{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
فستان أزرق...
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #1
فستان أزرق...

الفستان الأزرق.................

أحيانا تلتصق بالذاكرة معلومات محدده, تفرض نفسها بشدة و حزم عند كل محاولة لتذكر شيء ما , و تزداد غلاظتها أحايين كثيرة فتتمدد دون رادع لتغطي على أشياء كثيرة مهمه, منذ مدة طويلة قرأت كتاب حول الضوء و البصريات قعششت في ذاكرتي أمواج الألوان طولها و ترددها و تدرجها, كان يروق لي أن أنظر الى لون محدد فأستعرض مهاراتي أمام نفسي و أعدد ما حفظته هذا اللون طول موجته كذا و تردده كيت , ثم تحول الأمر الى ما يشبه العصاب فاقترنت كل عملية رؤية لدي بإستدعاء موجات مختلفة الأبعاد تتراقص في الفراغ,توقفت عن تذوق جماليات المناظر , الحقول السماء, لون البطيخ , التمازج اللوني للتبوله البندورة الحمراء و البقدونس الأخضر و البصل الأبيض صار كلة شبكه متداخلة من الأمواج مترافقه مع طولها و ترددها.

قلت لنفسي اقرأ شيئا مثيرا, فقد تمحي الإثارة الأمواج اللونية, فاشتريت كتاب عنوانه "كيف تصبح رجلا ناجحا", شدني العنوان و الغلاف الذي يصور رجلا ببذلة أنيقه ووجه حليق و حقيبة جلدية و كذلك ابتسامة ودودة , يقف بثقة على خلفية حمراء فاقعة ,قرأت الكتاب بشغف و أنا أتصور نفسي رجلا ناجحا كالذي يبدو في الصورة, و حاولت تطبيق التعليمات التي يوصي بها الكتاب, و لكن بكل أسف لم أتحول الى رجل ناجح بقيت رجلا عاديا و المأساة الكبرى بأنني نسيت كل المعلومات التي قرأتها عن الرجل الناجح و لم يبق في ذاكرتي إلا صورة الغلاف و موجة طويلة تمثل اللون الأحمر الذي يغطي الخلفية.

لم أستسلم لأن الموضوع بدأ يشكل لي مشكلة حقيقة توقفت عن التذوق و الإحساس بالجمال , جربت حيلة جديدة فأقتنيت كتيب بعنوا مائة نكته و نكته قرأتها جميعا في جلسة واحدة معظمها نكات جنسية أو تحمل تلميحات جنسية , يعتقد بعض الناس أن النكات الجنسية اقدر على إثارة الضحك, الكتاب نجح نجاحاعظيما في إثارة الضحك عندي و لكنه فشل فشل ذريعا مي مسح الموجات التي تحل محل الألوان, و سرعان ما نسيت جميع النكات رغم محاولاتي بتذكر بعضها,قلت لحالي "و داوها بالتي كانت هي الداء", تجرأت و أقتنيت كتابا عن ميكانيك الكم و الفيزياء الحديثة.

كان كتابا صعبا يبدأ من حيث فشل رايلي و جينز في تفسير إشعاعات الجسم الأسود تفسيرا مقبول , فتصدى للأمر شاب بشارب كث يدعى بلانك و اقترح فكرة رياضية مترفة تقوم على أساس عدم الإستمرارية بدت فكرة غريبة و لكنها نجحت نجاحا عظيما حيث فشل ممثلا الكلاسيك رايلي و جينز, فوضع بلانك حجر الأساس لبنيان فيزيائي جديد تتنكر فيه الميتافيزياء بهيئة رياضية مهيبة,و توالت فتوحات الكم و سجل أينشتاين و كمبتون و برولي حضورا و لكن الحضور اللافت كان لفيلسوف يتسلى بالفيزياء اسمه هيزنبرغ , فابتكر قانونا سماه عدم التعيين خلاصته تقول أننا غير قادرين على القياس الدقيق مهما بلغت دقة أجهزة القياس و عدم الدقة ليس له علاقة بقصور أداة القياس, أنه حكم الطبيعة التي تريد أن تحجب عنا بعض ألأشياء, و أخذ بور الأمر الى أقصى من ذلك عندما قرر أن الراصد ينتج الأشياء, و هي فكرة سفسطائية قديمة صاغ شخص اسمه بروتاغوراس شيئا مشابها لها حيث قال "إن الإنسان مقياس كل شيء".

غرقت بذلك الكم العجيب و بعد أن أنتهيت لم يبقى في رأسي غير الخلاصة الصغيرة أعلاه , أما الموجات اللونية فبقيت حيث هي ترتسم أمامي و لا تريد محيصا, استسلمت و قد لنفسي إلك بسعر مرضى السكر بعيشون مع مرضهم بصمت و هدوء و قليل من الأنسولين.و لكن بقيت في ذهني آية جديرة تقول "لا تقنطوا من رحمة الله".لم أقنط و تابعت التحديق في الموجات المتراكضة من حولي بإنتظار شيء لا أعرفه يخلصني.

أمس وصلتني صورة من حسناء تتوسط كوكبة من أترابها ترتدي فيها فستانا أزرق عار الكتفين يظهر ضحكتها البهية , و ملامح عينين مشاغبتين, و أنف مشاكس, يمسك الفستان جسدها بقوه , يشدها من خصرها و يعتصر صدرها و يفرج عن ساقيها, لمحت في زرقته عجرفة و هو يحيط بالجسد و كأنه يحتضنه , نظرت كثيرا كما لم أنظر من قبل ,كان الأزرق يفيض و يعلو و يسيطر , صادر كل الألوان و أخرج من رأسي فكرة تافهة سيطرت عليه تقول أن اللون مجرد موجة , بعد أن تبين أن اللون لجة أمواج.
05-07-2006, 07:54 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS