{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الجحيم
morgen غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 249
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #11
الجحيم
الزميلAlbert Camus

قصة جميلة و رائعة
اطيب تحياتي

:97:
10-09-2006, 11:31 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #12
الجحيم
زميلي morgen

مرورك من هنا هو الرائع بحق (f)

لا زال هناك بقية في القصة.
لم تنته بعد

يتبع قريباً :)
10-09-2006, 12:52 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
نزار عثمان غير متصل
Gramsci
*****

المشاركات: 1,664
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #13
الجحيم
يخونني البيان لتوصيف مدى انشدادي لـ"جحيمك" .. ويتركني ما بين ثنايا الكلمات ألوك تنبهي حذرا ..

كم فضلت أن أبقى صامتا متابعا بكل شغف .. لولا رغبة عارمة بزرع وردة شكر لما تجود به قريحتك :redrose:




أعود لصمتي

ولمتابعتي

(f)


10-09-2006, 09:27 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #14
الجحيم
مساء الفل

اقتباس:  Gramsci   كتب/كتبت  
يخونني البيان لتوصيف مدى انشدادي لـ"جحيمك" .. ويتركني ما بين ثنايا الكلمات ألوك تنبهي حذرا ..  

كم فضلت أن أبقى صامتا متابعا بكل شغف .. لولا رغبة عارمة بزرع وردة شكر لما تجود به قريحتك :redrose:




أعود لصمتي

ولمتابعتي

(f)



العزيز Gramsci

كل هذا الذي كتبته وفي الآخر (يخونك البيان :23: ) أمال لو ما كنش خانك البيان ابن الذين ده كنت حتكتب ازاي :23:

لا أعرف ماذا أقول لك ، غير أن أشكرك وأقدم لك باقة ورد على زيارتك (f)(f)(f)

سأعود في الغد لأكمل بإذن أفروديت :)

أراكم بعد حين
10-10-2006, 12:01 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #15
الجحيم
عندما أفاق صابر وجد نفسه يتربع فوق كفنه على كوكب الأرض في جلسة ذكرته بالبوذا، ذلك الكافر الذي رأى رسوماته أثناء حياته. كانت الأرض تميد به يمنة ويسرة وظن لوهلة أنّه سكران من أثر المسك والإغماء ورحلة الفراغ.

إلاّ أنّه فور أن نظر حوله أدرك ما كان يجري ، فقد رأى رؤوساً، الكثير منها تحت مستوى بصره. كانوا يحملون كفنه فوق أكتافهم نحو صلاة الجنازة في المسجد. استطاع أن يرى أقرباءه من ضمن المشيعين، ورأى زوجته "جحود" تمشي في مؤخرة القافلة. أشعره ذلك بغبطة ملكية، لم يحلم أثناء حياته على الأرض أن يتكتل كل هؤلاء لتعظيمه على هذا النحو. إلاّ أنّ الفرح لم يدم طويلاً، لقد انتهى كل شيء عند وصوله إلى محراب إمام المسجد حيث وضعت جثته وهو معها متربعاً فوقها.

استطاع أن يرى كل شيء، كان يرى الشياطين تحاول إلهاء بعض النّاس عن صلاتهم، وإذا نجحوا في ذلك تبادلوا ضرب أكفهم بصفاقةٍ علامة الإنتصار. يالهم من تافهين.

رأى كذلك الكتبة من الملائكة، يتوزعون عن يمين وشمال كل رجل في المسجد وبأيديهم صحف وأقلام ضوئية ، ولا تكل أيديهم عن الكتابة، أمّا عيونهم فكانت شبيهة بعدسات كاميرا الفيديو، وفوق رأس كل رجل رأى ملكاً أبيض اللون يوسوس له في أذنه اليمنى وعلم أنّه ملك "اللمة الحسنة" ، ورأى شيطاناً يشبه صاحبه من الرجال تماماً في كل شيء فيما عدا ذيل طويل ، يوسوس في الأذن اليسرى لكل رجل. وهناك أيضاً ملائكة كثيرون يقفون ومعهم حراب وسيوف لا يحركون ساكناً وسط كل هذه الفوضى، وفهم أيضاً من خلال ما تعلمه في الدنيا أن أولئك هم الحفظة من أمر الله، أي من المصائب والكوارث التي تأتي ولا يكون مقدراً لها أن تميت أحداً.
علت بسمة ساخرة شفتيه حينها لأنّه شك كثيراً في جدوى هؤلاء الحفظة بالفعل.

كان عدد الملائكة والشياطين في المسجد أضعاف عدد البشر. لاحظ صابر أنّ قدرته على الإلمام بتفاصيل العدد والحساب أصبحت قوية أكثر من تلك الأيام التي عاش فيها في الجسد. ببساطة وبنظرة واحدة استطاع أن يحصي أنّ عدد الرجال الحاضرين في المسجد كان 71 مصليا . وفي جزء من الثانية دارت في رأسه الروحية هذه الأرقام :

71 مصلياً
142 ملكاً مسجلاً للحسنات والسيئات
71 ملكاً من ملائكة اللمة الحسنة
71 شيطاناً قريناً
300 من الحفظة
----------------------
584 مخلوقاً خفياً
عدد المصلين من البشر = 12% فقط من عدد المخلوقات الخفية داخل المسجد.

لقد أصبح البشر أقلية مضطهدة أمام ناظري صابر المكشوف عنهما الحجاب. جاء الإمام أخيراً وقال للناس أن قوموا لنصلي على أخيكم. فقاموا ومرت الصلاة اعتيادية وكان كل شيء ليمر بسلام لولا أن صدرت عن الإمام ضرطة لم يسمعها سوى صابر و الإمام و 584 ملكاً وشيطاناً.
اتسعت عينا صابر بغضب ودهش من انعدام الضمير عندما رأى الإمام مستمراً في صلاته. ولكنّه شعر بالرضا فور أن رأى الملك الذي عن يسار الإمام وقد انهمك في كتابة ملاحظاته حول هذه السيئة العظيمة.

فضيحة إمام.

( عنوان بالبنط العريض).

ينتهك عفة الغازات في صلاة الجنازة

( عنوان فرعي).

تمنى صابر لو أنّ صحيفة الإمام نشرت في ساعتها تلك حتى يقرأ الصفحة التي نشر فيها خبر جنازته.

استمر كل شيء بعدها على ما يرام وأخذت جثة صابر ومعها صابر ودفنا في اللحد وردم عليهما التراب وهو ينظر إلى آخر ما يمكن أن يراه من ضوء الشمس.

مع آخر حفنة تراب ردمت عليه سمع صابر صوت مياه ترش فوق سطح قبره ودعاء، ثم وقع أقدام كثيرة تبتعد عنه. وساد صمت مخيف وسط ظلام شديد.

مرت فترة شعر فيها بوحدة شديدة، أخذ فيها يتحسس جثته القابعة تحته ويتأسف على فراقها، ثم بدأ يسمع حفيفاً قادماً من بعيد، أخذ الحفيف يزداد رويداً رويداً حتى ظهرت أنياب تحفر في التراب، وكان شكلها مخيف.
ارتعب صابر وظنّها بعض الذئاب أو الوحوش العجيبة جاءت لتتخذ من جثته وجبة شهية. بدأت الأنياب تظهر أكثر وضوحاً كلما قرضت الرمال وبدأت شفاه تظهر من فوقها. ثم رؤوس ثم أيدٍ. وأخيراً زال الساتر الترابي الذي حجز صابر عن ضيفيه واستطاع الأطراف جميعاً رؤية بعضهم بوضوح.

كانا ملكين أسودين أزرقين يجران شعورهما على الأرض ولهما أنياب طويلة وشوارب حادة.

على خلاف ما توقع صابر من نفسه، فقد نظر إليهما وصدرت عنه ضحكة قوية، نظر الملكان إلى بعضهما بدهشة ونظرا إليه مرة أخرى، لم يشأ صابر أن يتحدث إليهما، لقد ذكره منظر الملكين بذلك اليوم الذي زار فيه حديقة الحيوانات وشاهد أنياب عجل البحر لأول مرة. وعلم طبعاً من هما، سار كل شيء روتينياً في علم صابر ومعرفته العميقة بالعالم الآخر.

اقترب الملكان ومدا أيديهما نحو جثة صابر وأقعداها وفكا عنها الأكفان، ولاحظ صابر أن روحه بدأت تندمج في جسده مرة أخرى، لقد أشعرته عودته إلى الجسد مرة ثانية بالبهجة. اتسعت ابتسامته وهو يقول بتهدج: شكراً لكما.
كشر الملكان عن أنيابهما في محاولة طفولية لإخافته، ونظر إليهما صابر بلا اكتراث، فقال أحدهما بخشونة:
- من ربك ما دينك من نبيك

توالت الأسئلة الروتينية وأجاب صابر عنها بروتينية مماثلة. بدأ الملكان يفتحان الدفاتر الخاصة بصابر ويسألانه عن كل صغيرة وكبيرة فيها، مع تركيزهما الشديد على الذنوب والسلبيات.
رغم أنّه كان يفترض أن يحزن صابر ويعض أصابع الندم على كل الخطايا التي ارتكبها أثناء حياته وتلاها عليه الملكان، إلاّ أنّ رد فعله جاء مخالفاً لكل توقعاته وتوقعات منكر ونكير، عجلي البحر.

ذكر له الملكان مثلاً تلك الواقعة التي قص فيها صورة غانية ذات جمال فاجر من مجلة جنسية عندما كان طالباً في المرحلة الإعدادية وأراها لأحد أصحابه الأغنياء البلهاء في المدرسة، مخبراً إياه أنّ تلك الفتاة تعيش في الشقة المقابلة لمنزله، وأخذ يمنّيه بها ويرغبه فيها ويخبره أنّ الفتاة رأت صورته وشغفت به حباً، وأخذ يستنزف نقود الأبله الغني مرة تلو الأخرى بحجة مختلفة كل مرة، فتارة يخبره أنّ الفتاة تريد شراء جيبة أعجبتها إلاّ أنّ والدها المتحجر القلب ضربها بقسوة وحبسها في غرفتها، ومرة يخبره أنّ الفتاة تبحث عمّن يهديها بعض المال لاقتناء قط شيرازي يؤنس وحدها، وكل مرة ومع كل قصة جديدة كان صابر يأخذ ما يحتاجه من نقود لينفقها على خروجات السينما مع أصدقائه الذي اعتمدوا عليه كلياً في شراء التذاكر وأكياس الفيشار.

جلجلت ضحكات صابر المقبرة وقال :
- يا له من حمار كبير، أتذكر ذلك اليوم كما لو أنّه بالأمس.

ارتعش الملكان بغضب وتحفزت أنيابهما لهبشه، ولكنّهما أحجما عن ذلك لأنّهما تذكرا أنّ الله سبحانه وتعالى قال كلمته التي لا راد لها، وبأنّ أبواب السماء السبعة الملقاة في الفراغ قد فتحت أمامه ليدخلها بسلام ويلتقي رب العزة جل وعلا.
توالت الخطايا وتوالت ضحكات صابر معها، وارتجافات الملكين المغتاظة الحاقدة، حتى وصل الأمر إلى ذنب المسك.

المسك؟

لم يرد صابر أن يتذكره في تلك اللحظات التي اجتر فيها ذكريات الطفولة الجميلة وسويعات الشباب المتهورة. غير أن الملكين ذكرا له حوادثه مع المسك ورفاق السجادة في المساجد. وكيف أنّه كان يتنازل بسهولة عن ثواب الصف الأول مضحياً به في سبيل مزاجه الشخصي.
اشمأز صابر وتقزز عند ذكر المسك ولم يتوان عن إخبار الملكين بقرفه من تلك الرائحة الفجة الكريهة، ولم ينتبه لهما في غمرة تقززه وهما يتبادلان نظرة خبيثة تحمل في طياتها مفاجأة قادمة في الطريق.

انتهى حساب صابر مع الملكين والذي استمر نحو عشر سنوات كاملة من عمر البشر، دون لقمة أو شربة ماء ليبلل بها ريقه. وكان جسده حينذاك يتحلل تدريجياً وينكمش ، وانحصرت روحه رويداً رويداً في قدر أقل من المادة المتحللة. وانتهت عظامه إلى الذبول وعبثت الديدان في لحمه أثناء تلك المدة كما تشتهي، ولم ينتبه إلى روحه التي تضاءلت في المادة حتى انحصرت في عجب الذنب، والذي أصبح كل ما تبقى منه ، ولم ينتبه إلى وقوف الملكين في فترة الحساب الأخيرة طوال الوقت بجسديهما المتبغلين وأنيابهما العجليّة لكي يخاطبا إنساناً محصوراً في عجب ذنبه.

أخيراً، أخرج أحد الملكين بطاقة صغيرة من كتاب صابر وقرأ عليه إعلاناً مناقضاً لكل ما كان يحاول ذلك الملك أن يثبته على صاير طيلة عشر سنوات مضت :

- " نم أيها العبد الصالح باسم الله تعالى وفي حفظه ورعايته ، نم كالعروس حتى تقوم الساعة".

تساءل صابر ببراءة:
- هل كان هذا الإعلان معك منذ البداية قبل عشر سنوات عندما بدأ حسابي؟.

رد عليه عجل البحر:
- نعم. هذا الإعلان هو مشيئة الله سبحانه وتعالى وحكمه في شأنك ، وما كان لنا أن نتجاوزه لنعذبك وقد غفر الله تعالى لك، إلاّ انّ ترتيب الأمور يقتضي علينا تنفيذ الحساب بحذافيره حتى لو لم يكن له أي معنى نهائي.

لم يقل صابر شيئاً إذ شعر بالعجز يطبق على روحه أمام منطق عجلي البحر.

أخيراً تحررت روح صابر من جسده مرة أخرى وخرجت من عجب ذنبه لتستقر على أرض المقبرة، وفتحت نافذة عن يساره صابر، أشار أحد العجلين إلى النافذة وقال له:
- هذا هو مكانك من النار لو أنّك قد عصيت الله وكفرت به. ولكن الله نجاك منها.

نظر صابر إلى النار وتوقع أن يفزع ويخاف ويرتجف، إلاّ أنّه فوجيء بنفسه مرة أخرى وهو ينظر إليها بلا اكتراث، ذلك أنّه قد رآها رأي العين من خلال أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وكتب العلماء التي أذابتها يداه من كثرة التصفح.

نظر إلى العجلين بملل وقال لهما متصنّعا البلاهة :
- والنافذة الأخرى التي عن يميني؟

زفر أحد العجلين بقرف من هذا الوقح، وأغلق النافذة التي عن يساره وفتح الأخرى فرأى صابر الجنّة، إلاّ أنّه هذه المرة فغر فاه بدهشة وتعجب وإثارة كذلك.

ليس من أجل الجنّة نفسها، فقد كان كل ما فيها مألوفاً وطبيعياً ولا جديد فيه، فقد قرأ عن كل ذلك في الكتب أيضاً، إلاّ أنّ ما أذاب قلبه حقاً هو تلك الفتيات العاريات اللواتي كنّ ينظرن إليه بشبق وتتخذ كل واحدة منهنّ وضع إغراء يختلف عن الأخرى، وكنّ من كل الألوان والأذواق، وكل واحدة منهنّ تتخذ موضعها على فراش وثير مجهز بوسائد الريش الناعمة والملاءات الحريرية مختلفة ألوانها ، وشعر صابر بلذة الإنتصاب حتى مع كونه بلا جسد حينذاك، ود لو أنّه يقفز عليهنّ واحدة تلو الأخرى، ولكن بمن يبدأ يا ترى؟ أيبدأ بتلك الشقراء عسلية العينين أم بالسمراء نافرة النهدين أم بـ...

أغلقت النافذة.
نظر صابر بغضب إلى عجلي البحر الكريهين، ود لو استطاع أن يصفعهما ، ولكنّ عجل البحر أنهى النقاش بقوله:
- يفسح لك الآن في القبر بمقدار مد البصر بإذن الله ( وأفسح القبر)

تابع عجل البحر:
- ويملأ عليك نوراً وخضرة ( وقد تم).

نظر العجلان إلى بعضهما مرة أخرى، وقال عجل منهما :
- ويملأ عليك مسكا.

كان ذلك بمثابة حكم إعدام ثان على صابر، ولكنّه لم يحظ بفرصة استئناف أو نقض، لقد هرب العجلان وهما يقرضان التراب بأنيابهما ويتضاحكان بقذارة وهما يتجهان نحو قبر آخر.

وكان على صابر أن يبقى في قبره إلى قيام الساعة بين الخضرة والنوافذ والنور....
والمسك.
10-10-2006, 09:31 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #16
الجحيم


العام 7000 ميلادي.
بعد خمسة آلاف سنة من دفن صابر..

خرج قرينه من الجن ذات يوم هائماً على وجهه في الأرض يبحث عن مكان لسكناه، كانت آخر مغامرة مر بها ذلك القرين في الأسبوع السابق في حمام إحدى الشقق، حيث كان يتخذ من المرحاض مأوىً له ويسند رأسه في ناحية ويضع قدميه في الأخرى وينام باسترخاء.
انزعج القرين – واسمه "صابر نيجاتيف" – من ابنة صاحب البيت الحمقاء، لأنّها دائماً ما كانت تدخل الحمام وتتبول فوقه دون استئذان ثم تشد السيفون.

بلغ الغضب بـ "صابر – " مداه في إحدى ليالي الشتاء، حيث شدت الفتاة مياه السيفون الباردة في ليلة قارصة البرودة فوق رأس "صابر – " فانتفض "صابر – " انتفاضة من أشرف على الموت وخرج من المرحاض فزعاً أزرق اللون (كان أصله من الجن الأحمر) وكان ينوي قتل الفتاة على الفور.

إلاّ أنّ نظرة ثانية ألقاها على جسدها جعلته يعشقها، فظهر لها على هيئة "ضفدع كبير بحراشف تمساحية" ليخطب ودها ويغازلها، وفزعت الفتاة، فتلبّسها على الفور.

وجعل كل يوم يقوم بها من الفراش ليلاً ليرقد بجسدها في البانيو ويخبرها بكل كلام الحب الذي لا تريد هي أن تسمعه.

وأخيراً ضجر سكان البيت من جنون ابنتهم، خاصة وأنّ أباها كان يحب التبول ليلاً وكثيراً ما صادف ابنته تراقبه وهو يطرطر واقفاً من فوق عرشها في البانيو وتضحك عليه. وكان رد فعله الطبيعي هو أن يسبّها ويلعن اليوم الذي رزقه الله فيه بابنة.

أخيراً ولسوء حظ "صابر – " أنّ أهل البيت كانوا مسلمين، فاستدعوا شيخة.

وصلت الشيخة "ريهام" في ليلة شتوية كئيبة، وفي الساعة الثانية صباحاً، حيث أنهت عملها للتو في الملهى المقدس. استقبلها رب البيت وتركها في الصالون ليعد لها عصير "سوسو" وهو نوع من العصائر الإسلامية ظهر بعد موت صابر بـ 4950 عاماً. وتنتجه إحدى الشركات الإسلامية العريقة.

عندما عاد والد الفتاة إلى الصالون وجد زوجته تقبل الشيخة من شفتيها، فارتبك وكادت صينية عصير السوسو تسقط من يده. كذلك ارتبكت زوجته ، واكتفت الشيخة بتعديل قصة شعرها والنحنحة.

كانت الشيخة الجليلة موظفة عند مفتية البلاد الشيخة الإمامة "عبير" ، وهي خريجة جامعة "الزهور" لعام 6998 ميلادي. أي قبل عامين من حادثة "صابر – ".
اتسمت الشيخة "ريهام" بالوقار والإلتزام بتعاليم الدين الحنيف، فكانت تستر أعلى فخذيها وتترك ثدييها عاريين بلا زينة كيلا يفتن أحد بجمالها، وشهد لها أهل البلدة كلهم بالتقى والورع ومعرفة أصول الدين. وتبلغ من العمر 17 سنة أي أنّها أصغر من مفتية البلاد بعامين فقط.
هكذا تطور الإسلام منذ وفاة صابر على مدى خمسة آلاف عام.

اعتذر والد الفتاة من زوجته ومن الشيخة على دخوله المفاجيء عليهما وعدم الاستئذان. فتداركت الشيخة الموقف بحكمتها ببضع كلمات لطيفة أراحت ضمير الرجل.

وأخرجت جهاز "الإسلام المحمول" من حقيبة يدها، وعليه تسجيلات لعلماء السلف من الأمة، حيث كان القرآن في ذلك الوقت قد فقد تماماً، ولم تبق منه سوى آيات محدودة مثل (والطور) و (قد أفلح المؤمنون) وغيرها من الآيات التي تناسب "روح العصر".

كان جهاز "الإسلام المحمول" الذي أخرجته الشيخة يحتوي على تسجيلات لعلماء من أكابر السلف والفقهاء ومنهم بل أعظمهم على الإطلاق، الشيخ "سحلب خالد" وهو من نسل أهل بيت أحد العلماء العظام الذين عاشوا في العام 2000 ميلادي أي في زمن صابر وكان يلقي مواعظه عبر جهاز عتيق استخدم في ذلك الوقت السحيق ودعي بـ "التلفزيون"، أمّا عن مريديه ومحبيه فقد تجاوز عددهم الآفاق.

وتحتوي تلك التسجيلات التي تمسكها الشيخة على أناشيد لا يخيب مفعولها في طرد الجن من أجساد البشر، وكلها بصوت الشيخ "سحلب خالد" وبصوت سكرتيرته الخاصة "مُـزة سالم" ، وهي تلميذته الشخصية وأنبغ مريديه، وأهم نشيد في تلك الأناشيد كان " Please go out " أو " أرجوك اخرج بره" . وقيل عن ذلك النشيد أنّه ما سمعه جني إلاّ وهرب مسرعاً أو احترق من فوره إذا أصر على البقاء.
طبعاً..كانت النتيجة متوقعة.

فما سمع "صابر – " النشيد حتى خرج فوراً من جسد الفتاة وتشكل على هيئة "صعلوك جوّي بشوارب قطة حمقاء"، ففتحت له الشيخة "ريهام" باب المنزل ليهرب بجلده إلى خارجه، بل إلى خارج البلدة كلها... ثم عادت لتسمتع بليلتها مع الرجل وزوجته في الفراش وتأخذ منهما أجرها بالمعروف.

خرج "صابر – " لاعناً اليوم الذي فكر فيه أن يشاطر المسلمين بيوتهم.
وفر قرين صابر نحو المجهول.
إلى الصحراء والقيظ.
10-11-2006, 04:27 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #17
الجحيم
خرج قرين صابر إلى الصحراء وتجول أربعين يوماً كمسيح تائه، حتى أتم الأربعين، ثم جاع أخيراً.
فوجد عظمة بشرية تناولها وتلى عليها اسم الله فامتلأت لحماً شهياً، فأخذ يهبر منها بنهم.
وفوجيء بما يشبه فراغاً تحت رمال الصحراء في المكان الذي وجد فيه العظمة، فحفر وأزاح الرمال عن الفراغ، حتى وجد صندوقاً غير مرئي ، فتح الصندوق فوجد فيه (لاشيء) ، كان من ضمن هذا اللاشيء، دفتر يحوي مذكرات صابر الغير مكتوبة.
بكى قرين صابر عندما تذكر صاحبه القديم.
وعرف حينها أنّه يقف فوق مقبرته، والتي لم تعد مقبرة بعد كل تلك القرون المديدة، بل مجرد صحراء فارغة.
فتح قرين صابر الدفتر وأخذ يقرأ الكلمات التي لم يكتبها صابر بيده. وقرأ من بينهما :


اليوم الأول في المقبرة

شعرت بالخوف عندما جلست وحيداً. بعد أن غادرني عجلا البحر ليتصيدا ضحية أخرى، جلست في النور والخضرة والمكان الفسيح والمسك. يا له من عطر قذر.


اليوم الثاني

زارني اليوم أحد الملائكة وأيقظني في السادسة صباحاً وعندما لعنت سلسفينه على الإزعاج.
اعتذر برقة وقال لي أنّ ذلك هو الموعد الرسمي لفتح نافذتي النار والجنة حتى أشاهدهما ثم أخلد إلى النوم كيفما شئت.
فتح لي نافذة النار فلم أشعر بأي شيء، لم تعد تعنيني تلك النار بشيء بعد أن أعفيت من دخولها.
فطلبت منه أن يفتح الأخرى لكي أشاهد "فتياتي". وأخذت أنظر بشبق وأمني نفسي،
آه.. تلك الفتاة اللئيمة التي تحرك لي ساقيها عالياً وترمقني بنظرة ملتهبة. تلك هي التي تعجبني من بين زوجاتي السبعين.
نعم زوجاتي سبعون، أربعون من الحور العين والباقيات من نساء الدنيا، ولكن تلك اللئيمة الحلوة هي أكثر من يعجبني منهن.
يا لها من فاتنة، يا لها من داعرة، لماذا لا يضعون أرقام تلفوناتهنّ كي أتصل من هنا كما كانوا يفعلون ذلك على الفضائيات في الدنيا.
أغلقت النافذة.

بحسرة وألم..صابر


اليوم الثالث

زارني أحد أصدقائي المقربين في الدنيا اليوم، فتحي ، كنّا نجلس معاً لذكر الله ونتدارس الفقه.
يا له من غبي ساذج، لو أنّه يعلم ما أنا فيه اليوم لما ختم حياته بنفس القدر من التقى الذي ختمتها به. رش على قبري بعض الماء، ثم دعا لي دعوتين ومضى.
بعد ذهابه دخل علي الملك مبتهجاً، وعندما سألته عن سبب فشخة فمه البلهاء، أجابني بأنّ صديقي فتحي دعا الله أن يضاعف مقدار مافي قبري من مسك.
بصقة على ذلك الفتحي القذر وسحقاً للصداقة والأصدقاء.
لعن الله اليوم الذي عرفته فيه، كمشت حفنة من التراب وقذفت بها وجه الملك ودعوت الله أن يقبحه لأجل هذا الخبر اللعين.

الأهم من ذلك أن نافذة الجنة اليوم فتحت.
غيرت رأيي اليوم، ليست الفتاة اللئيمة هي التي تعجبني، بل تلك السمراء المتعجرفة.
إنّها تتثاقل علي بنظراتها، كم أتمنى لو أقفز عليها الآن لأوسعها تقبيلاً. لا شك أنّها أجمل زوجاتي السبعين.

أغلقت النافذة.
عودة إلى النوم. المتحسر أبداً..صابر.

اليوم الرابع
لالا، ليست اللئيمة ولا المتعجرفة.
بل الفتاة الشقراء. كم هي فاجرة.
يا لها من فاتنة يا لها من...


قلب قرين صابر بضعة صفحات بملل، ثم تابع القراءة:


اليوم الخامس والثلاثون

ليست اللئيمة ولا المتعجرفة ولا الشقراء ولا السمراء ولا السمينة ولا النحيفةولا....الخ.
بل هي الفتاة القصيرة.
هذه هي، أخيراً بعد خمسة وثلاثين يوماً استطعت أن أعثر على زوجتي المفضلة من بين السبعين.
سبب اختياري للقصيرة هو سبب موضوعي جداً، يقولون في المثل " اتقوا شر من اقترب من الأرض".
وهذا ينطبق على القصيرة، ولهذا اخترتها، لأنّها ذكية، أما الباقيات فجميلات بغباء.
أمّا هذه القصيرة...يالها من فاتنة، يا لها من حسناء، يا لها من...


زفر قرين صابر بملل، وقلب الكثير من الصفحات. ثم تابع القراءة :


اليوم الخمسمائة والستون

اللئيمة. ذات الساقين الجميلتين.
هذه هو قراري النهائي. إنّها أجملهن وأنا أحبها و...


قلب قرين صابر المزيد ثم قرأ:


اليوم السابع بعد الألف الخامسة ( بعد ثلاثة عشر عاماً من دفن صابر)

دخل الملك اليوم وجرت الأمور كعادتها، عندما فتح لي نافذة الجنة لم أنظر كثيراً.
اكتفيت بإلقاء نظرة سريعة على البيت ولاحظت أنّ جدرانه من الذهب. بدا لي هذا مسلياً،
كيف أنّني أمضيت كل السنوات السابقة أتأمل في زوجاتي ونسيت البيت. هو شيء جديد على أية حال،
غير أنّه لم يثر انتباهي طويلاً، لهذا أدرت وجهي واستلقيت على ظهري قبل أن يغلق الملك النافذة.
رمقني الملك بنظرة مشفقة استطعت أن أراها دون أن يلاحظني هو، ثم غادر المكان.

مع خالص الضجر...صابر


قلب قرين صابر ثم قرأ:


اليوم الأول بعد الألف العاشرة ( بعد 27 سنة من دفن صابر)

حاول الملك أن يوقظني اليوم لأرى النار والجنة، ولكنّي لم أستجب له، لم أرد عليه من الأصل.
وقلت له عندما رأيت إلحاحه أن يغرب عن وجهي ويقول للأحمق الذي عينه في هذه الوظيفة السخيفة أن يقيم الساعة.
فنعتني بالأرعن الفاجر، وخرج وهو يتذمر على وظيفته التي حتمت عليه أن يلتقي بأمثالي من "الفساق المغفور لهم". هكذا قال.
أغلق الباب وأقسم ألاّ يعود ليكشف لي نافذة الجنة ثانية ولو قبّلت الثرى تحت قدميه.
بصقت عليه ثم نمت.


ذهب قرين صابر إلى الصفحة الأخيرة وقرأ :


اليوم الأخير

لا يهم متى ولا أين، لم أعد أكترث، لقد قررت النوم إلى الأبد.
أمّا أنت أيها القاريء أياً كنت، فاذهب وانتفع بوقتك في شيء آخر.


بكى قرين صابر حتى اخضلت لحيته النارية الحمراء، وقال :

- نصحتك يا صديقي ولكنّك برعونة طالما صرفتني وفضلت الله، على أية حال...لترقد بسلام حيث أنت.

أغلق قرين صابر دفتر مذكرات صابر الغير مكتوبة، وأعاده إلى الصندوق الغير مرئي، ثم وضعه مرة أخرى في الفراغ.

وجلس على ركبتيه ثم انحنى على التراب وطبع قبلة على ثرى مقبرة صابر.

وانصرف يكمل بحثه عن مأوى.


النهاية.

Albert Camus
10-12-2006, 02:36 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Guru غير متصل
شوفيني متعجرف شرير
*****

المشاركات: 1,601
الانضمام: Jan 2006
مشاركة: #18
الجحيم
(f) (f) (f) (f) (f) (f)
10-15-2006, 11:14 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سيجارتى الحبيبة .. اذهبى إلى الجحيم adoring_him 17 2,654 01-27-2005, 06:51 AM
آخر رد: المراقب

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS