تقول إحصائيات عام 2002 بأن عدد السكان في العالم يساوي 6.228 مليار نسمة (U.S. Census Bureau, Global Population Profile: 2002) منهم 287.676 مليون نسمة فقط في الولايات المتحدة الأمريكية, وحوالي 803 ملايين نسمة في كل دول أوروبا الغربية والشرقية, وهناك أكثر من 5.030 مليار نسمة في الدول غير المتطورة.
ويقول عدد من الدراسات العالمية أيضا بأنه لا يستطيع العالم تحمل أكثر من مليارين نسمة من البشر. وإذا لم يتم الوصول إلى خفض عدد سكان العالم إلى هذا الرقم فان هناك كارثة ستنفجر قريبا في العالم. وتتمثل هذه الكارثة بالجوع والمرض والنزاعات الإقليمية وانتهاء بالحروب الدامية بين الشعوب والأمم. إلا أن هذا الخفض غير ممكنا في ظروف لايعلم فيها معظم البشر عن أسرار هذا المستقبل المظلم والقريب إطلاقا, بالإضافة إلى أنه يستحيل تنظيم الشعوب التي يسودها الفساد والجهل والفقر والتصوف الديني الذي يشجع على الولادة. وخصوصا أيضا وأن عدد السكان في العالم المتخلف الذي لايمكن تنظيمه يشكل أكثر من 83 % من سكان العالم بكامله. ولذلك فان أمريكا تفضل وتعتمد فكرة إبادة هذه الشعوب لتحيى هي بوفرة كافية – وهذا ماتفعله الآن.
ويشكل الأمريكيون مايعادل أقل من 5 % من مجمل سكان العالم, إلا أنهم يستهلكون مايعادل 30 % من مجمل الإنتاج النفطي العالمي – يستهلك الأمريكيون أكثر من 24 مليون برميل من النفط يوميا (بينما يستهلك العالم بكامله بما فيه أمريكا مايعادل 80 مليون برميل يوميا), ويعني هذا بأن كل أمريكي يستهلك ستة أضعاف متوسط مايستهلكه الفرد في عموم الدول الأخرى متضمنة أوروبا وكندا وسواهم. هذه الدولة الأمريكية التي لاتنتج أكثر من 3 براميل نفطية في اليوم فقط من كل بئر من أكثر من 80 % من آبارها, اجتاحت العراق ونشرت قواتها في كل دول الخليج العربية التي تنتج فيها البئر الواحدة مايعادل من 20 ألف برميل في اليوم, ويعني هذا أن كل بئرا في العراق ودول الخليج تعادل أكثر من 6500 بئرا في أمريكا. فهل لهذا الاجتياح من ثمن؟ وإذا مالاحظنا بأن عدد السكان في الولايات المتحدة الأمريكية كان في عام 1950 مساويا 152.271 مليون نسمة وأنه أصبح في عام 2002 مساويا 287.676 مليون نسمة, نرى بأنهم ازدادوا بنسبة تقارب 89 % خلال تلك الفترة. بينما كان عدد السكان في العالم غير المتحضر في عام 1950 مساويا 1749 مليون وأصبح في عام 2002 مساويا 5030 مليون, ومعظمهم في أسيا (3518), ويعني هذا بأنهم ازدادوا في العالم غير المتحضر بنسبة تقارب 188 % خلال نفس الفترة, أي ضعف نسبة التزايد التي حصلت في الولايات المتحدة الأمريكية. وتظهر الإحصائيات العالمية بأن هذا التفاوت مستمر في الارتفاع, والجدول ادناه يؤكد ذلك.
النفط الذي لا يوجد له بديلا آخر في هذا الكون, والذي يعطي العالم أكثر من خمسمائة ألف مادة لدعم الحياة الإنسانية, اعتبارا من الأسمدة الزراعية وانتهاء بالمواد والمعدات الطبية والمعقمات والكيماويات الأخرى, بدأ ينضب. فالمخزون العالمي المؤكد لا يتجاوز الألف ومائتي مليار برميل فقط, ولو استمر العالم في اقتسامه وفقا لما هو عليه الآن لكان بإمكانه كفاية العالم لمدة لاتزيد عن الخمسين إلى الستين عاما القادمة. إلا أن الأمريكيون وخلافا لسواهم من البشر يرغبون في الحياة لفترة أطول, ولذلك عليهم ومهما كانت السبل وكذلك النتائج اغتراف أضخم كمية من النفط يمكنهم سرقتها من الشعوب الأخرى وضخها في خزاناتهم الجوفية على أراضيهم ليستمروا في البقاء أطول بعد انهيار وإبادة تلك الشعوب. وحتى لو أثبت التاريخ أن هناك خطأ في تقدير كميات الطاقة في العالم بدرجة مائة في المائة فان الحياة الإنسانية لن تتمكن من الاستمرار على وجه الكرة الأرضية أكثر من مائة عام. فهل يوافق الأمريكيون على أن ننقرض معا؟ تصوروا توقف مئات الملايين من السيارات والقطارات والطائرات وأجهزة التدفئة والطهي والإنارة والآلات الأخرى ومضخات المياه التي تعمل ليلا نهارا وتستنزف المواد النفطية بغزارة ليس لها مثيل سابق في التاريخ. هذه المواد التي تشكلت خلال مئات الملايين من السنين نستهلكها عمليا خلال أقل من قرن واحد, لأنه حتى عام 1918 عندما قامت الحرب العالمية الأولى لم يكن هناك طائرات ولا صواريخ عابرة ولا أقمار صناعية, ولم يكن هناك أيضا هذا الكم الهائل من السيارات والشاحنات والقطارات وسواها من الآلات الصناعية والزراعية التي تستنزف المواد النفطية بهذه الغزارة, فهل تستطيع الإنسانية انتظار تشكلها من جديد؟ ولو أمعنا النظر في تاريخ التطور السريع للحضارة البشرية وتساءلنا متى بدأت هذه الحضارة, كيف تطورت وكم مضى عليها من السنين؟ فإننا سنجد بأنها تطورت وبشكل أساسي خلال أعمارنا نحن أبناء الخمسينيات, فهل يمكن مقارنة هذه الفترة التاريخية الضئيلة بتاريخ الحياة على الأرض التي تقدر بملايين السنين؟ وإذا ما تساءلنا عن البدائل الممكنة للنفط, فهل نستطيع الحصول من الكهرباء أو من أشعة الشمس أو من الرياح أو المد والجزر البحري وسواها على أية مادة من المواد التي نستخرجها من النفط, كالأسمدة الزراعية لإنتاج الغذاء وكذلك المواد والمعدات الطبية والمبيدات وغيرها الكثير الكثير؟
ويتواجد النفط في عصرنا هذا بشكل غير متساو في دول العالم التي يبلغ تعدادها 182 دولة. حيث تنتج 42 دولة من هذه الدول أكثر من 98 % من النفط العالمي, وتنتج 70 دولة أخرى أقل من 2 %, وأما السبعين دولة المتبقية فهي لاتنتج أي شئ. والجدول التالي يتضمن معطيات عن الإنتاج النفطي للدول أل 42 المذكورة.
ولو أمعنا النظر في المعطيات النفطية لأهم اثنان وأربعون دولة من الدول المنتجة للنفط وكذلك لبعض أجزاء العالم الرئيسة, والتي أعدها Richard C. Duncan من معهد الطاقة والإنسان في واشنطن و Walter Youngquist المستشار الجيولوجي في كاليفورنيا عام 1998 لاستطعنا قراءة بعض الأساسيات التالية:
- ثلاثة وثلاثون دولة من أصل الاثنان والأربعون تجاوزت الذروة في إنتاجها النفطي, ولم يتبقى سوى تسع دول لم تصلها بعد
- من الملاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية مع ليبيا وصلت الذروة مبكرا في عام 1970, إيران في عام 1974, إندونيسيا في عام 1977, والاتحاد السوفييتي السابق في عام 1987
- في عام 1997 أنتجت الدول الأربعة الأعلى إنتاجا: السعودية وأمريكا والاتحاد السوفييتي السابق وإيران معا أكثر من 40 % من الإنتاج العالمي, وأما الدول الأربعة الأقل إنتاجا: البيرو وتونس وإيطاليا والبابوا غينيا الجديدة فلم تستطع إنتاج أكثر من 0.05 % من الإنتاج العالمي
- إن أعلى نسبة هبوط في الإنتاجية حدثت في المكسيك (92%), وأمريكا (90%), وان أقل نسبة هبوط حدثت في الكويت (44%), والعراق (45%), والسعودية (48%) وجميعها دول عربية
- تملك السعودية حصة الأسد من الاحتياطي النفطي المتبقي في أراضيها والذي يعادل 189.4 مليار برميل ويعادل هذا 16.3 % من مجمل الاحتياطي العالمي المتبقي
- أمريكا الشمالية أول مجموعة دول وصلت إلى ذروة إنتاجها النفطي (في عام 1985) ثم تبعها الاتحاد السوفييتي السابق (في عام 1987), أما باقي مجموعات الدول فقد وصلت إلى ذروتها الإنتاجية تباعا: أوروبا عام 2000, أسيا الباسيفيك عام 2002, أفريقيا عام 2004, جنوب ووسط أمريكا عام 2005, ولم يتبقى منها سوى منطقة الشرق الأوسط التي يتوقع أن تصل إلى ذروة إنتاجها في عام 2011
- في عام 1997 أنتج الشرق الأوسط مايعادل ثلث الإنتاج العالمي, ويتوقع أن تزاد هذه النسبة في المستقبل حتى تصل في عام2040 إلى نصف المنتج العالمي, حيث سيمتلك في ذلك الوقت حوالي 46 % من الاحتياطي العالمي المتبقي ويكافئ هذا وفقا للتقديرات العالمية 528 مليار برميل. ووفقا للاستهلاك الحالي تستطيع هذه الكمية إمداد العالم لمدة تزيد عن 25 عاما
- كان الشرق الأوسط يملك في بداية عام 1998 مايعادل 528 مليار برميل من النفط من أصل 1183 مليار برميل كان يملكه العالم بكامله, ويعادل هذا 44.6 % من مجمل الاحتياطي العالمي في ذلك العام
- بلغ إنتاج الشرق الأوسط التراكمي حتى عام 1997 مايقرب من 219 مليار برميل ويعادل هذا ربع الإنتاج العالمي التراكمي الذي يساوي 853 مليار برميل
- يتوقع أن ينتج الشرق الأوسط تراكميا حتى عام 2040 مايعادل 664 مليار برميل وهذا مايعادل تقريبا ضعف ماستنتجه أمريكا الشمالية تراكميا حتى ذلك العام 392 مليار برميل, وأكثر من ثلث الإنتاج العالمي أيضا 1902 مليار برميل
- في الوقت الذي لايضاهي عدد سكان الشرق الأوسط أكثر من 4 % من سكان العالم فانه يملك مخزونا من النفط الفائض الجاهز مستقبلا للتصدير قد تصل نسبته إلى 70 –80 %
وتملك دول الشرق الأوسط حاليا مايعادل 76 % من مجمل الاحتياطي النفطي لدول الأوبك OPEC, وتبلغ إجمالي صادرات الشرق الأوسط من النفط مايعادل 45.3 % من إجمالي الصادرات العالمية, ويتوقع وصول هذه النسبة إلى 50 % قريبا.
فالأمريكيون يعلمون جيدا ماهو مهم وماهو قادم قريبا لامحالة. ويحاولون إضعاف الدول التي يخشونها بطرق سلمية أولا, مستخدمين مجلس الأمن الدولي وبالتهديد والوعيد. ويحشدون من أجل ذلك جيوشا من العملاء والسفهاء الذين باعوا أهلهم وضمائرهم وأعموا بصائرهم عن ماتفعله هذه الدولة الأمريكية من قتل وإهانة وتشريد في شعوب العالم بكامله. يتهمون كوريا الشمالية التي هي من أفقر الدول وكوبا وإيران, ولا ينسون سوريا والسودان. فعلى من اعتدت هذه الدول؟ يساندون كل الحركات الانفصالية في كل مكان في العالم ليضعفوا الدول وليسهل عليهم اقتناص خيرات بلادها, ويخططون للسيطرة على العالم. هدفهم هو القتل والتمزيق والإبادة وإشعال الحروب في كل مكان. أنكروا على السودان عروبته ويحاولون الآن أيضا في العراق, ودعموا حركة ادعت في الأعوام الماضية بأن مصر بلد فرعونية وليست عربية ليعزلوها عن الصراع العربي الصهيوني, واستخدموا الجيوش والحكومات المحلية في العديد من الدول العربية والإسلامية لتجريد القبائل والمواطنين من سلاحهم باسم محاربة الإرهاب. أما الهدف الحقيقي وراء كل ذلك فهو إنهاك المقاومة في العالمين العربي والإسلامي ليسهل على الأمريكيين الإجهاز عليهم في المستقبل. فقد أغلقوا البنوك الإسلامية والغوا المؤسسات الخيرية الإسلامية أيضا في العالم, حتى وللأسف في العديد من الدول العربية والإسلامية نفسها. وصادروا أموال العديد منها وأموال العديد من المسلمين في العالم بحجة أنها تدعم وتساعد الإرهاب. فهل أصبح الإسلام يعتبر منظمة إرهابية؟ أم أنه دين سماوي؟ وألا يقع الحق في هذه النتائج على عاتق المسلمين أنفسهم؟ ولماذا يحق للأمريكيين وحدهم إعفائهم من القوانين التي تنص عليها اتفاقيات السلام في جنيف؟ السلام والإنسانية والديموقراطية والإرهاب أيضا, كلمات لامعنى لها على الإطلاق ويستخدمونها للمراوغة وإرهاب الشعوب.
ولن يتنازلوا عن إصرارهم بصدد القضاء على المفاعلات النووية لكوريا الشمالية وإيران لأنها دول غير حليفة ولا صديقة. ويحسبون لهذا ألف حساب, كي لاتشكل لهم متاعب تذكر إذا ما انقضوا عليها, الأمر الذي أخرته فقط ولحين المقاومة العراقية البطلة. وتناسوا النشاطات النووية الإسرائيلية التي تهدد العالم بأسره. وطالبوا سوريا بالخروج من لبنان متناسين أيضا الاحتلال الصهيوني لمزارع شبعا والجولان. وقد أعلن البنتاغون حديثا عن إنشاء قسما متخصصا للتجسس والتآمر على الدول والشعوب, وسربت إلى وكالات الإعلام العام الماضي أن هناك مجموعات ضخمة من ضباط المخابرات الأمريكية شبه غير الرسمية ولا يعلم بها الكونغرس الأمريكي, المنتشرة في مختلف أنحاء العالم للتآمر على الدول وجمع المعلومات وتجنيد الجواسيس ليسهل على أمريكا توجيه الضربات مثلما حدث ذلك في أفغانستان والعراق فالحروب الدامية التي تعد لها أمريكا قادمة لامحالة. وسوف تخسر تلك المجموعات من الدول والشعوب التي تساوم الأمريكيين على مصالحهم وتسامرهم, لأنهم في النهاية لن يجنون سوى الموت لهم ولشعوبهم. فمصير الإنسانية كان على الشعوب والأمم أن تتقاسمه على حد السواء. وليتم ذلك لابد من الوقوف ضد المصالح الأمريكية القذرة التي تفضل البقاء على حساب إبادة الشعوب والأمم.
ولا زال الأمريكيون يرفضون حتى التوقيع على المعاهدة العالمية للحفاظ على البيئة ومعالجة مظاهر الانحراف والتخريب البيولوجي للكرة الأرضية بعد أن وقعتها معظم دول العالم منذ أكثر من 18 عاما سابقا. فالخلل البيولوجي في عالمنا وتهديد الشعوب بالانقراض لايشكل للأمريكيين أي اهتمام. وقد حذر المؤتمر العالمي الذي انعقد في باريس في بداية عام 2005 لدراسة الوضع البيولوجي في العالم بأن آلاف الأنواع من الحيوانات والنباتات مهددة بالانقراض ! فما هو حال الإنسان إذا؟؟
وعلى العالم أن ينتبه إلى هذه الدولة الشريرة ويحسب لها كل حساب. وعلى كل الدول وبدون استثناء أن تتزود بكل ماتستطيع من قوة وبكل أشكالها وأن تتحالف وتتحد للمواجهة المحتومة القادمة مع هذا الشرير الأحمق الذي لايخجل في اتهام الآخرين ويفعل كل الموبقات. والعالم لن يشهد أي سلام مادامت أمريكا دولة قوية. فالتاريخ ومنذ ظهور أمريكا على الكرة الأرضية خير شاهد على ذلك. احتلوا البلاد وقتلوا أهلها الهنود الحمر وأقاموا الحروب ومزقوا الدول. فالقضية الفلسطينية لن نشهد لها حلا أبدا, ومن السذاجة التفكير بذلك, والسودان سوف يمزق وكذلك السعودية وإيران وغيرها من الدول إن استطاعوا طبعا ذلك, وخصوصا الغنية منها بالنفط والثروات الباطنية الأخرى. وبما أن الانتظار ليس من صالحهم فقد بدؤوا حروبهم بتصميم فائق الشدة. ومن يمكن أن يصدق بأنهم يحاربون الإرهاب وقد دمروا حضارات إنسانية بكاملها في أفغانستان والعراق وقتلوا وشردوا الملايين من المواطنين الآمنين الذين لاناقة لهم ولاجمل. ولن يحصل الأوربيون على أية مزايا من الأمريكيون أيضا, لأن ماتبقى من الطاقة في العالم غير قابل للاقتسام, والموضوع غير قابل للتفاوض أيضا والأمريكيون يعلمون هذا وبدقة ويعدون له منذ أكثر من مائة عام. فالقتال هو السيف الحاسم لمن يمكنه البقاء, ونحن نحيا الآن في زمن أسوأ من عصور الغابات. وإذا ما دعم الأوروبيون أمريكا في هذه اللحظات الحالكة سيكونون ضعفاء أمام التهامها لهم في المستقبل القريب.
التفاوض في ظروف أن تكون أو لاتكون لن يعطي أية نتيجة. لأن الطرف الأقوى يفكر بأنه إن تفاوض فهو هالك وان قاتل فقد يستمر في البقاء لفترة أطول. وليس هناك للخسارة أو الربح المادي أي معنى, لأن الربح المادي مع الموت المحتوم لايشكل أية إيجابية في الحياة. فأمريكا لم ولن تفاوض في موضوع الطاقة, هي تراوغ الدول لتكسب الزمن والظروف. ولذلك فان أية مفاوضات مع أمريكا في هذا الخصوص تعتبر خسارة للزمن وخسارة في كل شئ. فقد وصل العالم إلى نقطة أصبح واضح فيها نهايته. وفي الوقت الذي نضيع فيه جل أوقاتنا في الجدل حول ماقاله فلان وعلان, تفعل أمريكا كل شئ للسيطرة على منابع الطاقة في العالم. فالكيان الصهيوني لم ينشأ ليحل مشاكل اليهود في العالم, ولم ينشأ أيضا لقناعتهم بأن هذه هي دولتهم الموعودة. ونحن نعلم بأن هناك الكثيرين من يهود العالم الذين لايؤمنون لابالصهيونية ولا بإسرائيل, وحتى أن منهم من يؤمن بأن قيام دولة إسرائيل مخالف لتعاليم ربهم. لقد استخدم هذا وذاك وأنشئ الكيان الصهيوني ليكون وسيلة للوصول إلى منابع النفط الرئيسة في العالم. ومن هنا تظهر خطورة هذا الكيان, لأنه يرتكز على مبدأ الإبادة للشعوب الأخرى ليتمكن من اغتصاب خيراتهم والسيطرة على منابع الطاقة الضرورية للحياة في أراضيهم. وحدث في التاريخ أن تتواجد معظم الطاقة العالمية تحت أرض بدأت فوقها الحياة وتسيطر عليها الشعوب الإسلامية وخصوصا منها العربية. فاتفق الهدف مع القبولية الأمريكية, وبدأ التنفيذ بإنشاء الكيان الصهيوني الذي لايستمع لأحد في هذا العالم.
هم الذين قتلوا أكثر من ثلاثة آلاف أمريكي بأيديهم وهم يعلمون ذلك دفعة واحدة ولم يأبهوا لمصائرهم ولم تهتز لهم ضمائرهم على الإطلاق, وألصقوها بأسامة أبن لادن, ثم جالوا وصالوا في العالم طالبين الثمن. ثلاثة أحداث أساسية توضح كل شئ:
- ثلاثة آلاف يهودي لم يذهبوا إلى عملهم في مركز التجارة العالمي في نيويورك في يوم الهجوم
- مظاهرة صهيونية كانت متجهة إلى هذا المركز وغيرت اتجاهها قبل الهجوم
- ألغيت زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي شارون كان مقررا القيام بها إلى واشنطن في ذلك التاريخ
بالإضافة إلى أن الصحف الأمريكية نفسها تحدثت عن احتمال أن كافة الطائرات التي اشتركت في ذاك الهجوم تمت قيادتها من الأرض, وأن أنظمة القيادة الأرضية التي تلغي دور الطيار ركبت على كافة الطائرات المدنية الأمريكية منذ سنوات قبل الهجوم. فكيف يمكننا فهم كل هذه الأحداث؟؟
اخترعوا كلمة الإرهاب وهم أعظم الإرهابيين في العالم, وتشهد لهم على ذلك الحروب التي أحدثوها في مختلف أنحاء العالم وكذلك الوحشية والدعارة التي أقاموها في أبو غريب وغوانتينامو وسواهم. استخدموا كلمة الديموقراطية وهم يسلبون الشعوب حرياتهم وخيراتهم وكذلك أهم عوامل بقائهم. فكانت أفغانستان والعراق صيدهم الأول, ليسيطروا على مناطق تضم أكثر من 70 % من المخزون العالمي للنفط – الخليج الفارسي ودول جنوب الاتحاد السوفييتي السابق وبحر قزوين. ولا بد هنا من التأكيد على أن كافة التصريحات الأمريكية التي يطلقونها فيما يتعلق ببناء الديموقراطيات وحقوق الشعوب وحرياتها وكذلك المحاكمات والتحقيقات الصورية التي يجرونها لمجرمي الحروب في الكونغرس أو البيت الأبيض الأمريكي هي كذب بكذب يمثلونها على شعوبهم وشعوب العالم بأثره للتمويه وطمس الحقائق فقط. فإلى متى علينا أن نصدقك يا بوش الصغير؟
د. يوسف الابراهيم
نقلا عن موقع اخبار سوريا
اخبار سورية