كنت مؤخراً أقرأ محاضرة ألقيت في جمعية ثقافية، موضوع المحاضرة كان يتعلق بمدينة حمص، ليس اسم المحاضر أمامي الآن لكن المهم هو الاستشهادات في محاضرته و أنا أنقل حرفياً :
لقد ورد في أغلب كتب التاريخ العربي أن الخليفة عمر بن عبد العزيز اختار أن يدفن في دير القديس سمعان في حمص ( الطبري ، المسعودي ، ياقوت الحموي .. وغيرهم ) ، ولكن أحداً منهم لم يذكر عن أي سمعان ، هل كان عمودياً أم متبالهاً ، قال الفرزدق :
أقول لما نعى الناعـــون لي عمــــراً لقد نعيتم قــــــــوام الحق والدين
قد غيب الرامسون اليوم إذ رمســــوا بدير سمعان قســــــــطاس الموازين
والمعرف أن الخليفة عمر كان قد تزهد في آخر أيامه واعتكف في الدير وكَرِه الحكم وشؤونه ، واشترى من " الديراني " ( أي صاحب الدير مساحة قبر لمدة سنة وطلب أن يدفن فيها ) ، وما زال الباحثون حتى اليوم يبحثون في أمر مكان هذا الدير ، ولكنهم لم يكن في ذهنهم غير القديس سمعان العامودي الأكثر شهرة ، فيوسّعون حدود حمص لتضم ادلب ومعرة النعمان ، حتى تنطبق الجغرافيا على التاريخ ، فتصحّ رواية المؤرخين وتشمل حدود حمص قلعة ودير سمعان العامودي . أو يذكرون ديراً مندثراً على اسم القديس سمعان إلى الشرق من حمص ، أو ديراً بالقرب من دمشق لسمعان العجائبي . ولم يفطن أحد منهم حتى الآن أن هنالك قديساً آخر اسمه سمعان ديره في حمص ، ومن أين لهم أن يفطنوا والمؤرخون المسيحيون أيضاً قد غاب عنهم أن هناك قديساً اسمه سمعان المتباله صاحب ومؤسس طريقة عبادة جديدة وغريبة ، قد دفن في حمص وأصبح له أتباع في العالم وصلوا إلى قلب أوروبا ، واعترفت وتعترف به الكنائس الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية ، وهو أشهر القديسين الحمصيين في زمانه ، وقد جعل من حمص محور أنظار إتباعه والقطب الذي تنجذب إليه روحهم .
انتهى الاقتباس
مع ملاحظة أن دير القديس سمعان العمودي بجانب حلب و هو بعيد بعض الشيء عن حمص.
هل هذا يعني أن الخليفة مات متنصراً؟ ليس هنالك جواب مباشر على هذا السؤال في كتب التارخ على ما يبدو لكن أي تحليل منطقي سيستنتج ذلك
تحية محبة
09-28-2006, 09:39 PM
{myadvertisements[zone_3]}
وضاح رؤى
ممنوع 3 أيام
المشاركات: 1,602
الانضمام: Nov 2009
اقتباس: ساري في الروح كتب/كتبت
كنت مؤخراً أقرأ محاضرة ألقيت في جمعية ثقافية، موضوع المحاضرة كان يتعلق بمدينة حمص، ليس اسم المحاضر أمامي الآن لكن المهم هو الاستشهادات في محاضرته و أنا أنقل حرفياً :
لقد ورد في أغلب كتب التاريخ العربي أن الخليفة عمر بن عبد العزيز اختار أن يدفن في دير القديس سمعان في حمص ( الطبري ، المسعودي ، ياقوت الحموي .. وغيرهم ) ، ولكن أحداً منهم لم يذكر عن أي سمعان ، هل كان عمودياً أم متبالهاً ، قال الفرزدق :
أقول لما نعى الناعـــون لي عمــــراً لقد نعيتم قــــــــوام الحق والدين
قد غيب الرامسون اليوم إذ رمســــوا بدير سمعان قســــــــطاس الموازين
والمعرف أن الخليفة عمر كان قد تزهد في آخر أيامه واعتكف في الدير وكَرِه الحكم وشؤونه ، واشترى من " الديراني " ( أي صاحب الدير مساحة قبر لمدة سنة وطلب أن يدفن فيها ) ، وما زال الباحثون حتى اليوم يبحثون في أمر مكان هذا الدير ، ولكنهم لم يكن في ذهنهم غير القديس سمعان العامودي الأكثر شهرة ، فيوسّعون حدود حمص لتضم ادلب ومعرة النعمان ، حتى تنطبق الجغرافيا على التاريخ ، فتصحّ رواية المؤرخين وتشمل حدود حمص قلعة ودير سمعان العامودي . أو يذكرون ديراً مندثراً على اسم القديس سمعان إلى الشرق من حمص ، أو ديراً بالقرب من دمشق لسمعان العجائبي . ولم يفطن أحد منهم حتى الآن أن هنالك قديساً آخر اسمه سمعان ديره في حمص ، ومن أين لهم أن يفطنوا والمؤرخون المسيحيون أيضاً قد غاب عنهم أن هناك قديساً اسمه سمعان المتباله صاحب ومؤسس طريقة عبادة جديدة وغريبة ، قد دفن في حمص وأصبح له أتباع في العالم وصلوا إلى قلب أوروبا ، واعترفت وتعترف به الكنائس الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية ، وهو أشهر القديسين الحمصيين في زمانه ، وقد جعل من حمص محور أنظار إتباعه والقطب الذي تنجذب إليه روحهم .
انتهى الاقتباس
مع ملاحظة أن دير القديس سمعان العمودي بجانب حلب و هو بعيد بعض الشيء عن حمص.
هل هذا يعني أن الخليفة مات متنصراً؟ ليس هنالك جواب مباشر على هذا السؤال في كتب التارخ على ما يبدو لكن أي تحليل منطقي سيستنتج ذلك
ضمن المحاورة الأخيرة مع الخوارج والتي أدت إلى تسميم الخليفة من قبل أقربائه عندما لمح إلى نيته إلغاء ولاية العهد لم نشعر لا بزهد في الحكم ولا برغبة في التنصر.