، والجنس ورغبته ناجمة عن الحرمان منه، الشبع لا بد أن يسبقه جوع وإلا لن نستلذ الأكل أوالجنس أو حتى التبول.
الحرمان؛
الألم هو أساس من أسس الحياة برأيي، من دون الحزن لا فرح، من دون التعب لا راحة، ومن دون الألم بشكل عام لا أمل ولا سعادة.

المخيلة إذاً تعيد إنتاج ما بالحياة مع تضخيمه وأمثلته (رده مثالياً)، فلا جبن بالمخيلة، لا صغار، لا وضاعة، لا شيء عادي. في المخيلة نخلق الأبطال، ربما لأننا نفعّل في عملية الخلق الخيالي خاصية التجريد الإنسانية بجدارة، نجرد الإنسان من إنسانيته الواقعية الرتيبة، من العاديات، من الرغبات العابرة، من النزوات، من النواقص، من الأردان ومن الوسخ.
فلا رائحة فيه للحبيب غير رائحة الجمال والفل والياسمين حتى لو لم يتحمم لستين سنة:)، ولا نمارس الجنس فيه إلا بأفضل الوضعيات وأطولها وأفضلها وأروعها وأمتعها، ولا نذهب للحمام إذا شئنا وحتى إن تبولنا فكل شيء فيه ناصع نظيف جميل.
نجرد، ونجرد، ونجعل من كل شيء مثالياً ،ألم يقولوا مثلاً أن المتغرب يصير يرى مزابل الوطن أمراً غاية في الروعة، أجل، إنه يجردها من واقعيتها وتصبح في مخيلته رمزاً وأمراً غاية في النظافة، يمثل شيئاً وليس هو هو بحد ذاته.
فالعنف إذاً في المخيلة كيف يأتي، من أي باب يدخل علينا، ولماذا ؟ ما هذا الألم والسادية والمازوخية التي نتخيلها أحياناً، نرغب بالتألم ونؤلم غيرنا. فلماذا؟ أفلأننا نجعل من المخيلة تجريداً لواقعنا نصبح فيه الأبطال الذين نتخيل، المجرمين الذين نكره، والعبيد الذين نحتقر؟

استطردت ربما أعلاه، لنعود لموضوعنا، وقبل أن أعود ببعض المتخيلات العنيفة، أرغب بسماع رأيكم عن المخيلة، كيف تتفاعلون معها ،وماذا تتخيلون؟ هل تشعرون بالذنب حين تتخيلون أموراً عنيفة؟ وكيف تتحايلون على مخيلتكم؟

محبتي
طارق
04-12-2007, 10:22 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  في مديح العودة ... ابن سوريا 68 13,269 09-04-2009, 11:43 AM
آخر رد: loay

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS