{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
القرد العاري
كمال غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 98
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #1
القرد العاري
القرد العاري

تضم فصيلة القرود 193 نوعا من القرود ( كالغوريلا والسعادين وغيرها ) يكسو أجسادها فرو كثيف الشعر .. إلا نوع واحدا فقط من هذه 193 نوعا ، جسده عاري من الفراء . والاسم العلمي لهذا النوع من القردة هو ( هوموسابين ) ، أما اسمه الاجتماعي فهو (( الإنسان )) !
وهذا النوع من فصيلة القردة كائن لطيف وطريف جدا ، ليس لخلو جسده من الفراء فحسب ، وإنما لأنه يقضي معظم وقته في مراقبة سلوك بقية أفراد أقربائه القردة ، ودراسة الشروط المعيشية والجنسية لها ولبقية الكائنات الحية ( ويسميها عادة الحيوانات ) كما لو كان كائنا مختلفا عنها مستقل المنشأ !

ولعل أطرف ما فيه انه يتباهى بدماغه ، مفاخرا بأنه أضخم دماغ بين الكائنات الحية ، بينما يتجاهل ويتستر على حقيقة أخرى يعرفها جيدا : انه صاحب اكبر عضو تناسل بين مختلف القردة في فصيلته !!

هذا الكلام مأخوذ من فصل من كتاب ( مواطنة متلبسة بالقراءة ) للكاتبة السورية غادة السمان ..نقلا عن كتاب القرد العاري The naked Ape تأليف العالم الاحيائي ديسموند موريس .
( لدي في مكتبتي احد طبعات الكتاب إصدار
(بعد نجاح الكتاب اصدر المؤلف الجزء الثاني ،باسم حديقة الحيوانات البشرية ،) .

يقول الناشر بان الكتاب قد نجح في إعادة الإنسان إلى مكانه الحقيقي من رف المخلوقات !
كتاب يبين ان الإنسان رغم ضخامة دماغه ، ما يزال مثل أسلافه القردة ، بدائي في ممارسته لحياته الجنسية والعاطفية والاجتماعية ... بل إنه في سلوكه وعاداته ( كآداب الطعام مثلا ) ما يزال بدائيا لا يختلف كثيرا عن باقي أفراد قبيلة القردة !
وهو كتاب يحرض تفكير القارئ ويستفزه ، بل يمنحه فرصة للتأمل في ذاته ونقدها كما يلقي الضوء على الأسباب الخفية التي تكمن خلف تصرفات المحيطين به من القردة العراة !!( هذا ما يقوله الناشر للكتاب ويحاول المؤلف ان يثبته في كتابه ) .

العالم الاحيائي ( المؤلف ) يطل على الإنسان من خلال زاوية جديدة ليدرسه
انه عالم في علم الحيوان بتجول في حديقة حيوان هائلة وبلا أسوار هي الكرة الأرضية بأكملها .. ومن زاويته العلمية تلك يتأمل كل الأحياء بحياد موضوعي تام أي ينظر إلى الإنسان كما لو كان كائنا لم يسبق له ان شاهده من قبل ولم يسمع به كائنا حملوه إلى مختبره ذات يوم وطلبوه منه دراسته استعدادا لإدخال هذا الحيوان الغريب الى الجناح الخاص بالقردة او الأسماك او الطيور وفقا لنتائج الدراسة ، كما سيتم وضع التسمية العلمية له بعد ذلك .
أي ان العالم هذا يطل على الإنسان من زاوية علمية مجردة من أية آراء مسبقة ، نظرة جديدة لن تأخذ بعين الاعتبار كل ما سبق من نظريات عن اصل الإنسان ( في الدين والعلم والخيال والأدب والاجتماع والاقتصاد ....الخ.) وبالتالي فالآراء التي يصل اليها قد تلتقي بالنظريات السابقة او ببعضها وقد لا تلتقي ولكنه لن يأخذ ايا منها بعين الاعتبار سلبا أو إيجابا .

الكتاب يتكون من ثمانية فصول يركز فيها على دراسة الحاجات الأساسية ( للحيوان الغريب قيد الدراسة ) الجماع والجنس ، الولادة ، حب الاكتشاف ، الاقتتال ، التغذية ، الاستراحة ، الحيوانية ......... يخرج منها بخلاصة في تصنيف هذا الكائن .

لقد قرر إطلاق تسمية القرد العاري على الإنسان .. انه لن يسميه القرد الذكي أو القرد صانع الأدوات أو القرد الصاعد إلى القمر فهذه كلها صفات غير جوهرية في ذات القرد العاري كونها لا تعدو مظهرا من مظاهر تكييفه مع الحياة في عصر ما وضمن ظروف معينة انه يستطيع أن يؤكد حقيقة علمية وحدة بان هذا الكائن عار من الفراء !

في الفصل الخاص بالجنس يصف المؤلف التواصل الجسدي وصفا مفصلا مع تسمية الأشياء بأسمائها من قبل الأمانة العلمية وبمعزل عن قيود المجتمع والتأريخ والتقاليد ....فهو يقارن بين سلوك الإنسان والقرد خلال عملية التواصل محاولا ان يثبت لنا بان الفرق ليس أساسيا ، وإنما هو نتيجة محاولة الإنسان التكييف مع واقعه الطبيعي
فالفروق مثل إطالة عملية ( التحضير ) قبل الوصول لدى الإنسان وتفاصيل جنسية أخرى يجد لها تفسيرات جديدة وجريئة ابعد حد ..

الشيء ذاته نجده يطبقه في بقية فصول الكتاب .. محاولا إثبات بان سلوك الإنسان في التغذية والاقتتال وتربية الأولاد وحب الاكتشاف هو في جوهره مطابق لسلوك القردة في مثل هذه الحالات .. وكل ما يبدو من الخارج كفروق أساسية .. ليس سوى عورض وأقنعة متغيرة يلجأ إليها في تكيفه مع الطبيعة خلال صراعه من اجل البقاء

أما لماذا فقد الإنسان فروه ......فيرجع إلى عوامل طبيعة ومعيشية واجهها قطيع من القرود ذات يوم ما وعصر ما وحدث التبدل تلقائيا وهو لا يعلق أية أهمية على الصورة الخارجية للإنسان من حيث الشبه بالقرد بقدر ما يركز على التطابق بين الإنسان والقرد في السلوك والغرائز والحاجات الطبيعية الأساسية

هنالك تشابه كبير وجوهري بين سلوك الإنسان وسلوك القردة
مع فارق واحد سطحي هو إن على سلوكه قشرة رقيقة جدا من أقنعة التحضر الموهوم ، وعن جسده سقطت قشرة رقيقة من الشعر فصار الإنسان قردا عاريا لا أكثر !

المؤلف مع انه من مؤيدي نظرية دارون
إلا انه لم يذكر الحلقة المفقودة ( الكائن الحي او حلقة الوصل بين تطور القرد الى الإنسان )
لذلك يطرح السؤال الأساسي ... أين الدليل على ان الإنسان قرد ابن قرد ؟ ... أين الحلقة المفقودة ؟

الجواب في الكتاب هو
الإنسان المعاصر هو الحلقة المفقودة
فالإنسان الحالي ليس بعد ( إنسانا ) بالمعنى التي تصوره العقائد والأديان والمثل والنظريات المثالية ولم يتوصل بعد لنيل استحقاق لقب ( الإنسان ) وفي نفس الوقت هو لم يعد( قردا ) تماما ولكنه اقرب إلى القرد من الإنسان
الإنسان المعاصر في رأيه هو ( الحلقة المفقودة ) وبدلا من التنقيب عنها في الثلوج والجبال والوديان والكهوف ...... كل ما يقترحه المؤلف هو ان يحدق الإنسان في المرآة ليرى الحلقة المفقودة !!!

:97:

12-11-2005, 10:15 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
كمال غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 98
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #2
القرد العاري
كل يوم يمضي يؤيد ما جاء بالكتاب المذكور
هاهم البشر يتصرفون بحياتهم ويتعايشون بغلاف من العادات والقيم الاخلاقية التي لا تحد من غرائزهم وعدوانهم على ابناء جنسهم الاخرين
01-31-2006, 11:01 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  دور العمل في تحول القرد إلى إنسان، فريدريك إنجلز charles de gaulle 78 1 1,044 12-22-2008, 01:39 PM
آخر رد: charles de gaulle 78

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS