طباع...

يقسم علماء "التنجيم" القديم البشر الى أثنا عشر "نوعا" مزاجا بحسب دائرة الفلك و يحتل كل "مزاج" أحد الأبراج الفلكية و هذه الأبراج تقسم بدورها الى أربعة "طباع" أقسام هي كما سماها القدماء الناري و الترابي و المائي و الهوائي و قد ظن فيزيائيو هاتيك الأيام بأن هذه "العناصر" الأربعة هي اصل الأشياء و ربما كانت تشير من خلال تسمياتها الى الفصول الأربعة الناري يرمز الى الصيف و الهوائي الى الخريف و المائي الى الشتاء و الترابي الى الربيع و بذلك يختلف مزاج الاشخاص بحسب الفصل الذي ينتمي أليه و قد نشأ "علم" يدرس الأبراج و تحولاتها و إنعكاساتها النفسية و السلوكية على "البني آدم" و قد أشتهر بعض "علماء" هذا "العلم" و باتوا يظهرون على التلفزيونات متأبطين "لاب توباتهم" وقد حشروا فيه "علمهم" و تنبؤاتهم.

الفرنسي "لوسين" يقسم البشر الى ثمانية "طباع" هي " العاطفي ,العصبي ,الدموي ,اللمفاوي ,الغضبي ,الجموح , الخامل,الهلامي" تقسيم لوسين للبشر على هذا النحو لا يقوم على اساس "فلكي" أو تحركات لمجموعات نجمية , و إنما على أسس سلوكية فقد أختار عده سلوكيات إنسانية منها الإنفعال و الحيوية و الميل..الخ و زاوج بينها للوصول الى اصنافه الثمانية وقال أن طبع "البشري" لا يخرج عن احد هذه النواع الثمانية و من غير الواضح ما إذا كان الطبع أمرا وراثيا لا يملك الإنسان من أمره شيئا ام هو شيئا بيئيا مكتسبا يلعب الوسط المحيط في تكوينه الدور الأكبر أم هو مزيج بينن الأثنين؟؟!!

هناك مدرسة اخرى تقسم الطباع الى أربعة أقسام و هل الإنطوائي و الإنبساطي و الذهاني و العصابي ,و هناك أخرى تقول أن البشر نوعين واحد تفاؤلي و الآخر تشاؤمي أعجبني هذا الإختصار الطبعي و رايت أن أطبق الأمر على نفسي لأعرف هل أنا تشاؤمي ام تفاؤلي فشلت فشلا ذريعا لأني أكتشفت أني أتفائل باشياء و اتشائم من اشياء أخرى مثلا أكره بشده السنه المفرده يعني 2005,2003و2007 و أحب السنوات المزدوجه 2006 ,2008,و فكرت ان لو أتيح لي أن انام طوال السنة المفردة و أظل مستيقظا طوال السنة المزدوجة,المشكلة أنني لا أعرف من أين أتى هذا التفاؤل بالعام المزدوج و عندما حللت الأمر وجدت أن مناسباتي السعيدة تنقسم بالتساوي على الأعوام المفردة و المزدوجة و كذلك مناسباتي التعيسه و حتى الآن لا أدرك لماذا استبشر بالعام ذو التاريخ المزدوج.

خطر لي بعد أن قرأت عن المدارس التي تصنف البشر على أساس الكواكب و النجوم و السلوكيات و الميول أن ابتكر تصنيفا جديدا يقوم على اساس الإحساس بالألم و هذا ما خرجت به.الناس نوعين النوع الذي يشكو من الصداع و النوع الذي يشكو من المغص,و يترتب على نوعية الشكوى تركيب الشخصيه ,مثلا الذي يتألم من رأسه عنيد و الذي يتألم من بطنه سهل الإقتناع,الذي يتألم من رأسه يحب غرف النوم, الذي يتألم من بطنه يحب الحمام,الذي يتألم من رأسه جدي,الذي يتألم من بطنه حالم,,,,و هكذا يمكنني أن اصنف كتابا.

كل النظريات و الإستنتاجات فيها شيء "ذاتي" أو شخصي و نظريتي السابقه بنيتها على معاناة شخصيه من الصداع لأنني أريد أن أخلص الى جواب شافي, ايها أقوى و اشد تأثيرا ألم الرأس أم ألم البطن؟؟!!