لم أقدر يوماً أن أصف الحب , و حتى عندما عشته أول مرة
لقد كان مرتبطاً بالأغاني التي نسمعها من الراديو و التلفزيونات لقد كان شعوراً من نار يأكل خشب جسدي الجاف ليحيل البرد دفئاً , و النيء مطهياً لينير طموحاتي و آمالي .
و فشل هذا الحب لأقرر ألا أحب ثانية .
لأكتشف أنني لست صاحب قرار فقد هويت ربيعاً لم تتفتح أزهاره بعد حد الثمالة و هوتني هي بدورها لأعيش شهوراً في جنة , الآن وأن أتذكرها أعشبت طاولة الكمبيوتر أمامي و أورق الكيبورد و فاضت المياه من الشاشة أمامي و تلاشت أوراقي و مستنداتي تلاشت أصابعي بين الزهور المتفتحة و ضاعت أزرار الكيبورد أمامي
و صرت أسمع رنة الموبايل التي خصصتها لها تدق في وريدي .
لم تنتهي هذه الشهور و لكن أشواك المال قد نمت بين هذه الزهور و حان الوقت لهذا الفلاح الذي يحب زرعه مثل دمائه لأن يشمر عن سواعده و يحمي زرعه من الشوك و ليؤمن له أرضاً طيبة و نسغاً لذيذاً و نوراً دافئاً
و هذا الفلاح كله أمل أن يثمر حقله ثلاث ثمرات فقط ليقبل تلك الشجرة التي أنجبتها
لقد عاهد الفلاح الزرع ألا يصيبه مكروه قبل أن يكون قد صار تحت التراب . لقد وعد هذا الوعد رغم خوفه من نقص المطر و جفاف المياه الجوفية و غلاء المازوت .
لكنه عاهد زرعه , و لم أعرف خلال التاريخ كله فلاحاً واحداً خائناً
أميريشو
سورية الله حاميها