الجنوب...لاءات كبيرة بوجه الحكيم

كتابات - طالب الشطري


المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق كان طيلة عمره مختزلا بمحمد باقر الحكيم اليوم عبد العزيز الحكيم.


فشل المجلس الاعلى وفشل الحكيم الاول والثاني في تحقيق أي اختراق سياسي او عسكري او ثقافي او اجتماعي او أي نوع اخر من الانجازات منذ بداية تاسيسه عام 1984 الى اليوم وقبل الغزو الاميركي للعراق كان المجلس الاعلى قد وصل الى حالة موت سريري واصيبت كل مؤسساته بالشلل وحذف بعضها وانحل الاخر وقارب ذراعه العسكري التحول الى قطعة عسكرية ملحقة بالحرس الثوري الايراني مباشرة وفقد الحكيم الاول السيطرة على قيادة فيلق بدر من خلال معركة مكشوفة مع قائده (ابو علي )البصري اما الشورى المركزية للمجلس او برلمانه الذي يضم في عضويته الحكيم الثاني فتوقفت اجتماعاته الدورية وكان الحكيم الاول قد عطل الية اختيار الرئيس من خلال الانتخابات ولم تجر اية انتخابات طيلة رئاسته للمجلس وكان ذلك وراء انشقاقات وتصدعات اصيب بها هذا الائتلاف الذي لم يبق فيه سوى الحكيمين وكانت خشبة الخلاص الحرب الاميركية على العراق عام 2003 فحصل في عالم السياسة مايحصل في عالم الفقه مما يسميه علم المنطق بالاستصحاب فربطت الناس بين سقوط النظام السابق وبين دخول المجلس وفيلق بدر والحكيمين الى العراق برفقة الدبابات وطائرات الاباتشي الاميركية فاعتقد من اعتقد ان المجلس والحكيم الباقي انما قوة سياسية.



حصل المجلس على وزارات الداخلية والدفاع والنفط والمالية والوزارات الامنية ودفع بكوادره الى قوات الجيش والشرطة وتشكيلات الحرس وسيطر على ممتلكات الدولة في العاصمة والمحافظات ومع كل ماتوفر له من عوامل قوة ظل ينتقل من فشل الى اخر ومن اخفاق الى ثان فانهار الامن ونهبت خزينة الدولة وظل النفط يسرق بمشاركة واشراف وتواطئ المجلس الاعلى ثم احرقت وزارة النفط وتفاصيل الفشل اوسع من ان يحصرها شطري واحد وتحتاج الى الشطرة بكاملها ولان الحكيم يكثر من قول اجمالا فنقول مثلما قال اجمالا اخفق المجلس الاعلى والحكيم عراقيا وبدل التحول الى قوة سياسية تمثل الجميع اتجه للطائفية وحينما نافسته فصائل اخرى لم يقوى على منافستها اتجه للعقيدة المناطقية مازجا بينها وبين الطائفية لذا راح يتحدث عن الفيدرالية الجنوبية وعن نظام الاقاليم .



واذا فشل الحكيم في اقامة فيدرالية الجنوب فسوف يحصر طموحاته السياسية في ثلاث محافظات ثم الى محافظة وصولا الى مدينة ثم حي ثم شارع وسينتهي بما بدا به وهو بيت ال الحكيم.



لست في عداء شخصي مع أي شخص او حزب او جماعة او تيار سياسي والكتابة عن طموحات الحكيم واجب مقدس اكثر قدسية من الصوم والصلاة كون الحكيم يريد ان يضحك على ذقون الناس ويزجهم في كانتون ليسهل عليه وعلى اتباعه النهب والسلب واعادة الحياة الجنوبية الى ماقبل القرون الوسطى سيما انه ومجلسه اول من الغى قانون الاحوال المدنية الذي يترك هامشا صغيرا للحريات الفردية ولال الحكيم سابقة بهذا المجال حينما حرضوا الناس على الصدام مع السلطة وبعد ان وقع الفاس بالراس تركوا الجنوبيين للذل والهوان في معسكرات اللجوء وجاء خطيب الحضرة العلوية صدر الدين القبانجي ليشتمهم ويشتم امواتهم حينما تعرض بالسوء لقتلى الجيش العراقي خلال الحرب مع ايران فحصبوه وطردوه كما تطرد جرباء المعزى من القطيع فضيق عليهم حتى حملهم على العودة الى العراق متحملين خطر التصفية الجسدية على ايدي اجهزة النظام السابق.



فشل الحكيم ومجلسه عراقيا فراح يكذب بقوله ان الامر لم يكن بيده وانه كان يفتقد الى السلطات ...نعم كانت بيده السلطات لزمن غير قصير يكفي لتحقيق اختراقات على كل الاصعدة لكن الموتور وصاحب الثار والمرتبط بدولة اخرى يفتقر حتما الى ارادة سياسية تمده بالقدرة على الانجاز لكن يحفظ للمجلس وللحكيم اختراق يعرفه القاصي والداني هو تعطيله لهروب العراقيين من ايران باتجاه اوروبا واستراليا خوفا من الافلاس الجماهيري .



الحق الجنوبي في السلطة والثروة ممارسة وليس شعارا وواقعا وليس ادعاء ومقارنة الحكيم مافعلته القيادات الكردية في المنطقة الشمالية بما سيفعله هو امر مضحك فكان عليه ان يجد مدينة مثل شقلاة يستقر بها كما استقر مسعود بارزاني وان يستوعب الوضع الجنوبي بعيدا عن روح الانتقام والثارات وكان عليه وعلى مجلسه ان لايتحول الى لص انابيب ومواسير عبر شط العرب وكان عليه ان يفعل الكثير مما لم يفعله حتى اذا اقتربت ساعتهم عادوا الى الجنوب يدغدغون احلامه بالسيطرة على ثرواته وامتلاك مقدراته ويحدثونه على قدر عقله كما يقال كانه سوق هرج يجدون فيهم مايشتهون من خردوات فكرية وسياسية وانى لهم ذلك والعشائر العراقية واعية كل الوعي لحركات الحكيم البهلوانية تلك العشائر التي وقفت بوجه المد الايراني وحافظت على حدود العراق وارضه وصانت ترابه.



بامكان الحكيم ان يحشد عدة مئات تهتف له بالروح بالدم وبامكانه ان يطلق الشعارات والتباكي على الجنوب المظلوم الا ان الفضيحة اوسع من ان تغطيها عباءة السيد او عمامته وفشلهم السياسي بات جليا والاهم ان قدرتهم على خداع الجنوب مشكوك فيها فلم ينجح الحكيم بتحقيق أي اختراق يذكر على مستوى خداع العشائر العراقية وبالمناسبة فانه مثلما كان نظام صدام قد لعب على القضية العشائرية فان المجلس يلعب على نفس وتر المسميات من قبيل الاعيان والوجوه على طريقة الشيوخ.



سقط الحكيم عراقيا وسقط جنوبيا وليبحث لنفسه عن اطروحه اخرى تسند اطروحة اتباع اهل البيت فالجنوب ليس تابعا لاي جهة ولا لأي حزب او مذهب انه الجنوب انه العراق التاريخي الذي كان قبل ان يكون الحكيم وال الحكيم وسوف يلقى الحكيم غيا حينما يواصل ثرثرته حول فصل الجنوب