لا تزال إلى الآن تاريخية الشخص الذي دخل التاريخ باسم يسوع المسيح تثير الجدل في الأدبيات العلمية التى تبني نتائجها على علم التاريخ وعلى الاكتشافات العلمية التي تتوالى الى زمننا الحالي قادمة من القرن الأول الميلادي.
وعلى ذلك الاساس نستطيع أن نقول (أمن الممكن إنه لم يوجد شخص يدعى يسوع) هذا الافتراض يقودنا إلى غير المعقول لأنه لو لم يوجد "يسوع" لما وجدت المسيحية ، فالمسيحية لا يمكن بالطبع أن توجد أو تظهر بدون إناس يجسد وعيهم وإرادتهم ونشاطهم على تلك الظاهرة الإجتماعية التي تحولت في ليلة وضحاها إلى اكبر عقيدة في العالم.
يوجد إتجاه كامل في الأدبيات الغربية أن المسيح ليس سوى "بودا إسرائيلي" وهذا ما يعتمد عليه "برفيسور بلانجى" في كتابه المسيح هندي فهو يرى أن يسوع الموصوف إنجليا مشابه تماما للأساطير الهندية في شخصيتي بودا وكريشنا
كريشنا الطفل الإله
فتعاليم البراهمانين تقول : أن الاقنون الثاني من الثالوث الإلهي ( براهما - فيشنو - شيفا ) تجسد في الصورة البشرية لكريشنا الذي أطلق عليه تلاميذه فيما بعد اسم إيزيسوس أو (ايسنو -جيسنو) وفي التعاليم المسيحية تجسد في صورة بشرية الأقنون الثاني من الثالوث ،الابن ، الإله الابن الذي أطلق عليه اسم ولقب شبيهان بنظيريهما البراهمانيين .كريشنا يمكن أن يلفظ خريسنا ، أما خريستوس فيمكن أن يلفظ كريستوس
وقد ظهر هذا وذاك إلى العالم من أجل إنقاذه وكلاهما ولد من عذراء وكان ميلاد هذا وذاك يرمز إلى معجزة ، وفي الحالتين كان الرعاة أول من اتى ليسجد لهما ، وتتكرر ملاحظة الملكين الشريرن (كانسا و هيرودس) قتل الأطفال وانقاذ الملاك للمولودين ، وكلاهما يجمع حوله طائفة من العلماء والتلاميذ ويجترح معجزات شفاء المرضى وبعث الموتى ويطرد الشياطين من الممسوسين ، ويموت نتجية مكائد الكهنة ويرافق موتهما إمارات لحداد الطبيعة .
والمقارنة بسيرة بودا ذات واقع ليس أقل من ذلك إن لم يكن أكثر
الحبل بلا دنس ايضا ، الولادة تجري في المغارة ايضا ويبئ به نجم يقود إلى المولود الإلهي ثلاثة مجوس ليسجدوا له إلخ.......
حتى نمط الحياة (العزوبة والتشرد) ويصل التشابه إلى حد التفاصيل مثلا التلميذ المفضل عند بودا اسمه (أناندا) وعند يسوع إسمه (يوحنا) ويتشابه اسم الخائنين (يهودا - ديفادا)
فهل تلك محض مصادفة!!!!!!!!!
رب متعجب من ذلك الكلام ومتسائل كيف تاتي أساطير التيبت إلى (فلسطين) إذا سلمنا ان هناك اقتباس مسيحي من الهنود ؟
في مؤلقات (بلنيوس الأكبر) و (يوسف فلافيوس) في القرن الاول بعد الميلاد تشير إلى إنه كانت توجد تجارة نشيطة في الأزمنة القديمة بين روما والإسكندرية والهند وإنه كانت تتجه إلى الهند سنويا أساطيل محملة من المراكب التجارية التي تحمل من هناك ما لا تقل عن 50 مليون سيستيرتيوس من الجواهر والاحجار الكريمة الاخرى وكذلك الحرير والعاج والأصبغة إلخ.........
وكانت تأتي من الهند إلى مصر (أهم ولاية رومانية) سفن يتسع كل منها لخمسمائة راكب مع بضائعهم ، كما كانت في الإسكندرية جالية هندية كبيرة إلى جانب نشاط العلاقات التجارية بين سيلان (مركز البوذية) بالإسكندرية
فهل نتصور إمكان التبادل الأيديولوجي .
سيرة المسيح الإنجيلية
تلك الكتب تعطينا نواح متناقضة وناقصة عن ذلك الشخص "يسوع" فإنجيلا متى ولوقا وصف حياة يسوع من لحظات ميلاده اما الإنجيلان الآخران فمن سن ناضجة تماما حينما يأتي على يوحنا للعماد
ولكن حتى الإنجيلان الأولان فهما يشيران إلى طفولته بشكل خاطف حتى يصلوا إلى مرحلة سن الثلاثين .
لكن تلك الاناجيل فهي على لسان يسوع المسيح تناقض بعضها
فيسوع يقول مثلا : لأن نزول السماء والأرض أسهل من أن تسقط نقطة واحدة من الشريعة - أو - لا تظنوا إني جئت لأبطل كلام الشريعة .. بل جئت لأكمل -أو- تزول السماء والأرض ولا يزول حرف واحد او نقطة من الناموس (الترجمة عن الإنجليزية بتصرف)
في الجانب الآخر يعارض يسوع نفسه وشريعته التي أعطاها لموسى
مثل : سمعتم أنه قيل ... أما أنا فأقول ...
أو حين سمح لبعض الرسل بقطع السنبل من الحقل يوم السبت (وبهذا خرق كبير للعهد القديم) وحين يلفت نظره بعض المحيطين يقول : أن السبت جعل للأنسان !! ويمارس الشفاء ايضا في يوم السبت وهو حسب التوراة اثم لا جدل فيه
أو يتخذ قرارات مشوشة في لحظات حرجة ، قال للرسل : من كان لديه المال فليأخذه ومن كان لديه فرود فليحمله ومن لم يكن لديه سيف فليبيع رداءه ويشتره .. فقالوا : ربنا ههنا سيفان ، فقال لهم : حسبكم (لوقا 22/36،37) ويبدو كأن المسألة واضحة ..ينبغي الاستعداد للمقاومة
إلخ.................................
حسب الاقاصيص الإنجيلية يولد يسوع المسيح في بلدة "بيت لحم" الواقعة جنوب أورشليم ، ولتفسير كيف أستطاع والداه المقيمان بعيدا في الشمال (الناصرة) أن يكونا في بيت لحم لحظة والداته
يقال إنهما قدما خصيصا ليحضرا إحصاء السكان ، وعن هذا قال لوقا (في ذلك الزمن ، أمر القيصر أغسطس بإحصاء جميع أهل المعمورة وجرى ذلك الإحصاء الأول إذا كان قيرينيوس حاكما في سورية ، فذهب جميع الناس ليكتتب في مدينته ، وصعد يوسف من الجليل (الأب القانوني والشرعي ليسوع) من الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود "بيت لحم" فقد كان من بيت داود وذريته (لوقا 2/1/5)
يستنتج (البرت شورير) في مؤلفه (الفتى الثورى) أن التاريخ لا يعرف شيئا عن إحصاء عام لجميع أهل المعمورة ثم أن يوسف لم يكن ملزما لحضور الإحصاء الروماني بالتوجه إلى بيت لحم ، لم يكن يمكن أصلا إجراء احصاء روماني في فلسطين في عهد هيرودس ، لا يعرف "فلافيوس" شيء عن هذا وهو علاوة على ذلك يتحدث عن احصاء السنة السابعة بعد الميلاد !! بعد ثلاث سنوات أو اربع من موت هيرودس !! كشيء جديد لم يعهد له نظير
إن إحصاء في عهد قيرينيوس لا يمكن أن يجري في عهد هيرودس ، لأن قيرينيوس لم يكن أبدا واليا على سورية في حياة هيرودس
وهكذا تنهار تماما كل رواية ميلاد يسوع في بيت لحم..
لكن ما الذي جعل رواة الاناجيل يتكلمون عنها ؟؟
قد تكون مبررا لمكانة "بيت لحم" حتى يستند لها الانجليون في تحقيق نبوة العهد القديم
أما انت يا بيت لحم يخرج منك من يكون متسلطا على إسرائيل (سفر ميخا)
نقطة ثانية : ان ادبيات ذلك الزمن تتحدث كثيرا عن شرور هيرودس لكن لا يوجد حرف واحد عن عمل قتل الأطفال !!!
ثم أن بلد الناصرة لم تكن موجودة في زمن مولد يسوع المسيح فقد ظهرت تلك المدينة في ستنيات القرن الاول بعد الميلاد !!!
ثم أن المغالطات الجغرافية في الاناجيل كثيرة ومتعمدة مثل (إن الخنازير كانت ترعى في كورة الجدريين "على شاطئ بحيرة طبرية" ) مرقس 5 - 1 -11
ولكن كورة الجدريين تقع بعيدة عن البحيرة
ولم يكن مقر بيلاطس النبطي في أورشليم بل كان في قيصرية فلسطين ، مما يهدم فكرة صلبه في أورشليم
كذلك الأخطاء الجغرافية كثيرة أو ربما أن الإنجليين لم يكونوا يعرفون الظروف الجغرافية والطبيعية لفلسطين ، إلى جانب عدم معرفتهم الأخلاق الإجتماعية في فلسطين القديمة
فليس من المعقول أن ترقص أبنة ملكة في مأدبة على الملأ كما جاء عند متى(14 -6) ومرقس (6-22) فهذا أمر كانت تمارسه البغايا
بالأضافة إلى سالومة ابنة الملكة التي يجري الحديث عنها لم تكن في ذلك الحين كما هو معروف صبية كما صورت في الإنجلين بل أمراة أرملة
وليس معقول مشهد قيام يسوع بطرد الباعة والصرافين من الهيكل ، إن لم تكن تجري في الهيكل أية متاجرة إجمالا ولم تكن هناك عمليات لصرف النقود وكانت المتاجرة بحيوانات التضحية تجري في الشوارع المجاورة للهيكل وكانت طبيعية لضمان مسيرة الشعائر بالهيكل
غالبا ما تشير الأناجيل إلى الجنود الرومان ، هذا في حين إنه لم يكن لهم وجود في فلسطين حينذاك ولم يكن هناك سوى auxilia القوات المساعدة التي كان يجري تشكيلها من السكان المحليين ، أما الجنود الرومان فلم يظهروا إلا في زمن الحرب اليهودية اعواد 66-73 ، هذا بالإضافة إلى أن الجنود الرومان يوصفون على نحو غريب . فهم مطلعون على العهد القديم ويستشهدون به أحيانا (يوحنا 19 -24)
ثم ماذا عن لوحة محاكمة يسوع ، إذا لم يكونوا يستطيعون محاكمة يسوع ليلا عشية عيد الفصح اليهودي ولا في الفصح نفسه ، فالمحاكمة في الليل غير جائزة إجمالا ، أما في الأعياد وعشية العيد فمحرمة أصلا ثم لا يستطيع السنهدريم أن يتأخذ مسالة إعدامه بتلك السرعة ولم يكن الرومان يسمحوا للسنهدريم بإنعقاده بهذا الشكل ، بل كان هذا الحق من حقوق السلطات الرومانية
ولم تكن المحاكمة تجري في بيت رئيس الكهنة بل عند الهيكل
وكان يوجد دوما رئيس كهنة واحد لا رئيسان أو أكثر (رؤساء الكهنة -متى الأصحاحان 26 -27) (مرقص 15 - لوقا 22)
ولم تكن عند العبريين أبدا عادة إطلاق سراح مجرم في أعياد الفصح ، ولم يكن الصليب هو أداة الإعدام . بل عمود مع عارضة على شكل حرف T
من كتاب المسيح الأسطورة لكريفيليوف وكتاب فتى يهوذا لجان شوفالييه
إذا من هو يسوع ؟؟
نبحث في المرة القادمة (معطيات من خارج الإنجيل)
ماذا جرى في الجمعة العظيمة
كيف تحولت عقيدة إجتماعية وثورية إلى دين عالمي
والاحتمال المؤكد -شخص عابر-
(f)