الزميلة الرفيق "روزا لوكسمبورج"
محبة و سلام
سعدت حين قرأت مشاركتك .. الآن تعرفت عليك
بعيدا عن الكلام السياسي و الديني لقد قدمت نفسك لنا بهذة التصريحات الخاصة و الحميمة
شكرا
أتصور أنني لكي أعرف أي إنسان معرفة حقيقية علي أن أراه مع أقرب الناس إليه و في بيته الخاص و يفضل لو بالبيجاما ..
بدا لي أن أمك هو الشخص المركزي و الرئيسي في حياتك .. أكثر من أثر عليك.
أما عن إختيارك لأبيك في الإستفتاء فأنا أتصور أن إختيارك هو من باب عقاب أمك لا أكثر, و ليس لأن أباك هو الأقرب أو الأكثر حبا.
هناك آباء ليسوا معنيين بالمنزل أو بمشاعرهم تجاههم ..
و هناك من يهتم قليلا ..
أبوكي أنت أتبع إستراتيجية (مش كويسة) .. هو كان يترك الحمل كله على والدتك ثم حين يأتي بهدايا يضحك و يبتسم و يفصل في المشاكل و يرجع لحال سبيله و هكذا لا يبذل مجهودا كبيرا في الحفاظ على العلاقة ... (الرجال لا يبذلون مجهودا كبيرا في الحفاظ على العلاقات .. هذا هو موضوعي) و في نفس الوقت يترك إنطباعا جيدا لدى الأطفال (اللي منهم حضرتك)
أنت إعترفت أنه تخلى أبوكي عن مسئوليته المنزلية (و أن هذا ما يفعله معظم الآباء و هو أمر صحيح و واقع فعلا) ..
اقتباس: روزا لوكسمبرج كتب/كتبت
الأن.. أفهم تماماً إضطرارها للعب ذلك الدور بعد أن تخلى عنها أبي -كما يفعل أغلب الآباء- لتصبح المسؤل الأول عن تربية ثلاث أطفال بمشكلاتهم التي لا تنتهي, ليبقى هو بعيداً بدرجة تسمح له بلعب دور القاضي المرن والمستعد دائماً لتجاوز الخطأ بدون تأنيب أو عقاب. يرانا لساعات قليلة كل يوم ليحكم في مشكلاتنا مع أمي ويسألنا عن دراستنا ويضحك ويلعب ويتناقش معنا, ثم يتركنا ليعود لعمله مرة أخرى.
أنت فهمتي أسلوبه و عرفتي إلي أي حد هو يريد أن يتحمل المسئولية ..
في الواقع هو يذكرني بحسني مبارك .. يسيب الدنيا تولع و لما تحصل مشكلة يلجأ الناس إليه فيتدخل و يعمل منظر.
على العموم المشكلة هنا ليست في أبيك ... فالناس القريبون منا هم فقط من يؤثرون علينا و ليس البعيدين عنا و هو حين إكتفى بدور العضو المنتدب فقد الحميمية شاء أم أبى.
اقتباس: روزا لوكسمبرج كتب/كتبت
1- مارست أمي علي كل أنواع القمع المختلفة, تصنتت على التليفون لتسمع ما أقوله عنها لصديقاتي, إلقت الكثير من كتبي من النافذة, قطعت أوراقاً كثيرة من مذكراتي, مزقت ملابسي التي لا تعجبها..الخ
2- فضلت أمي -ومازالت تفضل- أخي الأكبر لأنه الذكر, وتفضل أختي لأنها نموذج للفتاة المطيعة والهادئة
3- لا تعرف حتى الأن أنواع الطعام المفضلة لدي
4- تصنع من أجلي كل أنواع الحلويات -أكره الحلويات
5- تشتري لي الهديا -على ذوقها الخاص
المشكلة هي أنها لم تحترم خصوصياتك و لم تقدرك حق قدرك و لم تتعرف عليك جيدا ..
و أتصور أنك أنت التي تحجبين نفسك عنها لأنك تنتظرين منها بذل هذا المجهود في معرفتك..
هي تتعامل معك كما تعلمت .. والديها عاملوها بنفس الأسلوب و هي لا تعرف إن كانت هناك أساليب أخرى, نحن نتربى على الواحدية.
كل الآباء و الأمهات لديهم مشاكل مع أي طفل له شخصية و يريد خصوصية و إحترام منذ سن صغيرة .. أما بالنسبة لتفضليها أخوكي الأكبر لأنه ذكر فأرجوكي لا تحدثيني.
هل هناك أم في مصر لا تفعل ؟!!!
طبعا لا .. نادرا
هي تربت على ذلك و تظن أنها أمر طبيعي و عادي حتى لو لو لم تقل ذلك لأنه مترسخ في الوجدان .. و هي تفرق في المعاملة لأنها تقبلت تلك القاعدة على نفسها شخصيا و قبلتها, لن تلوميها إذا قبلتها عليك إذا كانت قبلتها على نفسها.
طبعا أتصور أنكم تشاجرتم و تناطحتم الكثير و الكثير و لم تفهمك و لم تفهم كيف تتفادى الشجار معكي لأن ذلك هو عالمها .. كما هو, أنت المختلفة و أي فتاة غيرك كانت ستتقبل المعاملة و ستفهم أنها طبيعية و مشروعة و بعد أن تتزوج ستقوم بما كانت تقوم به أمها ..
أنت من هي خارج النظام و ليس أمك ..
إما أن تكوني عادية و إما أن تقبلي أقصى ما تستطيعه أمك في التعامل ..
سأقول لكي شيئا جيدا ..
المشكلة أنك تحبينها جدا و ربما بشكل مرضي و لذلك تنتظرين منها الكثير و الكثير من الإحترام و التقدير لانك تعلمين أن الحب موجود و إن كان ينقصه الإحترام الكافي ..
و لكن بقية المشكلة أنك تفترضين أنها لانهائية القدرة و الفهم ..
أفضل ما تقومي به هو أن تتقبليها كما هي و تعلميها كيف تتقبلك .. كوني أنت أمها و كوني أنت من تحتويها, علميها عن نفسك ما لا تعلمه (قولي لها أنك لا تحبين الحلويات و عرفيها ذوقك ... )
تنجحين في حياتك كلها إن إستطعتي تغيير أمك بالشكل الذي تريديه ..
أنت تحبينها جدا و متعلقة بها إلي أقصى درجة و عليك تقبل ذلك.
أما عما قلتيه
اقتباس: روزا لوكسمبرج كتب/كتبت
منذ مراهقتي المبكرة وأنا أعتبر أمي هي عدوي الأول في هذه الحياة
وفي السادسة عشر تعلمت الطهي لأنني لم أطيق أن أتذوق طعامها
وفكرت طويلاً في تدبير الجريمة الكاملة لأتخلص منها للأبد.
كانت أمي كابوساً بالنسبة لي لسنوات طويلة.
لم أعد أكره أمي كما في السابق
فكرت في سن الثانية عشر في الإنتحار هروباً من تسلطها
لم تدرك أمي حتى الأن أنها فقدتني تماماً وهذا يصيبني بالجنون والغضب الشديد منها أحياناً
أنتي لم و لن تكرهي أمك ... هذا ليس صحيحا
تعلقك و حبك لها أعتبره مرضيا حسب ما فهمته من كلامك
لم تكريهها في أي فترة من حياتك ... أما تدبير الجريمة الكاملة فه كان غضبا مكبوتا لا يجد مخرجا غضب قد يؤذيكي أنت و لكن أمك لا.
جريمة ايه .. أنا بيتهيألي لو ماتت يجيلك جنان
ببساطة يجب أن تتقبلي نفسك و مشاعرك .. و قولي أنك كنت و مازلتي تحبين أمك جدا.
أنت ببساطة كنت (و ربما مازلتي) تتصورين ان أمك هي الحياة ذاتها .. تريدين الإنتحار ليس بسبب رفضك للحياة بل بسبب رفضك لامك.
الحركة لا تعني إلا هذا ببساطة ..
أما عن كلامك في أنها فقدتك فهو ليس صحيحا ...
هي لم تفقدك أبدا, أنتي فقط تريدينها أن تشعر أنها فقدتك و بالتالي تسعى لإستعادتك بشتى الطرق و تحاول ساعتها أن تعرفك أكثر و تفهمك أكثر و تقدرك أكثر.
هذا كل شئ ..
ما يثير جنونك هو أنها لم تتقبل ذلك .. راضية بالوضع على ما هو عليه.
مش فاهم ليه مش قادرة تصدقي إن هو ده أقصى ما تستطيعه ... هوه ده آخرها
أقولك لك على سر ... يبدو لي إني أخيرا فهمت مفتاح شخصيتك.
و انا أقول ايه اللي يخلي واحدة تهوى معاداة السلطة و ايه بإسم الشيوعية ...
أنتي تقاومين أمك التي في النظام ...
و تؤمنين بعقيدة شمولية (معلش يعني .. ) التي هي أمك برضه
و لكنك تؤمنين بشيوعية غير تقليدية ... أي أنك تريدين مقاومة أمك لكي تقري أمك المعدلة
الآن فهمت ...
أنا عارف إنك إتفضحتي و إن مشكلتك مع أمك لسه سامعها في ال"بي بي سي" بس معلش ..
تعيشي و تاخدي غيرها ..
منذ الآن لم تعد لكي خصوصية في نادي الفكر العربي ... عرفنا عنك كل حاجة إنتي قلتيها
تحياتي.