{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الاتصالات السعودية ـ الاسرائيلية
هملكار غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 977
الانضمام: Feb 2002
مشاركة: #1
الاتصالات السعودية ـ الاسرائيلية
الاتصالات السعودية ـ الاسرائيلية .... بقلم رئيس تحرير القدس العربي عبد الباري عطوان


في صيف عام 1991 نشرت صحيفة اسرائيلية خبرا مفاده ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات طلق العزوبية، وعقد قرانه رسميا علي الآنسة سهي الطويل سكرتيرته الشقراء في ذلك الوقت، فأثار الخبر ضجة كبري في جميع الاوساط العربية والدولية، وفاجأ الكثيرين بما في ذلك الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس عرفات نفسه.
الرئيس عرفات رفض التعليق علي هذا النبأ، واكتفي بتعميم الترجمة العربية له علي القيادة المركزية الفلسطينية العليا ضمن مواد نشرة اعلامية خاصة كان يصدرها مكتبه يوميا، ويقتصر توزيعها علي اعضاء اللجنتين، التنفيذية للمنظمة، والمركزية لحركة فتح التي يتزعمها، وبعض الشخصيات الاخري الهامة.
تضاربت الآراء حول الجهة التي سربت هذا النبأ الي الصحافة الاسرائيلية، والاسباب التي تكمن خلف هذا التسريب اذا كان متعمدا، واختيار صحيفة اسرائيلية لمثل هذه المهمة. وتردد ان السيدة ريموندا الطويل والدة العروس هي التي تولت مهمة التسريب لإجبار الرئيس علي اعلان الزواج رسميا، ولكن ما بات معروفا ان الرئيس عرفات لم يجد ضيرا من هذا التسريب، ووظفه لتطبيع الرأي العام الفلسطيني، ودفعه للتعود علي هذه الانعطافه غير المتوقعة في حياته الشخصية وهو الذي اعلن دائما انه تزوج القضية ولن يقبل بأي ضرّة لها.
ما يجعلني اسرد هذه القصة، ما يجري حاليا من تسريبات في الصحافة العبرية حول لقاءات قيل ان ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي اجراها مع مسؤولين سعوديين كبار بينهم امراء كبار في الأسرة الحاكمة.
هناك عدة تفسيرات لمثل هذه التسريبات التي نفتها الحكومة السعودية بتلكؤ غير معتاد، وبعد يومين تقريبا، وأصرت عليها الاوساط الاسرائيلية، يمكن التركيز علي مدرستين منها. الاولي تقول ان التسريب كان متعمدا، وبعلم الجانب السعودي، ويمهد لمرحلة جديدة في العلاقات السعودية ـ الاسرائيلية. والثانية تقول ان الاسرائيليين لا يحفظون سرا، وتعمدوا التسريب ودون علم الجانب السعودي، لإجباره علي النزوع الي العلانية في الاتصالات اسوة بالفلسطينيين والاردنيين والمصريين والقطريين وكل العرب الآخرين.
التسريب المتعمد، والمتفق عليه، هو الاكثر ترجيحا، لان المسؤولين السعوديين يدركون جيدا ان متطلبات المرحلة المقبلة، تحتم تحالفا اوثق بينهم وبين الدولة العبرية، ونحن نشير هنا الي عدوهم اللدود ايران. فالاسرائيليون يستطيعون كتم الاسرار اذا ارادوا، او اراد الطرف الآخر، ويفضحون اخري اذا ارادوا ايضا وشعروا ان هذه الخطوة تخدم مصالحهم، والدليل انهم كتموا اسرار مفاوضات اوسلو التي استمرت لاكثر من ثمانية اشهر وبمشاركة العديد من الشخصيات الفلسطينية والاسرائيلية، ولم يتسرب اي شيء منها او عنها الي الصحافة الاسرائيلية.
السعودية تشعر بقلق كبير من جراء تنامي القوة العسكرية الايرانية، وتزايد احتمالات تعزيز ايران لها بامتلاك اسلحة نووية، ولذلك تفضل هجوما امريكيا ينهي هذه القوة، ويلغي الطموحات النووية. في الماضي اعتمدت السعودية علي العراق ورئيسها صدام حسين لكبح جماح الثورة الاسلامية الايرانية التي كانت تشـــكل خطرا عليها، الآن وبعــــد ان أطيح بالرئيس العراقي وحكمه، مما ادي الي خلل في التوازن الاستراتيجي افاقت السعودية عليه متأخرة كــعادتها، تريد ان تلعــب اسرائيل الدور نفسه، فالنظام السعودي لا يحتمل وجود جيران اقوياء حوله، ويري في ذلك تهديدا مباشرا له، ولهذا عمل دائما علي تحطيـــم هؤلاء ابتداء من جمال عبد الناصر، والوحدة السورية ـ المصرية مرورا بالثورة الخمينية وانتهاء بالرئيس العراقي صدام حسين.
ويمكن رصد العديد من المؤشرات المتسارعة حول خريطة التقارب السعودي ـ الاسرائيلي في الاشهر القليلة الماضية، وعمليات التمهيد لمرحلة مقبلة من التطبيع والاتصالات المباشرة نوجزها في النقاط التالية:
اولا: كان الأمير تركي الفيصل سفير المملكة العربية السعودية الحالي في واشنطن ورئيس جهاز مخابراتها السابق، اول من دشن هذا التوجه الانفتاحي العلني، عندما استقبل صحافيا اسرائيليا اثناء مشاركته في منتدي دافوس الاقتصادي الذي عقد دورته الشرق الاوسطية في منتجع شرم الشيخ في الربيع الماضي، واعطي هذا الصحافي حديثا صحافيا مطولا نشره في صحيفته وتضمن مجموعة من النصائح لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت حول كيفية دفع عملية السلام في المنطقة. وبعدها بشهر تقريباً اكد الأمير تركي الفيصل ان بلاده تحاول اقناع الفلسطينيين بكل الوسائل باتباع اسلوب المقاومة السلمية علي طريقة المهاتما غاندي، والتخلي عن الكفاح المسلح لعدم جدواه بسبب الفارق الهائل في موازين القوي لصالح الاسرائيليين.
ثانيا: فاجأت الحكومة السعودية المراقبين عندما تبنت موقفا متسرعا وواضحا ورد علي لسان متحدث رسمي باسمها ادانت فيه اسر حزب الله لجنديين اسرائيليين والتسبب بالعدوان الاسرائيلي علي لبنان، وحملت الحزب مسؤولية هذا العدوان ونتائجه، ولم تدن بكلمة واحدة الطرف الاسرائيلي الذي كان يدمر لبنان وعاصمته بيروت ويقتل المئات من اطفاله. وهو الموقف الذي امتدحه اولمرت علنا، واكد انه ابرز تطور في هذه الحرب، لانها المرة الاولي التي تحظي فيها حرب اسرائيلية بتأييد عربي وسعودي بالذات، وادانه السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي طالب العرب بالوقوف علي الحياد علي الاقل اذا كانوا لا يؤيدون المقاومة، وقال بالحرف الواحد حلوا عنا .
ثالثا: كنت شخصيا ضيفا في برنامج نيوز نايت الذي يعتبر واحدا من اهم البرامج السياسية التلفزيونية التي تبثها محطات هيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي). واذيع البرنامج علي الهواء مباشرة في الاسبوع الاخير من آب (اغسطس) الماضي في ذروة العدوان الاسرائيلي علي لبنان. وكان مصدر مفاجأتي بث البرنامج، قبل الحوار المباشر، تقريرا مسجلا ظهر فيه البروفسور مأمون فندي الذي يعتبر من اهم الكتاب المقربين من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وقال فيه، بالصوت والصورة، ان احد اعضاء الوفد السعودي الذي التقي الرئيس بوش والسيدة كوندوليزا رايس يوم الاحد 21 آب (اغسطس) قبل انطلاق الاخيرة في جولة شرق اوسطية، ابلغـــه ان السعودية واسرائيل باتـــتا تقفـــان في خندق واحد واستخدم تعبير in the same page وقال نقلا عن هذا المسؤول الذي سمح له بترديد ذلك ان اسرائيل هي اكثر دولة قدمت خدمات للمملكة العربية السعودية، خدمتها عندما اطاحت بجمال عبد الناصر الد اعدائها بهزيمته بشكل مهين عام 1967، وخدمتها عندما اطاحت من خلال حلفائها في واشنطن، بعدوها اللدود الثاني صدام حسين، عندما حرضت علي غزو العراق واحتلاله، وهي الآن تحارب لهزيمة حزب الله عدو السعودية اللدود ايضا. اعضاء الوفد السعودي الذي نقل البروفسور فندي عن احدهم هم الامراء سعود الفيصل وزير الخارجية، تركي الفيصل السفير في واشنطن، وبندر بن عبد العزيز مستشار الامن القومي.
رابعاً: السياسة السعودية الرسمية ومنذ اغتيال الملك فيصل، ظلت دائما تدفع باتجاه سلام يؤدي الي الاعتراف بالدولة العبرية. وكانت مبادرة الأمير (الملك) فهد التي تبنتها قمة فاس الثانية في ايلول (سبتمبر) عام 1982 اول مبادرة عربية تقبل بالاعتراف والحل علي اساس الدولتين. ثم جاءت مبادرة الأمير (الملك) عبد الله بن عبد العزيز التي كشف عن مضمونها للصحافي الامريكي توماس فريدمان لتؤسس لاول توجه عربي رسمي نحو التطبيع الكامل مقابل الانسحاب الكامل وقد اغفلت اهم ركن من اركان الصراع العربي ـ الاسرائيلي وهو حق العودة، الامر الذي جري تلافيه لاحقا في قمة بيروت عام 2002، وبضغط سوري، عندما تبنت القمة المبادرة السعودية وتحولت الي مبادرة عربية.
الايام المقبلة ستشهد عملية استقطاب غير مسبوقة، حيث سيقسم العرب من جديد الي معسكرين: معسكر تقوده المملكة العربية السعودية ويضم المعتدلين ، ويقدم غطاء عربيا اسلاميا للحرب الامريكية المقبلة ضد ايران وسورية ومحور الشر الذي تشكلانه وفق التصنيف الامريكي. وهو المحور نفسه الذي تأسس قبل غزو العراق وتدميره في الحربين الاولي تحت شعار تحرير الكويت، والثانية تحت شعار نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية.
السيدة كوندوليزا رايس استدعت وزراء خارجية ثماني دول عربية الي القاهرة لبوا نداءها دون تباطؤ وجلسوا كالتلاميذ الصغار في حضرة الست الناظرة، ووضعت بذلك اساس تحالف دول اعلان القاهرة ليكون بديلا لدول اعلان دمشق الذي تأسس كبديل للجامعة، ويضم دول الـ مع ويقدم الغطاء العربي لضرب العراق وقتل مئات الآلاف من ابنائه.
اسرائيل ستكون العضو التاسع في هذا المحور الجديد، فبعد خروج سورية منه وانضمام الاردن اليه، زالت اسباب المعارضة لوجودها. فمعظم الدول الاعضاء في التحالف الجديد تقيم علاقات رسمية مع الدولة العبرية، وتجري اتصالات معها. فهناك في دول الخليج من يري الخطر الايراني اكبر بكثير من الخطر الاسرائيلي.
الحرب ضد ايران آتية الا اذا حدثت معجزة، مثل ان تتخلي ايران نهائيا عن طموحاتها النووية، او ان تقبل امريكا بايران قوة نووية في منطقة الخليج الاستراتيجية بالنسبة اليها. ايران لن تتخلي عن طموحاتها النووية، وامريكا لن تقبل بها قوة نووية تهدد هيمنتها علي المنطقة مثلما تهدد التفرد النووي الاسرائيلي، وهكذا تبدو المواجهة الاقتصادية اولا (حصارا) والعسكرية تاليا امرا حتميا.
النظام السعودي يفضل دائما مبدأ الاستعانة علي حوائجه بالكتمان الشديد، فقد تعاون بالكامل مع الغزو الامريكي الاخير للعراق، وفتح قواعده في عرعر وتبوك لتكون نقطة انطلاق له، واشترط السرية مقابل هذا التعاون، ولم يكشف امره الا كتاب الامريكي بوب وودورد الذي زاد بأن الأمير بندر بن سلطان سفير المملكة في واشنطن في حينه علم بأمر الحرب علي العراق قبل كولن باول وزير الخارجية.
الاسرائيليون يرفضون ان يلعبوا دور العشيقة ، ويريدون علاقاتهم بالدول العربية التي تطلب ودهم ان تكون شرعية وعلنية، وهنا يكمن المأزق السعودي الحالي، هكذا فعلوا مع الاردن ومصر والمغرب وقطر وسلطنة عمان وهكذا سيفعلون مع اي راغب جديد بالقرب.
زواج الرئيس عرفات من الآنسة سهي اراده الاول سريا وارادته والدة الثانية علنيا، ولم يكن ناجحا، وانتهي بفراق علني ومشاكل عديدة. ولا نعتقد ان اي زواج متعة سعودي ـ اسرائيلي سيكون افضل حالا، بل ربما اكثر خطورة علي الطرف السعودي، الذي يواجه مشاكل داخلية متفاقمة، يأتي معظمها من الاسلاميين المتشددين.

القدس العربي

10-09-2006, 01:28 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS