في رواية أورويل(1840) يصور لنا العالم وقد اصبح شيئ كتلفزيون الواقع مع كثير من الرعب... الحكومات فيه تدخل حتى أحلام البشر, تعرف بأدنى تحركاتهم... تسمع ما يقولونه في أكثر أماكنهم سرية وحميمية
أفكر أحيانآ كيف سيكون العالم لو انقلبت الصورة... لم تعد االسياسة تدار من غرف مغلقة, وأهم القرارات وخلفياتها ودوافعها لا تخبأ في دهاليز الخارجيات والاستخبارات تنتظر 25 سنة ليفرج عنها... لم يعد هناك داع لأن يكتب سياسي مذكراته عن الحقبة التي كان فيها في صنع القرار... التغت القوانين التي تفرض عقوبات قاسية على الصحافة في حالة نشرها لوثائق بالغة السرية .. كل هذا أصبح في العلن في متناول الجميع..
.ماذا كان سيحدث كأحد الأمثلة لو نسيت كاميرا تبث بشكل مباشر اجتماعآ حربيآ مغلقآ في غرفة بوش للمحافظين الجدد يعدون لاحتلال العراق ولم يسمع المشاهدون الكلمات المعدة للاستهلاك الديماغوجي التلفزيوني..
ومن قال ان العالم 1984 الذى افترضه الكاتب لم يوجد بعد
انه امر قد تحقق حدوثه وان لم يكون بذات الرؤية التي افترضها الكاتب جورج اورويل وبرأيى ان الوضع اليوم هو أسوا مما صورته تلك الرواية .
ففى حين ان الرواية تظهر وبشكل مباشر القمع والتسلط والاسلوب الرقابي الذى يفرض على الناس سلوك منهج معين واتباع تعليمات حزب واحد يقوده الاخ الاكبر ( لاحظ التسمية )
ترى اين مرت بى احداث شبيهة بما تسرده الرواية :what:
ان الاخ الاكبر فى العام 2006 هو اكثر سوءا من شقيقه فى الرواية فهو يتجسس عليك من حيث لا تدري ويصادر حريتك ورأيك وارضك بشكل غير مباشر وعبر قوانين اصطنعها لكى يضمن بقاءه فى القمة ويضمن بقائنا نحن فى القاع .
ان كان جورج فى العام 1946 قد رأى ان العام 84 هو ذروة نهاية الحضارة وبزوغ فجر المدنية بكيانها المادي المجرد بحسب رؤية اشبنغلر .
فان ما نراه اليوم هو تجسيد لتلك الرؤية وان كانت قد تأخرت قليلا غير ان كل ما حدث ويحدث ليس سوى ارهاصات الحقيقة الاكثر بشاعة و بأن الاخ الاكبر لن يكون بعد اليوم مجرد الاقمار الصناعية والكاميرات المخبئة
بل ان الاخ الاكبر سيعزز فى عقولنا فكرة الاستسلام للخوف الاقتناع بالوهم تؤدى الى تحقيق رقابة ذاتية تصب فى صالح النظام السلطوي القائم وانتقال المشهد من مجرد الخنوع خوفا الى مشهد اكثر قتامة وهو الخنوع اقتناعا ورضى ..
ولست ابالغ اذا ما قلت ان شيئا من هذا المشهد صار ضمن الواقع المعاش فى العالم العربي حيث تتخذ فكرة الخنوع شكلا من اشكال الرضى من باب اليأس او من باب الاقتناع حتى اكاد اقول ان المثقف العربي نفسه صار رسولا لهذا الفكرة ومناديا بها من حيث لا يدري ..
تحياتي
والى لقاء قريب...
03-11-2006, 10:35 AM
{myadvertisements[zone_3]}
skeptic
عضو رائد
المشاركات: 1,346
الانضمام: Jan 2005
ههههه... يا دي الكسوف... هذا مصير من يكتب موضوع فيه أرقام-ولو أنها أشهر من نار على علم -في فجر ليلة مرت دون نوم يعالج فيها أرقامآ وإحصائيات تأبى أن تعطي قيمآ ذات مغزى ..
على كل بين صيف الرحابنة 1840 وعالم أورويل البوليسي 1984 صلة الإبداع التي زادت تشويش ما شوشه النعاس..فعذرآ..
لكن يبقى ما قصدته من الموضوع قائمآ بغض النظر...
رافقني في سهرتي محطة أوربية , وخلال السهرة أعادت لقاءأ كانت أجرته مع أعتق برلمانيي دولتها وهو وزير سابق .. و عندما سئل عن مستوى الشفافية فيما يدور خلف الابواب المغلقة.. رنت ضحكة متهكمة رجراجة تلتها عبارة- لا أستطيع ترجمتها لاعتبارات الذوق العام:).. قبل أن ينخرط في حديث طويل حول الموضوع
أتتني عندها خاطرة ماذا سيحدث لو تنقلب الآية فيجد الأخ الأكبر نفسه فجأة تحت الأضواء تراقب حركاته وسكناته ووشوشاته وينعدم الفرق بين المخفي والمعلن
قرارات بمثابة صفقات تجرى في كواليس معتمة,ووجوه سياسية مسرحية يعد لخطاباتها وإيماءاتها مستشارون وعلماء نفس ومصممو أزياء ومحللو استطلاعات ومخرجون... وأوراق ووثائق تخرج من أدراج وينفض عنها الغبار .. ربما ليكتب التاريخ بمقاربة متعددة أكثر وأدق,- وربما أكثر تضليلآ - قد يمكن فيما لو قيض لها أن تخرج للعلن لحظةكتابتها أن تغير مجاري الأحداث جذريآ.. ولكن هل هي شروط اللعبة... الجمهور العادي آخر من يعلم... وربما عايز كده!ا
السلطة الرابعة -كما تسمى الصحافة- أصبحت عالمآ متشابكآ إلى حد كبير ..خاب أملي إلى حد ما بصحافة العالم الحرة - كما يفترض- بعد عدة سنوات من العيش في الغرب..قد أحكي قريبآ كمثال انطباعاتي عن مهزلة دارفور التي كانت أقرب إلى مسرحية لعبت الصحافة فيه دورآ رسمته الحكومات والشركات العابرة للقارات بجدارة- أو ربما دون قصد !!؟
ليلة ... غير عادية تخرج لنا بموضوع قيم .... ماذا اقول أكثري من قلقك الليلي ... ولكني لا أستطيع :)
المهم
إن ما يجري الآن هو قريب الشبه مما تصوره الكاتب George Orwell في روايته فشعوب العالم تحولت إلى روبوتات توجهها أجهزة الإعلام التي يتحكم بها أصحاب رؤوس الاموال و السياسيين الموالين لهم ... أختفت الأيدولوجيات لتبقى علامة الدولار هي المسيطر الاول على مجريات الأمور .. لتأخذ الأمور شكلا آخر ... أكثر قذارة من داخلها أشد بريقا من الخارج يفرح البعض بالليبراليات الأوروبية .. ولكنها في الحقيقة اشد قسوة من الديكتاتوريات العربية ..... فالديكتاتور واضح .. ولكن الليبرالية الأوروبية تسيطر و تسحق و تعذب من خلال منظومة شديدة التنظيم و تحمي نفسها بسواتر من الجمل البراقة الجميلة ولكن في الحقيقة هي عكس ما يقال تماما
ولكي تحية تملئها أجمل نغمات رحمانيوف الذي يشاركني هذا اليــوم
(f)
03-11-2006, 02:32 PM
{myadvertisements[zone_3]}
على نور الله
Banned
المشاركات: 8,439
الانضمام: Apr 2005
لا اعتقد ان العالم وصل الى هذه المرحلة و لن يصل اليها فى يوم من الايام بل ستبقى فى الخيال لان السياسة فن قيادة الشعوب لن تصارح الناس فى يوم من الايام بالحقائق سواء بحسن نية او سوء نية و ستبقى اكثر العوالم سرية لانها اخطر العوالم .
و السرية تكلف الملايين و ربما المليارات و اكثر .
و لو اطلع الناس على خفايا الامور فستقع كوارث على جميع المستويات .
احد الصالحين سال الله تعالى ان يطلع على امور الناس دون ان يطلعوا على اموره .
و اخبر استاذه العرفانى بذلك و ساله :
و انت يا سيدى ماذا سالت الله ؟؟؟
فاجابه :
سالته ان لا يطلعهم على امورى و لا يطلعنى على امورهم .
اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار