[quote] salim كتب/كتبت
الزميل فولتير (المستمتع الوحيد بهذا الشريط على ما يبدو :) ) .. (f)


[[/color]

غلطان :D

و انا متابع و باستمتاع كمان

:97:

يقول الباحث الايرلندي ديزموند اوغريدي - أصدر مؤخراً سيرة حياة الشاعر قسطنطين كفافيس و مختارات من شعره في كتاب بعنوان «في انتظار البرابرة» - أنّ كفافيس يمكن تصنيفه بأنه كان ذا نزعة تكعيبية في شعره، وانه - وهو يعيش وحدته الثقافية الخاصة حقق انجازات في الشعر التكعيبي كشاعر موضوعي ناضج، «هادئ»، وربما غامض، ينتمي الى النخبة الثقافية. ومن المؤكد أن هذا التوجه لدى كفافيس لم يأت نتيجة مؤثرات خارجية، بل كان نتاجاً لمزاج متفرد وثقافة ذاتية. ولذلك وضع يده على «موهبته الروحية» الخالصة، ليكتب - من خلالها – شعره ..

[CENTER]رغبات[/CENTER]

مثلَ أجسادٍ جميلة .. ميّتة
لم يمرّ عليها دهر ..
مُغلق عليها .. مع الدمع ، في زينة المدفن البهيّة، ..
الورود عند رؤوسها..
والياسمين عند أقدامها..
الرغبات ، هي مثلها ..
رغباتٌ أمست باردةً .. دون أن تُلبّى ..
دون أن تحظى ،في ليلة عذبة، بوقت فرح ..
أو ألق صباح ..

للسّادة المستمتعين إذاً .. (f)




[CENTER] شمعة [/CENTER]
أَخذَ البحر بحّاراً إلى أعماقه ..
و أمّه ، التي لا تدري ، ..
تحتفظُ دوماً بشمعة مضيئة متّقدة .. في مزار العذراء ..
ليعود إليها ..
و لتكون السماءُ صافية..
إنّها تُنصتُ دوماً للريح الهابّة ..
لكن بينما تُردد الأم صلاتها ..
تُنصتُ الأيقونة ..
، التي تدري ، ساكنةً و متألمةً ..
عارفةً أنّ ابنها لن يعود ثانية ..





يتبع ..

[CENTER]شموع [/CENTER]



الأيام الآتية ..
تنتصبُ أمامي ..
مثل صفّ شموع مشتعلةٍ جميعها ..
شموعٌ صغيرة .. ذهبية .. دافئة .. نابضة .. ،

أمّا الأيام التي مضت ..
فمتروكةٌ للخلف ..،
صفّاً حزيناً من شموع مُطفأه ..
و القريبة منها ، ما تزالُ ذاتَ دخان ..
إنّها شموع بارده .. ذائبه .. محنيّة ..
لا أريد أن أراها ..
فأشكالها تؤذيني ..
و يؤذيني أن أتذكر ضياءها الأول ..

أنظرُ أمامي إلى شموعي الموقدَه ..
لا أريدُ أنْ أستدير .. لأرى بكلّ الرعب ..
كيف يستطيلُ سريعاً الصفُّ المعتم ..
وبأيّ سُرعة تتضاعف الشموع ..

آه .. تلك الشموع المُطفأة ..

سالم :97:
مثلك أقدر كفافيس كثيرا و دائما أضع ديوانه بجواري و كثيرا ما أقرأ قصيدته الرائعة جدا
الطريق إلى ايثاكا بل و طرحت عنها شريطا خاصا في الفكر الحر .
هل تعلم أن إدوارد سعيد طلب أن تقرأ في جنازته قصيدة البرابرة قادمون و قد فعلت ابنته ذلك .
نجيب محفوظ يشاركنا أيضا حب قصائد كفافيس
أتمنى أن أساهم معك في الشريط .
شكرا على تعريفك بهذا الشاعر العظيم وارث التقاليد الهيلينية الهيومانية الرائعة .:73:

Array
سالم :97:
مثلك أقدر كفافيس كثيرا و دائما أضع ديوانه بجواري و كثيرا ما أقرأ قصيدته الرائعة جدا
الطريق إلى ايثاكا بل و طرحت عنها شريطا خاصا في الفكر الحر .
هل تعلم أن إدوارد سعيد طلب أن تقرأ في جنازته قصيدة البرابرة قادمون و قد فعلت ابنته ذلك .
نجيب محفوظ يشاركنا أيضا حب قصائد كفافيس
أتمنى أن أساهم معك في الشريط .
شكرا على تعريفك بهذا الشاعر العظيم وارث التقاليد الهيلينية الهيومانية الرائعة .:73:
[/quote]


العزيز جدّاً ... بهجت :97:


قراءة كفافيس ليست نخبوية .. أو ترفاً ،

حين نزعم أنّ الشعر - و الفنون بشكل عام - ترتقي بالإنسان ، يمكننا الإستطراد معرّجين على كفافيس كمثال واضح على تلك المشاعر و الصفاء و الدهشة ... ذلك الشيء الذي يذكرنا بأننا ، قبل كل شيء ، بشر ..

أستطيع الكلام ، بكثير من الإجلال و الحميمية ، عن قسطنطين كفافيس و عن سعادتي به .. ، الآن سأبحث عن موضوعك أيها العزيز .. لأنّ كل ما تكتبه ، صدقاً ، يستحق الوقف عليه .. و كلّ ما يكتب عن كفافيس ، بلا شك ، يُمتعني ... .


إسهامك في هذا الشريط سيزيدني احتفاءً به ..


أشكر مرورك ..





يتبع ..



:R20:

عزيزي سالم :97:
هذه هي رحلتنا إلى جزيرة إيثاكا التي يدعونا إليها كفافي
إن هذه الرحلة إلى السعادة هي كل ما نملكه ،و ربما كل ما نحتاج إليه
أما السعادة نفسها فقد لا نجد منها سوى سعادة البحث عنها .
إن رحلة الحياة أجل من أن نقيس جمالها بنتائجها الأخيرة .
هي أسمى أن تكون غاية لشيء آخر ، لأنها غاية في ذاتها .

قصتي مع كفافيس .
الناقد و الأديب الكبير رجاء النقاش إسم قريب من القلب ، خلاله تعرفت عام 1970 على شعراء الأرض المحتلة .. محمود درويش و توفيق زياد و سميح القاسم ، و كان ذلك إبحارا في كتاب جميل هو ( محمود درويش .. شاعر الأرض المحتلة ) ، كتاب جميل آخر لرجاء النقاش هو ( قلوب و عقول ) في مقدمة الكتاب يعرض رجاء النقاش قصيدة كفافيس (الطريق إلى إيثاكا ) بمحبة واضحة تسطع على كل الكتاب ، وقفت مبهورا أمام القصيدة كحب يأتي طاغيا في زمن الشعر الرمادي فيسلب القلب بلا مقاومة ، هذا الحب قادني إلى أرفف المكتبات حتى عثرت على كتاب قصائد من كفافيس يزدان ب 152 من مختارات القصائد التي شدى بها كفافيس خلال عمره الخصيب ، ترجمها عن اليونانية د . نعيم عطية .
يجمعني بكفافيس حب صوفي عميق للأسكندرية القديمة ، أسكندرية العصر الذهبي و بقاياها التي تعلقت بأذيالها صبيا و يافعا قبل أن تغادرنا مسلمة الشاطئ اللازوردي لأكوام القمامة و خمور مغشوشة و ليل بهيم ، يجمعني به طبيعة متوحدة تأبى الجموع و تنفر من كل ماهو شعبي وشائع و يومي ، شخصية الsteppenwolf كما رسمها بقلمه هرمان هيسه في رائعته الحزينة الشهيرة ، تجمعني به الميثولوجيا الإغريقية بأربابها العظام و أقدارهم المحتومة ، هكذا أصبح كفافيس وجه جديد للأسكنرية لا أراها بدونه .
سألني أحد الزملاء يوما لماذا لا أحب سوى الأشعار القديمة ، أجبته أليس معاصرا كل شعر جميل ؟.هكذا أرى شعر قسطنطين كفافيس معاصرا .