منذ عام كنتِ ما زلتِ هنا بيننا ... منذ عام لم نفكر ولو للحظة أننا سنفقدكِ , و ربما لم نكن نريد أن نفكر بفقدانك .
الآن وبعد عام هل تعلمين أنكِ ما زلتِ معنا ... انكِ مازلتِ بيننا ... مازلتِ تعيشين معنا في كل لحظة ... في كل دمعة ... في كل بسمة ...ما زلتِ توبخيننا أحياناً وتعطفي علينا أحياناً أُخرى .
أما أنا الآن فإني أحبكِ أكثر , وبكل خجل أقول : أفهمكِ أكثر , وبكل حزن أقول : بأنني اليوم أحتاجكِ أكثر .

اشتقتُ إليكِ يا أمي , واشتقتُ لكل لحظة من سنين عمري الماضية لأنها كانت معكِ .
سيمر عام على فقدانكِ قريباً ولم أعلم بعد متى سيلتئم الجرح ... متى سيخف وقع الألم ... متى ستصبح ذكراكِ تحملُ بسمة بدلاً من دمعة تجرح القلب والروح .

يراودني دائماً احساس غريب بأنني سأراكِ من جديد فالحياة لا يمكن أن تننهي هكذا ... بهذه البساطة
احساس قوي يقول لي دائماً بأنكِ ستعودين إلى الحياة من جديد فأنا لا يمكن أن أفقدكِ إلى الأبد
وهذه الروح الجديدة التي تسكن أحشائي هل يمكن أن تعيش حياتها من دون أن تمري بها .. فلن يكون لحياتها إذاً أي معنى .

هل تسمعينني يا أمي عندما أناديكِ ؟
هل تشعرين بحزني الكبير ؟
وهل تأكدتِ الآن بأنه ليس هنالك انسان في هذه الدنيا يستطيع أن يعوضني عنكِ ... عن لحظة صغيرة .. صغيرة أمضيها بقربكِ
ولن يستطيع اكبر حب في هذه الدنيا أن يعوضني عن حبكِ .

ما أصعب فراقكِ يا أمي , وما أصعب هذه الآيام من دونكِ
وحيدةٌ انا يا أمي ... وحيدة أنا وغريبة رغم كل الحب الذي يحاوطني ... رغم كل البشر الذين بجانبي
وحيدةٌ وغريبة وسأبقى طالما أني لن اراكِ في هذه الحياة .

إنه اليوم الذي خفت من قدومهِ .. إنهُ عيدكِ .. إنهُ يومكِ , ولكنكِ هذا العام لن تحضري ... لن تأتي ولكني سأكون دائماً حاضرة في مثل هذا اليوم وإن لم تأتي سآتي أنا إليكِ وسأقول لكِ كل عام وأنتِ بخير ... وسأقبلكِ ككل عام واقدم لكِ الهدية ككل عام , وسأعرف بأنكِ ستسمعيني , وبأنكِ ستقبليني , وتبتسمين لي بكل حنان الدنيا , وستأخذيني بحضن روحكِ , وسأتمنى عندها أن أبقى بين يديكِ إلى الأبد .

كل عام وأنتِ بخير يا أمي , وأنتِ هناك بعيدةٌ عنا
في ذلك العالم الجديد .


:rose:

:rose:

أمي

[CENTER]أحبّك
عدد ما قالوا العشّاق كلمة أحبك
عدد ما سطرت الأوراق كلمة أحبك

أحب شمسك و أحب ظلك
أحب صمتك و أحب همسك

أحب الليل لأنّك قَمَرته و ضَيّه
و أحب النهار لأنك نور هالدنيا[/CENTER]

رحم الله والدتك :rose:

رحم الله وامك طفول
و امهتنا جميعا أحياء و أموات
(f)

أختي العزيزة الغالية "طفول"؛

مرّ عليَّ هذا العيد بُعيد أقلِّ من سنة بقليل من وفاة والدتنا بقلبٍ يعتصر ألماً. لم أتجاوز بعد مرحلة عضات الحزن في قلبي، ورجفات الفقد، واحتقان الجرح.
أفكر بك يا أمي كل يوم، وأستمر في الحياة بقلب متيبس محقون بالوجع. وجسدٍ بلا روح.
كلما بدأت محاولة لأكتب فيكِ كلمة ما أحس بالوضاعة والابتذال، فكل الكلمات أصغر من أن تعبر عن حبّك الكبير لنا عن حنانك الذي لا تستطيع ريشة فنان ولا قلم إنسان الإحاطة به.
أعرف أن هناك في حياتي مرحلتين فقط "ما قبل موتك" وما بعده. وأعلم أني لن أراكِ أبداً، وأعلم أن القلب لن يعود لمرحه ونقائه وصفائه يوماً.

أحبك يا أمي ولن أنساكِ ما حييت، وربما أرى بعضاً منك في وجه أختي وأخي، في صورتي، وفي أبناء لي ولهم لن تعرفيهم وكنتِ أعلم ، أعلم أنك كنت تتوقين لمداعبتهم في حياتك.

كل عامٍ وأنت بخير أينما كنتِ وكيفما كنتِ.

هذه أخيراً كلمات أرسلتها إليكِ منذ سنوات وأهديها لكل الأمهات:

يا شرفَ الجنّة ما حملت
يا أمي يا روضاً أخضر ...

للنهر أجزاءٌ ترفد ... أنت نهرٌ دون روافدْ
أنت لحن الكون الأبدي ... أنت دفء الدنيا الخالدْ
في حبّكِ يهتز العالم .. يخشع تحت ثراك العابدْ

من أجلك قد صار الربُّ ... طفلاً في حضن العذراءْ
في وصفك يحتار الشعر ... تهوي أقلام الشعراءْ
يا قلباً ينهارُ حناناً ... حين تراني أُمس بداءْ

:rose:

وفي أبناء لي ولهم لن تعرفيهم وكنتِ أعلم ، أعلم أنك كنت تتوقين لمداعبتهم في حياتك.

ان هذا اكثر ما يعذبني.. انها لن ترى ابني القادم الى الحياة قريباً وانا اعرف ان هذا فعلاً ما كانت تتوق اليه
وانني مهما اخبرته عنها لن يستطيع معرفتها كما عرفناها نحن.



الملكة وكمبيوترجي والعلماني الأعزاء
شكراً لشعوركم وتعاطفكم

(f)