برقية الى مسوؤلي الإعلام و الثقافة و الفن في سورية ...
برقية الى مسوؤلي الإعلام و الثقافة و الأمن في سورية..
السادة ..
تحية طيبة و بعد....
تبين لجهة حكومية "ما" في سورية أن وجهة النظر العربية في الصراع العربي الإسرائيلي غائبة تماما عن متناول رجل الشارع العادي في إسرائيل , و أستنتجت تلك الجهة أن أدوات الخطاب المباشر الموجه لذلك الرجل غير موجودة على الإطلاق , و أرتأت أنه من المفيد أن يصل للإسرائيلي العادي مادة إعلامية عربية تختلف عما يقدمه له الإعلام في إسرائيل ,تتضمن "حقن" إعلامية و إخبارية بجرعات كافيه ليطلع على وجهات نظر العرب و شرح قضيتهم , و لا بأس في زيادة تلك الجرعات تدريجيا لنحول المواطن الإسرائيلي الى شخص مؤمن بالقومية العربية و قضاياها العادلة و حكمة و بعد نظر الحاكم العربي .
تفتق ذهن تلك الجهة "ما" , عن طريقة فريدة للنفاذ مباشرة الى رجل الشارع الإسرائيلي , و ذلك بتخصيص نشرة إخبارية باللغة العبرية مدتها خمسة عشر دقيقة كاملة تذاع على الفضائية السورية في وقت ذروة المشاهدة لتحقق أكبر عدد من المشاهدين , و تم تنفيذ الفكرة على الفور , فأطل مذيع ذو وجه "كشر" و شارب كث يشبه شارب صدام حسين ,يتكلم العبرية بلهجة أهالي "عسال الورد" ,قرأ نشرة أخبار عدد فيها الأشخاص الذين استقبلهم الرئيس , ثم قرأ خبرا آخر لخطيب "عصملي" يؤمن بتحرير الشعوب , عدد في خطابه بعضا من أسماء الرئيس "الحسنى" , و مناقبه العلية , ثم خلص المذيع الى أخطر خبر في النشرة فوصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإرهابي ووصف سياسته بالسياسة الإستعمارية التي تهدف الى سرقة الأرض و قتل أصحابها .
أستقبلت سلطات الإعلام في إسرائيل هذا الخبر بنفسية "رياضي",فسجلت النشرة الإخبارية العبرية الأولى التي أذاعتها الفضائية السورية , و أعادت بثها على قناتها الرئيسية مع تعليق بسيط منها يقول هذه النشرة موجه خصيصا للجمهور الإسرائيلي .
قد نستغرب هذا السلوك من الإعلام الإسرائيلي , فقد تعاملت مع مادة إعلامية من المفروض أن تشكل قنابل موقوته داخل المجتمع بشكل معاكس تماما لما هو متوقع من محاولة "حجب" و "حجز" و "فلترة" و "تضييق", و لكنها بكل أريحية قدمت خدمة جليلة لتلك الجهة "ما" بمساعدتها في توصيل ما تريد بدون مقابل مادي و نحن جميعا نعرف "بخل" اليهود و أرتفاع أسعار دقيقة الإعلان التلفزيوني .
أيها السادة...
قمتم بمنع المخرج السيد عمر أميرلاي من السفر و أجريتم معه تحقيقا لساعات طويلة , عقابا له بعد عرض فيلمة "الطوفان" على شاشة أحدى الفضائيات , لا أريد التدخل بشوؤنكم فأنتم "أدرى" بالطريقة التي تدار بها البلد و لكن و بشكل "شخصي" أعتقد أن هذه الطريقة ليست هي الطريقة المثلى للتعامل مع الفنان و بدلا من ذلك أدعوكم الى عرض فيلم المخرج عمر أميرلاي "الطوفان" على شاشة الفضايئة السورية و في ساعات الذروة , و استضافة المخرج السيد أميرلاي لندوة ثقافية تعقب عرض الفيلم و يمكنكم استضافة من ترونه مناسبا لمناقشة المخرج في فيلمة من النواحي الفنية و الإعلامية و الثقافية , مع تجهيز البرنامج بخط هاتفي لإستقبال المداخلات من الراغبين بذلك من المشاهدين ,و إعطاء المخرج فرصة للتوضيح المقاصد التي يرمي أليها من فيلمه .
و بعد أن يشاهد الناس القيلم على الشاشة التي يجب أن يعرض عليها , و بعد أن يتحدث عنه من يريد , يمكنكم أن تقرروا خطوتكم التالية...
أنتظر ردا على هذه البرقية هنا و بعد ثلاثة ايام إن لم أتلقى ردا سأعتبر أن طلبي مرفوض .
الواوي
|