وجه النائب اللبناني سعد الدين الحريري نجل رئيس الوزراء السابق رفيق الحرير كلمة إلى اللبنانيين عقب صدور تقرير اللجنة الدولية المكلفة التحقيق في قضية اغتيال والده.

وأكد الحريري قبوله التام بنتائج وتوصيات التقرير الذي وصفه بأنه "الخطوة الرئيسية الأولى في مسار التوصل إلى الحقيقة"، مؤكدا أن نتائج التحقيق لن تكون محل مساومة داخلية أوخارجية.

وكشف الحريري الذي كان يتحدّث من جدة في المملكة العربية السعودية أن والده تعرّض لعدة محاولات اغتيال سياسية في عامي 1998 و2000 ثم بعد مؤتمر باريس 2 وقبل التمديد لرئيس الجمهورية وبعد التمديد له "رغما عن إرادة اللبنانيين في خرق وبطريقة غير شرعية وغير مسبوقة"، على حد تعبيره.

وقد اعتبر الحريري أن من أهم نتائج التقرير هي سقوط المنظومة الأمنية في إدارة شؤون البلاد معتبرا أن والده اغتيل بعد أن أصبح " خطرا على مشروع نظام الوصاية والتسلط وعلى أدوات ابتزاز لبنان" آملا الانتقال من الدولة الأمنية إلى الدولة الديموقراطية.

وتوجه الحريري إلى الشعب السوري مؤكدا أنه "سيبقى بالنسبة لنا شعبا شقيقا وعزيزا نتطلع معه لارساء علاقات الأخوة القائمة على الصدق والاحترام المتبادل".

كما أكد الحريري على هوية لبنان العربية التي "لا تحتاج إلى شهادة حسن سلوك من أحد".
جلسة استثنائية في مجلس الأمن
جورج بوش
بوش: "على المجتمع الدولي قراءة التقرير بتأن واتخاذ الخطوات اللازمة"

جاء كلام الحريري بعد حوالي يومين على صدور تقريراللجنة الدولية برئاسة القاضي الألماني ديتليف ميليس وفيما دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة استثنائية لمناقشة التقريرالذي أشار إلى ضلوع مسؤولين في سورية ولبنان في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

وقال بوش إن "التقرير الذي أصدره ميليس يشير بوضوح الى الدافع السياسي لجريمة اغتيال الحريري، وانها لم تكن لتحدث دون تدخل سوري".

وأضاف بوش: "اليوم صدر تقرير في غاية الأهمية وعلى المجتمع الدولي قراءته بانتباه شديد واتخاذ الخطوات اللازمة التي تتوجب من بعده".

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو يوم الجمعة أن "مجلس الأمن سينظر في فرض عقوبات دولية على سورية"، بعد ان ألقى التحقيق بظلال من الشك على احتمال تورط دمشق في واقعة اغتيال الحريري.

وردا على سؤال لبي. بي. سي بشأن ما اذا كان مجلس الأمن سيفرض عقوبات على سورية خلال جلسة ستعقد قريبا قال سترو: "سندرس ذلك".

وكانت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس قد دعت الى "المحاسبة" بعد صدور تقرير ميليس.
"كل الخيارات مطروحة"

وقالت رايس ان "المجتمع الدولي يجب ان يطلب محاسبة المسؤولين الذين تبين ضلوعهم في اغتيال الحريري"، واصفة ذلك بالامر المهم جدا للأسرة الدولية.

لا نطلب الثأر، نطلب العدالة
سعد الدين الحريري

واعتبرت وزيرة الخارجية ان التقرير "مقلق جدا"، مضيفة أن الولايات المتحدة ستجعل من مجلس الامن نقطة الارتكاز لأي تحرك في اطار هذه القضية.

وكان السفير الامريكي الى الامم المتحدة جون بولتون قد اعلن ان بلاده تدرس كل الخيارات المطروحة والتي يمكن اتخاذها في مجلس الأمن الدولي في الأيام المقبلة.
الموقف الاوروبي

أما الاتحاد الاوروبي فقد عبّر عن قلقه حيال نتائج التقرير ودعت متحدثة باسم الاتحاد سورية الى الاستمرار في التعاون في التحقيق.

وقالت "ان سورية سوف تؤذي مصالحها اذا لم تتعاون بشكل كامل مع التحقيق"، واضافت ان من المبكر تحديد ما اذا كان الاتحاد الاوروبي سوف يتخذ اجراءات ضد سورية في ضوء نتائج التقرير.
نفي سوري

من جانبه، قال وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله ان التقرير "مسيس 100 في المئة، ويحتوي اتهامات زائفة".
الانفجار الذي أودى بحياة الحريري و22 شخصا آخرين
مقتل الحريري غيّر المعادلات السياسية في لبنان

واضاف "اعتقد ان التقرير بعيد عن المهنية ولن يقودنا الى الحقيقة".

وقد نفت سوريا أي تورط لها في جريمة اغتيال الحريري وشكلت لجنتين متخصصتين لتحضير رد رسمي يُقدم إلى كوفي عنان.

يُّذكر أن سوريا كانت السلطة الأساسية في لبنان حتى انسحاب جيوشها منه في وقت سابق من هذا العام تحت الضغظ الدولي والشعبي اللبناني عقب مقتل الحريري.

ويقول مراسل الـبي بي سي في دمشق إنه على الأرجح أن تكون السلطات السورية قد غضبت من تصاعد موقف الحريري المعارض لوجودها في لبنان.

ويضيف المراسل: "سوريا قد تجد نفسها معزولة وتواجه إمكانية فرض عقوبات عليها من قبل الأمم المتحدة فيما لم تعد تتمتع بدعم كبير من الدول العربية الأخرى".

ومنذ اغتيال الحريري و22 آخرين في 14 فبراير/ شباط، عرف لبنان موجة تفجيرات استهدفت صحافيين وسياسيين معادين لسوريا