السلامي: لا توجد آية في القران تحث على النقاب
حوار مع خديجة السّلامي:
• الرئيس صالح ألغى عقوبة الإعدام عن أمينة بعد معرفة قصتها من الفيلم
• اكره النقاب وأهاجمه وهذه أسبابي؟
• وافق وزير الثقافة على عرض فيلم أمينة والوزارة رفضت !!
• لا أخاف من الجماعات الدينية لأني أتكلم عن وقائع حصلت في حياتي
• تزوجت برجل أميركي بعد صراع مرير مع الأهل
محمد الخامري من صنعاء: أكدت الدبلوماسية اليمنية المعروفة خديجة السلامي لإيلاف أنها لم تجد آية واحدة في القران الكريم تأمر المرأة بارتداء النقاب الذي قالت انه شئ مخيف وأنها كرهته لما حصل لها شخصياً من أضرار بسببه، نافية أن تكون قد تحدثت عن الحجاب وان ما أثارته بعض وسائل الإعلام مؤخراً عن أنها هاجمت الحجاب الإسلامي أنها وصفته بالخيمة، مؤكدة أن قصدها النقاب وتحدثت عن النقاب وليس الحجاب حيث أن لها قصة حدثت لها وأثرت في نفسها كان سببها النقاب "شرحتها في الحوار" ومن ثم بدأت قضيتها مع النقاب الذي قالت أنها لا تعترف به ولا يعتبر من التعاليم الإسلامية ولا يوجد في القران ماينص عليه، كما تحدثت السلامي في هذا الحوار الخاص بإيلاف عن قصتها مع وزارة الثقافة التي منحتها ترخيصاً بعرض فيلمها الأخير "أمينة" وكيف تراجعت قبل العرض بيوم واحد بحجة إساءة الفيلم لليمن إلى غيرها من المحاور التي نقرؤها في الحوار التالي:
- هل ممكن نتعرف على خديجة السلامي من خلال بطاقتها الشخصية؟
* خديجة السلامي أول مخرجة يمنية تنتج أفلاماً متخصصة عن المرأة، اعمل ملحقاً إعلامياً بالسفارة اليمنية في باريس، لي ما لا يقل عن 20 فيلما وثائقيا لمحطات تلفزيونية مختلفة في فرنسا واليمن تركزت اغلبها على قضية المرأة اليمنية ومعاناتها ومحاولة معالجة وضعها من عدة زوايا. حصلت على منحة دراسية للولايات المتحدة الأميركية عندما كان عمري 16 سنة، وهناك درست السينما، وكان فيلمي الأول عن امرأة يمنية.
- علمنا أن الرئيس ألغى حكما بالإعدام بعد مشاهدته لفيلم عن تلك الفتاة من إخراجك .. ما صحة ذلك وما هي القصة بالضبط؟
* عندما علمت بقصة أمينة الطهيف المتهمة بقتل زوجها والموجودة في السجن المركزي ذهبت إليها وعرفت قصتها وقررت أن اعمل فيلم وثائقي عنها لأنها ذكرتني بطفولتي التي مررت بها ووجدت فيها نسخة مكررة لتلك المرحلة التي مررت بها في الصغر حيث زوجني أهلي من رجل كبير السن دون استشارتي او اخذ رأيي كغيري من الفتيات حيث أجبرني الأهل على الزواج في تلك السن خوفا عليّ من أن يحدث لي ما حدث لبنت الجيران حيث اختطفها رجل واغتصبها، وبعدها صرت اكره كل شئ حولي وتحولت حياتي إلى جحيم، وخمنت أن ما وقع لأمينه هو ما وقع لي وما عانت منه عانيت منه فذهبت إلى الأخ وزير الداخلية وأخذت تصريحا رسميا لإجراء الفيلم من داخل أسوار السجن وسجلت كل شئ عن حياتها وحياة ابنها ذو السنتين الذي ولد في السجن ولا يعرف غيره وبعدها رجعت إلى عملي في السفارة اليمنية بفرنسا وصادف أن قام الرئيس علي عبد الله صالح بزيارة إلى فرنسا والتقيت به وحدثته عن قصة أمينة التي رميت في السجن بتهمة قتل زوجها وعمرها 15 عاماً فقط وكان الرئيس حينها قد صادق على حكم الإعدام وعند تفهمه لملابسات الموضوع وعدني بمعالجة قضيتها وفعلاً عندما عاد إلى صنعاء طلب ملف القضية وألغى حكم الإعدام وأعاد القضية إلى القضاء ليحكم فيها "غير الإعدام" ولازالت أمينة خلف القضبان إلى اليوم بانتظار الحكم الذي قطعاً لن يكون الإعدام نظراً لسنها الصغير عن وقوع الحادثة ونظراً لان ابنتها الكبيرة ماتت في حادث مروري فهي مالكة دم وتستطيع فدو نفسها.
- لماذا رفضت وزارة الثقافة عرض فيلم أمينة في المركز الثقافي؟
* أرى انك توجه هذا السؤال للأخ وزير الثقافة الذي وافق مبدئياً على عرض الفيلم في المركز الثقافي بصنعاء وبالتالي فقد حددنا موعد العرض ووزعنا الدعوات لعدد كبير من المسؤولين وجمهور المثقفين والأدباء والمهتمين لحضور عرض الفيلم الذي كان سيعرض لأول مرة في اليمن إلا أننا فوجئنا قبل العرض بيوم واحد أن المركز الثقافي يطلب منا إيقاف العرض وإلغاء أوامر الموافقة المسبقة بحجة أن الفيلم يسئ لليمن وانه بإمكاننا أن ننسخ الفيلم ونوزعه في المركز الثقافي وبنفس الفعالية أي حضور المدعوين وتوزيع الفيلم عليهم دون عرضه رسمياً كما هو مقرر ومذكور في الدعوات التي وجهت لهم، وهو الإجراء الذي سبب لنا إحراجاً كبيراً مع المدعوين الذين لم نستطع إبلاغهم بإلغاء العرض لضيق الوقت فاضطررنا لتعليق اعتذار مكتوب على بوابة المركز الثقافي.
- هل صحيح أن الفيلم يسئ لليمن؟
قطعاً لا، كيف يسئ لليمن واغلبه آراء شخصية لرئيس الوزراء عبدالقادر باجمّال واغلب وزراء الحكومة اليمنية في المرأة، والفيلم عموماً يعالج قضية هامة وهي حقوق المرأة في اليمن، إضافة إلى حوار مع الوزيرة امة العليم السوسوة مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة حالياً والتي تتحدث عن ذات القضية والحقوق من موقع المسؤولية باعتبارها وزيرة في الحكومة ومهتمة بهذا الشأن ولها موقع الصدارة بالنسبة للمرأة اليمنية وتعتبر المثل الأعلى لما وصلت إليه المرأة في اليمن، كما أنها كانت معي أثناء زيارتي للسجن واللقاء بالسجينة أمينة الطهيف وشاركت في تلمس قضايا السجينات وهذا كله مسجل في الفيلم.
- أثار رأيك في الحجاب زوبعة من قبل بعض التيارات الإسلامية التي هاجمتك من على المنابر، ما وجهة نظرك ولماذا أنت ضد الحجاب؟
* أولاً أنا لست ضد الحجاب الإسلامي المعروف بالشيلة وتغطية الرأس وكشف الوجه ولم أهاجمه أبداً، وقد حصل خطأ في إحدى المقابلات التي أجريت معي عام 2004م وكنت أتحدث عن النقاب فكتبها الصحفي الذي حاورني الحجاب وبالتالي وجدت من يهاجمني من على منابر جوامع صنعاء، لذلك أصحح وجهة نظري وأقول إنني أهاجم النقاب الذي يخفي معالم الوجه تماماً ولا يسمح بالتعرف عليه وإبراز أي شئ إلا العيون "بعض الأحيان" ووصفته بـ(الخيمة) وانه مخالف للدين الإسلامي، كونه لا يوجد نص قرآني يدعو إلى أن تحول المرأة إلى خيمة كاملة يلغي شخصيتها الحقيقية وقد بحثت كثيراً في القران الكريم فلم أجد آية واحدة تدل على النقاب وتغطية الوجه بذلك الشكل.
- ما سبب اهتمامك به إلى هذا الحد؟
* لست مهتمة به ولكني تعرضت لحادثة شخصية استوقفتني طويلاً وجعلتني اتخذ هذا الموقف الذي لا أثيره إلا مع من يسألني عن رأيي فقط كما فعلت أنت الآن والصحفي الذي تسبب لي في الهجوم الكاسح من قبل بعض رجال الدين "تضحك"، وأود أن أقول رأيا شخصيا اعتز به واعتبره نهجاً لحياتي وهو أن الدين الإسلامي وُجد لخدمة الإنسانية ولا يحرض على التفكير بأشياء شكلية تلهينا عن ديننا الحنيف.
- ماهي تلك القصة التي جعلتك تتخذي هذا الموقف من الحجاب؟
* عفواً أرجو ألا تقع فيما وقع به زميلك .. أنا أتحدث عن النقاب وليس الحجاب .. أرجو التفريق ولا توقعني في مشاكل أخرى فلدي ما يكفيني رجاءً "تضحك" ثم تواصل أما القصة فهي أن شقيقتي الصغرى التي كانت بمفردها في البيت فتحت الباب لعدد من الأشخاص المنقبين ولا تعلم هل هم نساء أم رجال إلا أنهم يلبسون النقاب النسائي الذي يخفي شخصية صاحبه فسألوها "بصوت نسائي" عن والدتها فقالت لهم أنها غير موجودة وعند ذلك طلبوا منها ماء لأنهم قادمون من مكان بعيد فأدخلتهم "كعادة البيوت اليمنية" ظنا منها أنهن نساء ولكن سرعان ما قاموا بتخديرها بمادة بخاخة وسرقوا جميع ما في البيت من مقتنيات وحلي وذهب حتى الذهب الذي كانت تلبسه شقيقتها من خواتم أخذوه من على أصابعها ومنذ ذلك الحين وأنا اكره النقاب الذي تسبب في سرقة بيتنا.
- هل اعتبر تصحيحك للمعلومة اليوم خوفاً من تلك الجماعات التي هاجمتك؟
* أبداً أبداً .. لماذا تفسرها كذلك، أنا لا أخاف أبداً وغالباً ما اطرح آراءً جريئة عبر أفلامي الوثائقية من الصعب أن يتقبلها المجتمع اليمني لكني أؤمن بها وهي أشياء حقيقية واعتبرها آراء شخصية ناضجة وسأناضل من اجلها، وقد ذكرت العديد من تلك الآراء في كتابي دموع سبأ الذي لقي رواجاً كبيراً في السوق العالمية ولا أخاف من الجماعات الدينية المتطرفة لأن الأشياء التي اذكرها وأناقشها وأتعرض لها سواء في الأفلام أو في الكتابات ومنها كتابي "دموع سبأ" حقيقية وحدثت في حياتي والكتاب عبارة عن سرد لتجربتي الشخصية المليئة بالحوادث الإيجابية الكثيرة.
- قلت انك تزوجت من شخص كبير في السن لكن المعروف انك متزوجة من أميركي هل هو من تقصدينه وهل وجدت عراقيل من قبل الأهل في الزواج به؟
لا .. أنا تزوجت وأنا طفلة عمري 11 سنة برجل يمني كبير في السن جداً وبعدها تزوجت الأميركي " شارلز هوتس " الذي جمعتني به قصة حب أثناء الدراسة الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية وعندما قررنا الزواج حدثت مشكلة غزو العراق للكويت وكان مفترضاً أن يأتي إلى اليمن لإقامة حفل الزواج ولكن غزو العراق أخر الموضوع أكثر من عامين وبالتحديد إلى حين هدأت حرب الخليج كما أسميت آنذاك، ثم وبعد هدوء الحرب جاءت مرحلة الخوف من الأهل ومدى تقبلهم زواجي من رجل أمريكي وكانوا في بداية الأمر مترددين ومتخوفين من كلام الناس لكن في الأخير أقنعتهم أن لي حرية الاختيار فتفهموا وتزوجنا، وهناك ملاحظة أحب أن اذكرها هنا وهي أن النساء من الأهل كن أكثر تعاطفاً وتقبلاً لفكرة زواجي من هوتس.
- ما مشاريعك القادمة في مجال الإخراج؟
* الحقيقة الطموح كبير جداً في إيصال الدراما اليمنية وقضايا المرأة اليمنية إلى العالم، ومؤخراً تلقيت دعوة لعرض فيلم النساء اليمنيات والديمقراطية أمام مؤتمر دولي حول المرأة يعقد في العاصمة الفرنسية باريس خلال الأيام القادمة ويحضره أكثر من 300 وزير ووزيرة من كافة أنحاء العام.
- ما قصة الفيلم وما لذي يمثله عرضه في هذا المؤتمر؟
* الفيلم يصور الحملة الانتخابية لعدد من المرشحات اليمنيات أثناء الانتخابات النيابية عام 2003 م، ويسلط الضوء على الرغبة الجامحة للمرأة اليمنية لممارسة حقوقها الدستورية والمشاركة الفاعلة في الحياة الديمقراطية في اليمن، أما مالذي يمثله عرض الفيلم فمجرد المشاركة في هذا المؤتمر العالمي الذي يعقد بمناسبة اليوم العالمي للمرأة لها دلالة كبيرة وحافز اكبر لي على العطاء أكثر، إضافة إلى الحافز النفسي باعتبار الفيلم تم اختياره ضمن عدد قليل جداً من الأفلام في العالم العربي، وسيعمل عرض الفيلم في ذلك المؤتمر الضخم على إيصال رسالة النساء اليمنيات إلى العالم وتعكس الحياة الديمقراطية في اليمن.