مزمار وألف بوق
مخطئ من يتصور إن الوضع اللبناني خاص باللبنانيين فقط.
نعم هو بالظاهر كذالك, في ما يخص إدارة الخلاف وطريقة التعامل معه وكيفية الانتهاء منه.
38 يوماً هي المدة التي مضت على اعتصام جمهور المعارضة الرافض لتصرفات الحكومة اللبنانية الغير سويه في إدارتها لشؤون الدولة.
وتحت هذه الظروف المناخية الصعبة, يؤكد للعالم بأسره, هذا الشعب الأصيل إن في اعتصامه صاحب قضية ومطلب ورسالة تستحق العناء والصمود والتعب.
كل هذا الحشد والصوت المرتفع تحت سور السراي الكبير, لم يجد طريقه نحو ضمير وأخلاق أعضاء الحكومة.
على العكس كان صدى صوت المعارضة إن قام محسوبِ وأزلام فريق السلطة وعبر أبواق إعلامها, بإشعال فتيل الفتنة والفرقة بين طوائف الشعب اللبناني وتعرضهم لجمهور المعارضة في كل مكان, حتى سقوط شهيد المعارضة " أحمد محمود " مع بداية الاعتصام و الشهيد " امهز " في وسط الاعتصام, لترمي بجميع أوراقها دفعه واحد وتكشف خيوط اللعبة لتدويل لبنان وشعبه ورميه في أحضان المشروع الأمريكي لشرق الأوسط الكبير الذي بشرت بهي رايس " وزيرة الخارجية الأمريكية ".
انكشف عري الحكومة " الفاقدة للمسؤولية والأمانة والمصداقية " الذي قبلت بالسفير الأمريكي في لبنان رئيساً والسفير الفرنسي مسوقاًً, ومدى مسؤولية الداعمين لهذه الحكومة عن العدوان الصهيوني في تموز / يوليو 2006 , ودفع الساحة اللبنانية للاقتتال في ما بينها, عملاً بالفوضى الخلاقة الأمريكية الصنع في العراق ومحاولة نقلها للبنان, ودفعه للمزيد من التواطئ وانغماساً الرذيلة سيراً لعملية السلام مع الكيان الصهيوني.
وما لبثت إن حولت الحكومة الأمريكية ودفعت عملائها بالوطن العربي لتعليق فشل وإخفاقات الحكومات الخاضعة لسياستها على محور " إيران – سوريا " الذي صنعته بخيالها وأودعته بخيال بني يعرب, وجعلت منه هدفاً لتغطي بهي مشروعها " الصهيوأمريكي ", ليرتفع الوتيرة والحماسة في النشاز الأميركي من الأبواق الدولية.
كل هذا الوضع السيئ الذي يعيشه الوطن العربي في مواجهة النفوذ الأمريكي وأستشراس مشروعها وتزايد عملائها والمؤيدين لهذا المشروع في عالمنا العربي والإسلامي, فمن أفغانستان ,للعراق , للبنان, حتى الصومال لم يسلم من الفك الصهيوأمريكي.
لبنان برجاله وشعبه الأبي, وما تبقى من شرفاء الوطن العربي المقاومين, هم الأمل في أنفاذ ما بقي من شموخ وكرامه عربية.
اعتقد أنهُ حان وقت نهوض وخروج المناهضين لهذا المشروع وساسته, عن صمتهم بشحذ هممهم وسل أقلامهم ونفض الغبار عن ذاكرتهم, دعماً عن وللمقاومين في الوطن العربي ابتدأً بالمعارضة اللبنانية الوطنية بالصوت والصورة.
وإذا كان فشل الكيد السياسي لإدارة بوش في العراق وتحويله لساحة صراع وتناحر طائفي بمباركة فريق إدارته, أنعكس هذا على سقوط شعبيتها في الأوساط الأمريكية, وتساقط أعضاء فريقه كما حال جنوده مثل أوراق الخريف.
إذ هي نفس الصورة من العراق لفلسطين مع أختلاف الحجم والالوان, نفس الفكرة والاسلوب, نفس المخطط لنفس العدو.
نجد إن الفشل يتكرر في إداراتها وتوصياته للحكومة اللبنانية الفاشية بقيادة فريق 14 شباط, فلم تكتشف " الأدارة الأمريكية " مدى تفاهة وهشاشة هذه الحكومة, وإنها مجرد اداه ضعيفه, ليُضرب أول مسمار في نعش مشروعها وسقوط الحكومة في نفق مظلم اسمه العمالة والولاء للخارج.
كان صمود شعب المقاومة, صمود المقاومة, انتصار المقاومة, كافياً لإسقاط الأقنعة وكشف الإدعاءات الكاذبة للوطنية, وإحساس العروبة الخداعة.
ما حصل ويحصل كان كفيلاً بإخراج الشعب العربي برمته لشارع, ليس الشعب اللبناني فقط.
نتشارك في نفس الهم ونعشق نفس الحلم.. إلا إن الشعب العربي لم يدفع فاتورة الكرامة لهذا العام, دفعها الشعب اللبناني برغبته بالحياة الكريمة والعيش المشترك كما عودنا لسنوات طويلة.
لهذا وبهذا نشد على أيادي المعارضة الوطنية بالبنان وشعبها الكريم, وشرفاء الوطن العربي.
دمتم ودامت الأمة العربية بعزة وكرامة.
بقلم الزميل المميز
- رحال - 6/1/2007
|