أنتهت الجولة الأولى من كأس العالم..
لعبت كل الفرق المشاركة في كأس العالم مباراة واحدة على الأقل, كشف الجميع روؤسهم و بانت المستويات و يمكننا الآن أن نكون صورة أكثر وضوحا لمشهد الدور الثاني ,الفرق الكبرى لم تكن كبرى , بعض لعب بترف,و بعضها بقرف,الفرق المتوسطه بعضها مازال يصارع "طبقيا", و بعضها نبتت له جناحين طار بهما و هلق, و بعصها بقي متوسطا, و بين هؤلاء و أولئك برز فريقان إفريقيان فرضا لونا داكنا جميل خضب "الشقار" الذي ترفعة قارة أوربا شعارا.
المجموعة الأولى "المجموعة المائية", و قد لعبت فيها مباراة أكثر, الفريق الألماني الذي خرج أمس من عنق الزجاجة بفضل لاعبين بديلين رقم 22 السريع جدا و رقم 10 اللاعب ذو الملامح الباردة , يبدو أنه وصل الى الدور الثاني, لعب مباراة أولى ضعيفة و سجل أربعة أهداف و لعب مباراة ثانية قوية و بالكاد سجل هدفا في الهزيع الأخير من الشوط الثاني, سيرافقه "ربما" الفريق الإيكوادوري و قد لعب مباراة أولى جميلة طبق خطة دفاعية فيها جانب هجومي فعال نجحت بإمتياز و سقطت في فخها بولندا التي تلعب بشكل كلاسيكي ممض من الأفضل لها أن تحزم ما بقي لها و ترحل,أما كوستا ريكا, فقد سجل اسمه في سجل المشاركات و حسبه.
في المجموعة الثانية "مجموعة الضباب" , مباراة السويد و توباغو, كاثفت غيوما في سماء هذه المجموعة فخلقت تساؤلا حول مستوى الفريق السويدي و كذلك الترينيدادي,أما المباراة الأخرى و رغم الهدف "الملفق" الذي دخل في مرمى الباراغواي إلا أنه لا يعتبر نقطة قوة لصالح إنكلترا, وضع هذه المجموعة أشبه بأجواء منع التجول, حيث الأنفاس محبوسة و الترقب حاضر,و لكن كل هذا لا يعني أن الجب قد لا يلد فأرا, مازلت أفضل إنكلترا و السويد للتأهل, و لن أكون حزينا بخروج الفرق الأمريكية أبدا.
المجموعة الثالثة "المجموعة القمرية" قسمت الى فريقان رابحان و فريقان خاسران,نجحت الأرجنتين بأسلوب لعب شبه جديد أقبسته بعضه من الأوربيين و أدخلت فيه ما تملك من مهارة و قالت بصريح العبارة للإيفواريين "خيط بغير هالمسلة",و أشك في أن العاجيين يملكون "مسله" مختلفة و يجب على أن هولندا أن تكون حذرة من الرأس المدبب "دروجبا",الذي يلعب بصلف و غرور واضحين لدرجة أنه تعامل مع الهدف الذي سجله في مرمى الأرجنتين كتحصيل حاصل,صربيا الخاسرة بهدف هولندي , تستحق أن يقف شاعرنا الجاهلي "أمرؤ القيس" على إطلال يوغوسلافيا و يغني لها "قفا نبك",و قد لا ينفعها حتى بكاء أمرؤ القيس. أرشح الأرجنتين و هولندا, مع التوكيد على مستوى الأرجنتين الرفيع.
المجموعة الرابعة "مجموعة الجلطة الدماغية",بدأت أعراض التجلط في مباراة المكسيك و إيران و رغم الأهداف الأربعة إلا أن كرة القدم الحقيقية كانت في واد آخر, إيران فريق "خروق", استغرب وصوله و هو بهذا المستوى الى كأس العالم, المكسيك "مكره أخوك لا بطل" عزف نشيده على حساب تواكل الإيرانيين و صحتين على قلبو و لست أدري أن كان هناك أي دلالة مذهبية في أن يكون أسم اللاعب المكسيكي الذي سجل هدفين في مرمى أيران "عمر",المباراة الأخرى و هي التي ظهر فيها التجلط الدماغي بوضوح, البرتغال البلد الكروي العريق لعب في أول عشر دقائق فسجل هدف ثم تابع المباراة "كالزوجة الحردانه عند بين أهلها على بدي و ما بدي",المأثرة التي سجلتها البرتغال هي المحافظة على الهدف و ظهر فيجو بصورة جيده جدا و أنغولا البلد المجهول لعب بدون هوية واضحة ليؤكد أنه مجهول, الترشيه للبرتغال و المكسيك بالطبع و الآخرين كمالة عدد.
المجموعة الخامسة "مجموعة الخوارج",اشداء قساة لا تأخذهم بعدوهم شفقة و لا رحمة,حاذقون مهرة يجدون مخرجا لكل معضله,و على رأسهم درة التاج أيطاليا بقوامها المتناسق الجميل "متسربلة بالشمس و تحت قدميها القمر",قدمت لنا مع غانا أنشودة حماسية أمتزجت فيها الألحان الساحرة بأصوات الجنيات, توني بوجهه الخجول و قدمه التي تشبه الجناح كان نسرا, غانا تلقت هدفين و لم تهن و لم تتواكل و أنار لونها الأسود تلك الأمسية.و أرجو أن لا تتهم أمريكا الفريق التشيكي بالإرهاب بعد أن "أرطتمت" بشباكه ثلاث كرات "طائرة" و أبطل الدفاع مفعول "طائرة" رابعة,لعب التشيك برجولة و قوه بأسلوب يشبه أسلوب الألمان في التسعين عندما فازوا على كأس العالم,و أنوه بأن هذا السلوب لن يفيد أمام الطليان,تلقى الأمريكيون الأهداف الثلاث , و يبدو أنهم الآن يعدون العدة لحرب فاشلة جديدة أما الطليان لن يكون لهم بصيص أمل بعد أن أزاح رومانو برودي الكرسي من تحت برلسكوني , سيسحب كل الطليان من العراق بنهاية العام, أرشح بقوه الطليان و التشيك و اشد على يد غانا أما أمريكا فكتير عليها "طالبان".
المجموعة السادسة "مجموعة ثورة الشك",مباراة اليابان و أستراليا ليست بحاجة الى محلل كرة قدم من صنف مدني رحيمي , ليحلل أسرارها, بقدر ما هي بحاجة الى مفتش بوليسي كذاك الذي يظهر الى جوار النمر الوردي,لعب الفريقان المباراة بأسلوب لاعبي الكريكيت الممل, و لم يتذكر الأستراليون أنهم في ملعب كرة قدم إلا في العشر دقائق الأخيرة عندها فقط أستيقظت من سباتي العميق,أما المباراة الثانية "مباراة الترهل",فرض فيها البرازيليون ثقل ابدانهم و ثقل حركاتهم و حتى ثقل دمائهم أنقذهم رجل اشقر و كان أرشقهم و يدعى كاكا,و لولاه لأكتفت البرازيل بنقطة واحدة,الكروات كانوا أنداد,و اقتربوا كثيرا من الهدف و أريد التنويه بلاعبهم رقم 9 و لا أعرف أسمه , و لكنه برز أكثر من نجوم البرازيل.كثرة النجوم يعمي البصر من البريق و هذا داء إذا اصاب البرازيل ستخرج من المولد بلا حمص و هي التي خططت لتأكل ملبس و ليس حمصا فقط. الترشيح للكروات و البرازيليين و البقيه غير مأسوف عليهم.
المجموعة السابعة "مجموعة قصة الأمس" فرنسا بإحلام 98 ,لم يبقى منها إلا تحركات مكشوفة لزيدان و محاولات غير جادة لتيري هنري,أما الحارس بارتيزي فقد ظهر و كأنه كبر مائة عام ببشرته المتغضنه و حركاته المتثاقله, فرنسا فريق عتيق لا يحمل من جمال الماضي شيئا يذكر و حتى " دهن العتاقي" ذاب تحت الشمس الألمانية, سويسرا لعبت بإسلوب "كانتوني" كل مين أيدو أله,و تواطأ الفريقان في الشوط الثاني على تنفيذ مذبحة بكرة القدم, فأستحقا النتيجة صفر لكل منهما,قصة الأمس الأخرى هي من نصيب كوريا الجنوبية و هذا الفريق هو ظل لفريق 2002 و سبب الفوز الكوري الوحيد هو وجود توغو زائر كأس العالم الجديد,مجموعة مملة لا تثير إلا الذكريات فتهيج الدموع على ما كان, أرشح "تقليديا" فرنسا و سويسرا و لا أستبعد شيئا. و لن أستغرب شيئا.
المجموعة الثامنة "مجموعة أبناء العم", تونس و السعودية و إسبانيا بإعتبار أن الإسبان هم أحفاد "المرابطون" ,الغريب الوحيد أوكرانيا, و قد لقنها "المرابطون" الإسبان درسا بليغا بعد أن أستعانت بكل أدوات المدرس القاسي "كالفلقة",و قد جاء هذا الدرس في وقته لتلعب تونس و السعودية براحتها مع أوكرانيا المنزوعة الأسنان,لعب الأسبان لوحدهم و سجلوا لوحدهم و كأنهم في الملعب وحدهم. لا يمكن مشاهدة مباراة تونس و السعودية بدون إستحضار الإرث الناصري , نفلق أنفسنا الى جزئين واحد واحد لكل فريق, و كأن الفريقان سمعوا دقات قلوب مشاهديهم فتقاسموا المباراة لعبا و نتجية , و كان ذلك في مصلحة أوكرانيا.أرشح أسبانيا و كرواتيا,مع ترديد نشيد بلاد العرب أوطاني.
لم يتفوق أي فريق على نفسه بعض الكبار ظلوا كبارا "إيطاليا و الأرجنتين" و بعض الكبار أنكمشوا "البرازيل و ألمانيا", حاول بعض طلاب الصفوف المتوسطة التعمشق فنجح بعضهم "التشيك", و فشلب بعضهم "البرتغال" و أصاب بعضهم بعض النجاح "هولندا",بدا الأفارقة لا بأس بهم "غانا و ساحل العاج", و بعض السيويين يستاهلون ضرب الصرامي "إيران",لا أظن أن هذا الدور شيهد مفاجآت مثيرة إلا و بنسبة قليلة في مجموعة فرنسا و أرجو أن لا يحصل ذلك,البطولة بشكل كانت في مستوى متوسط الى ما دون الوسط بسبب أخفاق بعض الكبار, لم تظهر لمحات كروية مميزة و لم يظهر لاعب خارق و لا فريق مميز و لكن الوقت مازال مبكرا.
حكام الخطوط ظهروا أفضل بكثير من حكام الساحة ضبطوا التسلسل بحرفية عالية,أما حكام الساحة فلم يبدو أنهم أستفادو من الأدوات الإلكترونية التي دججوا أنفسهم بها, بالكاد تمر بماراة دون خطأ جسيم و صل بعضها الى لمس الكرة "عينك عينك" في منطقة الجزاء و الحكم ينظر ببلاهة كالصنم هبل,رغم لياقة الحكام العالية و مجاراتهم اللاعبين إلا أنهم ليسوا بمستوى المبارايت عموما علما بأن المباريات معظمها متوسط.
مدربي الفرق كانوا عموما يتحلون بإناقة لا فته,بدون أستعراض مجاني, بعضهم فقد وقاره مثل كلينسمان و بعضهم حافظ على ربطة عنقه الأنيقه مدرب بولندا,خطط جديدة لا يوجد, مازالت خطة "442" مسيطرة و يكاد الجميع يلعب بها, خطة ذات شكل دفاعي و لكن إذا توفر لاعبي وسط سريعي الحركة و ظهيرين بطاقة عالية يمكن أن تفعل الكثير, لم ينفذها اي فريق على الوجه الأكمل إلا الإيكوادور و في جانبها الدفاعي و بعض مراحل المباراة في الهجوم.
أفضل فريق :ايطاليا
أفضل لاعب : توني مع التنوية برقم 9 من كرواتيا
أفضل مدرب: التشيك
اسوأ فريق :إيران
أسوأ لاعب : رونالدو
أسوأ مدرب : بولندا
|