هل تشهد مناطق النوبة تصعيدا مسلحا؟

دبي/ خالد عويس

[size=4]يتحدث بعض النوبيين الذين ينتشرون في شمال السودان وجنوب مصر عن تهميش وإقصاء يواجهونه منذ سنوات طويلة. ولعل الأمور بلغت مداها بظهور تنظيم نوبي مسلح يدعى "حركة تحرير كوش" انطلاقا من شمال السودان، ويطالب بحقوق النوبيين، ويهدد بمجابهة عسكرية. وينفي في الوقت نفسه أية علاقة بإسرائيل أو الولايات المتحدة التي يتهمها البعض بمحاولة تقسيم العالم العربي.

في حوار صحافي، هو الأول من نوعه، لوسائل الإعلام على الإطلاق، قال المنسق العام في القيادة العامة لحركة تحرير "كوش" (عبدالوهاب المحسي) لـ"العربية.نت": "إن الجهود التي تقودها حركته في "النضال" من أجل إنصاف النوبيين، ومن الطبيعي والضروري انتقال الحركة والناس المظلومين إلى المطالبة بحقهم في تقرير مصيرهم وحريتهم واستقلالهم عن الكيان الذي يظلمهم"..

وأضاف في خصوص (النوبة المصريين) بأن "ميزان تطورهم التاريخي ونضالهم الخاص والعام إضافة إلى تطور سياسة الدولة المصرية جهة المجتمعات القائمة في أقاليمها سيحدد مصيرهم". لافتا إلى أن حركته تضم عناصر عسكرية متمرسة وأخرى حديثة العهد بالعمل العسكري، لكن أعدادهم لا ترقى للحديث عن جيش منظم.

وبخصوص الجغرافيا التي يمكن أن تتحرك فيها حركة تحرير "كوش" وإمكان نشاطها العسكري، فقد اكتفى المنسق العام في القيادة العامة للحركة بالقول: "إن هذا سؤالاً استراتيجياً ذا أبعاد، وسيتم الإجابة عليه في المستقبل القريب."!!

وزاد بأن الحكم الذي يقصي الناس ويهمشهم ويهمش أقاليم الدولة، هو "هدف مشروع لأي كفاح شعبي أيما يكون شكل سلاحه". ولفت عبدالوهاب المحسي إلى أن المسألة برمتها "ليست بالنيات بل بتوالي الضرورات الحقوقية والنضالية وتطلبها هذا الشكل أو ذاك من أشكال الفصل والتمييز بين الحق والباطل"..

وتابع: "أما إن وقفت القوات المصرية القابعة في أجزاء من السودان كـ "حلايب" و"شلاتين" ضد مطالب الحركة وحقوق النوبيين، فأعتقد أنها ستلاقي مصير جميع التدخلات الأجنبية في العالم الحديث، وستجر الوبال على حكومتها وعلى دولتها."!! ورفض عبدالوهاب المحسي في حديثه لـ"العربية.نت" التحدث عن مصادر تمويل حركته، كما نفى أي ارتباط لها بالولايات المتحدة وإسرائيل.

فيما يلي نص الحوار الذي اجرته العربية .نت مع المنسق العام في القيادة العامة لحركة تحرير (كوش) عبدالوهاب المحسي:-

# تكوين حركة تحرير كوش:-

- متى تكونت حركة تحرير كوش، ولماذا اخترتم لها اسم حركة تحرير، تحرير ممن ولماذا؟

- تاريخ النضال الشعبي في السودان الحالي تاريخ قديم ومتنوع، وقد وضحت أحد أشكاله بصدور الوثائق التأسيسية لحركة تحرير كوش في 2004م، وهي منشورة في الوسائط الالكترونية..
وقد أنتج جدل النظم الليبرالية والعسكرية في السودان نشاط حركات التحرير التي تتطلع لمشاركة مجتمعاتها في حكم السودان وموارده وتغيير أوضاعه الحدية الضيقة، بشكل ثوري للقضاء على مربع الشر المكوّن من الإفقار والتهميش والقمع والجهل والمرض الذي تنتجه المركزة المحلية والدولية ولواحقها من تراتبات وعنصريات وصراعات، حسم الشعب السوداني بعضها لصالحه، ولكن المعركة بين قوى التحرر والتقدم المتناسق وقوى القمع والعشوائية لم تزل دائرة.

وكون تحرير كوش "حركة" فذلك معقود بمشاكلة التكوين الحركي لأشكال مختلفة من العمل السياسي والحزبي وعضويته، وهي أشكال تسود في السودان والمناطق الشمالية منه على وجه الخصوص، فالشكل الحركي للتنظيم هو الشكل الأنسب لتحقيق مقدار معين من التفاعل السياسي والثقافي بين قوى متنوعة وقوى مختلفة، ورصها على أسس نسبية خاصة وأخرى عامة، واتجاهاً إليها.

أما كون نسق الحركة هو نسق الحرية والتحرير، فذلك ضرورة لتجاوز حالات الطغيان والطاغوت والديكتاتورية المجسدة في مجالات الاقتصاد والسياسة والاجتماع والثقافة، واتجاه حركة التحرير ضد البنى القمعية والإقصائية في الدولة السودانية، وذلك لسبب رئيس في دستورنا وبرنامجنا أنه بدون تدمير وإزالة هذه البنى الهرمية فإن حركة الناس في مجتمعاتنا تظل صنو الإملاق والتكالب والإثرة والنزاع، لذا فلابد من بناء سوي لموازين توزيع الموارد والسلطات وقسطستها وفقا لحاجات وإسهام كل جزء من المجتمع السوداني في تكوينه ووجوده وتقدمه.

- هل تقتصر الحركة على النوبيين فقط؟ وكم يبلغ عدد أعضائها؟؟

- حركة تحرير كوش، حركة صغيرة، بسيطة الحجم، أشبه في الوجود بالنواة والبذرة والنصل، والطلقة، ولها نظرة خاصة لقضايا النوبيين في السودان، وما تعرضوا له من مظالم تاريخية متوالية حتى هذه اللحظة في وجودهم وأملاكهم وآمالهم، ولكنها، في ظل المتغيرات الثقافية، تناضل لأجل دفع المظالم ورد الحقوق إلى جماعات السودان ومجتمعاته المختلفة، كخطوة ضرورة لتأسيس بناء ديمقراطي للدولة تسع أركانه وفضاءآته مجتمعات السودان وحركة كياناتها لأجل خير الإنسانية.

والحركة في هذا النضال منتبهة إلى النتائج العنصرية والقبلية المترتبة على محاولة كثير من الإعلاميين السودانيين تحجيم حركات التحرير في السودان تحجيماً عرقياً وجهويا، وتشكيل اهتماماتها الخاصة بكيانات مناطقها تشكيلاً عنصرياً، دون نظر موضوعي إلى الدور التهميشي الذي يلعبه المركز الاقتصادي السياسي الاجتماعي والثقافي للدولة السودانية جهة أرياف السودان، وما ينتجه فيها هذا المركز من مظالم متفاقمة لا تجعل من سبيل لسكانها وللمهتمين بقضايا العدالة عامةً سوى البداية الموضوعية بالقضايا التاريخية والمحلية لمجتمعاتهم والتعامل مع جذورها وبواطنها وليس مع غشاءاتها ومظاهرها، ضداً عمليات التكريس الاقتصادي السياسي والاجتماعي الثقافي للبنية القمعية والاستنزافية للدولة المتمركزة الحالية، فوقوف أهل الأقاليم والأمصار وثوراتهم مع حقوقهم ضد طغيان الدولة ومركزة خيراتها، ليست جريمة، بل هي ضرورة لنيل الحق في الحياة الحرة الكريمة.

أما السؤال عن عدد المنتسبين إلى حركة تحرير كوش، فجواب الحركة عليه ان عدد المنتسبين إليها عدد قليل جداً، أكثرهم من الذكور النوبيين المهمشين، وقد يزيد هذا العدد القليل بالمثابرة والنضال، ويتنوع عرقياً وجنسانياً، ولكن الحركة بطبيعتها النوعية المائزة تولي أهمية كبرى في نشاطها التنظيمي إلى ناحية الكيف والطبيعة الحرفية والمهارية لمن يحاول الانتساب إليها، ولنا عبرة في تردي أحوال كثير من الحركات والأحزاب التي اهتمت بقضايا العدد على حساب التنظيم والنوع والكفاءة. كما لنا اعتداد بما حققته قلة منتسبي الحركة الغرباء في مجتمع السياسة السودانية على تواضعه.

# تقرير المصير والعمل المسلح:-

- أشرتم في بيان سابق لحركتكم إلى أن الحركة تطالب بتقرير مصير النوبة في كلً من السودان ومصر، هل هناك قيادات نوبية مصرية أو نوبيون مصريون في الحركة؟

- إن أفشلت جهودنا في إحقاق حقوق النوبيين وخذلت نضالاتنا لإنصافهم، وكسرت جهودنا لأجل بناء دولة ديمقراطية في السودان تتسع فيها كينونة الحقوق والحريات الواقعية لجميع السكان للعيش في تعاون وسلام، فمن الطبيعي والضروري انتقال الحركة والناس المظلومين إلى المطالبة بحقهم في تقرير مصيرهم وحريتهم واستقلالهم عن الكيان الذي يظلمهم.

أما عن موضوع النوبة في مصر، فإن ميزان تطورهم التاريخي ونضالهم الخاص والعام إضافة إلى تطور سياسة الدولة المصرية جهة المجتمعات القائمة في أقاليمها سيحدد مصيرهم، ولكن النوبة في السودان لهم حقوق ثقافية واقتصادية واجتماعية وسياسية على جميع الدول الانتباه إليها.

- هل تنوون شن هجمات على الحكومة المركزية في السودان؟ وهل هناك نية في كفاح نوبي مسلح ضد حكومتي القاهرة والخرطوم؟؟

- الحكم الممركز للخيرات والمقصي لحقوق الناس والمهمش لأقاليم الدولة هدف مشروع لأي كفاح شعبي أيما كان شكل سلاحه، والمسألة برمتها ليست بالنيات بل بتوالي الضرورات الحقوقية والنضالية وتطلبها هذا الشكل او ذاك من أشكال الفصل والتمييز بين الحق والباطل.

أما إن وقفت القوات المصرية المتواجدة في أجزاء من شمال السودان ضد مطالب الحركة وحقوق النوبيين، فأعتقد إنها ستلاقي مصير جميع التدخلات الأجنبية في العالم الحديث، وستجر الوبال على حكومتها وعلى دولتها.

- كم يبلغ تعداد جيش الحركة؟ وأين تتمركز وحداته؟؟

- هناك عناصر عسكرية، متمرسة، وأخرى ناشئة، تنتسب إلى الحركة، ولكنها بشكل عام لم ترق إلى مرحلة الجيش المنظوم، أما أين تنشأ المقاومة أو كيف سيكون شكلها العسكري، فهذا سؤال إستراتيجي ذي أبعاد سيسطع جوابه في المستقبل القريب.

- من أين تحصلون على التمويل والتسليح والتدريب؟

- الله كريم!!

# العلاقة مع "الشيوعي" السوداني:-

- كيف تتحدثون عن جيش، ومن الصعب عليكم أن تشنوا هجمات في شمال السودان لصعوبة الجغرافيا هناك؟

- إن لله جنوداً من عسل، وهذه مقولة دهاء سفيانية مكنت قلة الأمويين من حكم جزيرة العرب وجملة الأرض بين الصين وفرنسا، ولكن بعيداً عن دروس التاريخ البعيد فإن علاقة الجغرافيا الطبيعية والاجتماعية بالكفاح الشعبي المسلح، ليست دائماً ذات بعد واحد سالب خاصة في منطقة صحراوية وجبلية وذات زراعة ومجتمعات خصبة، كما إنها ليست صعبة في العاصمة حيث التواجد السكاني الكثيف لمنتسبي الحركة ومناصريها (على قلة أعدادهم) والمسألة الكفاحية في جوانبها الدقيقة والعملية تغدو مسألة فنية محضة لأهل حرفتها وصناعتها الفن في إنجازها.

- كيف هي علاقتكم بالقوى السياسية والحركات المسلحة؟ وهل صحيح أن تكوين الحركة كله من الأحزاب اليسارية، وتحديدا "الحزب الشيوعي السوداني"؟؟

- القوى الإسلامية في السودان تحاول خطب ود "الحزب الشيوعي السوداني"، كذلك القوى الدولية المهتمة بقضايا السودان. كما إن تيارات كاملة في السلطة تلازم غدوه ورواحه، ولكن في موضوع طبيعة علاقة حركة تحرير كوش مع القوى والأحزاب السياسية المسلحة والمسالمة، فنحن نرحب بكل ما هو موجب عندها في تصفية الكيان الإقصائي والتهميشي للدولة في السودان.

ولكنا لا نرى إمكاناً لاجتماع قريب لهذه القوى والأحزاب معنا أو في حركة واحدة أو موحدة خاصة في ظل المناخ التجزيئي السائد الذي يفصل الأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية ويفتت معالجاتها وحلولها عن بعضها حسب درجة التحكم في الخزانة المركزية ومفاصل الإقتصاد، ووسائط الإعلام، وفي ظل هذا الوضع فلا علاقة تنظيمية لنا كحركة مع الحزب الشيوعي السوداني، الذي أفاد قضية الحرية والتحرر في النوبة والسودان عامة بنضالاته وإسهاماته التي لا ينكرها الا مكابر.

وإن كنا نميل لأهمية مستقبلية لدور الحزب الشيوعي في عملية تضافر الحركات الثورية في الأرياف مع الحركات المطلبية المدينية في تيار واحد للتغيير الاجتماعي الشامل للدولة السودانية، وهذا مشروع سياسي قد تدعمه قوى أخرى غير يسارية، لكن رغم حديث أحد فروعنا في ندوة لأحد الفروع الخارجية للحزب الشيوعي عن قضايا التغيير الاقتصادي والسياسي في المناطق الشمالية بتركيز على ظهور حركة تحرير كوش ودوافعه ومزياته، فإن القيادة العامة لحركة تحرير كوش تقدر إنه نسبة لظروف منطقة إرتكازنا في وسط وشمال السودان، ولظروف النشاط الصاخب لجميع الأحزاب السودانية فيها، تقدر الحركة أهمية التعامل بحذق ودقة مع (المتغيرات) الجارية في العالم، التي تأخذ في ناحية أشكالاً دولية وتأخذ في ناحية أخرى أشكالاً محلية.

بينما يفرض جدل شكلي المتغيرات، الدولي منها والمحلي، أوضاعاً وطنية حديثة في ناحية ثالثة، وهي أوضاع متحددة ومتجددة بمفاعيل المقاومة والمرونة المتعلقة بالظروف القومية والإقليمية للإنتاج ومجتمعاته وطبقاتها، بما يختلف كماً ونوعا عن البرنامج الطبقي للحزب الشيوعي السوداني القديم منه والمقترح، وإن كان هناك نوع من الإلتقاء العام على بعض خطوط التحليل الموضوعي للقضايا الإجتماعية والإقتصادية والثقافية بشكل واضح فإن التمايز السياسي قائم بين أسلوب عملنا وأسلوب الحزب في معالجته للقضايا.

فإضافة إلى اختلاف طبيعة مكونات حركتنا في عضويتها وتنظيمها ووثائقها، فإن بعض فقرات دستورنا وبرامجنا تختلف بشكل حضاري في ظل المتغيرات الدولية والمحلية إلى شؤون كوش والسودان القديم من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي بدرجة تفوق وصل بعض الجهات لمنتسبينا ومحازبينا بحزب واحد، رغم الضعف التنظيمي والفكري في بقية الأحزاب لكن جلهم هؤلاء المنتسبين والمحازببين لحركتنا هم من نبت الحركة السياسية السودانية جمعاء، بخيرها وشرها في حركة تحرير كوش.

# مطالب الحركة:-

- بماذا تطالب الحركة؟

- نطلب الحق، ونحن في ذلك نناضل لتدمير وإزالة البنى القمعية والاقصائية للدولة المتمركزة في السودان، التي تأخذ 90% من دخلها من الريف السوداني بينما تقدم لهذا الريف أقل من 20% من صرفها، وتقدم له معها الإملاق والامتهان (مع تعديلات طفيفة أحدثتها الاتفاقات الأخيرة). وبهذا التبخيس والتطفيف ولأجله تتمحور التبخيسات والتطفيفات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى في الحياة السودانية مكرسة فيها التراتبات والعنصريات والصراعات.

- يعتقد الكثيرون أن الشماليين ومنهم النوبيون طبعا، هم الذين يمارسون استعلاء على الآخرين؟

- الحل الجذري لمشكلة الاستعلاء والتمييز العنصري بأشكاله العرقية والدينية والطائفية والجنسانية في السودان، تتمثل في تدمير وإزالة مكونات الاستعلاء والميز العنصري بأشكاله وآلياته القائمة في بنية الاقتصاد والسلطان والنفوذ المرتبط به. وكل مناهض للإستعلاء والتمييز العنصري عليه تأمل هذه الحقيقة الموضوعية البسيطة والإفادة بها في تحقيق كيان تتوزع فيه الموارد والثمرات حسب جهد الناس وحاجاتهم، لا بحسب أصولهم ومعتقداتهم وأجناسهم ودرجة سيطرتهم على أمور الحكم والثروات الاجتماعية.

- ألم يشارك عدد كبير من النوبيين في الحكومات التي أعقبت الاستقلال، فهل يوجد تهميش سياسي بحق النوبيين؟

- مشاركة بعض النوبيين وريادتهم في العمل السياسي السوداني المناضل أوفي العمل السياسي الحكومي، لا يعني أن المناطق الشمالية عامة أو المناطق النوبية خاصة، كانت تخضع لمصالح وإرادة أهلها، أو إن تلك المناطق وعموم الريف السوداني كانت تحظى بنصيب وافر من ثمرات جهدها، كما إن نصيبها من السلطة الفعلية على الموارد المادية والبشرية، كان ضئيلاً وصورياً، بالنظر لحقيقة التهميش ومداه.

- يتهمكم البعض بأنكم أداة بيد واشنطن، ويغمز البعض من قناة العمل النوبي بأنه يصب لمصلحة إسرائيل؟

- يد الله فوق الجميع، نحن نعتقد إن القوى الطاغية في عالم السياسة الإقليمية تستفيد جداً من المظالم التي تكرسها البنية الاقصائية والتهميشية للدولة السودانية جهة مجتمعاتها، ومن الجرائم البشعة التي يرتكبها النظام الحاكم في السودان ضد كثير من قومياته، وهي مظالم وجرائم لا تجعل من الممكن الاستمرار في تجاوز المظالم التاريخية بأنواعها سواء التي تعرض لها الأفارقة والآسيويين من بعضهم أو من الأوربيين أو التي تعرض لها اليهود في أوربا أو تلك التي يواجهها أهل فلسطين من دولة إسرائيل، أوحتى من جهة سلطتهم الوطنية وحكومتهم، فبنفس المقدار من الاهتمام والشعور الإنساني فإن استمرار وتفاقم المظالم التي تكرسها البنية الاقصائية والتهميشية للدولة السودانية ضد أهل الوسط والشمال والغرب والشرق و(الجنوب) في السودان تجعل السكوت على هذه المظالم بدعاوى الأمن الإقليمي العربي، مسـألة متناقضة، تتبني استمرار الظلم، وتغذية أطماع المتمركزين في السودان، بحجة وجود مظالم ومطامع تمركز أخرى في المنطقة، فهل يرضى هؤلاء أن يبقى السودان في نير مظالم مركزه على أمصاره أو يقترحون على مناضليه الانتظار إلى أن تننفجر الأوضاع في السودان والمنطقة برزايا مثل هذا النظام التمييزي وبلاويه، الحل الموضوعي في جهتنا هو تحرير السودان من هذا الوضع بشكل جذري منظوم لمصلحة المستضعفين في مجتمعات السودان، ولمصلحة الاستقرار الموضوعي في المنطقة القائم على الحرية والعدالة والسلام.

# سرية قيادة الحركة:-

- من هي قيادة حركة تحرير كوش، ولماذا فضلت أن تبقى سرية، هل ستستمر الحركة سرية؟

- هي "القيادة العامة لحركة تحرير كوش"، وهي وجملة منتسبيها تتعامل وفق خاصية وضعها وخصوصيته بشكل خفي دقيق ومنظوم، فالخفاء والسرية مسألة ضرورة في خضم نوازل النظم القمعية والاقصائية، والسرية درع واق ضد التصفية الجسدية والمعنوية، وضد التهديدات وضد الإغراءات، وضد الوقائع والأحابيل، وهي تكرس وقت الفرد المناضل الفرد للعمل النضالي التنظيمي والحشدي الدقيق، وتستثمره لأجله، وتفيد حركة التحرير جداً بخفاء منتسبيها على العدو عماءه عن تحديد وإصابة مناضليها، بينما العلنية في ظروف ديمقراطية متكاملة تنشأ كضرورة جمهورية للمكاشفة والمقارنة والحساب. بيد إن الخلط بين الظرفين وشكلي العمل له ضرورات وأضرار موقوتة، لا تتحرك منها حركة التحرير إلا وفقاً لأثقال عملياتها ووضعها، ولكن بارسال مقولة فولتير: إن الحرية لنا – في أسلوب التنظيم والعمل- ولسوانا.

- ألا يعد اتجاه الحركة اتجاها جهويا ومناطقيا، عوض أن يتجه السودانيون للعمل السياسي القومي؟

- السودانيون لا يتجهون الآن إلى العمل السياسي، بل إن كثير من أهل السودان ونتيجة الظروف القهرية المختلفة يتجه إلى الحلول الفردية المتمثلة في العمل التجاري والهجرة، وإلى الممارسات الذاتية الإنصرافية في نواحي الغلو الديني وإلى النزق الفردي، والأحزاب السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار تعاني في كل انحاء العالم من هذه الحالة الإنصرافية التي تكرست في المجتمع السوداني نتيجة التدخلات الاجنبية وأخطاء ما يسمى باسم"السياسة القومية" وأسلوبها التقليدي في العمل السياسي المعتمد على التصريحات السياسية في الخرطوم والحشد السياسي في منتدياتها ومنتظماتها ومظاهراتها.

وهو أسلوب على فاعليته في مواجهة بعض المراحل والقضايا العامة يقفز على خصوصية وقائع السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة ومشكلاتها الجذرية في أمصار وأقاليم وجهات السودان. والعمل السياسي الذي لا يخاطب مباشرة الاختلالات الأساسية في بنية المركز ليس عملاً قومياً لا في طبيعته الظاهرية الممركزة للسلطات والموارد، ولا بأصل تجاوزه لوقائع الحياة السودانية في اقاليمها الأساسية، ولا بالنتيجة العامة البائسة التي وصل إليها هذا الأسلوب من العمل السياسي في ذاته أو ما وصلت إليها القطاعات المتنوعة للحياة في السودان من نتائج عامة استئثارية ونزفية وخيمة، فالقومية الحقة والسياسة المتكاملة لا تتجاوز قيد أنملة، لا بنيتها ولا في مظاهرها عناصر التكوين الوطني الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بل تباشر السياسة القومية الحقة بداياتها ونشاطها القومي من هذه العناصر الأولية تفعلها وترقى بها جدلاًً إلى آفاق التعاون المتكافئ والتضافر السلمي لأجل التقدم الاجتماعي والإنساني العام.

ولو سلمنا بأن معيار القومية يرتبط بالتخلى عن القضايا الوطنية والإقليمية وتأخيرها في جداول الكشف والمعالجة فلن نجد في العالم العربي أو غير العربي وطنياً واحداً أو قومياً واحداً ولا أممياً، فـ"الكل"، و"الجمعي" و"البنيان" يتكون من عناصر صغيرة، في نموها النماء، وفي أهمالها وذروها يكمن الفناء.

- هل النوبيون كلهم يؤمنون بأهداف الحركة، وهل وصلت إليهم الحركة؟

- عموم أهل الشمال والنوبيون لم يعرفوا حتى بوجود هذه الحركة الوليدة وإن تكن قلة منهم انتسبت لها، وهي بسيطة في إمكاناتها عن أن تصل إلى جميع الناس في اي منطقة سودانية سواء أكانت نوبية أو غيرها، ولكن الحركة تناضل لأجل أن يستلم جميع سكان السودان في الشرق والغرب والوسط والشمال وحتى في الجنوب مقاليد أمورهم، وإدارة مواردهم وتوزيع ثمرات جهدهم وأقاليمهم. ومن يعارض هذا الجهد والنضال ويلاجج جهة هذه الحقوق الشعبية ومشروعيتها عليه الإتيان بتفويض من الناس يقره على رزء حقوقهم وإهدار ثقافاتهم واملاكهم وآمالهم.

بيد إن الحركة لا تميل الى الانحصار في الحدود النوبية التاريخية أو الثقافية المعاصرة ولا إلى الانتشار المطلق المبهم في كل أرجاء السودان أو القارة الأفريقية أو العالم بل إن دأبها هو التركيز على النوعية والفاعلية الفردية والتنظيمية لمنتسبيها وحركتها النضالية بقصد مفاعلة القضايا السودانية وضفر قضية الثورات في الأرياف والانتفاضات في المدن والارتقاء النوعي بطروحها وممارساتها إلى حال ثوري شعبي يشكل عصب التغيير الاجتماعي والإقتصادي السياسي لمجتمعات السودان وتحريره من البنى الإستئثارية والإقصائية ومظالمها.

# التحوّل الديمقراطي:-

- إذا ما تحوّل السودان لنظام ديمقراطي يتراضى عليه الجميع، يرد الحقوق لأهلها ويقسم السلطة والثروة على نحو عادل، فهل يكون هناك أي مبرر لاستمرار الحركة؟

- السودان كيان معنوي، يستوي بأهله وأحوالهم، ولا يتحول من تلقائه، والديمقراطية لا تنشأ أولاً كفراغ، ثم ترد من بعد الحقوق إلى أهلها، بل إن رد الحقوق أو بالأصح إستردادها هو المقدمة المنطقية التاريخية والطبيعية والإجتماعية للديمقراطية، ونضالنا هو إسهام في التحويل الديمقراطي، بعيداً عن التصورات المثالية بقيام سلطة من خارج الحركات المطالبة بالتغيير الجذري سوف تفعل كذا وكذا، وترد كل أمر إلى نصابه، وكل حق إلى أهله، فحجم النضال وأبعاده، هو الذي يحدد شكل التغيير والتحول الديمقراطي وأبعاده وفاعليته، ولكن دستور الحركة وبرنامجها لا يلقي نفسه مكتوفاً في يم تغيير سياسي مجرد لشكل السلطة، أو لأبعاد قسمة الموارد الوطنية على اقاليم الدولة وتوزيع ثمراتها على جهود أهلها، بل إن التعامل مع الظروف والشروط الإقليمية والدولية لهذا الإقتسام تتطلب من وجوه أخرى للعمل السياسي إستمرارية الحركة ونموها، كاضافة موجبة في تيارات "الإخاء الإنساني"، و"الحركات الإجتماعية"، و"التعاون الدولي"، و"التقدم والسلم العالمي". وهي تيارات أصيلة في السياسة الدولية تؤثر بلا شك على أحوال المناطق الشمالية من السودان عامة والمناطق النوبية خاصة بجملة تأثيرها على احوال العالم وأفريقيا والسودان.

# النوبة والعرب.. من يظلم من؟:-

- هل تعتبرون أن العرب تغولوا على الحضارة النوبية وطمسوها، وهمشوا الثقافة النوبية؟ وكيف؟؟

- السؤال في حد ذاته ينطوي على تنويب وتعريب مبالغ فيه، وعلى توتير للجوانب الحضارية للعلاقات بين القوميات السودانية ككل، ولكنا سنأخذه على عواهنه، حيث إن "الحضارة النوبية" مفهوم متنوع الأصول والمقاصد، وكذلك مفهوم "العرب"، داخل وخارج السودان هو مفهوم متنوع ومختلف ألوانه، كثيراً ما يجري تقليبه سياسياً وطبقياً وثقافياً واجتماعياً بأشكال مختلفة يخلط فيها السم والعسل، فالعرب الحاليون وفقاً للتراث السائد هم لجهة الأم أبناء السيدة النوبيــة المستعبدة هاجر ، وهم لجهة الأب أبناء النبي إبراهيم ، وهو من نسل آدم في مناطق العراق الحالي قبل تحوله عربياً، فعلاقة العرب والسودان وعلاقة السودان بالعرب علاقة جدلية، تتجاوز حبس المفاهيم وحسبها سياسةً، أصلاً وفرعاً وتاريخاً، ولكن هذا شيء قد يتصل وقد ينفصل عـن كثير من أشكال الوجود الثقافي العربي وهجينه في أنحاء السودان الغربية والشرقية والشمالية والجنوبية والوسطى.

بيد أن الحملات المعروفة في التاريخ التي قادها (عبد الله بن أبي السرح) على ممالك النوبة (الســـودانية) لتدميرها وقسرهم على دفع الجزية وجلب الرقيق، لا تأخذ موقعاً مركزياً في برنامج الحركة، ولا في دستورها، فالموضوع المركزي في الدستور والبرنامج بشأن النوبة والمستعربين والعرب وكافة القوميات في السودان هو توفير بنية حشد وتوزيع للموارد العامة في أقاليم الدولة السودانية تتيح لأهلها بحقوق إدارة شؤونهم، نصيب وافر من موارد أقاليمهم، ومن ثمرات جهود أعمالهم تكفي ضرورات عيشهم. فبتوفير مثل هذه البنية الاقتصادية السياسية القائمة على سد الضرورات الحياتية وفق معادلة الجهد والحاجة، تتوفر القاعدة الموضوعية لبناء مجتمعات معتدة بذاتها ونشاطها المبدع الخلاق دون قهر أو إستبداد أو عنصرية، تقوم المعاملات وتبادلات المنافع فيما بينها على تكافوء الفرص والتعاون والتضافر ضداً لجهة الإثرة والإنفراد والقهر والضغينة التي تكرسها الممارسة الإستبدادية بأمور الإنتاج والثروة والسلطة والخلل في علاقاتهم.

- ألم يقم النوبيون أو بعضهم، بتهميش (الجنوبيين، والفور) مثلاً، من خلال رموز نوبية تشارك في الحكم؟

- بدون ما يكتنف جوانب من هذا السؤال من اتجاهات تعميم قد تجرم مجموعات قومية بكاملها بأفعال بعضها أو تؤاخذ - بحكم وصل الإيماء- حركة تحرير بأفعال أهل السلطان، فإن المصيبة واحدة في أنحاء السودان وأمصاره، فمركزة الموارد والسلطات ليست ذات طبيعة عنصرية عرقية صافية، بل هي أكثر من ذلك عنصرية طبقية، محورها المال وعلاقات إنتاج الأموال وكنزها، وهو ما يمكن إيجاد أسسه ونتائجه الوخيمة في كل انحاء السودان وبين مختلف قومياته وزعاماتها التقليدية وزعاماتها المستحدثة، ولكن بدرجات مختلف تركيزها حسب الظروف الطبقية في كل مجتمع، مما يجعل إزالة هذه الأوخام وكنسها تتطلب من أهل كل حي البداية بأنفسهم على منوال إن أهل مكة هم الأدرى بشعابها.

فكذلك فإن أهل كل حي في السودان أدرى بشعاب المركزة والتهميش فيه، فبتدميرهم وإزالتهم لبنى ومؤسسات الإقصاء والتهميش العنصري العرقي والطبقي والديني في الدولة السودانية، إنما يفتحون مجالاً رحباً لنمو مزدهر لمجتمعات وثقافات السودان بعيداً عن غلواء العصبية والقبيلية، وعن الممارسات الاحتكارية القائمة المرهونة في الواقع المركزي لمصلحة قوى أجنبية عديدة بداية من قطاع الإتصالات وليس نهاية بقطاعات الكهرباء والمياه والنقل والمواصلات والطيران والبنوك والنفط والذهب والكروم والصمغ والحبوب والقمح وحتى الأراضي والضرورات والمشروعات الزراعية.

- صوت الحركة خافت جداً؟ ولماذا؟؟

- والله الصوت العالي في كثير من الأحيان يمثل مشكلة سواء في عوالم التنظيم والحشد السياسي النوعي، أو في عوالم السياسة الحزبية والديبلوماسية، أو في عالم العمليات العسكرية، كما إنه يجمد التفكير وإعمال العقل في دور العلم ووسائط الإعلام، لذا تجد اكثر الناس إقناعاً في دور العلم وحضوراً في وسائط الإعلام من كان أكثرهم تركيزاً على ترابط البنى المنطقية وسَلسَلة المعلومات فيها مقدمات ونتائج بصوت خفيض يساعد على جمعها وتركيزها في ذهن السامع. بيد إن الحضور الإعلامي بشكل الفعل الجمعي للإعلام في ظروف نشوء الحركة والوضع في السودان والمنطقة، محفوف بكثير من الصعوبات التي نناضل لتذليلها، ونتمنى مساعدة قناة العربية في هذا الشأن في إطار إلتزام إخبارياتها بذكر حقائق ووقائع الحياة السياسية على مرارتها.

- من هو رئيس الحركة؟ هل هو شخصية نوبية معروفة كما يشاع؟؟ هل كان سياسيا بارزاً في حزب معروف؟؟؟

- مسألة (الشخصية المعروفة) فيها قولان، كما أن العلاقة الصحية للحركة بالقضايا النوبية والسودانية تختفي بعبارة "شخصية نوبية معروفة" الواردة في السؤال، فالسؤال الأنجع والأشد فعالية هو: هل الشخصيات المعروفة والساسة البارزين في تاريخ أحزاب السودان الحاكمة المعروفة أسهموا بقدر كبير في العناية بمشكلات المناطق السودانية وحدوا من تفاقم تلك المشكلات أو عالجوها؟ هل؟؟

ولكن، على أية حال فإن رئاسة حركة تحرير كوش مجسدة في قيادتها العامة، تتكون من بضعة أفراد قليلين من المستضعفين والمهمشين والمنبوذين والغرباء في المجتمع السياسي التقليدي للسودان، وهم بفعل الاجتراح الجمعي والتخطيط الراشد يكملون جوانب الضعف والقصور في تكويناتهم البشرية لأجل منفعة القضية العامة، ويناضلون لإخراج البنية السياسية السودانية من خانة الـ ("أنا" و"هو") إلى رحاب "نحن"، ومن خانة ("أعتقد" و"أظن") إلى رحاب تقدير الناس المستضعفين لضرورات حياتهم وإفادتهم بموارد وثمرات أقاليمهم وجهودهم.. ومنتسبو الحركة وقيادتها هم في نضالهم كذرات الأسمنت الدقيقة هباء تنثره نسمة، ولكنه مع الماء والرمل والحديد يتحول كتلة صلبة تقيم أبنية عاتية، أو هو كذرات الحديد الهشة تتحول بالنار الرقيقة والبرودة إلى صلب متين، وفي الحالين فالحركة هي الهندسة الاجتماعية لهذا التحويل في نطاق المجتمع السوداني وقواه المستضعفة.

- متى تعلن الحركة عن قيادتها وتبدأ في عمل كبير؟ وهل تشعرون بعد إتفاقيات (نيفاشا، وأبوجا، وأسمرا) بأن الدور جاء على الشمال؟؟

- الأعمال الكبرى تبدأ بأعمال أصغر، وإعلان الحركة عن قيادتها ليس ضرورة للحياة السياسية في السودان القديم أو الجديد، ونحن نفضل الأسلوب الهادئي الدقيق في العمل الثوري على أسلوب الخبطات الإعلامية والإثارة السياسية التي سرعان ما تتأزم بضعف تكوينها النوعي وثقل المهام التي تتناولها، كما إن الاتفاقات الجزئية التي تحل رؤوس المواضيع وتبقي جذورها في سياسات التمويل ومركزة الموارد، والسلطات الرئيسة في البلاد، توضح أهمية الدور النوبي والشمالي عامة في حركة تحرير السودان تحريراً جذرياً من بنى القمع والإقصاء والتهميش الإقتصادي السياسي والتضليل الإعلامي والتفتيت الإجتماعي والثقافي لموارد المجتمعات وطبيعة وجود بنى القمع والإقصاء والتهميش بسياسات التطفيف والتبخيس والكنز والإملاق والتهجير والتشريد والتقتيل. وفي البروز الموضوعي لهذا الدور النوبي والشمالي فإن حركة تحرير كوش في هذه الهندسة الشعبية لبنى الدولة السودانية ("كوش" هو الإسم الأصيل لأوج الدول السودانية القديمة) تحاول حسب حجمها وجهدها المتواضع أن تلعب دوراً صغيراً وموضوعياً كالزاوية ونحن على ثقة من انتصار الشعوب في نيل طموحاتها وتحقيق أهدافها في الحرية والعدل والسلام.

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	ايران تعلن استعدادها لسد احتياجات السودان	على نور الله	5	1,710	05-09-2012, 09:12 AM آخر رد: على نور الله
	لـ "منع التسلل وتهريب السلاح" .. العراق ينشر قوات عسكرية على الحدود مع سورية الاخبار	Enkidu61	0	875	05-02-2012, 01:35 PM آخر رد: Enkidu61
	عراقي دوّخ الترك، والإنجليز، والمصريين في السودان	الاعصار	3	1,081	12-12-2006, 04:06 PM آخر رد: طنطاوي
	ثروة السودان الجديدة وراء تحدي الحكومة للعقوبات, جيفري غتلمان/ «نيويورك تايمز»	الاعصار	2	1,267	10-28-2006, 02:50 AM آخر رد: الاعصار
	السودان من مصرع غوردون إلى أزمة دارفور!! بقلم: نصر شمالي/ دمشق	الاعصار	1	1,068	10-18-2006, 01:03 PM آخر رد: الاعصار