فضائياتنا والإسرائيليون: "ضيوف" أم مجرمو حرب؟
سعيد أبو معلا**

تؤكد الجزيرة على تعاملها بمهنية مع جميع القضايا فهل من مهفوم جديد لذلك؟

يلحظ المتابع للهجوم الإسرائيلي على لبنان أن سلة أهدافه تقسم لمستويات ثلاثة: المستوى الأول يحتله لبنان شعبه ومقاومته، والمستوى الثاني تمثله وسائل الإعلام اللبنانية والعربية التي تعرضت لقصف وحشي وخطير، فيما يحتل الجمهور العربي بمختلف فئاته وشرائحه المستوى الثالث ضمن سلة أهداف القصف الإسرائيلية.

ولا يمكن التقليل من أي مستوى لصالح آخر وإن اختلفت أدوات القصف والأمكنة؛ فلكل مستوى أهدافه وغاياته في معركة خرجت عن كونها لبنانية، لتصبح عربية إسلامية لها امتداداتها وتفرعاتها، وتحديدا في مجال ضمير الشعوب العربية ووجدانها ومواقفها من المقاومة.

المستوى الثالث بدأ يطرح أسئلته وبقوة، وهو المتمثل بظهور معلقين إسرائيليين وقادة وساسة على الكثير من شاشات قنواتنا الفضائية للتعليق على ما يجري من أحداث.

ورغم كون ذلك ليس بالأمر الجديد، إذا سبق هذا الجدل المعركة الحالية، فإن الأخيرة جعلت القضية على طبق ساخن في ضوء مضمون الخطاب الإسرائيلي، والحالة العربية، وما تتعرض له وسائل الإعلام العربية في لبنان وإسرائيل على السواء.

مع.. ضد

حول ظهور المتحدثين الإسرائيليين على شاشاتنا العربية يرى الدكتور "محمود خليل" من كلية الإعلام في جامعة القاهرة أن عملية الظهور هذه تقع ضمن الإطار المهني للعمل الصحفي لأي وسيلة إعلامية.

ويضيف: أؤيد هذا الظهور؛ فهو لا غبار عليه مهنيا، فيفترض بنا أن نعرف وجهة النظر الإسرائيلية كي ندرك ونعرف طبيعة ردنا، لكن ضمن شروط محددة يضعها القائمون على وسائل الإعلام.

يخالف الدكتور "أحمد بن راشد بن سعيد"، مدرس الإعلام السياسي في المملكة العربية السعودية الرأي السابق، موجها لومه للفضائيات العربية لاستضافتها مسئولين عسكريين أو سياسيين أو صحفيين إسرائيليين، معتبرًا دورهم يقتصر على تبرير العمليات الإسرائيلية، وخلق الذرائع وتلفيق الأكاذيب.

ويرى بن سعيد أن إحدى نتائج الاستضافة هذه هي إضعاف شوكة العداء لإسرائيل؛ فهي "خطوات تدخل في نطاق التطبيع وإزالة الحواجز بيننا وبين الصهاينة".

ويرفض مبدأ المهنية المتذرع به في تلك الحالات، قائلا: "بغض النظر عما يقال من أنه سماع للرأي الآخر، وأنه جزء من المهنية، فإنني أجد أن المهنية في هذا المقام هي المجني عليها، ما دامت الموضوعية أحد شروطها وهي الحقيقة الغائبة في تلك الاستضافة".

نقص كفاءة وتواطؤ

تستضيف العربية مسئولين إسرائيليين فهل هناك من ضوابط؟

إضافة للشروط التي يقترحها د. محمود خليل للتوافق عليها، فإنه غير راضٍ عن أداء الفضائيات العربية في تعاملها مع الضيوف الإسرائيليين، فيقول عن الخلل العميق في ذلك: "ظهر أنه ينقص بعض مقدمي البرامج الكفاءة المطلوبة في إدارة الحوارات، وهذا قاد إلى أن استغل هؤلاء الفضائيات كنافذة للتعبير عن وجهة النظر الإسرائيلية وللتأثير على الرأي العام العربي".

ويتابع: "ما يجري يعكس حالة الضعف في إدارة الحوارات الصحفية، فيلحظ أن مقدم الحوار لا يجتهد بالقدر الكافي للتحضير قبل الحوار، كما أن هناك ضعفًا في عملية توجيهه لخدمة الهدف المراد منه، وهذا أفرز أن أمسك الضيف الإسرائيلي بزمام الأمور".

فيما يرى د. أحمد بن سعيد أن الأكاذيب المعروفة لا تليق أن تعرض على أنها رأي أو حرية تعبير أو أن يسكت على ذلك، وتحديدا في حالات لا يتساوى الضحية بالمجرم بل يدان فيها الضحية.

ويشير بن سعيد إلى أن الأخطر هو التواطؤ من بعض القنوات العربية لخدمة المشروع الصهيوني عبر الإسفاف والتشدق بالموضوعية، فتفقد تلك القنوات الموضوعية بشكل كامل على صعيد التعامل مع الحدث، وطبيعة الضيوف، وحجم الاهتمام في بعض القضايا، وهذا امتهان للموضوعية وللجماهير العربية.

في انتظار الإدانة

وعن هدف الظهور الإسرائيلي الكبير في الفضائيات العربية يعلق الدكتور، "فريد أبو ظهير"، مدرس الإعلام في جامعة النجاح الوطنية في فلسطين أنه وسيلة مهمة لتحقيق غاية تتمثل بتسويق الأفكار والأكاذيب والادعاءات.

ويتابع: "وهي بضاعة غير رائجة في الشارع العربي"؛ فالجمهور العربي لا يرغب إطلاقا برؤية مسئولين إسرائيليين على الفضائيات العربية، ويشعر أنه مجبر على متابعة ذلك ويتملكه الاستياء الشديد من الخطاب الإسرائيلي الذي يتعارض مع الثقافة والمفاهيم والمواقف العربية الرسمية سابقا والشعبية، ومع ذلك يتابع بعضها منتظرا أسئلة قوية من المذيعين تحرج الإسرائيليين، وتدينهم".

مرتكزات

وعن مرتكزات الخطاب الإسرائيلي على فضائياتنا يحللها د. محمود خليل قائلا: إنه خطاب صهيوني يتضمن مجموعة مرتكزات يتم ترديدها، منها على سبيل المثال: حزب الله هو البادئ وهو الذي يتحمل ورطة لبنان والمنطقة، حزب الله يغرد خارج السرب اللبناني وبعيدا عن التنسيق اللبناني والحكومة خدمة لأهداف إيران، يؤكد على وجود الانشقاق بين القوى السياسية داخل لبنان، وأن الدول العربية تدعم إسرائيل في مواقفها، وأن إسرائيل تحاول تفادي الإضرار بحق المدنيين، ويحاول أن يقلل ويتستر على الخسائر الإسرائيلية، ويستدعي تقاليد إعلامية قديمة.

ولا يختلف الدكتور "عماد جاد" خبير الدراسات الإسرائيلية في مرتكزات الخطاب الإسرائيلي السابقة، ويضيف: "هو خطاب يركز على أكثر من رسالة، منها أن مجرد الظهور لمسئولين هو نجاح وفرصة ثمينة لمخاطبة الرأي العام العربي".

ويتابع د. جاد: يلاحظ أنه وبغض النظر عن الشخصية التي يتم التحاور معها أنها تقدم الرؤية الإسرائيلية الرسمية ومفرداتها الخاصة وتوصيفاتها لما يحدث، مثل الإرهاب، الزج بحزب الله مع إيران... إلخ، كما أنه خطاب مرن غير مشتت ويتطور عبر الوقت.

بينما يرى د. أحمد بن سعيد أن ما يصرح به الإسرائيليون يشكل أداة صادمة للحس العربي، ويجعله يدرك البون الشاسع بين الأقوال والأفعال، فهو يبث سمًّا في إعلام يدعي تقديم الموضوعية، فهم يحبون السلام، ويريدونه مع الدول العربية، ويحاربون الإرهاب، ولا يريدون العنف، ويسعون للديمقراطية.

وعن مصدر قوة الخطاب الإسرائيلي يرى د. عماد جاد أن الذي يدعم الخطاب الإسرائيلي في الوقت الراهن، إضافة إلى الضعف العربي كونه مدروسًا وواضحًا ويستند بالقانون الدولي.

ويتابع د. جاد الخطاب المقابل العربي يوصف بأنه عاطفي لا يستند للمعلومات والحقائق والقانون رغم توفر كل ذلك وبسهولة لأي باحث متمعن، فنحن لا نقدم خطابا مدروسا مبنيا على الحجج، وبالتالي يكون مفعول خطابنا عرضيا يزول بسرعة، ويوصف بأنه محلي وقومي فقط.

غير مجدٍ

مرتكزات الخطاب تلك ومن وجهة نظر د. محمود خليل يصفها بأنها غير مجدية، ومهما بذل من جهود لإقناع المستمعين بوجهة النظر الإسرائيلية فإن الفشل سيكون نصيبها؛ "فالجمهور يتحرك ببناء معرفي واعٍ لحقيقة الأطماع الإسرائيلية، وموقفها من السلام، وعملية التفاوض... إلخ".

ويرى في الخلاف وحالة الانشقاق في الموقف العربي تجاه المقاومة بأنه انشقاق نخبوي وليس شعبيا؛ فالمثقفون ومن يدور في فلك السلطة السياسية أخذوا جانبها كالعادة،، والشعوب العربية بعيدة عن هذا الجدل.

فيما يرى د. عماد جاد أنه خطاب بتكراره يؤثر على نفسية الشارع العربي، ولا سيما أنه يوظف تناقض الموقف العربي، وحالة الانشقاق التي يشهدها فيما يتعلق بالموقف من المقاومة، كما أنه يساهم في خلق حالة من التناقض بين موقف حزب الله وموقف الحكومة اللبنانية، ويأخذ فرصة الحركة الكبيرة في ضوء منع وسائل الإعلام العربية من متابعة ما يجري داخل إسرائيل.

بينما يشير د. فريد أبو ظهير إلى أن الظهور الإسرائيلي يساهم بكسر حدة الكراهية إلى درجة ما؛ فتعويد الناس على ظهور الإسرائيليين هو من باب كسر الحواجز النفسية، كما أن هذا الظهور يفسح المجال للمطبعين والمتغربين للتشدق بالديمقراطية والسلام وضرورة التعايش، كما أنه ظهور يمثل عملية إسناد للمواقف الرسمية العربية، والدور الذي تقوم به الحكومات لترويض الشعوب وتهيئتها لقبول الأمر الواقع المتجسد في وجود إسرائيل كحقيقة.

ومع ذلك يرى د. أبو ظهير في ذلك الظهور عاملا إيجابيا يتمثل بتكريس إطار العداء والكراهية في ضوء التناقض التام على الأرض، وهذا يزيد من التمسك في الموقف المعادي، ويرسخ القناعة لديه بأن إسرائيل هي دولة معادية، وأنها لا تريد سوى الدمار للأمة العربية.

بقي أن نقول إنه وفي ظل أحداث حساسة ومصيرية، وأمام عدو لا يتوانى عن القصف ليس كذبا وتزويرا فقط بل قصف من حديد ونار، أنه يفترض بالجميع التسلح بالمسئولية، وهي تختلف وتتنوع، فمن أهمية وجود تقارير داخلية للمحطات الفضائية العربية تقييم تلك الاستضافة للمسئولين الإسرائيليين، إلى الخروج بوثيقة مهنية حول قيم إعلامية تضبط ظهور الإسرائيليين "كضيوف" وليس كمجرمي حرب، وهذا أضعف الإيمان.

معلومة مهمة يجب ألا نغفلها عزيزتي نسمة
وأقولها وأنا من نفس الخندق الذي أتحدث عنه

مهنية القنوات واستراتيجياتها ليست مبنية على خط معين ومحدد مسبقا
إنها تعتمد في المقام الأول على القائمين على مراكز القرار فيها اولا
والصحفيين العاملين فيها ثانيا

هؤلاء يتحكمون في عمق الرسالة الاعلامية العربية وطريقة الطرح بشكل كبير
وذلك يؤدي في كثير من الأحيان إن لم يكن كلها إلى تحول التقارير واللقاءات والنشرات والتحليلات إلى انعكاس لآراء وتوجهات القائمين على القنوات والعاملين فيها بشكل كبير

بل أن الاضطراب يتضح من نشرة أخبار إلى أخرى
بحسب رئيس التحرير والمحررين الذين قاموا بإعدادها

هذا يجعل من التعميم وضرب الأمثلة بقنواتنا وكأنها هي المخطط الأساس لهذه التوجهات خطأ فادحا وساذجا إلى حد كبير

رأيي المتواضع في مسألة استضافة الاسرائيليين واتاحة المجال للرأي الآخر أن ذلك يصب في حق الأخرين في الرد حتى لو كان ما يقولونه غير موضوعي ونابع من تحيز واضح

لا توجد موضوعية في رأي أو تصريح لأي شخص
وكذا ينطبق الأمر على طريقة عرض الأحداث وتناولها

إذا كنا نريد أن يسمع لنا العالم من حولنا.. فيجب أن نستمع إليه بدورنا...
ومن حق الإسرائيلي أن يقول رأيه وأن نرد عليه وهذا جزء من الجدلية المطلوبة لإيضاح الحقيقة..
التي عادة ما تغيب عن أي خبر تتناقله وسائل الاعلام.. ولكنه نتاج للكثير من التعرض والنقاش والتفاعلات المختلفة بين عقلك وما تقرأه أو تسمعه أو تراه..

الخبر ليس الحقيقة بل جزء منها يصاغ بالطريقة التي توائم ما يراه المخبر في حدث ما..
هذا ما يعتقده ليبمان وأعتقده أنا أيضا..

العزيزة نسمة

الا ترين ان بعض المعلقين, وبعضهم في النادي, او المحللين المحليين او العرب الذين يظهرون على الشاشات هم العن و اسوأ و اوسخ و اقذر و انذل بمرات و مرات من اخوانهم الصهاينة.

ان يأتوا محلل صهيوني لهو ارحم احيانا ان يأتوا باحد هؤلاء الكلاب

لا ادري ماذا تتابعين من محطات, ولكن هل لاحظت, كيف هاج كلاب رايس بعد عشائها مع بعضهم في عوكر الم تلاحظي عدد الكلاب التي بدأت النباح على معظم محطات النفط, هل لاحظت كمية السم المدسوس في العسل, و عدد كلمت ولكن في تعليقاتهم, مثلا

المقاومون شرفاء ... ولكن
نريد وحدة وطنية .. ولكن
قد تنتصر المقاومة.. ولكن

و على هذا المنوال.
احيانا ان ياتي الشيطان ليعلق او يحلل يكون ارحم من كلاب رايس

كامل محبتي