سجن أبو غريب قضية مستهلكة شبعت نقاشا ، و كل منا لديه موقفه النهائي من قضية العراق ، أي لن نضيف جديدا بالفعل ، سوى تأكيد مواقف و رؤى سابقة ، و لكن يبقى لي تعليق ليس في صلب القضية بل على هامشها ..
في مثل هذه القضايا الحساسة من المهم أن نحافظ على كفتي الميزان .. حدود الحوار و لغته و إحترام حق الخلاف مهما كان حادا ، إننا لا نملك هنا القرار ولا تغيير مسار التاريخ ،و لكن نستطيع أن نحترم الآخر و بهذا نحترم أنفسنا أساسا ، إن التكفير و التخوين على الرأي حماقة عمياء ، و من يدمن هذه الممارسات سيكون ضحية لها ، الزميل طارح الشريط و الذي لم أتشرف بمعرفته سابقا ، ربما كان مخطئا أو بعيدا عن الصواب ، و لكني لا أفهم ولا أستسيغ أن يتهمه أحدنا هكذا بالخيانة و العمالة و الإستفادة .... الخ ، تلك الممارسات هي مراهقة سياسية و أناشيد مدرسية لا تليق ، الآن أريد أن أقف في الجانب المقابل لأقول أنه من المدهش أن نرى كيف تتغير المواقف للنقيض ، و أنه بالتالي من الخطأ إطلاق أحكام أخلاقية نهائية على مواقف سياسية ، هذا الفعل ليس فقط غوغائية و طفولة سياسية ، و لكنه أيضا مربك للتفكير و سلامة الحكم على الأمور ، لا يوجد رأي لا يملك ولو قدرا محدودا من الفائدة ، فأسوأ الآراء توضح الآراء الصائبة و مدى فائدتها ، يبقى أنه ليس بيننا زعماء و أبطال قوميين كبار سواء في هذا النادي ولا في غيره من نوادي الحوار ، ولو كانوا مختبئين بيننا فقد أحسنوا التمويه، فلا شيء يدل عليهم البتة ! ، والذي أفهمه و ربما يقرني البعض عليه ، أن الزعماء الكبار لن يكون لديهم وقت يضيعونه للحوار مع 10 أشخاص على الأكثر ، معظمهم يبحث عن التسلية البريئة ، أو يهفو إلى قيمة و مكانة يفتقدها في حياته القفر المجدبة .