جقل
عضو متقدم
   
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
الفهقة و الفائق...
الفهقة و الفائق
الفهقة و الفائق عظمان يشكلان مفصلا ما بين العمود الفقري و الجمجمة يسمح توضعهما الميكانيكي بمرور سلس للحبل الشوكي ليتابع طريقه عبر الفقرات ليتصل بالدماغ لتأمين تدفق الأوامر و الإنطباعات من و الى معظم أجهزة الجسد كما يسمح بحركة الرأس في المستوي الأفقي بزاوية لا تقل عن 150 درجة , عملية الشنق تستهدف هذا المفصل بالذات فتستغل جاذبية نيوتن و قواعد السقوط الحر و رد الفعل في الحبل الذي يُطْبق بقسوة الكتان على الفهقة و الفائق و يفصل بينهما بعنف قاطعا الحبل الشوكي و بقطعه من تلك المنطقة يتوقف كل شيء , فيبقى الرأس في مكانه بفضل عضلات العنق فقط .و قد ينفصل في بعض الحالات إذا كان المجرم "ثقيلا" و حبل المشنقة طويل
من يشاهد عملية شنق لن يهتم كثيرا بتلك الفكرة الميكانيكية الحاذقة و سيتابع ادق تفاصيل ردات فعل المحكوم المتخاذلة الهلعة أو حركات الجلاد النشطة المدربة ,خوف الضحية و قسوة الجلاد و قتامة المشهد تثير المشاهد و تستفزه ,و تدفعة للتعاطف مع الضحية فتنقطع صلة الضحية بماضيه و يختزل تاريخة بمدة المشهد المعروض , مشهد شنق صدام حسين بنسختيه الرسمية و "المسروقة" كان ينقص بعض عوامل "الفرجة" ,لم يبدو على "الضحية" أي رعب و أظهر" الجلاد" قسوته على شكل" شعار", حاول الجلاد أن يبرز نفسه على حساب الضحية و لكن الضحية نجحت في في إضفاء لمستها الإخراجية على المشهد.
ظهر صدام حسين مثل "قائد" كتيبة الإعدام و هو يتقدم بثبات مرتديا معطفه الأسود الطويل الذي يشبه معاطف رجال "الجستابو", المقنعين الذين أحاط به بدوا كمساعدية اتكأ على بعضهم و سانده بعضهم الآخر ليخطو آخر خطوة ,يتطور المشهد الى مايشبه "الكوميديا" عند يقف صدام حسين مصغيا بإهتمام كبير الى حديث كبير "الجلاوزة" و كأنه يصغي الى "صديق" قديم , ثم يتابع تقدمه البارد ليواجه الحبل الغليظ دون أن يتعثر و كأنه يعرف أدق تفاصيل منصة الإعدام , و لا ينسى صدام حسين أن يمنح المصور الذي يقف اسفل المنصة إبتسامة مرفقه بتهكم مر من جميع من في القاعة و ربما من جميع المشاهدين .
نسخة "كليب" الشنق الرسمية بدأت بمشهد المالكي الذي يوقع ورقة الموافقة على الإعدام , ظهر المالكي كموظف "عتيق" حريص على كل ختم و توقيع لتأخذ "الإضبارة" شكلا رسميا خالصا ,ثم يتابع الشريط "مراسم" الشنق الصامتة صمتا مريبا ,ثم تأتي المشاهد المسروقة و هذه لا تهتم بتوقيع المالكي فتركز على سلم الموت الحديدي و تهاوي الجسد و الرقبة المخلوعة , و تتحول في هذه النسخة "المراسم" الى "طقوس", و الصمت المريب الى جلبة مدوية يحدثها عشرات "الشهود" .
الدقيقتين الأخيرتين من حياة صدام كانت أكثر أهمية من كل تاريخ العراق الحديث ,و قد حقق صدام بلحظة وقفها تحت الحبل أكثر مما "اقترفه" خلال حياته كلها ,و هو مدين بالطبع لتقنيات شركة "نوكيا" للهواتف المحمولة , و لتراخي ممثل النيابة القاضي منقذ الفرعون ,و كذلك للطبيعة "الشفافة" و العاطفية التي يتحلى بها مشاهدوا "نايل سات",و لو أن تصرف صدام قبيل إعدامه ليس فريدا و ليس "مستغربا",فقد ابدى عبد الكريم قاسم شجاعة مماثلة و كذلك يقال أن انطون سعادة واجه فرقة القناصة بأعصاب من غرانيت ,و ظل تيموثي مكفاي مفجر مبنى أوكلاهوما محتفظا بحس الدعابة حتى قتلته حقنة الإعدام السامة ,أندمج موقف هؤلاء عند الموت بققضاياهم فغلفها بطبقة ملونة قد تعجب الكثيرين.
|
|
01-26-2007, 10:51 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}