الى من يهمه "الأمن".
الى من يهمه "الأمن"..
"حدا ياجماعة الخير يقلي" كيف يكون إضعاف الشعور القومي , و كيف نتمكن من إثارة النعرات الطائفية..؟؟!!يعني كيف لبيان يتألف من مئتين و خمسين كلمة ,لم ينشر في أي جريدة رسمية سورية و لا في أي وسيلة إعلام حكومية أن يتمكن من الإجهاز علىالشعور القومي المترع في سورية, و كيف له أن ينجح في إثارة النعرات الطائفية, يعني هل الشعور القومي بهذا التهافت و هل النعرة الطائفية على روؤس مناخير القوم ,حتى ينتظر الجميع بيان من هذا النوع ليتحطم كل شيء على رأس الوطن مرة واحدة ,لم تنجح كل الهزائم التي صنعها العسكر 48 و 67 و 73 و 82 في أضعاف الشعور القومي , و لم تنجح محاولات متطرفي 78-86 في إثارة النعرة الطائفية , حتى جاء ميشيل كيلو و رفاقه و فقعوها بوجوهنا بتوقيع هذا البيان.و كان لا بد من معاقبتهم على ما أقترفوا من أثم.
رجعت الى البيان بعد أن وضعت على عيني نظارة رجل أمن غيور على الوطن و يملؤه الشعور القومي من حذائه العسكري الى مفرق شعره , و ليس لديه أي حس طائفي من أي نوع, و يتمتع بحساسية شديدة من "للثقافة" ,و حاولت تقليب ذلك البيان "فوقاني تحتاني",لأعثر على فيروس ما , يسبب وهنا للشعور القومي,أو جرثومة تنط من بين السطور لتنشر الطائفية, الذي وجدته توصيفا لحالة سياسة راهنة بين بلدين و بعض الإقتراحات التي لا تحمل صفة الإلزام لتحسين هذه الحالة الراهنة و بأسفل البيان "العريضة", اسماء الموقعين عليها, أين قرأ رجل الأمن الغيور عبارات الإستفزاز الطائفي و جمل التثبيط الطائفي؟؟!!
راقب "رجل الأمن" ردود افعال جهات لبنانية تظهر العداوة لدمشق, و عندما وجدها قد باركت البيان,أستنتج فورا بما لديه من "مفهومية" أن البيان يضعف الروح القومية , و يساعد في نشر الطائفية,لم يكلف رجل الأمن نفسه قياس ردود الأفعال على البيان بتركه "في السوق" بضعة أيام, و لعله كان سيغير من "اللوك" المعروف له قليلا لو أوعز بنشره في جريدة رسمية , و كتب تعليقاته و أعتراضاته في أسفل النص ,لكان ساعد في حقن بعض "الكولاجين" في وجناته المترحلة, و لكنه ابى إلا أن يستشيط "وطنية" ,و يطلق للصحافة العنان سبا و شتما في البيان و في موقعيه , و نسي أن القارىء الذي يقرأ الشتم و السب في الجرائد المحلية , لم تتح له فرصة قراءة البيان.و هذا "استحمار" مقصود لكل من يشتري الجرائد الرسيمة ليفرشها على مقعده , و لكل من يتلقاها مجانا ليلقيها في المزبله.
كان النظام يسارع الى التنديد بكل عملية أغتيال تحدث في لبنان منذ رفيق الحريري و حتى جبران تويني,الأمر الذي جاء دفعة واحدة على لسان البيان, لا كلمة زايدة و لا كلمة ناقفصة ,طالب البيان بعلاقات دبلوماسية و ترسيم حدود , و هذه رغبه ابداها وليد أكثر من مرة ,و تبنى البيان نفس نبرة النظام و لهجته الحادة تجاه "الإستعمار" و التنديد به,و تحول البيان في بعض فقراته الى ما يشبه الكليشات اللتي يذيعها التلفزيون السوري في نشراته الأخبارية حول تحرير الجولان و مزارع شبعا, و لم يوفر البيان الجمل العاطفية التي أغرم بها النظام حول الأخوه و التاريخ المشترك,الأمر الوحيد الذي أزعج النظام هو تحديد بداية المشكلة بتاريخ التمديد للحود , و هذه حقيقة شاهدناها جميعا فصلا فصلا, و لا يستطيع أحد إنكارها وورودها في البيان لا ييعدو أن يكون تسجيلا لواقعة .
ماذا يوجد في هذا البيان "التحفة",حتى يرفع الحرارة الأمنية في دمشق الى درجة الإنصهار,فتجرد له الحملات الصحفية و سرايا المداهمة ,هل يوجد عبارات "مدحوشة" بين أسطر البيان مكتوبه بالحبر السري لا يستطيع أن يقرأها إلا رجل أمن نبيه ,أم أن الأمن لديه حساسية تجاه أي تجمع "نوعي", فتلتهب أعضاءه إذا وقع شخصان على ورقه ذات مضمون سياسي لا تبدأ بشعار الحزب. في كل مرة يثبت الأمن أنه يتحرك بدون هدف, و يحاول أن يخلق له عدو وهمي ليشغل آلاف العناصر و السيارات العاطلة عن العمل,و يرفض "بإباء" كل الفرص المتاحه له ليغير قليلا من الصورة المرسومة عنه و منها مثلا "غض البصر" عن بيان على شاكلة بيان دمشق-بيروت.
|