الفقرة السادسة
إنتقال المرض
رأينا أن فيروس "الإتش أي في" يتكاثر ضمن الخلايا اللمفاوية التي بانفجارها تنشره ضمن سوائل البدن، و بشكل خاص بالدم و المفرزات التناسلية.
ـ العدوى لدى نقل الدم: كان هذا الطريق للعدوى أحد أهم طرق إنتشار المرض ببداياته، أي بالفترة بين 1980 و 1985 . و كان ذلك لدى نقل الدم الذي تبرع به المصاب بالمرض. و هذا الطريق شمل نقل الدم الكامل، أو منتجاته مثل المصول و مكثفات الصفيحات و عناصر التخثر. و هذا يفسر العدد الكبير من الإصابات التي حدثت عند مرضى الهيموفيليا. يقدر أن نصف المرضى الفرنسيين بالهيموفيليا و الذين تلقوا العلاج قبل عام 1985 قد أصيبوا بالإيدز.
كما سجّلت عدة إصابات لدى زرع الأعضاء المأخوذة من أشخاص مصابين.
خطر العدوى عن هذا الطريق أصبح ضئيل جدا جدا بفضل الإجراءات الصارمة التي تتبعها مؤسسات نقل الدم إذ يتم إنتقاء المتبرعين و يجرى العديد من التحاليل على كل عينة دم مأخوذة بقصد البحث عن الفيروس و كل مشعراته المعروفة. هذه الاختبارات لا تقتصر على فيروس الإيدز، و أنما تشمل الغالبية العظمى من الفيروسات و العناصر الممرضة المعروفة.. كما أن تقنيات تسخين الدم تساعد على تعقيمه و تشكل واحدة من الإجراءات الأمنية المساعدة على جعل العلاج بدم المتبرعين أكثر أماناً.
ـ إنتقال المرض عن طريق الدم قد يحدث لدى استعمال شخص سليم لحقن أو أدوات جراحية ملوثة بدم مريض، و هذا ما يفسر تفشي المرض بين مدمني المخدرات عن طريق الحقن، مما حثّ السلطات الصحية بالعديد من الدول الى إيقاف استعمال المحاقن الزجاجية التي يصعب تعقيمها و الى جعل الحقن بمتناول الجميع بعد أن كانت ممنوعة بقصد محاربة المخدرات. و ساعدت هذه الإجراءات كثيراً على الإقلال من انتشار المرض عن طريق المحاقن.
حتى أدوات طب الأسنان التي لا تعقّم جيداً قد تكون ببعض الحالات النادرة وسيلة لإنتقال العدوى. نفس الشئ يخص العلاج الصيني بالوخز بالأبر، و أدوات الوشم.
و نذكر هنا أنه تكفي بضعة قطرات دموية مجهرية غير مرئية بالعين المجردة لنقل العدوى.
ـ مازال خطر انتشار المرض عن الطريق المهني ذو أهمية لا يمكن إهمالها و تقدر بمعدل 0,3 % . مما يحث جميع العاملين بالمجالات الصحية على إتخاذ أقصى وسائل الحذر من التلوث بالدم لدى أخذ الدم بقصد التحاليل الطبية أو حقن المرضى و أجراء العمليات الجراحة و العناية بالجرحى.
يمكن أن تنتشر العدوى المهنية أيضا عند العاملين بقص الزجاج الذي قد يجرح مصاب ثم سليم فيكون وسيلة لإنتشار المرض.
و لا نهمل الإحتمال الضئيل لإنتقال المرض عن طريق استعمال فراشي أسنان الأشخاص المصابين و كذلك مقصات الأظافر و شفرات الحلاقة الخاصة بهم.
الطريق الدموي قد يكون أيضا وسيلة لعدوة الأم المصابة لوليدها بشكل خاص بنهاية الحمل و أثناء الولادة أو . نذكر هنا أن العلاجات الحديثة كان لها دور كبير بإقلال هذا الإحتمال، و من هنا أهمية التحري على المرض عند الحوامل بقصد وقاية الطفل من أن تعديه أمّه. و يعتقد أن الإحتمال الأكبر للعدوى يكون أثناء الولادة مما دفع العديدين الى اقتراح الولادة بالقيصرية لتجنّب هذه العدوى.
الإرضاع هو أيضاً وسيلة لإنتقال المرض الى الرضيع أن كانت المرضعة مصابة.
العدوى عن الطريق الجنسي:
نظراً لتواجد الفيروسة بالمفرزات التناسلية و بشكل خاص:
ـ السائل المنوي
ـ المفرزات المهبلية
ـ دم الطمث..
فأن كل علاقة جنسية مع أيلاج ، سواء مهبلي أم شرجي أم فموي.. مع شخص لم يتأكد من سلامته هو إحتمال لإنتشار المرض.
ما يسبب العدوى هو دخول السائل المنوي أو السائل المزلّخ الذي يخرج من القضيب ببداية الإنتعاظ، أو المفرزات المهبلية أو الدم، من الشخص المصاب الى داخل جسم الشخص السليم.
يتم الدخول الى القضيب عن طريق رأسه. و الى المهبل عند ينصب مني الرجل على مخاطيته.
المخاطيات هي الأنسجة التي تبطن التجوفات الطبيعية للجسم مثل الفم و المهبل و الشرج، و هي، على عكس الجلد غير عازلة ضد اختراق الفيروسات. و قد تحدث العدوى حتى ولو كانت هذه المخاطيات سليمة من أي جرح.
الإيلاج عن طريق الشرج يسبب العدوى سواء بمني الرجل أو بسبب التشققات و الجروح، حتى و لو لم تكن مرئية، سواءً على القضيب أو على فتحة الشرج و يتم من خلال هذه الجروح تبادل القطرات الدموية الحاوية على الفيروسات.
و يبقى إحتمال العدوى أكثر عند الشخص الذي يتلقى السائل المنوي الحامل للفيروسات و التي قد تخترق المخاطيات، سواءً شرجية أو مهبلية أو عينية و بشكل أقل فموية. مما يفسر إرتفاع معدل العدوى عند النساء بالنسبة الى الرجال في البلدان الموبوءة.
يبقى من المهم التنويه أن إنتقال العدوى ليس حتمي. و معدل الإنتقال هذا يعتمد على كمية الفيروسات الموجودة بالدم. فقد لوحظ وجود العديد من الأزواج الذين حافظوا على حياة جنسيّة منتظمة لمدة طويلة دون أن ينقل المرض من الزوج المريض للزوجة السليمة أو بالعكس. فتبقى العدوى بالإيدز أقل بكثير من العدوى بالتهاب الكبد ب أو بالسيفليس.
وقوع السائل المنوي على الجلد السليم من الجروح و الخدوش لا يسبب العدوى. فجلد الإنسان عازل للفيروس. و لكن دخوله عن طريق المهبل ، أو الشرج ، أو الفم ، أو حتى العين قد يعدي. و تعدي المرآة المصابة شريكها بتلامس مفرزاتها المهبلية مع مخاطية رأس القضيب. و لذلك فأن إستعمال الواقي الذكري يشكل وقاية جيدة من المرض. شرط أن لا يتمزق، و أن يسحب قبل أن يفقد القضيب انتعاظه.
ممارسة الجنس عن طريق الفم، مثل ملامسة اللسان و الفم للقضيب قد تعدي و لكن بشكل أقل من الممارسة المهبلية أو الشرجية. الذكر قد يأخذ الفيروسة أن لامس رأس القضيب بعض القطرات الدموية الموجودة بالفم، أو بمني رجل أخر لدى ممارسة الجنس بين عدة شركاء معاً. و تكفي خدوش طفيفة بالفم لتلقي العدوى عندما يدخل السائل المنوي للرجل إليه. نفس الأمر عندما يلامس الفم و اللسان مهبل المرآة، و بشكل خاص بفترة الطمث.
إحتمال إنتقال المرض عن طريق القبلة ضئيل جدا، و يعتبره البعض معدوم، لعدم تواجد الفيروس باللعاب سوى بكميات ضئيلة جداً. الإحتمال الوحيد لإنتقاله هو حالة وجود خدوش بالفم عند الشريكين مثل حالة التهاب اللثة أو بعد تنظيف الأسنان بعنف أو بفرشاة أسنان قاسية، أو لدى وجود عقبولة فمويّة أو تشققات على الشفاه.
ملامسة الفم للشرج قد تعدي فقط بحالة وجود جروح و خدوش و لو مجهرية غير مرئية بالعين عند الشريكين.
ممارسة الجنس اليدوي قد تعدي فقط بحالة وجود جروح أو خدوش على اليد، أو لدى استعمال اليد الملوثة بالمفرزات المهبلية أو بدم الطمث أو بحالة ممارسة الجنس بين عدة شركاء.
كل ما ذكر أعلاه يخص فيروسة الإيدز. نذّكر بوجد عدة أمراض ذات إنتشار جنسي قد تنتقل بسهولة أكثر بكثير.
و لحسن الحظ، أن فيروس الإيدز هو فيروس ضعيف المقاومة عندما يتواجد خارج سوائل الجسم، و لا يمكنه أن يعيش سوى لفترة قصيرة عندما يترك هذا الجسم و سوائله. تبقى قطرات الدم المتجمد خاصةً ضمن المحاقن و الحاوية على الفيروسات معدية لفترة أطول بقليل مما تبقى به بالهواء الطلق.
لا يمكن أن تنتشر العدوى عن طريق الهواء أو الرزاز التنفسي مثل الكريب. و لا تنتشر عن طريق ملامسة الجسم كالمصافحة أو الملامسة و المعانقة. و لا عن طريق الملابس شرط أن لا تكون ملوثة بالدم.
و لاتشكل سوائل التعرّق و لا الدموع و لا اللعاب و لا البول و لا البراز وسيلة لإنتشار العدوى. رغم عزل الفيروسة بكمية ضئيلة جدا جدا بهذه السوائل ألا أنه لم تسجل أي حالة عدوى عن هذا الطريق.. و يقدر أنه يجب شرب ما يعادل 12 ليتر لعاب حتى يمكن أن تحدث الإصابة. بل يعتقد أن اللعاب يحوي على مادة مثبطة للفيروس.
نذكّر هنا أن امكانية العدوى بأدوات طب الأسنان و فراشي الأسنان لا تأتي من تلوثها باللعاب و إنما بدم المريض الذي قد يخرج لدى رض السن أو اللثة.
كما أن العدوى لا تنتشر عن طريق الطعام و لا عن طريق الصحون و الملاعق.
و لا تنتشر عن طريق ملامسة النقود أو مسكات الأبواب و لا الهاتف و لا المسابح و لا المراحيض ـ النظيفة ـ.
لا يمكن للحيوانات الأليفة أن تنشر العدوى. كما أن الحشرات، مثل البعوض و الذباب لا تنقلها.
بالختام يجب أن نضع بعين الإعتبار أن أي شخص كان قد يكون مصاب و ناقل للمرض دون أن يدري.
18/6/2003
[URL=
وباء]http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?t...?tid=12577]وباء الإيدز... صفحة المعلومات [/URL]