هالعزيز خوليو
بالرغم من اني اتفق معك في استنتاجاتك إلا اني احب ان اتبادل الافكار معك بشأن بعض النقاط فيها.
في موضوعك هذا وموضوعي (دور الجنس في نشوء اوهامنا الاخلاقية) هناك نقطة يجري تجاوزها: السرد التاريخي المنحدر من اعماق التاريخ صعودا لايصف كل الامكانيات وانما خطا واحد منها وكأنه هو الخط الوحيد. بمعنى انه عندما نتكلم عن المجتمع الامومي الاول ، مثلا، في مكان ما ونصف تطوره وتحوله الى مجتمع ابوي، فأننا نتناسى ان هذا التحول لم يجري بالضرورة في جميع المجتمعات البشرية الى درجة ان بعض المجمعات البشرية لازالت اموية حتى اليوم، كما ذكرت انت عن حق.
اهمية الاشارة الى هذا الامر ان البعض قد يعتقد من سياق المقال ان هناك " لونا" واحدا من التطور للمجتمعات الانسانية.
شخصيا اميل الى الاعتقاد ان المحرلة الامومية كانت عامة في تاريخ الانسان بسبب ان الانسان البدائي انحدر من علاقات بدائية لامكان فيها للملكية او التمايز على اساس تابو جنسي، كما ان دور المرأة في حياة المجموعة العرقية اكبر من دور الذكر في ظروف عدم وجود تناحر مع الاقوام الاخرى. هذه الصورة تعكسها لنا القبائل الهندية في غابات الامازون، حيث لازال دور المرأة هو المسيطر.
لماذا يقوم الرجل بدور الشامان والساحر وليس المرأة؟؟ امر غريب، إذ انه يحدث حتى في القبائل المتخلفة والتي لاتملك اساطير دينية متطورة بما فيه الكفاية.
القبائل السكندنافية كانت تعبد المرأة كرمز للخصب والحياة والعطاء. ولكن لماذا تعتقد ان الشكل الاول كان ذكوريا بما " لايقبل الشك"؟؟ بسبب العضلات ام لان هذا ماقاله فرويد؟ فهل تقصد ان الشكل الاموي ظهر بعد الشكل الذكوري؟؟
ان حياة التنقل البدوية هي التي فرضت الحاجة الى منع الولادة وبالتالي الى ظهور الموانع المقدسة لكبح الجنس " الضار" لوضع الجماعة، ولكن ذلك فقط في مجتمعات تحتاج الى التنقل بسبب فقدان القدرة على إعاشة النفس في مناطق ثابتة، هذا ينطبق على المناطق الباردة كأوروبا كما ينطبق على المناطق الجافة كصحراء شبه الجزيرة العربية، ولكنه لاينطبق على الغابات الاستوائية التي حافظت على نمط حياتها طويلا بدون تغيير وبالتالي لم تحتاج الى قيم اخلاقية بنفس الاطر، ولذلك سيكون من الممتع
الاطلاع على المزيد من طوابع حياة الشعوب الافريقية، الامر الذي اقوم به حاليا.
حول قضية الزواج الداخلي والخارجي ايضا يجري طرح الموضوع في إطار التعيميم، وكأن القبيلة التي فعلت مااشار اليه فرويد هي " القبيلة الانسانية" برمتها في جميع القارات. امر من الصعب الاعتقاد فيه.
شخصيا قرأت عن احد المجتمعات في احدى الجزر في المحيط الاطلسي حيث المرأة هي التي لديها الحق بطلب الرجل الذي تريده وهي التي لها حق بتعدد الازواج وهي التي عليها مسؤولية إعالة البيت في حين يبقى الرجل لخدمة الاطفال.
مجتمع اخر تكون فيه القرية بكاملها " محرمة" ذكورها وإناثها، في حين يجري "التلاقح" بين القرى المتجاورة، اما الاطفال فيربون في عهدة الاخوة والاخوات من طرف الام. اي العائلة هي القرية بكاملها بدون الاب البيلوجي واقرباءه.
هذه الامثلة للاشارة الى ان نمط العلاقات الاجتماعية السائدة اليوم انتصرت بفعل التطور الاقتصادي الذي لائمه هذا الشكل بالذات. في مجتمعات صغيرة منعزلة لم ينمو فيها اقتصاد كبير، ظهرت فيها اشكال اخرى للاسرة.
كل الود وآسف على التطويل، الى درجة اني نسيت ماذا اردت ان اقول
وعلى كل الاحوال اضع رابط موضوعي هنا ليصبح مصدرا اضافيا
http://nadyelfikr.net/index.php?showtopic=47560