نحن مساكين جداً .. مساكين بقدر آمالنا البسيطة الساذجة لدرجة انتظار ما لم يحدث في حياةٍ بللها التعب ..

ننتظر من العدم .. الفراغ .. أو حتى من الشيطان إنقاذ .. فرحة .. شيء ما يرضي تاريخنا الأسود .. ولو بشكلٍ لا ترغبه ذاتنا ..

وعلى الرغم أننا نشاهد بكثرة أفلام الكرتون ( توم وجيري ) .. ولكننا لا نتعلم من ذلك المخلوق الصغير جيري .. ذلك الكائن الضعيف المناضل ..!


(( حكّة .. ))


نحن قوم الأعراب دائماً ما نسعى جاهدين للتبعية ..
نحب كثيراً أن نكون أذيالاً ... ليس لشيء فقط لخوفنا من المقدمة ..!
نسمع ما يقال ونعمل به .. ولا نأبه لما نريد وننبذه .. !!

نتّبع الكبير .. والكبير فقط .. لحاجتنا وإعجابنا ببعض أعضائه المفيدة ..!
ولأن ظفرنا لا يطول ظهرنا , فإننا ننحني وندعو بأن يمد ظفره العتيد ويخلصنا من حكتنا المزمنة ..
نعلم أن الظفر مقاسه لا يناسب ظهورنا .. لكننا سننحني ..!

أوباما .. حكّنا جيداً ..
نعرف تماماً أننا في نهاية الأمر سنتألم لدماء ظهورنا ..
ونتقلب لشعورنا بالحكة داخل جروحها ..
ولكن لا عليك .. لا تحزن فقط سنردد ... أوووووووه ه ه ه .. بــــامــــا


(( يقولون ... ))


قال كبيرٌ لنا ..

ما كلّ ما يتمناهُ المرءُ يدركه . . . تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ

وقال أميرٌ علينا ..

وما نيلُ المطالبِ بالتمني . . . ولكنْ تُؤخذُ الدّنيا غِلابا

تلك السفن التي دائماً ما نتركها مستسلمة لرياح تهب بغيرنا ..
وتلك الغلابا التي لم نخبئ منها لأمرنا شيئاً ..

تعلمنا من الكبير التمني ولم نتعلم كيف ندركه ..
تعلمنا من الأمير التطلع ولم نتعلم كيف نسبقه ..

نسينا كبيرنا وأميرنا ..
فضلنا كبيراً وأميراً بعيداً .. كان يوعدنا .. ويغرينا ..
وقفنا بين مصفق .. مهلل .. مستبشراً .. مستعجلاً ..
و وأدنا كلّ من حذّر .. وأنذر ..

كان قبله الأمراء .. صفقنا لهم وكل ظننا أنهم سيعلموننا الوضوء .. القراءة .. أبسط أساليب التجويد .. الجمال ..

ذهبوا وقد أثقلوا ظهورنا مرّة ..
واغتالوا عقولنا مرات ..
واستباحوا ما نملك دائماً ..
رسموا لنا قلوبنا ونحن صاغرين ..!


(( مرحلة أخرى .. ))


أيضاً .. ذلك الطيف الذي ننتظر ..
ليملأ جيوبنا بحلوى العيد , وساحاتنا بأجراس الميلاد المجيد ..
سيهرم قبل موعده ..
ويسقينا أشواكاً ولكننا نتمنى أنها لطيفة أكثر من جراحها الأخرى ..!!

ونحن كأمنياتنا ..
سنعود ونمارس ذات اللعبة وبمسميات مختلفة ولكن بذات الاتجاه المشبوه ..
وسنبقى نرسل تطلعاتنا في الأفق .. نحدق وننتظر .. نتأمل و نتمنى ..
ولأننا لا نعلم بأن الأرض كروية فلا نجد دليلاً يبشر بالحيرة .. سنكتشف بأنه ما من شيء ..
ولشدة تطلعاتنا المستقبلية ستصطدم نظراتنا و آمالنا بمؤخراتنا .. !!


(( حيرة .. ))


نعرف بعد فوات الأوان .. بأننا ضحية .. مغلوبين على أمرنا .. وسنرضى ..!
لا أجد تفسيراً منطقياً يرضي ذلنا ..
ولكن يبدو أننا نسعى لأن نرتاح للأبد ... وهذا حق ..!
ونحاول أن ننقرض لسنا آسفين ... وذلك مبدأ ..!
في ذلك وجهة أخرى وعذر قبيح مقنع .. وهذا ما قاله صديقي الذي طق ومات ..!

لعلّنا لا نَرضى – غير مهم أبداً - ولكننا ( نتمنى ) أن نُرضي .. ولا يغتابنا أحدٌ إنْ فعلنا ..

ولكنني أعتقد قبل أن ننقرض بأننا يجب أن نسامح ونبكي جيداً ..!


(( مشهد .. )) قد يحدث ..!!

دخلت سيدة للسوبر ماركت هناك ..

- البائع : تفضلي سيدتي ... بماذا أستطيع مساعدتك ..؟؟
- السيدة : هل لديك عرب ..؟
- البائع : عفواً ... كيف .. ماذا ..؟
- السيدة : عرب .. هل الأمر غريب ..!
- البائع : هل يمكنك أن تشرحي ذلك لو سمحتي ..
- السيدة : عين .. راء .. باء ...!!
- البائع مفكراً : عــ ـــر ب
- السيدة : نعم .. عين .. راء .. باء ... عرب ..
- البائع : عفواً سيدتي .. هل تقصدين نوع محدد من مزيل الشعر ..!!


..........
دمتم على أفق ... كذلك للحق والجهاد