ليس الكتاب المقدس هو وحده من قال بتفضيل بني إسرائيل على سائر العالمين. يقول القرآن:
[ يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين ]

فكرة تفضيل بني إسرائيل كشعب اصطفاه الله على سائر الشعوب واردة بشكل واضح في القرآن والتوراة وهي تفيد اصطفاء بهدف الإئتمان على نعمة الإيمان وتبليغها لسائر الشعوب. هناك من يقرأ النص ويفسره بأنه اصطفاء عرقي وهناك من يفسره بتأويل روحي. جميع الشعوب السامية تمتاز بعقلية "الأمة المصطفاة". ألم يكن محمد بن عبد الله الذي قال: أنا سيد ولد آدم ولا فخر؟ وألم يقل هو: كنتم خير أمة أخرجت للناس؟ إذن هو يتكلم بمنطق الاصطفاء فكما أن شعب العبرانيين تم اصطفاؤه فبني عمومتهم العرب هم كذلك مصطفون. من الطبيعي أن يبحث الناس عما يخدم قضيتهم من النص والعبراني أثبت للأميركي عبر الأزمة الفائتة أنه أقرب له وإلا فماذا سمعنا عن المسلمين ومساهماتهم للتراث الإنساني عالمياً سوى أخبار الفزع والهلع؟ هات لي شيء واحد قدمه المسلمون حالياً على الصعيد الدولي لخدمة المجتمع الإنساني.. للأسف لا يوجد سوى أخبار الفزع. من الطبيعي أن يشعر المسيحي الإنجيلي أن العبراني أقرب له وهو فعلا أقرب له باعتبار أن التوراة تكمل الإنجيل. المسلم لا يفوت الفرصة على الصعيد الدولي للظهور بالمظهر الغير حضاري.. شنق رجل سياسة وعرض ذلك على شاشات العالم ليرى مشهد الشنق أي بربرية هذه؟ ذات مرة ذبحت الأرنب وسمعت صراخه ومن يومها تبت عن شراء الأرانب وذبحها وطبخها وأكتفي باللحم الجاهز.. لكن في الإعلام كيف يظهر العربي؟ هل حرص العربي فعلا على الظهور بأنه يريد أن يضع يده بيد المجتمع الدولي ويسعى على قدم وساق لبنائه؟ بأي حق تريد أن يقوم فلان من أبناء المجتمع الدولي أن ينظر للعرب حالياً نظرة كلها إيجابية ويتعاطف معهم ويتبني قضاياهم ويشعر بهمهم؟ أنا شخصيا أحب كل ما هو عربي وفي الوقت نفسه أشمئز مما هو عربي؛ وياله من تناقض عجيب. أسمع الآن موسيقى عربية وأقرأ كتابات يحيى الطاهر عبد الله ولكن سأتردد مليون مرة لو قالوا لي إن هناك محفل لبني عربان وسأنعم بالجلوس فيه.. لا أريد.

مقال جميل..

بالمناسبة جميع وسائل الإعلام الأمريكية كانت مع الحرب قبل بدايتها مباشرة..
واغلب الشعب الأمريكي ايضا..
ومن كان يعارض الحرب كان يتهم بالخيانة العظمى..ويسبونه على شاشات التلفاز..
مثل ما حصل مع مايكل مور..

[CENTER]

اقتباس:  النجم اللامع   كتب/كتبت  
بالمناسبة جميع وسائل الإعلام الأمريكية كانت مع الحرب قبل بدايتها مباشرة..
واغلب الشعب الأمريكي ايضا..
ومن كان يعارض الحرب كان يتهم بالخيانة العظمى..ويسبونه على شاشات التلفاز..
مثل ما حصل مع مايكل مور..

كلامك صحيح و دقيق النجم اللامع (f)

التيار المسيحي اليمني المحافظ الذي يضم زعماء المسيحيين - خصوصاً الصهاينة منهم - من رجال دين و سياسة و شخصيات اعلامية في الولايات المتحدة الأمريكية كانوا يقيمون حملات تحريض دينية " صليبية " قذرة بمعنى الكلمة و بإسم السيد المسيح و يستشهدون فيها بآيات من التوراة و الإنجيل لتبرير حربهم " العادلة " و " المقدسة " على أرض الرافدين ، و هذه الحملات آتت أؤكلها و رفعت التأييد لشن الحرب الصهيونية على العراق بين فئات الشعب الأمريكي " البرئ جداً " الى مستويات عالية - حسب الدراسة التي وضعتها 77% - حتى من كان منهم لا يعرف أين موقع العراق من العالم فأصبح من يشذ عن هذه الرعونة السياسية المبررة بالهذيان الديني يعتبر عدواً للشعب الأمريكي و مصطفاً مع الأعداء حتى أصبح التأييد الأعمى و المطلق لهذه الحرب يعتبر علامة فارقة في وطنية الفرد الأمريكي - إن لم يكن علامة فارقة في التزامه الديني - و اثبات ولاءه الأوحد لبلاده ، بل لقد وصلت من قساوسة و رجال دين مسيحيين لهم وزنهم الذي لا يستهان به الى التصريح العلني و المباشر بأن " الله نفسه مؤيد للحرب " و " من يقف ضد الحرب فهو يقف ضد ارادة الله " و " بأن الله يبارك الحرب و سيقاتل الهراطقة الذين يعارضونه " ...الخ ، و طبعاً السكّير جورج بوش لم يكن بحاجة ماسّة لسماع هذه الخطب الدينية النارية في أيام الآحاد عندما كان يتم قرع طبول الحرب فهو بالأساس قد صرّح بأنه يتلقى الوحي من الله بشكل مباشر لذلك يمكن اعتبار بأن لديه بالأساس تفويضاً سماوياً بشن حربه المقدسة العادلة على أعداء المسيح و أعداء الشعب الأمريكي في أرض الرافدين !

و بالفعل أوافقك بأنه حتى من كانوا يعارضون الحرب إما كان صوتهم خافتاً لا يكاد يسمع وسط هتافات و استعدادات هذه " الحملة الصليبية " أو انهم التزموا الصمت - فضلوا الإنكار بالقلب - خوفاً من حملات التشويه و التخوين التي طالت بعضاً ممن عارضوا هذه الحماقة الدينية السياسية التي يدفع ثمنها الشعب الأمريكي و منذ سنوات عبر التوابيت الأمريكية المرصعة بالنجوم - برفقة الجرحى من أشباه البشر المشوهين - التي تعود الى الديار التي انطلقوا منها ، و سيتم ارسال المزيد من ابناءهم اليهم بهذه الطريقة على يد المقاومة العربية العراقية الباسلة .

تحياتي العطرة لك (f)

اقتباس:  النجم اللامع   كتب/كتبت  
مقال جميل..

بالمناسبة جميع وسائل الإعلام الأمريكية كانت مع الحرب قبل بدايتها مباشرة..
واغلب الشعب الأمريكي ايضا..
ومن كان يعارض الحرب كان يتهم بالخيانة العظمى..ويسبونه على شاشات التلفاز..
مثل ما حصل مع مايكل مور..

أي إعلام هذا الذي يتهمه بالخيانة العظمى يا أخ النجم اللامع؟ ألعلك تتحدث عن الشرق الأوسط دون أن تقصد؟!

لا يوجد عندنا في أميركا إطلاق للكلام على عواهنه وقذف شخص بالخيانة العظمى بهذه السهولة. مايكل مور ينال إعجاب الكثيرين وله ما له وعليه ما عليه. الناس عامة تحب ما هو مثير للجدل وتعيره الاهتمام وهذا جيد في حد ذاته. لكن هذا لا يجعل من مايكل مور فولتير القرن الواحد والعشرين في أميركا لا سمح الله.

أيضا عندما تتحدث عن الإعلام في أميركا فهناك مجال واسع يمتد من بدايات موغلة في البدء ويصل إلى غايات سحيقة غاية في قدم الزمان والمكان. هل تقارن مثلا محطة فوكس التافهة مع محطات أخرى محترمة ذات رأي مستقل لها؟ لا يمكن الحديث عن الإعلام الأميركي وكأنه مثلا محطة صوت العرب بمصر وأمجاد يا عرب أمجاد لأن الإعلام في البلاد العربية بكل أسف لا تحدث فيه صغيرة أو كبيرة، شاردة أو واردة، بدون موافقة كبير العائلة ورأسها الملك/ الرئيس/ العاهل الحاكم. فالأسف في الحقيقة هنا على من كانت نكبته في أن تملى عليه الأوامر إملاء بعكس البلاد والتي جعلت لمايكل مور أن يقول ما يشاء دون أن تصدر فتوى بحق إطاحة رأسه كما هو الحال في الشرق التعيس.

عزيزي ابراهيم..

محطة فوكس نيوز ليست محطة تافهة بل هي المحطة الإخبارية الأكثر مشاهدة في امريكا حسب جميع الإحصائيات..
وانا بنفسي شاهدت برنامج طويل عريض على الفوكس نيوز يتهم مايكل مور انه شيوعي وارهابي وخلافه..
ويمكنك مشاهدة فيلم Team America وهو فيلم كوميدي يهاجم كل من عارض الحرب من مايكل مور حتى سوزان سارندون ويتهمهم انهم اعداء لأمريكا..

حتى على مستوى المحطات الغير اخبارية مثل الدبليو بي كان هناك تجييش كبير لموضوع الحرب..
وعشرات التقارير عن مظاهرات مؤيدة للحرب (رغم قلتها) وحتى عن مواضيع سخيفة مثل تسمية الفرنش فرايز بالفريدوم فرايز..وعن حملة لمقاطعة النبيذ الفرنسي (بسبب معارضة فرنسا للحرب)..وعن الحلاق الذي يرفع علم امريكا في محله..
ومواضيع اخر كثيرة وسخيفة..

طبعا لم يقارن احد تلك المحطات بصوت العرب ولكنه على كل حال كانت موحدة الصوت..لأسباب متعددة لا مجال لذكرها..
بالمناسبة الإعلام الأمريكي من ناحية الحرية لا يقارن بالإعلام الأوروبي..

تحياتي..(f)

عربية..(f)

اقتباس:عزيزي ابراهيم..

محطة فوكس نيوز ليست محطة تافهة بل هي المحطة الإخبارية الأكثر مشاهدة في امريكا حسب جميع الإحصائيات..
وانا بنفسي شاهدت برنامج طويل عريض على الفوكس نيوز يتهم مايكل مور انه شيوعي وارهابي وخلافه..

تريد أن تختزل الوعي الأميركي في محطة فوكس نيوز؟ يا رجل! فوكس نيوز شوية ناس اصوليين مسيحيين لهم تفكير أحادي وقام الرئيس كلنتون مؤخرا بمسح البلاط بهم عندما بدأ الصحفي يغمز ويتلمظ.. لكن كلنتون عجبني .. مسح بيه وباللي جابوه البلاط. هي دي أميركا. أميركا هي الناس ذات الضمير الحر ومش شوية الرعاع البدائيين واللي هما مخلفات القرون الوسطى.

أكيد شوية حمير زي بتوع فوكس هايقولوا لك إن مايكل مور شيوعي ومش عارف إيه. أسلوب المؤامرة والتخوين. ده في حد ذاته يعطيك مؤشر قوي على نوعية تفكيرهم وبدائيتهم. لا يفكر بعقلية المؤامرة غير واحد سيكوبات مريض نفسي مهزوز داخليا.

ومع احترامي لمايكل مور، فأنا عندي شك قوي أنه يتسلق لأضوا الشهرة، مع أني في صف أي محاولة لكشف بوش والتيار اليميني المحافظ.

اقتباس:وعشرات التقارير عن مظاهرات مؤيدة للحرب (رغم قلتها) وحتى عن مواضيع سخيفة مثل تسمية الفرنش فرايز بالفريدوم فرايز..وعن حملة لمقاطعة النبيذ الفرنسي (بسبب معارضة فرنسا للحرب)..وعن الحلاق الذي يرفع علم امريكا في محله..

رغم أنفهم الفرنش فرايز تظل فرنش فرايز. شوية المهابيل بتوع فريدم فرايز دول حفنة صغيرة من المرضى السيكوبات المتقوقعين اجتماعيا ولا يعرفون من أخبار العالم سوى أخبار الجريدة المحلية التي تصدر بإسم شارعهم.. هناك مجتمع أكبر منهم بكثير.. المجتمع الكزموبوليتاني.. تريد أن تقول لي إن الناس في كلورادوا أو كاليفورنيا يقولون بمثل هذا التفكير الغبي ويقولون فريدم فرايز؟ مش ممكن. فيه ناس ناضجة كتير هنا وتفكيرها إنساني محض.

اقتباس:بالمناسبة الإعلام الأمريكي من ناحية الحرية لا يقارن بالإعلام الأوروبي..

كلام ممتاز وأوافقك عليه مية في المية. أنا لا أشاهد أي محطة إخبارية في أميركا بالمرة.. شوية ممثلين. أفتح موقع البي بي سي وأقرأ مايطالعونني به ويكفي أنهم علموني اللغة من الصفر. أحب مطالعة الأخبار من مؤسسة البي بي سي وأشعر عندها أني مواطن كزموبوليتاني أو مواطن عالمي شمولي كما يتسمى بذلك صديق فلسطيني يكتب هنا. تحياتي الحارة المخلصة لك أخي العزيز.(f)(f)

كلامك سليم ايضا واوافقك عليه..
لا يمكن اختزال الشعب الأمريكي في تلك العاهات..
الشعب الأمريكي هو اقل شعوب العالم عنصرية..
بس مشكلته انه ساذج سياسيا ويتأثر بالإعلام بشكل رهيب..
لذا الحشد الإعلامي الهائل يؤثر عليه..
ولكنه مع الوقت يستدرك اخطاءه ويعترف بها..
للأسف وصفك لفوكس نيوز برغم انه صحيح الا انه لا يمنع كونها اكثر محطة اخبارية مشاهدة..
مرة شاهدت لقاء مع سيدة عجوز في الشارع عن سبب مشاهدها لفوكس نيوز..
قال ما معناه انها تشاهدها لأنها ترفع روحها المعنوية وتحسسها انه كله ماشي تمام والحياة حلوة ووردية الخ الخ الخ..

تحياتي..

اقتباس:كلامك سليم ايضا واوافقك عليه..
لا يمكن اختزال الشعب الأمريكي في تلك العاهات..
الشعب الأمريكي هو اقل شعوب العالم عنصرية..
بس مشكلته انه ساذج سياسيا ويتأثر بالإعلام بشكل رهيب..
لذا الحشد الإعلامي الهائل يؤثر عليه..
ولكنه مع الوقت يستدرك اخطاءه ويعترف بها..

أنت كدة عجبتني تمام :9::9::9::9:
(f)(f)(f)(f)(f)(f)(f)(f)

الشعب الأميركي هو فعلا أقل الشعوب عنصرية. وفعلا شعب ساذج وكأنك تحدث طفل يصدق أي شيء.. ويتأثر بسرعة ويبكي عند أقل شيء. أستنتج من كلامك أنك تعيش هنا. هو شعب قطعا له عيوبه بس فعلا قلبه أبيض ومسالم جدا. عندما حضرت للولايات المتحدة حجزت تذكرة بإسم مستعار ولم يفتش أحد ورائي ولم أصدق نفسي. بهرني استخراج الأوراق بسهولة. عندما كنت في الثانوية العامة بمصر ذهبت لاستخراج مستخرج رسمي لشهادة الميلاد وكنت على وشك أبوس أحذيتهم حتى يخلصوني وكنت كل يوم رايح جاي على السجل المدني. هنا يطلع جواز سفرك وأنت قاعد في البيت ويبعته لك ع البوسطة.

الحشد الإعلامي يؤثر عليه وهنا يأتي دورنا أن نقدم وجهة نظرنا بشكل حضاري ونمثل بلادنا بشكل جميل ونحذر من الإقصائية حتى يتبنى السامع لنا قضيتنا ويهمه همنا كذلك لا أن نشير بالإصبع الاتهامية وبهذا يتم غلق باب الاستماع لنا.

اقتباس:للأسف وصفك لفوكس نيوز برغم انه صحيح الا انه لا يمنع كونها اكثر محطة اخبارية مشاهدة..

زوجتي من خلفية محافظة وكانت تحب مشاهدة بعض المسلسلات فيها في بداية الزواج مثل مسلسل Angel والآن ودون أي كلام مني وبقدرتها على التمييز تشاركني احتقارهم للمحطة وهي في بيتي تقريبا من المحطات المحرمة.. أنا لا أحلل أو أحرم ولكن هناك كود للتفاهم بالنظرة.

البشر عامة يميل بطبعه ليبحث عمن يدعم قضيته. الناس من التيار اليميني المحافظ يعانون من عقدة الاضطهاد martyr complex ويشعرون أن هذه المحطة هي الصدر الحنون. أحاول مثلا في كلامي معهم أن أساعد البعض منهم في العبور الفجوة ما بين ما هو "دنيوي" وما هو "مقدس" وبهذا ينفتح الشخص منهم على أفاق كانت مجهولة بحكم العزلة التي يفرضونها على أنفسهم.
كله بالهدواة وواحدة واحدة تاكل عينيهم :cool:

اقتباس:مرة شاهدت لقاء مع سيدة عجوز في الشارع عن سبب مشاهدها لفوكس نيوز..
قال ما معناه انها تشاهدها لأنها ترفع روحها المعنوية وتحسسها انه كله ماشي تمام والحياة حلوة ووردية الخ الخ الخ..

وهنا يأتي دور الإعلام الليبرالي ليتدخل ويقدم برامج مماثلة لرفع الروح المعنوي. المشكلة أن الشعب الأميركي يشبه العرب في موضوع الأحادية monosidedness وعندهم الأمور يا أبيض يا إسود. وعليه فالإعلام الليبرالي فشل في عبور الفجوة وتسديد الفراغ الوجداني وترك هذا لشوية البهايم بتوع فوكس.

نهارك فل يا أمير :wr: