المعطف "1"

محمد طمليه

* هذا موتٌ عظيم أغاظ العدا. فمن يجرؤ أن يُزاول الرجولة بعدك يا »سيد الشهداء«? وهل أبقيت شيئاً من هيبة لسواك?

* موتُ نادر الحدوث, او أنه حدث مرّة أو مرتين في التاريخ, وأحسب أنه لن يتكرر, فالأغلب أن زمن العمالقة مضى يا »عمر المختار«.

* ظنوا أن الأسطورة ستنهار عند المقصلة, فصوّروا اللحظات الأخيرة: يا الله, انقلب السحر على الساحر, فرأيناه يتقدم نحو الموت العظيم بخطوات ثابتة, مرتدياً معطفاً داكن اللون أضفى جلالا ووقاراً على وجه من حديد. رافضاً وضع قناع أسود, فيما وضع الجلادون أقنعة سرعان ما أسقطها الهتاف: »مقتدى, مقتدى, مقتدى«, وعاش »محمد باقر الحكيم«, ويا له من فرق بين من يقول: »عاشت فلسطين حرة عربية«, وهذه عبارة قالها »صدام« في سياق »المشادة الكلامية« التي وقعت قبل الاعدام بلحظات, وبين بعوضة أرادت أن تدمي مقلة الأسد, ليتضح لكل الشرفاء أن العين تُقاوم المخرز أحيانا, وشرط أن يكون هناك قضية يحملها جبابرة يعتبرون الموت انتصاراً لقضيتهم, وهذا بالضبط ما حدث صبيحة يوم العيد, فقد انتصر »سبارتاكوس«, ولا يغرنك أنه كان مصلوبا على خشبة. فيما أدرك الناس جميعاً أن القزم يبقى كذلك حتى لو وقف على قّمة يعتقد أنها عالية بالفعل, ودائمة.

* ولنفخر أيها العرب العاربة أنه صار لنا »سيد شهداء«.


تحياتي للشرفاء

سبقتني يا اخ ضياء لهذا الطمليه

فلك وله(f)

أجمل ما سمعت عن صحيفة ال نيويورك تايمز ن انه في تحليلها لعملية الاعدام قالت:

رأينا صدام حسين رجلاً محترماً وجلادوه كانوا ابواش وقطاع طرق


تحياتي للشرفاء

المعطف "2"

محمد طمليه

* "مقتدى الصدر" كان حاضراً. وقال نائب المدعي العام الذي كان حاضراً أيضاً أن اثنين من كبار المسائيل في »الحكومة المسخرة« حضرا, وقام كل منهما بتصوير الجريمة بالهاتف المحمول, ومن المؤكد أن »ايران« أرسلت وفداً للتشفي. ولا ننسى الأمريكان, وأشخاصاً شاركوا في »اللمة« لأسباب رأى »المالكي« أنها وجيهة: كل هؤلاء على واحد, وقد هزمهم »صدام« جميعاً. وهذا مألوف في حياة البطل, فقد هوجم قبل ذلك من قوات جاءت من دول العالم أجمع, وهزمهم أيضاً, بدليل التوابيت التي ترد تباعاً الى العواصم, والأدل هو المقاومة التي تتصاعد يوماً بعد يوم, والتي وعد قائدها »عزت ابراهيم« بنصر مبين.

* ألهذا الحد?

* الموقف الرسمي الأردني باهت, فقد قال »ناصر جودة«: »نأمل أن لا يؤدي اعدام صدام الى تصعيد العنف في العراق«, وكأنما غاب عن ذهن الرجل أن الجريمة ستؤدي الى المزيد من العنف, ليس في »العراق« فقط, وانما في الدنيا. ونصيحتي للناطق باسم الحكومة أن ينطق بما يعتمل في صدر الشعب, وهو يعرف أن الجريمة هزّت وجدان كل أردني. أو تبادر الحكومة الى طرد السفير الايراني. ولن أتحدث عن سفراء آخرين كي لا أثير الحفيظة.

تحياتي للشرفاء

من خلال موضوع الاخ ضياء ...

ساوجه تحية للكاتب الكبير والشجاع ..الصديق .. محمد طمليه...الذي يواجه بدوره ومنذ مدة.. مرض السرطان.. بكل قوة وشجاعة قل نظيرها...

فما زال طمليه رغم مرضه..ومن على سرير العلاج .... يحمل هموم المواطن العربي من المحيط الى الخليج رغم ما يعانيه من عذاب المرض ....
لندعوا جميعا للاخ محمد طمليه بالشفاء العاجل........

العصابة

محمد طمليه

القى »المالكي« قبل يومين خطابا بمناسبة »عيد الجيش« قال فيه ان اعدام »صدام حسين« شأن عراقي داخلي. وان »العراق الجديد« سيعيد النظر في العلاقة مع اي جهة لم تبتهج بهذا الاعدام.

.. هل يوجد جيش في »العراق«? نعرف انه يوجد اكثر من جيش, واكثر من عصابة. ولكل قطيع عيد خاص. ولكن هذا موضوع آخر.

»شأن داخلي«?!

هل »المالكي« شخصيا »داخلي«? وهل »الربيعي« عراقي? وهل كان ساسة »العراق الجدد« في بلدهم عندما اسقط الغزاة النظام العربي في »العراق«? واين سيهرب هؤلاء عندما ترجع العافية, ويعتلي الفارس صهوة الحصان? وبالمناسبة, لكل منهم بيت في الخارج, ولكل منهم خادمة اوصاها مدير الاعمال ان تشعل نارا في مدفأة الحائط عندما يجيء راعي البيت متخفيا بملابس امرأة.

شأن داخلي?!

يتناسى الرجل ان هناك من ابتهج بالاعدام, و»ايران« و»اسرائيل« في المقدمة. فلماذا لا يعتبر هذا الابتهاج »تدخلا سافرا في الشأن العراقي?«

وقلنا اعلاه ان هناك اكثر من جيش في »العراق«, وجواسيس, وسماسرة من مختلف الجنسيات. وهؤلاء هم من يدير »العراق« بالفعل. فلماذا لا يعتبر »المالكي« ان »الشأن الداخلي« بات مهتوكا? ثم اننا لا نفهم ان يكون هناك جيش في بلد محتل. ولا نفهم بنفس المقدار ان يكون هناك »رئيس وزراء« في البلد المشار اليه.

المثلث

محمد طمليه

* نحن أمام أكثر من »خطة أمنية«. فهناك »خطة« بشأن »العراق« سيعلن عنها الرئيس الأمريكي قريباً. وهناك »خطة« أعلن عنها »المالكي« قبل يومين, ورفضها رئيس مجلس النواب العراقي. وهناك »خطة مزدوجة« ألمح اليها »دحلان« في الخطاب الذي ألقاه في احتفال »حركة فتح« بمناسبة ذكرى انطلاقتها. ثم سرعان ما جاء الرد عندما قامت »حماس« بمضاعفة عدد »القوة التنفيذية« التابعة لوزارة الداخلية: وكلها خطط منحطة. ولكن الخطة الأكثر خطراً وخبثاً هي الخطة الاسرائيلية التي تحدثت عن نيّة اسرائيل ضرب منشآت نووية ايرانية. فتوقيت الاعلان عن هذه »الخطة« لئيم/ مع أنه لا يوجد عداء اسرائيلي لايران أصلاً/ وانما المقصود هو الشارع العربي الغاضب بعد فضيحة الدور الايراني المشبوه في »العراق«/ هذا الشارع الذي صار ينظر الى »ايران« باعتبارها عدواً لا يقل خطراً عن »أمريكا« و»اسرائيل«. ويجيء الاعلان عن كذبة النوايا الاسرائيلية ضد »ايران« لتبرئة ايران من الدم العراقي/ دمّ »صدام« تحديداً, ودفع الشارع العربي الى التعاطف مع »ايران« مجدداً, وانطلاقاً من قناعة »اسرائيل« بأن العرب يقفون فوراً الى جانب أي دولة اذا كان الطرف الثالث »اسرائيل«.

* وهكذا, فإن »اسرائيل« تهدف الى اعادة الاعتبار لايران في الشارع العربي, وصرف انظار هذا الشارع عن المكائد الايرانية, ليس في »العراق« فحسب, وانما في أماكن عديدة في بلاد العرب, وليس أدلّ على ذلك من قيام »مجهولين« بإلقاء قنابل على »بيت عزاء لصدام« في »البحرين«.

* ونهايته, »اسرائيل« لن تضرب »ايران« أبداً. ولن تفعلها »أمريكا« أيضاً. والأيام ستكشف المناولات من تحت الطاولة بين الثلاثي البغيض

(f)لكل ماتخطه يد محمد طملية ومثل عاصي لن أنسى أن أتمنى له الشفاء العاجل فهذه الأمة تحتاج لوجود أمثاله فيها (f).

الغنيمة

محمد طمليه

* "بوش" يتهم "المالكي" بأنه »غير ناضج«: "شوف مين بيحكي!!".

* عموماً, النضج عند الرجل مرتبط بالشعر الأبيض, و »الدشداشة البيضاء«, و »جاعد أبيض« يجلس عليه الرجل المسنّ تحت »دالية« تظلل عتبة الدار, ويبقى هذا المسنّ ينهر الأحفاد اللاعبين في الفناء, ويأمرهم باعادة الاحذية المقلوبة هنا وهناك الى وضعها الطبيعي, وتقديري أن هذا مصير كل »الرجال غير الناضجين«, ولسنا أحفاداً لأحد, و »العراق« ليس فناء, ولتبق الأحذية المقلوبة على حالها.

* أنا لا أصدق أن هناك خلافاً بين الرجلين. ولا يوجد خلاف أصلاً طالما أن »بوش« يحصل على ما يريد: »بوش« يريد عراقاً بلا عراقيين, وقد ورد هذا في نبوءة قالها الشاعر العراقي »مظفر النواب«, قال: »كان حفلاً أممياً, انما دُعي النفط, ولم يُدع العراق«.

* يأخذ »بوش« على »المالكي« أنه عاجز عن ضبط الأمن في البلاد/وهنا نسأل: لماذا عجز »المارينز« عن ضبط هذا الأمن? الحمقى فقط يعتقدون أن »أمريكا« ليست مستفيدة من التدهور, بل هي من أوجده, ويعمل على اذكائه/ولكن »بوش« يريد, وقلنا هذا, عراقاً بلا عراقيين, ولا يجد حرجاً في استبدال »المالكي« برجل آخر يرى أنه »ناضج«, ويستقدم آلاف »المارينز« الاضافيين بدعوى »ضبط الأمن«, مع أن مهمة هؤلاء هي حماية الحفل الأممي الذي تحدث عنه »مظفر النواب«.

* ما أصعبها من معادلة, فالايرانيون يريدون عراقاً بلا سنّة. والأمريكان يريدون نفطاً فقط. والأسرائيلون يعلنون عن نيتهم ضرب »ايران« لمجرد المشاركة في صافي الربح. وهذا الثالوث متفق على هذا »السيناريو« قبل بدء الفعاليات.

* خسارة, لم يعد هناك عراق, بل غنيمة هي »العراق«.

2007/01/21

اشدّ على أياديكم"

محمد طمليه

* مصرع 21 من »المارينز« في يوم واحد.

* من يشفق على هؤلاء? أنا شخصياً أتشفىّ فقد جاء هؤلاء الى بلادنا لقتلنا جميعا. ومنهم من اغتصب فتاة قاصراً, ثم ذبح أهلها, ومنهم من أطلق النار بدم بارد على عجوز مُقعد - وهذا مشهد رآه العالم على الشاشة: العالم المتواطئ, ورأينا كيف أنهم عذّبوا الأبرياء في »سجن ابو غريب«. والمقابر الجماعية, والمداهمات, وحثّ »زعران ايران« على البطش بالناس.. وغيرها من أعمال تدفع المرء الى التشفي, ويرجو المزيد.

* أشدّ على يد المقاومة, وهنا لي وقفة.

* كأن الجميع, وأنا أقصد الجانب العربي الرسمي, ينظرون الى المقاومة العراقية باعتبارها »بنت ضرّة«, ولا يأخذونها على محمل, بل أن كثيرين يعتبرون بطولاتها نشازاً في سياق التراخي, وينبغي ان يتوقف هذا النشاز لصالح الاحتلال, فهم مجبولون على قبول السيّد الاجنبي, ولا أدلّ على ذلك من الرجاء الذليل الذي ناشد فيه عملاء »امريكا وايران« في »العراق« - ناشدوا »امريكا» ان تبقى في بلدهم الى أبد الآبدين, ونعرف أنها ليست بلدهم. ثم أنني أضحك عندما أتذكر موقفاً مخزياً آخر, وأنا أقصد الرجاء الذليل أيضاً الذي وجهته الحكومة الصومالية الى »امريكا« بضرورة مطاردة مقاتلي »المحاكم الاسلامية« براً وجواً, وتحت الأرض أيضا.

* المقاومة العراقية تحدث في دنيا أخرى, وعلى كوكب آخر, ونتذكر في هذا السياق الدلال العربي الرسمي الذي حظيت به »المقاومة الفلسطينية« منذ انطلاقتها, وأؤكد أنه دلال مشبوه كان يهدف أساساً الى احتواء هذه المقاومة, وتدجينها, وهذا ما تحقق فعلاً.

* أرجو أن لا تحصل المقاومة العراقية على دلال عربي مماثل. وكل ما نرجوه أن يلتزم الطرف العربي جانب الحياد, أن لا يقفوا في الخندق المعادي, وأن لا يقمعوا الجماهير ان هي ارادت التعبير عن سخطها ضد رموز الشر. مع أن المطلوب من الجماهير أكثر من ذلك.

* وربما كتبت قريبا نداء الى المقاومة العراقية البطلة بضرورة توحيد الصفوف مهما اختلفت المشارب والتوجهات