إن الكلام عن سوق الهال المحفوظ في إنزال الطبخة، البعض قال: إن سوبرمان تلقف الخضار تلقفاً روحانيا ً ونزل به ( الاتقان1=43)، والبعض من قال، أخذ الخضار مباشرة من سوق الهال المحفوظ ونزل به ( الإتقان 1-40).

من الأمور التي شط بها الطباخون وابتعدوا فيها كثيرا عن الحقيقة ما قالوه في سوق الهال المحفوظ من الخزعبلات الخارقة. فقد قال جماعة منهم إن الطبخة أُنزلت كاملة بكل خضارها في ليلة القدر إلى مطعم في السماء الدنيا يقال له مطعم العزة (بيت العزة) فحفظه سوبرمان ( الإتقان 1-40) وغشي على أهل السماوات من هيبة وضخامة الخضار فمر بهم سوبرمان وقد أفاقوا وقالوا: ماذا قال الطباخ الأعلى ؟ قالوا: الحق، يعني الشوربة، وهو معنى قوله تعالى (حتى إذا فزع عن قلوبهم ) سبأ آية 34.فأتى سوبرمان الى مطعم العزة فأملاه على السفرجية الكتبة، ( بأيدي سفرة كرام بررة) عبس الآيتان 15 و16.



ان سوق الهال المحفوظ تم الاستدلال عليه من قائمة الخضار في الطبخة (من آخر آية سورة البروج) أما مطعم العزة( بيت العزة) فقد اختلف الطباخون في موقعه. هل هو في شارع السعادة المتفرع عن شارع الفرح. أم هو عند تقاطع شارعي الخير والشر. أم يقع على ضفاف نهر العسل. وحتى ساعته لم يتم العثور عليه.



يقول أحد الطباخين الخبثاء:هناك في مطعم العزة ( بيت العزة) تم خلط الطبخات الكبيرة.

هناك تم تحويل سليمان بن داوود أحد ملوك بني إسرائيل إلى نبي، أما فلول الجنود وعساكرهم وقوادهم إضافة إلى جحافل الشياطين فقد كانوا رهن إشارة من يده. وأيضاً الفرق المجوقلة من الإنس والجن والطير.

يلتفت سليمان قاهر الإنس والجان يمنة ويسرى، فلا يرى الهدهد، وسليمان لا يستطيع أن ينام قبل أن ( يهدهده الهدهد) فتوعده بحبسه بأحد فروع الأمن السياسي في سوريا، ثم عفا عنه لما جاءه بخبر بلقيس ملكة جمال سبأ، في أخر مسابقة جمال نظمها برنامج ستار أكاديمي. وأراد أن يختبر صدق خبره فأرسل معه كتاباً إلى بلقيس يدعوها به إلى الطاعة، فأجابته بلقيس بما أراد وأرسلت إليه بهدية ؟ فقال سليمان يخاطب الرسول أو الهدهد ( ارجع إليهم فلتأتيهم بجنود لا قبل لهم -----) سورة النمل آية 37. ورغم موافقتها وإرسالها الهدية، إلا أن مصلحة الطبخة كانت هكذا. وتستمر الطبخة فسليمان ورغم جيوشه الجرارة والزاحفة والطائرة والصاروخية، فقد التفت إلى من حوله فقال: ( أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ) النمل آية 38. ويبدو أن تأثير الفياجرا في الملك سليمان قد بلغ به مبلغاً كبيراً وأنساه جيوشه كلها. فتقدم إليه عفريت من الجن اسمه ذكوان حسب الهوية الشخصية التي يحملها والصادرة عن إدارة الهجرة والجوازات في المملكة العربية السعودية ( الكشاف، تفسير الآيات 34-39 من سورة النمل، والقرطبي وابن كثير في تفسير هذه الآيات ). وقال ذكوان: ( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) النمل الآية 39. وأيضاً اشتد مفعول الفياجرا مرة أخرى، ولم يقبل سليمان أن ينتظر أكثر. فتقدم اليه رجل من أهل العلم اسمه آصف بن برخيا، ويحمل جواز سفر يمني. فقال: ( أنا آتيك به قبل أن يرتد عليك طرفك ) النمل آية 40

هدايا بلقيس:

خمسمائة غلام عليهم ثياب الجواري وحليهن الأساور والأطواق والقراطق راكبي خيل مغشاة بالديباج محلاة اللجم والسروج بالذهب المرصع بالجواهر، (حتى يتدبر نفسه بينما تصل بلقيس).وأيضاً خمسمائة جارية على رماك في زي الغلمان ( فتيان في زي الجواري وجواري في زي الغلمان شوربة). وأرسلت معهم ألف لبنة من ذهب وفضة وتاجاً مكللاً بالدر والياقوت، وحقاً فيه درة عذراء وجزعة معوجة الثقب، وبعثت بهذه الهدايا رجلين من أشراف قومها وهما المنذر بن عمرو وآخر ذي عقل ورأي، وكلاهما يحمل جواز سفر أردني.



وصل الهدهد، فأخبر سليمان، فأمر الجن فضربوا لبن الذهب والفضة، وفرشوه في ميدان بين يديه طوله سبعة فراسخ، وجعلوا حول الميدان حائطاً شرفه من الذهب والفضة وأمر بأحسن الدواب في البر والبحر فربطوها على يمين الميدان ويساره على اللبن، وأمر بأولاد الجن وهم خلق كثير فأقيموا عن اليمين وعن اليسار ثم قعد هو على سريره والكراسي من جانبيه، واصطفت الشياطين صفوفاً فراسخ والأنس صفوفاً فراسخ ، فلما دنا القوم ونظروا بهتوا، ورأوا الدواب تروث على لبن الذهب والفضة المفروش في الأرض، فتقاصرت إليهم نفوسهم ورموا بما معهم ( ابن كثير، الكشاف، القرطبي، تفسير الآية 35).


سلطان الرفاعي

لم تنزل الطبخة دفعة واحدة اذاً ، وانما نزلت متفرقة ياذنجان وكوسا وبطاطا وفليفلة في ثلاث وعشرين سنة ، منها ما نزل قبل الهجرة ، في المطبخ ومنها ما نزل بعد الهجرة في المطعم ، وبعض الكوسا والفاصولياء نزل في غزوات الطباخ لا في المطبخ ولا في المطعم . وبعض عناصرها تم اضافته في الليل وبعضها تم اضافته في النهار .

وقد ذهب الشيف رمزي في تعريفه للمطبخ والمطعم على ثلاثة طرق:

الأول :وهو، أن ما طُبخ قبل الهجرة كان في المطعم ، وما طُبخ بعدها كان في المطبخ ، سواء تم وضعه بالمطبخ أم بالمطعم .فعن أبن عباس قال : " كانت إذا نزلت فاتحة سور ة بمكة كتبت بمكة ، ثم يزيد الله فيها ما يشاء " ولذلك لا يلزم من نزول آية أو آيات من سورة طويلة نزل معظمها بالمدينة أن تكون مكيّة .

الثاني : أن المكيّ ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة ، والمدنيّ ما نزل بالمدينة ، وما نزل بالسفر والغزوات لا يُطلق عليه مكي ولا مدنيّ، كقوله : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ...) ( الحجرات: 13 ) ، نزلت بمكة يوم الفتح .

الثالث : أن المكي ما وقع خطاباً لأهل مكة ، والمدني ما وقع خطابًا لأهل المدينة ؛ كسورة "الممتحنة" فإنها نزلت بالمدينة مخاطبة لأهل مكة ، وقوله : ( والذين هاجروا … ) ( النحل : 41 ) ، نزل بالمدينة مخاطبًا به أهل مكة .

وحتى لا تحترق الشوربة تم المزج ما بين ما طُبخ منها في المطعم ، وما بين ما طُبخ منها في المطبخ :

فسورة الأنعام مكية آلا الآيات 20 و23 و93 و114 و141 و152 و153 فمدنية

والأعراف سورة مكية آلا الآيات 163- 170 فمدنية.

ويونس مكية آلا الآيات 40 و 94 - 96 فمدنية.

وهود مكية آلا الآيات 12و 17 و 114 فمدنية.

ويوسف مكية آلا الآيات 1و 2و 3و 7 فمدنية .

إبراهيم مكية آلا الآيات 28 -29 فمدنية.

النحل مكية آلا الآيات الثلاثة الأخيرة فمدنية.

الإسراء مكية آلا الآيات 26 و 32 و33 و57 و73 و80 فمدنية.

الكهف مكية آلا الآية 28 فمدنية.

مريم مكية آلا الآيات 58 و71 فمدنية.

طه مكية آلا الآيات 130 -131 فمدنية.

الفرقان مكية آلا الآيات 68 - 70 فمدنية.

الشعراء مكية آلا الآيات 197 و224 فمدنية

القصص مكية ا الآيات 52 - 55 فمدنية. راجع الاتقان 115-19.



قالوا ان الذي جمع الطبخة طائفة من الطباخين على عهدالطباخ الكبير لنبي هم أربعة على ما في رواية عبد الله بن عمرو ، وأنس بن مالك. راجع: مناهل العرفان 1 : 236 ، الجامع لاَحكام القرآن 1 : 56، أُسد الغابة 4 : 216 ، الجامع الصحيح 5 : 666 .

أما الشيف رمزي فيصر على عدد خمسة :

خمسة كما في رواية محمد بن كعب القرظي . راجع: طبقات ابن سعد 2 : قسم 2 | 113 ، فتح الباري 9: 48 ، مناهل العرفان 1 : 237 ، حياة الصحابة 3 : 221 .

وتقول ام حسن طباخة قناة المستقبل :ستة كما في رواية الشعبي . راجع : طبقات ابن سعد 2 : قسم 2 | 112 ، البرهان للزركشي 1 : 305 ، الاصابة 2 : 50، مجمع الزوائد 9 : 312 .

وكذا عدّهم ابن حبيب في (المحبّر) . راجع : المحبر : 286.

الفهرست لابن النديم: 41.

وللشعبي رأي آخر:

وقال الشعبي: توفى ابو بكر وعمر وعلي رحمهم الله ولم يجمعوا القران. راجع تفسير القرطبي 1/56 -58 وتأويل مشكل القران لابن قتيبة 181.

وأخبراً أصدر السجستاني الذواق الكبير لا ئحة كاملة بعدد الطبخات التي تم تحضيرها ، رغم كل الخلاف فيما بينها :

- مصحف عمر بن الخطاب

2 - مصحف علي بن أبي طالب

3 - مصحف أبي بن كعب

4 - مصحف عبد الله بن مسعود

5 - مصحف عبد الله بن عباس

6 - مصحف عبد الله بن الزبير

7 - مصحف عبد الله بن عمر

8 - مصحف عائشة زوجة النبي

9 - مصحف حفصة زوجة النبي

10 - مصحف أم سلمة زوجة النبي

11 - مصحف عبيد بن عمير الليثي

12 - محف عطاء بن أبي رباح

13 - مصحف عكرمة

14 - مصحف مجاهد

15 - مصحف سعيد بن جبير

16 - مصحف الأسود بن زيد

17 - مصحف محمد بن أبي موسى

18 - مصحف قحطان بن عبد الله الرقاشى

19 - مصحف صالح بن كيسان

20 - مصحف طلحة بن مصرف

21 - مصحف الأعمش

22 - مصحف بن قيس



وقد ذكر الذواق الكبير السجستاني في كتاب (المصاحف ص60- 98) في باب اختلاف مصاحف الصحابة ، قائمة باثنين وعشرين مصحفا مخالفا لمصحف عثمان .

وذكر ايضا السجستاني بالأسانيد اوجه الخلاف فيما بينها وبين المصحف الحالي.