لما كنت في مقتبل الحياة .. حياتي أعني .. وحياة "الكون" بالنسبة لي .. كنت قد شطرت عن الحب
كلماتي هذي ..*
يكبر الإنسان .. ويزداد يقينه .. أن الكون ابتدأ معه .. وأنّ الحياة "عدم" قبل أن يتسلّق نفق الحياة .. فما كلمات ابن حزم إلا خربشات إنسان عاش قبل التاريخ يستخدم "العظام" في نحت الحجر .. وطبيعة "ما قبل التاريخ" لا تمتّ لطبيعة اليوم بشيء .. ربّما حينها .. كانت الجاذبيّة تتجه نحو السماء .. والشمس تدور حول الأرض .. والقمر .. القمر يسطع نهاراً .. والليل حالك الضياء .. ويدعو للنعس ربّما ..
ماذا يعلم "ابن حزم" عن الإنسان .. !! عن الإنسان الذي ينام على ضوء القمر .. ويصحو على ضوء الشمس .. !! .. وماذا يعلم المتنبّي .. عنّي أنا .. عن حياتي .. وفكري .. وجنوني .. عن الإنسان الذي ابتدأ التاريخ به .. !!
ماذا يعلم "محمّد" عن الله .. !! وهل الله فعلاً لا يكبر .. حينما تكبر البشريّة .. !! .. ويبقى .. طوال عمره .. مراهقاً .. !!
كلّ ما كتبوه عن الحب .. وعن الوفاء والإخلاص والخشوع والإيمان .. ما هو إلا مرآة لحياتهم .. صورة .. لا قانون .. ولا تشريع .. صورة جدّي .. أحتفظ بها .. لكنّه مات .. مات جدّي .. وانتهت البشريّة .. البشريّة التي عرفها معه .. لست أرى في "شاربي" جدّي .. قانوناً .. وتشريعاً .. يجبرني على أن أطلق شاربي ..
لا يعرف ابن حزم .. ما قد ينتابني حينما تقوم "حبيبتي" بإرسال "مسج" لي .. هل هو شعور يشبه الشعور الذي سينتابني حينما سترسل لي رسالة مع الحمام الزاجل .. !! وهل سيتشابه مع مشاعري بتلقّيّ "إيميل" منها .. !!كلمة "أحبّك" لها مرادفاتها الداخليّة المختلفة .. حينما تكون على الموبايل .. أو على الكمبيوتر .. أو حينما تهمسها لي حبيبتي على سمّاعة الهاتف .. مسكين هو ابن الحزم .. لم يختبر أيّ من المشاعر السابقة ..
لمَ تصرّ حبيبتي .. على أن أعشقها بطريقة ابن حزم .. وأن أمرّ على أطلالها .. بعدما أصلّي الصبح .. جماعة .. !!
أنا لست رجلاً يعيش على فتات التاريخ .. ولست رجلاً حتّى .. إذا كانت مقاييس الرجولة تقاس بمقاييس التاريخ .. أنا لا أمتطي فرساً .. وأخاف السيوف والرماح .. ومسكين أنا .. لأني لم أجرّب شعور مؤمن .. يقطع رقبة كافر ..
أنا رجل .. لا يقدّس إله في كلّ مراحل حياته .. أحبّه كهلاً .. ولا أحبّه مراهقاً .. ولست أؤمن أنّ الصلاة مَكرُمَة منّي للإله .. ولا أؤمن .. أني سأشبع "غرور" الله .. بصومي وزكاتي .. ولا أختار "حبيبتي" على دينها وجمالها .. ونسبها ..
تثيرني التقليديّة .. وما أرى في كتب التاريخ إلا قصصاً مثيرة جنسياً .. أن أملكك .. وأتملّك جسدك .. أدفع ثمنك قبل الشراء .. أن تكوني لوحة فنيّة تكتنفها خجل في وجنتيها .. تنتظر لمساتي .. ومداعباتي .. تفتح لي "ساقيها" حينما أريد .. ولحظة أرغب .. وتغلقها .. حينما ينتابني ملل .. ونفور ..
لا أريدك امرأة تقليديّة .. لست تمثالاً .. سأقتنيه .. ولست قصّة "تاريخيّة" مثيرة .. أقرؤها ..
أريد أن ترقصي لي .. حينما تريدين .. أريد أن تخلعي ثيابك لي .. وتشعرين "بمتعة" الأنثى .. وهي تتعرّى لرجل .. ولا تستلقي .. ولا تنتظريني .. لأبادر أنا .. بخلع ثيابك عنك ..
ليس "الحب" حبّ ابن حزم .. وليس الإيمان إيمان محمّد .. وليس في المعصيه إثم .. ولا نكران ..
"قد" يُتبع ..
الهوامش :
* هذا الموضوع (الذي وضعت رابطه في السطر الأوّل .. لا أقصد موضوعي هذا) قمت بكتابته حينما كنت أكتب في منتديات "الساخر" .. مضى أربع سنوات على نشره .. لكن على ما أذكر .. فكتابة الموضوع أقدم من هذي السنوات الأربع .. وضعوه حينها في "روائع الساخر" .. ربّما لأنّه يعبّر عن أفكار حالمة .. ناقدة للمجتمع .. هي أفكار مراهق ثائر .. لكن .. لست أدري على ماذا كنت "أثور" حينها .. هي ثورة "عامّة" .. هيجان .. ينقصها تحديد "الأسس" .. أسس الثورة وفلسفتها ..
خوليو