جقل
عضو متقدم
   
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
دورة مكثفة في تعليم قيادة الدراجة..
دورة في تعليم قيادة الدراجة
لا أستطيع كتم أعجابي بطابور اليافعين سريعي الحركة الذين يمرقون أمامي و خلفي و على "أجنابي" و هم يمتطون ألواحا خشبية مثبته على عجلات مطاطية صغيرة يسابقون فيها السيارات و المارة.و الإعجاب هنا أرده الى شعور العجز الذي أحس به و أنا أتذكر الأيام الكثيرة التي قضيتها محاولا قيادة بسكليت "دراجة" و قيادة الدراجة تبدو "لعبة أطفال" إذا ما قورنت بإعتلاء صهوة لوح خشبي,كان أحد أحلامي "الكبيرة" أمتطاء ظهر دراجة هوائية بعجلتين كبيرتين و الإنطلاق سريعا لتراني "هدى" حسناء الحارة,و لكنه بقي حلما بعيد المنال بعد أن بائت محاولاتي بتعلم قيادة الدراجة جميعها بالفشل.
لم تكن "هدى" حافزي في البداية لمحاولة ترويض الدراجة ذات العجلتين بل كان رغبة في القيام بما يقوم به الجميع و كان جميع من أعرف يركبون درجاتهم و بكثير من الحرفة و الفن نورس كان يقود دراجته و يديه خلف ظهرة و مجدي كان يرفع العجلة الأمامية و ينطلق على العجلة الخلفية يقوم مجدي بحركته هذه بسهولة شرب الماء كنت أرقبهم بحسد و يزداد حسدي لهم بعد محاولات قليلة و غير جادة لتعلم القيادة كانت تنتهي بندوب و جروح و سحجات سطحية على المرفقين و الساقين و الظهر,ظهور هدى و إعجابها الشديد بسأئقي الدراجات المهرة شحذ همتي و حفزني بشدة حتى آخذ الأمر بكل الجدية التي يستحقها.
الخطوة الأولى كانت إقتناء دراجة يمكنها تحمل أكبر قدر من الصدمات, حصلت على واحدة خضراء زاهية ذات مقعد أسود شامخ و دواستين من المعدن اللامع,و أتفقت مع نورس و مجدي على تعليمي وافقا بحماس و سريعا بدأت الدورة المكثفه .كنت أجد صعوبة كبرى في إبقاء الدراجة متوازنه فإما أن تنقلب على اليمين أو على اليسار و ذلك بعد أن أنطلق بمتر واحد أو مترين و أجد صعوبة أخرة في أبقاء نفسي ثابتا عليها و صعوبة ثالثة في أبقاء أعصابي هادئة و كل تلك الصعوبات كانت تحل على شكل علامات و ندوب في كل أنحاء جسدي,لم يبق جدار و لا عمود كهرباء إلا و أصطدمت بها جميعا حتى حاوية الزبالة الوحيدة دخلت فيها عدة مرات و لكن السقطة الكبرى كانت عندما أندفع أمامي فجأة قطيع من الماعز وو جدت نفسي و دراجتي أهوي في وسطها لم يبتلع تيس القطيع الأمر و ظن أنني أتحرش بإناثه فنظر ألي شذرا و حرك قرنيه غيظا و أنطلق نحوي "يا قاتل يا مقتول" غالبت أوجاعي و الآلام التي تتوزع بالتساوي على كل أنحاء جسدي و أسلمت ساقاي للريح و تبعني التيس الضخم بحماس المطعون بكرامته.
الذي كان يحز في نفسي أن جميع مشاهد السقوط و الفشل و مشاهد تضميد الجراح كانت تتم على مرأى من "هدى" فكانت الوجع مضاعفا و الألم مثلثا.يئس مجدي و نورس من تعليمي و قالا بأني شخص ذو رأس يابس يتحمل الوقوع القاسي على الأسفلت و لا يقوى على تعلم مهاره يسيره كسياقة دراجة,و لكن همتي لم تفتر و أبتكرت وسيلة جديدة للتدريب كنت أخرج ليلا بعد تهدأ الحركات و أحاول مجددا على ضوء الشارع الخافت لكن الأمر كان صعبا و شاقا جدا . تحول الأمر الى هاجس و صرت أرى في منامي دراجات و سائقين و فتيات حسناوات يشبهن هدى و تطور الأمر حتى صارت أحلام يقظة و كوابيس نهارية تجلس على كتفي .
عندما رفعت رأسي من آخر سقطة من على دراجتي كانت هدى تقف بجواري مباشرة بحلقت بشدة في وجهها محاولا الإستنجاد بضوء الشار ع الخافت لأتأمل أكبر مساحة من وجهه الجميل,مدت يدها لتساعدني على النهوض أغمضت عيني و فتحتها بسرعة و تحسست بدي أحدى التلال المنتفخة في رأسي من تأثير السقطة ,يم وجدت يدي تمتد الى يدها كانت لمستها باردة بطعم الجليد شدتني فتواقفت متظاهرا بأني قمت بمساعدتها نحتني جانبي و مازلت أحملق فيها مدهوشا رفعت دراجتي عن الأرض و صعدت فوقها بخفة ثم أنطلقت بهدوء حتى أبتلعتها ظلمة الشارع,كنت واقفا ببلاهة عمود الكهرباء أسترجع الشريط الذي حصل أمامي منذ قليل.
لم أعرف إذا كانت هدى تريد السخرية مني أو تشجيعي و لم أسألها لأنها أختفت بعد أن رحل اهلها,خف حماسي لتعلم قيادة الدراجة و بقي مكانه توق أترجمه على شكل زخات منالغضب بعد مرور أفواج المتزحلقين على الألواح الخشبية
|
|
01-24-2006, 02:21 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
Deena
عضو رائد
    
المشاركات: 1,133
الانضمام: Dec 2001
|
دورة مكثفة في تعليم قيادة الدراجة..
|
|
01-27-2006, 09:11 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}