أمر عجيب يا علي أن لا يتعرض الأئمة الاثني عشر إلى مسالة قتل عثمان على ما فيها من دماء لا تزال تسكب إلى اليوم بين المسلمين.

أما أنني لم أقارن بين مقتل الحسين ومقتل عثمان، بل جعلت مقتل عثمان سببا في قتل طلحة والزبير وعلي وعمار والمرقال والحسن والحسين وابن الزبير وابن عمر، وسببا في كربلاء والحرة وفخ، بل وأي دم ينزل بين مسلمين اليوم، فإنما دم عثمان المسفوك ظلما هو السنة السيئة التي اقتدى بها من يسفك الدم الحرام.

لا يغير مقتل عثمان بإرهاب جماعي شيئا من واقع مقتلته، فلا يعني تظاهر جماعة من البشر ضد امرئ على أنه مذنب بالضرورة، ولا أن دمه بات هدرا. هوذا بنو إسرائيل قد تظاهروا على إلياس واليسع وزكريا ويحيى وعيسى صلوات الله عليهم وسلامه. فقتلوهم بـ"ثورة جماعية" إلا المسيح، فهل نقول أن الأنبياء أصبحوا مهدوري الدم؟

هل بت ائمة الاثني عشرية بأي شيء بأمر عثمان؟ أم تركونا نضرب خبط عشواء؟
هل عثمان على فرض أنه قد قام بكل تلك "الذنوب" معصوم الدم أو مهدور الدم؟ هل من يصنع في زمننا الحاضر أحد "ذنوب" عثمان معصوم أم مهدور الدم؟

اخى الفاضل خالد :

تفضلت بالقول :
..........
أمر عجيب يا علي أن لا يتعرض الأئمة الاثني عشر إلى مسالة قتل عثمان على ما فيها من دماء لا تزال تسكب إلى اليوم بين المسلمين.
...........
الجواب:
اخى الفاضل
و من قال انهم لم يتعرضوا الى هذه المسالة
يا اخى فى الصفحة السابقة نقلت لك من البداية و النهاية راى الامام على عليه السلام فى المسالة فما حاجتك للبحث عن رايه فى مذهبنا الذى ليس حجة عندك بارك الله بك
و اعيد عليك ما جاء فى البداية و النهاية من راى الامام على عليه السلام :
........

قال: فرجع الناس، وخرج بعضهم حتى أتى علياً فأخبره الخبر، فجاء علي مغضباً حتى دخل على عثمان.
فقال: أما رضيت من مروان ولا رضي منك إلا بتحويلك عن دينك وعقلك ؟! وإن مثلك مثل جمل الظعينة سار حيث يسار به، والله ما مروان بذي رأي في دينه ولا نفسه، وأيم والله إني لأراه سيوردك، ثم لا يصدرك، وما أنا بعائد بعد مقامي هذا لمعاتبتك، أذهبت سوقك، وغلبت أمرك.
..........

هذا من ناحية
من ناحية اخرى فاننى لا اوافقك اخى الكريم بان مقتل عثمان هو سبب الدماء التى تسكب اليوم بين المسلمين
لا علاقة لمقتل عثمان بذلك لا من قريب و لا من بعيد .
مقتل عثمان حجة واهية استعملها طلحة و الزبير و معاوية للوصول الى السلطة التى عملوا من اجل الوصول اليها منذ وفاة الرسول الاعظم .
طلحة و الزبير رفضا مبايعة ابى بكر و اجبرهما عمر على المبايعة بالسيف و بالقوة .
اما معاوية و هو ممثل الامويين فان اباه ابو سفيان مد يده للامام على عليه السلام لضرب خلافة ابى بكر بالدعم الاموى مستغلا خلاف الامام على عليه السلام مع اصحاب السقيفة و لكن الامام على عليه السلام رفض و قال له بما معناه بانها يد يهودية .
اى ان الدعم الاموى مرفوض من الامام لان له ابعاد خطيرة و هى وصول الامويين للحكم و لو عن طريق دعم الامام على عليه السلام .
لان الامويين لا يمدون يدهم بالعون لوجه الله تعالى
بل لابد ان يحصلوا على ثمن دعمهم و هو امر فهمه الامام على عليه السلام و لكن للاسف لم يفهمه عمر بن لخطاب الذى منح معاوية ولاية الشام .
اذا من الثابت ان تخطيط القوم للحصول على السلطة ليس نتيجة لمقتل عثمان بل مخطط قديم و محاولات سابقة .
اذا الدماء التى سكبت انما بسبب القفز على السلطة و ليس بسبب مقتل عثمان .
الدماء هى مطالبة من لا يستحقون للسلطة و اما دم عثمان فلا يعنى لهم شيئا
و تفضل الدليل
اقرب الناس الى عثمان و اشدهم مطالبة بدمه هو معاوية
طيب :

البداية والنهاية، الإصدار 2.07 - للإمام إسماعيل بن كثير الدمشقي.
الجزء الثامن >> سنة ستين من الهجرة النبوية >> وهذه ترجمة معاوية وذكر شيء من أيامه وما ورد في مناقبه وفضائله

وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وسعيد بن منصور قالا: ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن سويد.
قال: صلى بنا معاوية بالنخيلة - يعني: خارج الكوفة - الجمعة في الضحى، ثم خطبنا فقال: ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، قد عرفت أنكم تفعلون ذلك، ولكن إنما [SIZE=5]قاتلتكم لأتأمر عليكم، فقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون.
رواه محمد بن سعد عن يعلى بن عبيد، عن الأعمش به.
.............
فما قولك يا اخى الحبيب
المطلوب هو الامارة و ما فعلوه كانوا سيفعلونه سواء قتل عثمان ام لم يقتل .
بل ازيدك من الشعر بيت من نفس المصدر السابق :

وقال الليث: حدثني علوان بن صالح بن كيسان أن معاوية قدم المدينة أول حجة حجها بعد اجتماع الناس عليه، فلقيه الحسن والحسين ورجال من قريش، فتوجه إلى دار عثمان بن عفان، فلما دنا إلى باب الدار صاحت عائشة بنت عثمان وندبت أباها.
فقال معاوية لمن معه: انصرفوا إلى منازلكم فإن لي حاجة في هذه الدار، فانصرفوا ودخل فسكن عائشة بنت عثمان، وأمرها بالكف وقال لها: يا بنت أخي إن الناس أعطونا سلطاننا فأظهرنا لهم حلماً تحته غضب، وأظهروا لنا طاعة تحتها حقد، فبعناهم هذا بهذا، وباعونا هذا بهذا.
فإن أعطيناهم غير ما اشتروا منا شحوا علينا بحقنا وغمطناهم بحقهم، ومع كل إنسان منهم شيعته، وهو يرى مكان شيعته، فإن نكثناهم نكثوا بنا، ثم لا ندري أتكون لنا الدائرة أم علينا؟
وأن تكوني ابنة عثمان أمير المؤمنين أحب إليّ أن تكوني أمة من إماء المسلمين، ونعم الخلف أنا لك بعد أبيك.
................

يعنى ابنة عثمان تبكى و تصيح لان معاوية لم ياخذ بثار ابيها من قتلته كما كان يطلب .
صحيح انه قتل بعض من شارك بذلك الا ان هؤلاء كانوا عائقا امام سلطته اما الذين اعطوه السلطة فقد اسقط عنهم دم عثمان و لم يعد يبالى بالقصاص المزعوم .
ملاحظة :
انا اتفهم و ارحب بموقفك من معاوية و انك لا تعده من الصحابة
و لكن اخى الفاضل جرائمهم كانت مرتبة و منظمة من قبل مقتل عثمان انما مقتله مبرر باطل و لو لم يكن لوجدوا مبررا غيره .

تفضلت بالقول :
...........

لا يغير مقتل عثمان بإرهاب جماعي شيئا من واقع مقتلته، فلا يعني تظاهر جماعة من البشر ضد امرئ على أنه مذنب بالضرورة، ولا أن دمه بات هدرا. هوذا بنو إسرائيل قد تظاهروا على إلياس واليسع وزكريا ويحيى وعيسى صلوات الله عليهم وسلامه. فقتلوهم بـ"ثورة جماعية" إلا المسيح، فهل نقول أن الأنبياء أصبحوا مهدوري الدم؟
.........
الجواب:
كلام صحيح مائة بالمائة .
و انا لم احتج بفعل الجماعة او مجموعة بان عثمان مذنب
بل احتججت بسنة الرسول الاعظم التى غيرها عثمان و على رسالته التى تامر واليه فى مصر بقتل المعارضة الذين اكتفوا بالاحتجاج بداية و لم يقتلوه .
و احتججت بتوليته الامصار من لا يستحقون اذ انه جعلهم جميعا تقريبا من بنى امية .
و احتججت باعتدائه على ابى ذر و اعتدائه على عمار رضى الله عنهما .
و احتججت باعتذاره و توبته امام الناس عن ذنوب ارتكبها بحقهم و ظلمه الواقع عليهم و للاسف تراجع عن اعتذاره .
احتججت بمقولة الامام على عليه السلام اليه بمخالفته للدين و العقل .

تفضلت بالقول :
..........
هل بت ائمة الاثني عشرية بأي شيء بأمر عثمان؟ أم تركونا نضرب خبط عشواء؟
هل عثمان على فرض أنه قد قام بكل تلك "الذنوب" معصوم الدم أو مهدور الدم؟ هل من يصنع في زمننا الحاضر أحد "ذنوب" عثمان معصوم أم مهدور الدم؟
...........
الجواب:
موقف الائمة عليهم السلام اوضح من الشمس
و خطبة الامام على عليه السلام المعروفة بالشقشقية توضح الامر و تستطيع الرجوع اليها و هى فى نهج البلاغة .
اما كونه معصوم الدم ام مهدور الدم فهذا امر يرجع الى الفقهاء .
استطيع فقط ان اقول بانه كان مذنبا و ظلم الناس
و اهم ظلمه :
تسلمه الخلافة التى هى منصب الامام على عليه السلام
فقد ظلم الامام على عليه السلام و مكن لاعدائه الامويين .

ظلمه لابى ذر رضى الله عنه و نفيه الى الربذة و منعه الناس من ان تتحدث اليه او مخالطته ارضاء للامويين .

ظلمه لعمار بن ياسر رضى الله عنهما و تعديه عليه بالضرب

هذه افظع مظالمه و ليس جميعها

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار