وأقول لهم أني أظن أني فعلت ما أظنه بوسعي كي أنقذ أترابهم من الموت في العراق وغيره على ايدي سياسات حكومتنا المجرمة غير العادلة المدفوعة بالطمع وشهوة السلطة والصفقات والنفوذ"
بهذه الكلمات سيجيبك بريان هوBrian Haw عن دافع اعتصامه المستمر في ساحة البرلمان البريطاني, منذ ست سنوات!! يقيع في خيمة صغيرة بقرب لوحاته ولافتاتته الاحتجاجية التي يخربشها نهارآ عندما لا يكون يتحادث مع المارة شارحآ لهم حجم الجريمة التي حدثت - أو يصرخ في ميكروفونه عندما يلمح عضوآ برلمانيآ يهم بدخول المبنى ..
أول ما بدآ اعتصامه في عام 2001 , قبل حوادث أيلول وأفغانستان وقرع طبول الحرب لافتراس العراق, عندما سمع ما يفعله الخصار بشعب العراق وأطفاله ووصلته منشورات من حملة دعت لفك الحصار والتجويع حتى الموت عن الشعب العراقي , وصدم وهو الكاثوليكي المتدين والأب لسبعة أطفال أن هذا يتم من بدعم تام من ممثليه وقادته في الحكومة.. حط بخيمته الصغيرة في ساحة البرلمان يضع صور الهياكل العظمية التي أمستها أجساد أطفال العراق وقد التهم حصار الخارج واستبداد الداخل اللحم عنها, أمام المارة ووهم في طريقهم إلى أعمالهم أو المطاعم الصغيرة الراقية التي تحف بها المنطقة, بعد الحصار ومليون طفل عراقي مات جوعآ أو مرضآ منعت عنه الأدوية ,جاء ور أطفال أفغانستات, ثم استقرت القائمة من جديد على شعارات مناهضة للحرب على العراق
أثار وجود بريان وإعتصامه الدائم أمام فخر الحضارة والعنطزة الأتكليزية: مبنى ويستمنستر, بثيابه الرثة بعض الشيئ ولوحاته ولافاتتاته التي يشخبرها بيده وميكرفونه الذي لا يهدأ نهارآ وهو يصرخ لا للخرب, ولا تقتلوا اي طفل في العالم باسمي, حفيظة عدد غير قليل من النواب, وأجلته الشرطة مرات عدة بعد أن كسرت" عدته", كان يعود دائمآ بعدها بفضل عناده ودعم غير قليل يتلقاه من منظمات السلام ومحاميو اليسار وشخصيات إعلامية.. اعتصامه كانوراء إصادار الحكومة قانون يحرم الاعتصام في ساحة البرلمان دون شروط خاصة جدآ ومقيدة تحت دعوى قوانين مكافحة الإرهاب,ووخيضت سجالات بينه ومحامييه وبين البرلمان, في نهايتها استثني من هذا المنع وبل سمح له وحده بحمل ميكرفونه(ولو أنه يعيره للمار ة بين حين وآخر!!)
انتخبت القناةالرابعة البريطانية بريان شو كأهم شخصية سياسية في العام 2006
في عالم الكتل الضخمة ووالاستقطابات الهائلة في الرأي التي تفرزها عولمة الإعلام الذي اضحى صناعة متكاملة ذات تقاليد راسخة وارتباطات متشابكة تبدو خفية, ما قدرة أشخاص من الهامش على إلقاء أحجار في محيط صاخب تتضارب فيه الأمواج لإحداث موجة تغيير؟
لا أعرف.. لن أنسى أن أطرف تعليق سمعته عن اعتصام بريان المتواصل لست سنوات, كان من رجل حمسيني يقول : ست سنوات! يا للسماء.. زوجتي ملاك إذآ .. أهرب من البيت لأسبوعين فقط كل سنة في رحلة صيد!
[img]
]http://www.parliament-square.org.uk/img/ma...1_jpg.jpg[/IMG]
http://www.parliament-square.org.uk/photos.htm#audio