[quote]
حارث كتب/كتبت
بالفعل ليلين لقد تحدثت عن اللاأدرية بدقة ولكنها ولكن الذ أقصده هو اللاأدرية المطلقة وليس فيما يتعلق بقضية واحدة فقط وإلا فجميعنا يمر بذلك ربما كل يوم وكل ساعة ولكن لا نسمى لاأدريين بالمعنى الفلسفى الدقيق فاللاأدرية كمذهب هو أحد فروع السفسطة وتعنى :
إنكار العلم بثبوت شيء ولا ثبوته، ويزعم صاحبها أنه شاك وشاك، في أنه شاك، وهلم جرا.
هناك خلط هنا، حارث: كلامك سليم تماماً في أن اللاأدرية، بتياراتها المختلفة، تتفق في نقطة واحدة بأنه لا يمكن إثبات أو لاإثبات القيمة المنطقية لحقيقة القضية [في الغالب ميتافيزيقية] قيد التناول إن لم يكن هناك لذلك طريقاً عقلانياً لبناء الحكم فوقه،
فقط. ليست اللعبة هنا في الشك skepticismـ أو الشك المذهبي الذي تفضلت بوضع تعريفه "شاك، و شاك أنه شاك، ..."، بل في ’اختيار اللااختيار‘، لو استعرنا المصطلح من الوجودية.
المهم، من بعد هذا الطرح تتحرك اللاأدرية في
اتجاهات كثيرة:
1. من حيث المعرفية:
ـ اللاأدرية المطلقة، و هي التي تفضلت بالحديث عنها، و فيها يتم طرح أن القضية لا يمكن الحكم فيها بالفطرة، بالتالي يستحيل الحكم فيها بأي شكل.
ـ اللاأدرية المؤقتة، و هي ما أتحدث عنه أنا، حيث يتم الاكتفاء بالامتناع عن الحكم لحين الحصول على أدوات منطقية لدعم اتخاذه، سواءً بالسلب أو الإيجاب.
2. من حيث القيمة:
ـ اللاأدرية المتجاهلة Ignosticism،حيث يتم اعتبار السؤال المطروح ـ "هل الله موجود؟" في حالتنا هنا ـ غير قابل للطرح لأن ’وجود الله‘ بلا أي قيمة/تأثير/عواقب علينا، و بالتالي لا توجد أي قيمة لإثبات أو لاإثبات وجوده، و لا حاجة لشغل أنفسنا بالسؤال.
ـ اللاأدرية اللامبالية Apathetic Agnosticism، و هي نفس اللاأدرية المتجاهلة لكن مع اختلاف هام جداً: هنا يتم تقدير أهمية ’السؤال‘ في حد ذاته، مع التسليم بأنه لا توجد قيمة أو عواقب لوجود الله من عدمه، إلخ.
3. من حيث الإيمان:
ـ اللاأدرية المؤمنة: لا يوجد يقين على وجود الله من عدمه، لكن ’يؤمن‘ اللاأدري هنا بـ’الله‘. هذه الشريحة من اللاأدرية تقوم على الفصل بين ’الحقيقة‘ أو القيمة المنطقية من جهة، و الإيمان أو ’الاعتقاد‘ من جهة أخرى. برأيي، فمعظم الأديان تقوم على هذه الفكرة بينما تعالج وجود الله كمسلّمة يقتضيها الإيمان [=أؤمن بشيء/أؤمن بخصائص الشيء، إذاً فهو موجود!] و هذه هي نقطة الضعف الكبرى للأديان كلها و لكل معتقد مبني على الدليل الأونطولوجي، بما في ذلك طبعاً الكوجيتو الديكارتي في مرحلته الثانية [أنا أشك > أنا أنشد المعرفة > أنا ناقص > هناك كمال > هناك كيان كامل (= الله كامل!؟) > الله موجود].
ـ اللاأدرية الملحدة: لا يوجد يقين على وجود الله من عدمه، لكن ’لا يؤمن‘ اللاأدري هنا بالله.
لدي سؤال يعترمني منذ قرأت كلماتك عن اللاأدرية بالأمس--يعني أنا أعرف بأنه كان هناك سوفسطائيون لاأدريون، لكن لم أقرأ أو أدرس أن اللاأدرية فرع من السوفسطائية. لو لك إيضاح الأمر بشكل أكبر.. (f)