يا وجهاً تأوي إليهِ لاهثةٌ
أشباحُ نظراتيّ المتصوفةْ ...
تلوذُ وراءَ منابعِ ضوئه
تشتمُ فيهِ روحَ الأنوثةِ
وتختفي وملؤها الهذيانُ
خلفَ موائدِ ملائكةٍ مترفةْ ...
يا نابضاً تكسو ملامحهُ
تلالُ الثلجِ وبراكينُ النار
ويستريحُ تحتَ غطاءِ
كعبةٍ أخضرْ
يا شامخاً يلامسُ سقفَ السماءِ
وإذا ما لامسهُ سكري تطهرْ
كيفَ نحوكَ تجرُ تفكيري
تربطهُ من عنقِ حيرتهِ
تصهرهُ بطقوسِ عبادةٍ متطرفةْ ...
يا منحوتةً أبدعها الصبُر
بشكلٍ غريب
وتأتي من عصرٍ غريب
تخلقُ الأحزانَ بشفاهي
إذا ما استحمت بطهرها الغريب...
أيا نجمةً من وطنٍ خياليٍ
لم تصل إليهِ بناتُ أفكاري
كيفَ أجعلُ شراعَ حنيني
يطفو فوقَ عمقكِ
يضيعُ بين خطوط اللهيب ...
يا من تتضرعُ لها الحواسُ
وينصاعُ جسدي لإيماءةِ رغباتها
أنا عبدٌ شديدُ التزمتِ
لألوانِ مناخكِ المختلفةْ ...
يا مهرةً عربيةَ التكوين
تعشقُ الجموحَ والتمرد
متى يستقبلُ جوفُ نيرانكِ
أمتعةَ حبي المهاجرة
فصولَ جنونيّ الحاضرة
ويدمجها بحرارة التوحد
متى يذوقُ أمطاريّ المتأججة
وخمرَ عواطفي المنجرفةْ ...
يا قصة ادماني
وتورطي
ودموعي
وضلالةَ نزيفي المتجدد
متى يشعرني إمضاءُ همسكِ
بهدير انبعاثي وصحوتي
فأضمُ نفسي في نفسكِ
بعيداً عن مقابر التشرد
قريباً من رحم الحريةِ المتوقد
أجدني بخلاصةِ طين الوجد
كونتُ حديقةَ عمرٍ جديد
من غير أمالٍ ينخرها
ريحُ الشتاء المعربد
وتقطعها رقصاتُ السكونِ المزيفةْ ...


(f)