لماذا "تجمع 11 آذار"؟


بعدما تقاسم اللبنانيون التواريخ والشوارع والساحات، في ظاهرة يُفترض بها من حيث الشكل أن تكون في سياق الممارسة الديمقراطية في أي بلد يحترم الحريات، ويُقدس الممارسة الديمقراطية.. لكن هذا الإنقسام في لبنان أفرز تشنجاً خطيراً، بدأت تداعياته تنذر بعواقب وخيمة على المستوى الشعبي، إذ بدأ الخطاب السياسي ينحو بإتجاه تحريك النعرات والغرائز الطائفية.

التسليم بوجود خلاف في البلد، يقتضي التسليم بحقيقة منطقية مفادها أن البلد ليس فقط 8 آذار أو 14 آذار، كما أن هناك ممن هم منضوين تحت سقف هذين الطرفين، يرون أن ما وصلت إليه الأمور يستدعي وقفة جدية ومراجعة نقدية جريئة، ويرون أنفسهم في "تجمع 11 آذار" بما يُجسده من صوت معتدل، ويمثل قوة كبرى من اللبنانيين الذين لم تُساعدهم الظروف في أن يكون لهم الصوت الأعلى لايصال صرختهم، مع الإشارة الى أن "تجمع 11 آذار" غير موجه ضد أحد، ولا يهدف إلى إلغاء الآخرين، وإنما إلى إيجاد قاسم مشترك بين الجميع، فهناك الكثير ممن تضرروا من الإنقسام الحاصل في البلد وعلى كافة المستويات، وهم الأكثرية.

يأتي "تجمع 11 آذار" كتسمية تُشير إلى الوجهة التي يتحرك فيها هذا التجمع، كونه يقف على مسافة واحدة من الطرفين المتنازعين في البلد 8 و14 آذار، مما يعني منطقياً عدم إنحيازه لأي طرف منهما، ويُشكل نقطة إلتقاء لدى الجميع، على إعتبار أن هناك حاجة للحفاظ على الثوابت والمقومات الأساسية للمجتمع اللبناني.

و"تجمع 11 آذار" الذي يعتبر هذا البيان مقدمة لسلسلة التحركات العملية التي سيقوم بها، يرى أن من واجبه الأخلاقي والوطني والديني أن يضع نفسه في تصرف اللبنانيين، الذين تضرروا من الواقع الذي يعيشه لبنان حالياً.. لذلك فإنه لا يضع حدوداً لتحركه، لكنـه مُجبر على وضع حـدود زمنية تنتهي في 11 آذار المقبل، وإذا لم يتم إيجاد حل والعودة إلى الحوار الوطني الجاد، سيقوم بتحرك أوسع وأشمل للوصول إلى الغاية المنشودة، وهي الإستقرار، وإعتماد المشاورات والحوار، ولغة التآخي والعقل في الخطاب السياسي، والإبتعاد عن الإستفزازات.

ويقدم "تجمع 11 آذار" رؤيته الإنقاذية متزامنة مع سلسلة تحركات ستأخذ عدة أشكال سلمية، بعدما أضحى الوطن في خطر، إنطلاقاً من البديهة المنطقية التي تقول: "ما الذي ينفع إذا تكللت العملية الجراحية بالنجاح لكن المريض مات؟"... فما زالت توجد فرصة للنجاة، والواجب الأخلاقي والتاريخي يُملي على "تجمع 11 آذار" أن يُسلط الضوء على تلك الفرصة.


تجمع 11 آذار

من شعارات التجمع:

( شبعنا ألوان ) ( سوا إيد بإيد) ( ما بيهم اي واحد قبل ) ( قسمنا الفرق بالنص ثلاثة منكن وثلاثة منكن ) ( بدي عيش معك ) ( خير الأمور أوسطها ) ( واحد + واحد = لبنان) ( الشر برا وبعيد )

الشعارات جميلة و معبرة قد تجذب عدد لا بأس به من الشباب اللبناني الذي " قرف من الوضع الحالي ", لا أدري إن كانت مجرد شعارات للإستهلاك لن تغير من الوضع اللبناني شيئا كما حدث مع تجمع " حدا مش مع حدا " .

و لكن الملاحظ و المهم أن الصوت اللبناني " الثالث " بدأ يعلو شيئا فشيئا, و نأمل أن ينجحوا في تقديم " رؤيتهم الإنقاذية " على حد تعبيرهم.

www.11march.org