طريق الخواجات
طريق الخواجات...
على الطريق الواصل بين جده و مكه, توجد طريق فرعية تؤدي الى الطائف, يطلق عليها أسم "طريق الخواجات",و "الخواجه" هو الأسم غير العنصري لغير المسلمين الذين يقيمون في السعوديه,الخواجات مجبورون على سلك طريق الخواجات هذا لتفادي الدخول الى مكه التي يحظر دخولها على غير المسلمين,طريق الخواجات ليست سيئة و لكنها ليست بمستوى الطريق "الهاي واي" الذي يدخل الى مكة فلا يمكن أن تلمس تمييزا هنا,تبدأ طريق الخواجات من خلف جبل الملز و تسير بحدود 90 كيلومتر بطرق ملتويه خلف "شعاب مكة" لتتصل مرة ثانية بالطريق الرئيسي الموصل الى الطائف خلف جبل عرفات.تهرب الطريق بخواجاتها من مكة أو تهرب بمكة منهم, و المهم عدم دخول غير المسلم الى مكه.مما يجعلها أقرب الى "المعزل" أو المطهر
بماذا يفكر "الخواجه" الذي تمسك تلك الطريق بخناقه مبتعدة به عن مكة؟؟!!طبعا ليس كل الخواجات "خواجات" فأنماط التفكير تختلف و الطريق قد تستغرق ساعة أو اقل قليلا حتى تنتهي فكيف سيقضي الخواجة تلك الساعة,قد يفكر بعضهم بالقنبلة "الأثنية" التي تحاول إسرائيل ابتكارها و هي قنبله "فوق ذكية" تستطيع أنتقاء ضحاياها عن طريق جيناتهم و تقتصر على عرق بعينه "عربي,مسلم,..هندوسي..ألخ",و قد يفكر خواجه آخر بأن هوؤلاء يخفون شيئا في مكة حتى يمنعونا من دخولها ربما يطورون سلاحا سريا, أو يقيمون مصانع لتقطير الأفيون و الهيرويين,و هناك خواجه رصين قد يرفع صوت مذياعه بعد أن يضبطه على أغنيته المفضلة و يستسلم للطريق التي تتلوى به كيفما شاءت لها جبال مكه.
تحتل مكة مكان أثيرا في القرآن فيذكرها مرارا و يسميها "البلد الأمين",و تذكر بعض الأحاديث الواردة في "الصحيحين" أن البلد الأمين "مكة" لا يدخله الطاعون و لا المسيح الدجال,و ريما لطريق الخواجات دور في إلتفاف الطاعون و المسيح الدجال من خلفها,لكن البلد الأمين تعرض لمآسي كثيرة بعضها مؤثر,فقد قصف الحجاج كعبتها بالمنجنيق في حصار أبن الزبير عام 73 هجرية ثم قتله و جميع من معه وعلقهم على أخشابها وهم يلوذون بها و يمكن أن نغفر للحجاج سلوكه فهو لم يكن خواجه,و أجتاحتها "قطعان" القرامطة بقيادة خواجه يدعى ابو طاهر الجنابي عام 317 هجرية, و فتكت بأهلها فتكا ذريعا بما يشبه الإبادة الجماعية, و قتلت بدماء باردة مواطنين و هم يتعلقون بأستار الكعبة , و تجاوزوا قدس الأقداس بإقتلاع الحجر الأسود من مكانه و رميه في ركن مهمل في عاصمتهم,و يبدو أن أبو طاهر القرمطي قد ضل سبيله لأن طريق الخواجات لم يكن قد أنشأ بعد.
حاول "خواجه" أسمه ابرهة أن يسيطر عليها و يهدم كعبتها و ذلك قبل الإسلام و تقول بعض الروايات أن "الله" ارسل عليه "طيرا أبابيل ترميه بحجارة من سجيل",و تقول روايات أخرى أن جيشه اصيب بالجدري و تفشى حتى فني عن آخره و فشل الهجوم "الخواجاتي",و يزعم "ابن ضياء" نقلا عن "ابن اسحاق" في كتاب "تاريخ مكة المشرفة و المسجد الحرام" أن خواجه يدعى "تبع الثاني" أراد إحتلالها و هدم كعبتها فقامت دونه خزاعة, و كانت مكة تحت سيطرتها, فقاتلت دونها قتالا عظيما حتى أجبرته الى الرجوع,و في كلا الهجومين كان المهاجمين و المدافعين من الخواجات.
لدي صديق "خواجه" أسمه جوزيف حدثني أنه كان قي طريقه من جده الى الطائف ,و عند نقطة تفرع الطريق الرئيسي الى طريق الخواجات و الذي يتوجب على جوزيف سلكه بموجب وضعه "الخواجاتي",فقد جوزيف السيطرة على سيارته فأحس بها تطير في السماء و تنقلب عدة مرات قبل أن تستقر على ظهرها,تجمهر الناس حول سيارة جوزيف المقلوبة و أخرجوه منها ثم وضعوه في سيارة نجده, سمع جوزيف أحدهم يقول لسائق سيارة النجدة "مستشفى الملك عبد العزيز" و هو مستشفى شهير في مكة,غالب جوزيف آلام كسور في يده و قدميه و ظهره و أرتجاج متوسط في دماغة و صاح:
...مكه..لا..مكه..لا....أنا "خواجه".
|