اقتباس:أن العبادة فطرة في الإنسان والدليل على ذلك هو الآية (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ).
الحكمة في حذف الياء الأخيرة أنه يقصد بالجن والإنس ( جميع المكلفين والمخيرين ) ،
وكلمة يعبدوني تختلف عن يعبدون ، فالتخصيص في العبادة يفيد الإلزام ، بينما ذكر الفعل دون تخصيص يفيد المعنى الذي يأتي بعد الكلام ، فقد استكمل الكلام بالتوضيح أن الغرض من خلق أولئك الأجناس ليس تعجيزهم وتسخيرهم ليرزقوه ، بل ليعبدون ( العبادة فقـط )أي المعنى بشكل أوضح : خلقت المكلفين للعبادة ولم أخلقهم لتسخيرهم لخدمتي وإطعامي .
اقتباس:وإذا كانوا قد فُطروا على عبادة الله، كيف يجوز لله أن بقول (وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً). هل الإنسان المفطور على العبادة يحتاج إلى أمر ليتعبد؟ وإذا كان الإنسان مفطوراً على عبادة الله، والفطرة شيء في الجينات ولا نتعلمها، فلا بد أن يبدأ الطفل بعبادة الله، ولكن فقهاء الإسلام يقولون بضرب الصبي على الصلاة في سن العاشرة.
الفطرة هي السعي للعلم النافع وتجنب الضلال ، فإن أراد الإنسان عبادة الأحجار أو عبادة شركاء لله ( آلهة أخرى ) ، أو بدأ يعرف وجود الله وقدرته وأخذ يجحده ولا يبالي بعبادته أو شكره منذ بدء التفكير والاختيار ، فهـو يتجـه نحو الضلال والظلم ، ويجب توجيهه ونصحه لأن الفطرة هي معرفة الخالق الحق والتوجه له وحـده بالشكر والعبادة .
اقتباس:والغريب أن أول جن أو شيطان خلقه الله عصاه ورفض أن يعبده أو يسجد عندما أمره أن يفعل. ولا أدري ماذا حدث لفطرته التي فُطر عليها.
إبليس ليس من مواليد أدم حتى تبحث عن فطرته التي فطره الله عليها وهي البحث عن العلم النافع ،
إبليس مخلوق خلقه الله من نار ، وأعوانه هم الشياطين ( من الإنس والجن ) وليس الجن بحد ذاتهم فالجن مخلوقون كذلك من نار إلا أن منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ،
اقتباس:ثم إذا كانت العبادة فطرة خلقها الله في الناس ألا يشعر الله بالحرج عندما يقول (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) (الإسراء 23) ثم يكتشف أن المسيحيين واليهود يعبدون إلهاً خروفاً، ونحن نعلم من القرآن أن الله قال (سبحانه إذا قضى أمراً أن يقول له كن فيكون).
قضى الأولى موجهة للمسلمين لأن المسلمون يعبدون الله وحده ، كما يحسنون بوالديهم ، ( ألا تعبدوا إلا إياه )
قضى الثانية تعني حكم وأمر فهو يقول للشيء كن فيكون ،
اقتباس:وأن الإنسان العاقل Homo sabien قد عاش قبل أكثر من مائة وخمسين ألف سنة، ولكن الأديان السماوية الثلاث بدأت بموسى (ليس هناك أي سند تاريخي لآدم ونوح وإبراهيم) الذي جاء حوالي عام 1300 قبل الميلاد وانتهت بمحمد الذي جاء حوالي عام 610 ميلادية ومات عام 632م. أي أن الرسالات استمرت فقط لمدة 1800 سنة،
ما دمت لا تملك أي سند تاريخي حول الرسل والأنبياء السابقين فلا تعلم من الماضي شيئاً ولا يحق لك التخمين ، ولا تدري كم كانت أعمار الواحد منهم ففي كتب العهد القديم تجـد أن عمر الواحد يمتد لمئات الأعوام ،
وفي قصة النبي نوح عليه السلام نجد أنه مكـث ألف سـنة إلا خمسين ، وهـكـذا ،..
اقتباس:أم أن الله عرف أن إنسان القرن العشرين لن يصدق أي رسول يرسله لهم فأوقف الرسالة؟ لا بد أن العلم قد خلق غطاءً جوياً مانعاً (كطبقة الأوزون) يمنع الرسل وجبريل خاصةً، من النزول إلى الأرض.
إن رحمة الله بالإنسان أوقفت الرسل لأن تكذيب الرسل يستوجب أن يأتي الرسل بأية عظيمة ليصدق الناس بالرسالة ، فإن كذبوا بها فقد استوجبوا العذاب كما هي سنة الله في الناس ،
كما أن التطور التقني والعسكري سيجعل سفك دماء الأبرياء أكثر وأبشع في الحرب مع الرسل والأنبياء ومتبعيهم ،
ثم أن التطور الفكري والمعلوماتي جاء مسايراً للمعجزة الخالدة التي جعلها الله رحمة للناس في الأرض وهي ( القرأن الكريم ـ القرأن ذي الذكر ـ الفرقان ) الذي جعله الله متسقاً مع أياته في الكون وصالح لكل الأزمان حتى قيام الساعة ، ويختلف عن معجزات الأنبياء السابقين المكانية والزمانية المحدودة ، فهو يصفه في كل المواضع بأنه رحمة للعالمين ،
"وقرأناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً"
"كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون"
"وأنزلنا إليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة"
"نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه" ( بين يديه : أي المستقـبل )
والكثير الكثير بنفس المعنى ، فالكتب السماوية السابقة وردت فقط بصيغة "أنـزل" بينما القرأن ورد أيضاً بصيغة " نـزل " بالتشديد ليفيد الاستمرار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ
بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ {6} وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ {7} يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ {8} وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ {9} مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئاً وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {10}الجاثية